- لقد لاحظتُ ذلك ، و لا أدري لمَ..
احمرت وتغاضت عن تلك النظرات ، وإنتهى الفطور بعد نقاشات وقتالات طوال ، تأكدت أليكسا اليوم أن ليونارد يتصرف بأسلوب غريب حقاً عندما يتواجد رفقة أليكسيس! ، خرجوا وبقيت هي وفيوليت وذهبن إلى الحديقة الخلفية للحديث ، أحبت أليكسا شخصية فيوليت كثيراً ، وأعجبت بمظهرها ، فقد بدت فيوليت أعلى من النبلاء والملكيين بآدابها ورقتها وتلك النظرات البنفسجية النادرة تجعل من يحادثها يستعجب ، فيوليت من أين أنتِ؟ ، فيوليت من أيما حكاية خيالية خرجتِ؟ ...
قالت فيوليت في خضم الحديث:
- أليكسا .. أنا لا أقرأ الأفكار ولكنك تبدين قلقة من أمرٍ ما.
ذهلت أليكسا وسألت:
- كيف علمتِ؟؟.
- علّمني أحدهم.
غيرت أليكسا جلستها وقالت بجدية :
- حسناً ، في الواقع هناك سجين أنا مسؤولة عنه ، إنه مصابٌ ومرهق جداً وحتى الأطباء عجزوا عن علاجه ، أخشى أن يكون موته بسببي ، وأخاف مسؤوليته.
- ولكن للجميع يوم قدر لهم الموت فيه ، وأنتِ لم تنوي قتله.
- أعلم ولكنني أخشى أن نقتله في لحظة غضب وهو بريء ، ليس في موته فخرٌ لنا!.
- لمَ تتكلمين في صيغة الجمع؟.
- حسناً...
ترددت أليكسا في كلامها وسكتت في حيرة ، وصادف أن ليونارد كان أمام الباب على وشك أن يطرقه هو وأليكسيس ، ولكنه توقف ولم تمس أنامله الباب ، و إسوّد وجهه وبان عليه الإنزعاج ، لاحظ أليكسيس وضعه فضيق عينيه وسأله:
- أفصح يا ليونارد ... لن تبقي على الأمر سراً أبد الدهر!.
- يا رجل ، ألم يكن هناك توقيتٌ آخر غير هذا ليقتل فيه؟ ، ثم لمَ يعيد التاريخ نفسه بحق الله؟ ، لمَ كل قتيل في روكو يصنف كضحية لي؟! ، ليتني قتلته!.
- يا صاح...
أعرض ليونارد وأراد أن يعود أدراجه ، ولكن أليكسيس طرق الباب و إنتظر لثوانٍ و دخل ، وقال بملء صوته الجهوري:
- نسينا أن نخبركن بأمر.
ومشى وإنتهى إلى الأريكة التي تجلس عليها فيوليت وإنحنى صامتاً لتسأله فيوليت:
- ماذا؟.
- أوه .. نسيت.
تبسم بلؤم ومن ثم قال :
- أردت فقط التأكد في حال قام أحد من روكو بمهاجمتنا.
تقدم ليونارد وقال بنبرة غضب:
- لمَ أنا مسؤول عن أي خطب؟!.
- لأن خطوبتك كانت بالأمس.
استشاط ذلك غضبه أكثر وقال:
- أتتلاعب بالكلمات؟! إن مزاحك هذا لمستفز!.
- ومزاجك بالمثل!.
مضى اليوم على مضض بالنسبة لأليكسا وليونارد ، فكلاهما قلقان من بيل ، حل السحر ، وهي لا تتوقف عن القلق والشك ، إرتدت معطفاً خفيفاً ، ومضت ، خرجت هذه المرة من الباب ، بهدوء ، لم ينتبه أحدٌ إليها ، كان قصر روكو الرئيسي هادئاً ، ولكنها استغربت كونها لم تشعر بوجوده ، لابد أنه يتمرن!.
- من الجيد أن غلين ليس هنا ، يمكنني التسلل لتفقد وضعه.
وصلت إلى الزنزانة بعد طيل جهد ، أحست بالإرهاق حقاً ..
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasia"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...