عاد ليونارد إلى القصر الرئيسي وأخذ يعمل لساعتين ، حتى أحس بأنه لم يعد يبصر الكلام ولا يميزه ، خبط الأوراق وقال:
- يالهذا الجسد البالي يترجم كل مشاعره بالصداع!.
مر بجانب شجرة كان يبقى تحتها هو وإخوته غالباً ، نظر إليها بتمعن ، تحسسها ، ثم قال :
-روزيكا ، طرزت أول منديل لها هنا...
سكت قليلاً وأردف:
- لقد إقترب تكريم أبرز الفرسان السنوي ، ونحن لم نقم الحدث منذ أعوام ، علي أن استمع لنصائح قسورة وأعيد الأمور لنصابها .بقي بقميص أبيض وسروال أسود ، ومضى إلى مكان أبعد من الملكية وأخذ معه منجلاً وظل يصوبه على الصخر ، يخبط ويخرجه ، يرفع ذراعيه، وتغوص الشفرة في كبد الصخر ، ويخرجها ، حاول أن لا يستخدم يده المكسورة ، واستغرب كيف أنه أصبح يحافظ على نفسه مؤخراً وبل يود أن يصبح أشد قوة كي لا يعيقها في شيء ، توقف عندما أحس بالتخدر ، رمى بنفسه تحت أول شلال كما يفعل دائماً ليخفف الصداع ولكن لم ينفع ذلك ، خرج وجلس ، وأخذه التفكير لساعات ، وهو يتذكر الملك والملكة ، ويتخيل اليوم الذي تعود فيه روزيكا ، ويود أن يعرف سبب التهديد ، و تيقن بأن بيل له علاقة وطيدة بالأمر ، حل السحر ، وتذكر أن هذا هو الوقت الذي قابل فيه أليكساندرا ، أراد أن يقترب من ملكية مورفي أكثر لعله يلاقيها بالصدفة ، لكنه رأى بأن ذلك يهز صورته ويؤذي أليكساندرا في حال رأه أحد ، جلس و إحتضن هواجسه مجدداً ، ثم إنتشله صوت خشخشة أوراق ، إلتفت بعيون الوحش المرعبة تلك التي جعلت الناس يدعونه بالشيطان بسببها ، وسأل :
- قسورة؟ .
أردف يفكر بصوتٍ عالٍ:
-... نسيت ، لقد ذهب إلى جيمان ...ولكن أكان أليكسيس بخير؟ ، لمَ ذهب قسورة بسرعة في حين أنه في إجازة؟.
أخذ حجرة بجانبه ورماها لكل قواه في البحيرة ، واستمر يراقب ماء الشلال تنزل للبحيرة ، حتى إنتشلها صوت :
- أأنت بخير؟.
إنتفض وإلتفت ليرى ، ورأى أليكساندرا ، ظن بأنه يهذي ، رمش مرتين وبقي هادئاً ، وعدل جلسته.
- أولم تكوني مريضة؟! ، لمَ تخرجين هكذا ؟.
- جلالتك أنت مغمور بالماء لذا لا يحق لك أن تكلمني .
- لقد جف!.
- أي يكن! .
- أتستطيعين الوقوف؟.
- أجل .
كانت ترتدي قلنسوتها ، جلست على الأرض وقالت بجدية وصوت منخفض :
- قال كارسين بأنك وجدت ذلك الشيء على ظهر بيل.
- أجل ، يبدو بأن للأمر علاقة بعائلتي... وإذا كان الخطب في دماءنا ، فجيمان أيضاً مستهدف ، مع أنه آخر فرد في السلالة كلها.
- لكن إن كان شيئاً ملموساً ، أولن يسهل العثور عليه؟.
- أنتِ محقة.
- إذن علينا أن نتفائل جلالتك.
- أنا متفائل.
- لم أفهم لمَ لجيمان علاقة بالأمر؟.
- دمائي ودماء أليكسيس من بعضها.
- أولهذا تتشابهان؟.
- نتشابه؟ ، فيما؟.
- كلاكما مرعب.
قهقه بعلو صوته ، فخجلت أليكسا وهربت عائدة إلى قصرها ، وفي حين أنها هاربة قال:
- آمل أن أراكِ غداً.
فقالت بصوتٍ خافت بعد أن إبتعدت قليلاً:
- كيف ألقاك بعد هذا؟!.
- سمعتكِ.
نظرت خلفها فوجدته يبتسم ، استغربت كيف أنه يبتسم ويضحك ، كانت هذه هي المرة الأولى التي تراه فيها هكذا!.
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasía"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...