في اليوم التالي في قاعة العرش الملكي ، تقف المستشارة الملكية والإعياء يغمرها ، مرهقة مثقلة الهالات ، ويجلس الملك على العرش ، بتلك الهالة القوية ، يرتدي بدلة ما بين اللون الأزرق الداكن والأبيض ، ويلف شعره ويضعه خلفه وتحت المعطف ، حتى يبدو شعره قصيراً ، ملّ من تلك الساعات التي مرت بكآبة أليكسا ، وإنتفض قائلاً وهو يقف:
- أليكساندرا.
إرتعشت ، كان صوته يرعبها في كل مرة ، تيقظت وتنحنحت قائلة:
- سمعاً وطاعة جلالتك.
- احتفظي بسمعك وطاعتك لنفسك ، ما بكِ؟ ، تبدين كعجوزٍ باعوا أغنامها.
استغربت من التشبيه وأرادت الضحك لكنها تماسكت وقالت:
- آسفة جداً جلالتك.
- لا تتأسفي ، أنتِ هي من تزعج نفسها ، أنا هنا غير متأثر مما يخوض بك.
- سأحاول تصحيح مشاكلي كي لا أعرقل نفسي .
خرج الملك للمكتب كي ينهي أعماله فيه ، ومضى يوم عملٍ ثقيل على كتفي أليكسا ، حالما عادت ، ألغت أعمالها ونامت ، قلق الجميع من نومها وظنوا أنها متوعكة ، لكنها مرهقة وقلقة وحسب .
استيقظت في السحر ، وضعت قلنسوتها ، نزلت من نافذتها بهدوء ، خرجت ووجدت نفسها تخطت ملكية مورفي ، مشت ، تأملت ، ومازال القلق يكاد يخنقها .
-هل الأمر حقيقي ؟ ، ولكن لا أحد يعلم حقيقة المستقبل إلا عالم الغيب ، فكيف يقول بيل أنه حقيقي؟! ، لكن جميع المصائب قد وقعت بالفعل ، فلا يمكن إنقاذ أحد إلا الملك ، ويبدو أنه يرفض الأميرة من الآن فلو حدث وأجبر فسيجن حقاً نظراً لشخصيته المتأججة بالكرامة....
سمعت صوتاً:
- من هناك؟! .
إلتفتت فوجدت الملك يرتدي قميصاً أبيضاً وسروالاً أسوداً عاديين لا يبديان من رتبته شيئاً ، وشعره الكثيف الذي يصل لكتفيه في حالة فوضى ، ويمسك تحته شخصاً مغطى بقماش أسود ، سألت أليكساندرا بعد أن أبدت وجهها:
- ما الذي يجري؟.
- ماذا تفعلين هنا؟!.
- كنت أتجول وحسب ولكن من هذا؟.
نزع عن وجهه القماش ، وبان لها وتبين أنه بيل ، قال ليونارد:
- عندما قابلته صار يبكي ويصرخ ويتأسف ، كما أن وجهه مشوه ، ولا أدري لمَ شخص كهذا يكون فارساً ليحميكم!.

أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasy"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...