هيأة مألوفة وجديدة ، شعرت بأن لتلك العيون الذهبية قصصاً طويلة هي تعرفها أشد المعرفة ، تأثرت بشدة ، لم تعرف ماذا حل بها ، شدت يدها على الأخرى وكانت تجلس تلك الجلسة الرقيقة التي لربما تدل على توترها ، انزلت عينيها إلى الأسفل لتتمالك نفسها .-أنا دوق هيرنيم الواعد كريس هيرنيم.
إنحنت بأناقة ورقة وأجابت:
- أنا أميرة روكو روزيكا روكو .
كان كريس شارداً ، لا يصدق ما إن كان ذلك حلماً أم واقعاً ، لطالما حلمنا ولطالما إنتظرنا ، فيا أيام اللقاء متى نبلغكِ وأيا أيامَ الغبطة احتضنينا ، وأيا أيام الكرب لا تنحرينا ، وكفي عن إبلاغنا بأن أحبابنا ولو مُدبرين!.
في قصر روزيكا تبدل الحال ، فهنا ليونارد مقنع وقسورة يبدي وجهه ، طال صمت كريس وشروده بل وللحظة لمع دمع فوق العسل! ، وفي خضم هذه اللحظات الحُلوة ركله ليونارد في ساقه فاستيقظ متألماً قائلاً:
- يا أميرة ، أنا حقاً أسعد مخلوقٍ برؤياكِ! ، أسبق وأن سمعتِ عنا؟.
توردت الأميرة وقالت باسمة:
- للحق ، أشعر بأني أعرفك.لم تتغير البتة ، بذات الود لكريس ، و ذات الإمتنان ، استمر كريس في شروده فركله ليونارد مجدداً ، يبدو أن كريس يتعرض للتعنيف وقال قسورة محملقاً :
- لنجلس يا رفاق !.
جلس قسورة بجانب روزيكا وليونارد بجانب كريس ، كان كلاهما بغاية الغضب ليس كما لو أنهما قد طلبا من كريس المجيئ لخطبة روزيكا وكما لو أن كريس أتى من تلقاء نفسه! ، وكريس يتعرض للضرب ولكنه سعيدٌ جداً بلقاء روزيكا أخيراً لدرجة أنه لا يهتم إن خسر رجله!. وروزيكا أيضاً في شرودٍ عارم لكنها لم تنتبه لغضب أخوتها ولم تتعرف على ليونارد حتى! ، متبسمة برقة ، وتلك الملامح البهية تزيد جمال الجو أيضاً! ، كانت ترتدي ثوباً باللون الأزرق وتفرد شعرها ، كان لون الفستان كلون عينيها ، وكانت ترتدي حلياً بسيطة ، من أين لكِ بهذا الحسن يا روزيكا!.
قال قسورة :
- إذن يا كريس كيف تبلي مؤخراً؟.
- أنا .. على ما يرامٍ حقاً ، حل ما في الأمر أن جيمان مشغولة كثيراً مؤخراً!.
سألت روزيكا:
- أنت دوقٌ واعد لذا مالذي تفعله الآن لتكون مشغولاً إلى هذه الدرجة؟.
و بلهفة ، فتذكر الأيام التي لطالما وعدها فيها أن يكون فارساً قوياً ، وأجاب:
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasía"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...