بعد يومين ، وبالرغم من كثرة اسئلة أليكسا لأبيها ، فلا خبر كان قد أتى من ساحة المعركة ، كانت لا تنفك عن التفكير في كارسين والملك ، وتتسائل لو أنهم مازالوا أحياءً حتى ، جلست على كرسي في شرفتها والخادمة إليانورا قربها ، بقيت أليكسا شاردة الذهن لبرهة ثم سألت :
- إيلي ..
- ما الأمر يا أميرتي؟.
- لماذا يفعلون ذلك بي؟ .
- ماذا تعنين؟.
- أنا اتألم.
- يا أميرة ، اصبري ، اصبري قليلاً.
- أخي والملك وكلاي.. يا الله أبقهم بخير!.
وحضنت إليانورا الأخرى بهدوء وبكت أليكسا قلقاً ، أحياناً الأفكار تدفعنا للهاوية وتكاد تودي بنا للموت.
وسرى الليل ، ونحن ما سرينا!.
مضى أسبوع آخر ، من إنجازات فرسان رُوكو ، وقلق قلعة كالدرن ، الذي كان ملكهم رجلاً كبيراً في العمر ، تملأ التجاعيد وجهه ، واهن العقل محباً لاجتلاب المشاكل ، كان الجميع في جزع ، وكانوا يستقبلون المصابين كل لحظة ، وكانت جدران القلعة على وشك الانهيار من جزع أهلها ، وثار عامة الشعب ، واعترضوا على هذه الحرب ، وغضبوا على موتاهم ومصابيهم ، وبل طالبوا باسقاط الملك الذي يجتذب المشاكل دون سبب! ، يالغباء حكام كالدرن الذين ظنوا بأنهم سيرعبون روكو ويجعلون ملكها صهراً لهم ، دخل أحد الفرسان على ملك كالدرن العجوز ، وقال في جزع:
- لقد شوهد شعار جيمان مع شعار روكو ، ماذا نفعل؟.
خبط بقوة على كرسيه ووقف متثاقلاً وقال:
- سأقتل اولئك الفتية بيدي هاتين!.
مضى مع أقرب فرسانه ، وبل أخذ معه بعض القتلة ، ناوياً إبادة العدو ، وجيش روكو يدنو ، وكالدرن في دنو ، وكان كلاهما مسرعين ، فالتقوا في نصف يوم ، وقف الجيشان ، وبدأ الإختصام الأخير ، رفع ملك كالدرن رأسه و أشهروا أسلحتهم ، و أبانوا البنادق ، وهم لا يعلمون أيهم أليكسيس وليونارد ، فلم يقف أحدٌ في الأمام كقائد ، وكانا بدروع وخوذ الفرسان ، وهتف الجيشان وقال ملك كالدرن بكل فخر وتعالٍ :
- لأقتلنكم ، وأعلقن جثثكم في ساحة الإعدام ولأجعلن الغربان تأكل وتشرب من أبدانكم حتى تضمحل ، مع من تظنون أنفسكم تعبثون يا أيها الفتية ؟ ، أنتم حقاً ل....
ولم ينهي كلامه ، لأن عنقه طار بالفعل ، فقد إنقض عليه ليونارد بسلاحٍ يشبه المنجل ، وفصل رأسه في رمشة عين ، فتضعضع جيش كالدرن ، وحاربوهم لساعات ، ومن شدة جزع كالدرن لم يتمكنوا من قتل أحد من روكو ، ثم فر منهم ما تبقى .
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantastik"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...