الفصل الثاني والخمسون!.

8 2 98
                                    

- أبي!!!.

دنا ساي من أليكسا وحدج بها باسماً محاولاً كتم غضبه ، وهو يتقدم وهي تأخذ خطوة للخلف.

- أعلينا أن نقيدكِ كي لا تهربي خلسة؟! ، ماذا تريدين أن تفعلي؟.

- أنا أردت التجول قليلاً يا أبي ..

- سأرافقكِ إذن .

- كلا كلا!.

حملق فيها فجفلت وقال:

- أنا لا اسألكِ.

مضت إلى المدينة ، ذهلت بأجواء هيوا الهادئة النشطة في ذات الوقت ، وكيف أنها مسالمة وجميلة ، وكل زاوية هذه المدينة تذكرها بالأميرة فداء حقاً!.

- إنها مريحة ودافئة يا أبتي.

إلتفت ساي إليها وهو يراعي خطواتها ويحاول المشي بجانبها ، وأجاب:

- إنها حقاً اسمٌ على مسمى.

- ماذا يعني اسم هيوا؟.

- الوِئام.

- لكم هذا معبر!.

مشت وإبتعات بعضاً من الحلوى ، استغرب ساي من ذلك لكنه تبسم وجاراها .

- هل مذاقها لا يروق لك يا أبي؟.

- إنها ليست سيئة لكن طباخنا أفضل .

- قل بأنها أعجبتك يا أبي!.

- إن كل ما تختارينه يعجبني يا ابنتي .

لمحت أليكسا دُكانا غريباً ، مظلماً لا يقف أمامه أحد ، وصاحبه يغطي وجهه ، وعليه رموز ورسوماتٌ غريبة ، ودمية مبتورة الأطراف معلقة على الباب  أحست بالغرابة ، توقفت أمامه وسألت:

- ما هذا يا أبي؟.

حملق ساي وقال:

- سحر ؟... إنها المرة الأولى التي أرى فيها ساحراً واضحاً هكذا!.

- أتعني أنه حقيقي؟.

- طبعاً هو كذلك ما هو إلا تعاملات بين البشر والما وراء.

- ياللغرابة حتماً إنه محظور .

استغربت وتذكرت يوم رأت تجار العبيد ، إنهم أناس يحبون التجاوزات حقاً! ، قررت أن تتحاشى الدكان وتمضي ، لم يتأخروا كثيراً حتى عادوا للقصر ، أعادها ساي لغرفتها وقال لها بغضب مكبوت:

- أوترين؟ ، أطلبي ولن نرفض لكن لا ترمي بنفسك للتهلكة.

وأليكسا تحدجه وهي تكتم جزعها أن ماذا لو علم عن ما فعلته قبل مجيئها لهيوا؟!.

في اليوم التالي ، كانت أليكسا تتمشى رفقة كارسين ، إقترب موعد عودتهم وإقترب الحين الذي تطأ أقادامها روكو بعد طول اشتياق!.

سمعوا صوت فداء توبخ أحدهم بصوت خافت ، وهي تضع يديها في خصرها ويبدو عليها الاستياء الشديد ، كانت ترتدي فستاناً وردياً فاتحاً مع شريطٍ وردي ذا زخارف بيضاء حول شعرها الكثيف ، وكانت تبدو لطيفة وهي غاضبة! ، توقفوا ليروا مالخطب .

- يا ولد ! ، يا مُصطفى ! ، لقد أخبرني فارسي بأنه رأى فارساً مجهولاً قد كشفته أليكسا متلبساً وهو يتجسس على مورفي ، أهذا صحيح؟!.

- ولو كان صحيحاً ما دخلك؟!

- أيا واهن العظام سأقتلك!... أو ربما سأخبر الدوق مورفي بنفسه! .

إلتفت إليها جافلاً والغضب يشتعل فيه ، وسأل مهدداً:

- أوتتجرئين؟!.

- لمَ لا أقولها في مكان يجلس فيه أبي والدوق وملك روكو؟ ، زواجي قريبٌ على أي حال .

- فداء!.

- الأميرة فداء!.

- ما المطلوب مني الآن؟.

- أغلق فمك وابتعد!.

لمحت فداء أليكسا وكارسين واقفين يشاهدانها ، كان كارسين في حالة ذهول ووجهه احمر ، صعقت فداء لكنها تماسكت ومضت إلى أليكسا ممسكة بيدها وقالت:

- أليكسا ، أنا أود أن أعتذر لكم من أخي الغبي الأحمق  وسأبلغ أبي ليتصرف...

صرخ مصطفى:
- لا تخبري!.

تبسمت أليكسا وقالت:

-انتهى كل شيء الآن فلا بأس لا تخبري أبي ولم يعلم أحدٌ سوانا هنا.

نظرت فداء لكارسين وقالت مترددة:

- أنا آسفة .

فانتفض كارسين وقال:

- لا تعتذري ! ، لم تخطئي في شيء!.

وأليكسا مبتسمة ومصطفى يحدج بذهول ...

إنتهى اليوم بهدوء ومازال أهل هيوا بذات الدفء واللطف ، اقترب موعد رحيلهم ، فلذا بدأوا في الاستعداد ، كانت فداء ستعود رفقتهم ، وكانت أليكسا أكثرهم حماساً وحيوية .

بعد أن حل الموعد ، وودعوهم بكل حب وغبطة وشوق ، قالت وهي تركبة العربة :

- سأعود قريباً ، حان الوقت لأخبره بالكثير من الأمور.





























فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن