الفصل التاسع عشر!.

14 3 76
                                        

في اليوم التالي في قاعة العرش الملكي ، تقف المستشارة الملكية والإعياء يغمرها ، مرهقة مثقلة الهالات ، ويجلس الملك على العرش ، بتلك الهالة القوية ، يرتدي بدلة ما بين اللون الأزرق الداكن والأبيض ، ويلف شعره ويضعه خلفه وتحت المعطف ، حتى يبدو شعره قصيراً ، ملّ من تلك الساعات التي مرت بكآبة أليكسا ، وإنتفض قائلاً وهو يقف:

- أليكساندرا.

إرتعشت ، كان صوته يرعبها في كل مرة ، تيقظت وتنحنحت قائلة:

- سمعاً وطاعة جلالتك.

- احتفظي بسمعك وطاعتك لنفسك ، ما بكِ؟ ، تبدين كعجوزٍ باعوا أغنامها.

استغربت من التشبيه وأرادت الضحك لكنها تماسكت وقالت:

- آسفة جداً جلالتك.

- لا تتأسفي ، أنتِ هي من تزعج نفسها ، أنا هنا غير متأثر مما يخوض بك.

- سأحاول تصحيح مشاكلي كي لا أعرقل نفسي .

خرج الملك للمكتب كي ينهي أعماله فيه ، ومضى يوم عملٍ ثقيل على كتفي أليكسا ، حالما عادت ، ألغت أعمالها ونامت ، قلق الجميع من نومها وظنوا أنها متوعكة ، لكنها مرهقة وقلقة وحسب .

استيقظت في السحر ، وضعت قلنسوتها ، نزلت من نافذتها بهدوء ، خرجت ووجدت نفسها تخطت ملكية مورفي ، مشت ، تأملت ، ومازال القلق يكاد يخنقها .

-هل الأمر حقيقي ؟ ، ولكن لا أحد يعلم حقيقة المستقبل إلا عالم الغيب ، فكيف يقول بيل أنه حقيقي؟! ، لكن جميع المصائب قد وقعت بالفعل ، فلا يمكن إنقاذ أحد إلا الملك ، ويبدو أنه يرفض الأميرة من الآن فلو حدث وأجبر فسيجن حقاً نظراً لشخصيته المتأججة بالكرامة....

سمعت صوتاً:

- من هناك؟! .

إلتفتت فوجدت الملك يرتدي قميصاً أبيضاً وسروالاً أسوداً عاديين لا يبديان من رتبته شيئاً ، وشعره الكثيف الذي يصل لكتفيه في حالة فوضى ، ويمسك تحته شخصاً مغطى بقماش أسود ، سألت أليكساندرا بعد أن أبدت وجهها:

- ما الذي يجري؟.

- ماذا تفعلين هنا؟!.

- كنت أتجول وحسب ولكن من هذا؟.

نزع عن وجهه القماش ، وبان لها وتبين أنه بيل ، قال ليونارد:
- عندما قابلته صار يبكي ويصرخ ويتأسف ، كما أن وجهه مشوه ، ولا أدري لمَ شخص كهذا يكون فارساً ليحميكم!.

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن