الفصل الثامن والثلاثون!.

11 2 53
                                    

عاد ليونارد إلى القصر الرئيسي وأخذ يعمل لساعتين ، حتى أحس بأنه لم يعد يبصر الكلام ولا يميزه ، خبط الأوراق وقال:

- يالهذا الجسد البالي يترجم كل مشاعره بالصداع!.

مر بجانب شجرة كان يبقى تحتها هو وإخوته غالباً ، نظر إليها بتمعن ، تحسسها ، ثم قال :

-روزيكا ، طرزت أول منديل لها هنا...

سكت قليلاً وأردف:
- لقد إقترب تكريم أبرز الفرسان السنوي ، ونحن لم نقم الحدث منذ أعوام ،  علي أن استمع لنصائح قسورة وأعيد الأمور لنصابها .

بقي بقميص أبيض وسروال أسود ، ومضى إلى مكان أبعد من الملكية وأخذ معه منجلاً وظل يصوبه على الصخر ، يخبط ويخرجه ، يرفع ذراعيه، وتغوص الشفرة في كبد الصخر ، ويخرجها ، حاول أن لا يستخدم يده المكسورة ، واستغرب كيف أنه أصبح يحافظ على نفسه مؤخراً وبل يود أن يصبح أشد قوة كي لا يعيقها في شيء ، توقف عندما أحس بالتخدر ، رمى بنفسه تحت أول شلال كما يفعل دائماً ليخفف الصداع ولكن لم ينفع ذلك ، خرج وجلس ، وأخذه التفكير لساعات ، وهو يتذكر الملك والملكة ، ويتخيل اليوم الذي تعود فيه روزيكا ، ويود أن يعرف سبب التهديد ، و تيقن بأن بيل له علاقة وطيدة بالأمر ، حل السحر ، وتذكر أن هذا هو الوقت الذي قابل فيه أليكساندرا  ، أراد أن يقترب من ملكية مورفي أكثر لعله يلاقيها بالصدفة ، لكنه رأى بأن ذلك يهز صورته ويؤذي أليكساندرا في حال رأه أحد ، جلس و إحتضن هواجسه مجدداً ، ثم إنتشله صوت خشخشة أوراق ، إلتفت بعيون الوحش المرعبة تلك التي جعلت الناس يدعونه بالشيطان بسببها ،  وسأل :

- قسورة؟ .

أردف يفكر بصوتٍ عالٍ:

-... نسيت ، لقد ذهب إلى جيمان ...ولكن أكان أليكسيس بخير؟ ، لمَ ذهب قسورة بسرعة في حين أنه في إجازة؟.

أخذ حجرة بجانبه ورماها لكل قواه في البحيرة ، واستمر يراقب ماء الشلال تنزل للبحيرة ، حتى إنتشلها صوت :

- أأنت بخير؟.

إنتفض وإلتفت ليرى ، ورأى أليكساندرا ، ظن بأنه يهذي ، رمش مرتين وبقي هادئاً ، وعدل جلسته.

- أولم تكوني مريضة؟! ، لمَ تخرجين هكذا ؟.

- جلالتك أنت مغمور بالماء لذا لا يحق لك أن تكلمني .

- لقد جف!.

- أي يكن! .

- أتستطيعين الوقوف؟.

- أجل .

كانت ترتدي قلنسوتها ، جلست على الأرض وقالت بجدية وصوت منخفض :

- قال كارسين بأنك وجدت ذلك الشيء على ظهر بيل.

- أجل ، يبدو بأن للأمر علاقة بعائلتي... وإذا كان الخطب في دماءنا ، فجيمان أيضاً مستهدف ، مع أنه آخر فرد في السلالة كلها.

- لكن إن كان شيئاً ملموساً ، أولن يسهل العثور عليه؟.

- أنتِ محقة.

- إذن علينا أن نتفائل جلالتك.

- أنا متفائل.

- لم أفهم لمَ لجيمان علاقة بالأمر؟.

- دمائي ودماء أليكسيس من بعضها.

- أولهذا تتشابهان؟.

- نتشابه؟ ، فيما؟.

- كلاكما مرعب.

قهقه بعلو صوته ، فخجلت أليكسا وهربت عائدة إلى قصرها ، وفي حين أنها هاربة قال:

- آمل أن أراكِ غداً.

فقالت بصوتٍ خافت بعد أن إبتعدت قليلاً:

- كيف ألقاك بعد هذا؟!.

- سمعتكِ.

نظرت خلفها فوجدته يبتسم ، استغربت كيف أنه يبتسم ويضحك ، كانت هذه هي المرة الأولى التي تراه فيها هكذا!.

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن