- أبي!!!.
دنا ساي من أليكسا وحدج بها باسماً محاولاً كتم غضبه ، وهو يتقدم وهي تأخذ خطوة للخلف.
- أعلينا أن نقيدكِ كي لا تهربي خلسة؟! ، ماذا تريدين أن تفعلي؟.
- أنا أردت التجول قليلاً يا أبي ..
- سأرافقكِ إذن .
- كلا كلا!.
حملق فيها فجفلت وقال:
- أنا لا اسألكِ.
مضت إلى المدينة ، ذهلت بأجواء هيوا الهادئة النشطة في ذات الوقت ، وكيف أنها مسالمة وجميلة ، وكل زاوية هذه المدينة تذكرها بالأميرة فداء حقاً!.
- إنها مريحة ودافئة يا أبتي.
إلتفت ساي إليها وهو يراعي خطواتها ويحاول المشي بجانبها ، وأجاب:
- إنها حقاً اسمٌ على مسمى.
- ماذا يعني اسم هيوا؟.
- الوِئام.
- لكم هذا معبر!.
مشت وإبتعات بعضاً من الحلوى ، استغرب ساي من ذلك لكنه تبسم وجاراها .
- هل مذاقها لا يروق لك يا أبي؟.
- إنها ليست سيئة لكن طباخنا أفضل .
- قل بأنها أعجبتك يا أبي!.
- إن كل ما تختارينه يعجبني يا ابنتي .
لمحت أليكسا دُكانا غريباً ، مظلماً لا يقف أمامه أحد ، وصاحبه يغطي وجهه ، وعليه رموز ورسوماتٌ غريبة ، ودمية مبتورة الأطراف معلقة على الباب أحست بالغرابة ، توقفت أمامه وسألت:
- ما هذا يا أبي؟.
حملق ساي وقال:
- سحر ؟... إنها المرة الأولى التي أرى فيها ساحراً واضحاً هكذا!.
- أتعني أنه حقيقي؟.
- طبعاً هو كذلك ما هو إلا تعاملات بين البشر والما وراء.
- ياللغرابة حتماً إنه محظور .
استغربت وتذكرت يوم رأت تجار العبيد ، إنهم أناس يحبون التجاوزات حقاً! ، قررت أن تتحاشى الدكان وتمضي ، لم يتأخروا كثيراً حتى عادوا للقصر ، أعادها ساي لغرفتها وقال لها بغضب مكبوت:
- أوترين؟ ، أطلبي ولن نرفض لكن لا ترمي بنفسك للتهلكة.
وأليكسا تحدجه وهي تكتم جزعها أن ماذا لو علم عن ما فعلته قبل مجيئها لهيوا؟!.
في اليوم التالي ، كانت أليكسا تتمشى رفقة كارسين ، إقترب موعد عودتهم وإقترب الحين الذي تطأ أقادامها روكو بعد طول اشتياق!.
سمعوا صوت فداء توبخ أحدهم بصوت خافت ، وهي تضع يديها في خصرها ويبدو عليها الاستياء الشديد ، كانت ترتدي فستاناً وردياً فاتحاً مع شريطٍ وردي ذا زخارف بيضاء حول شعرها الكثيف ، وكانت تبدو لطيفة وهي غاضبة! ، توقفوا ليروا مالخطب .
- يا ولد ! ، يا مُصطفى ! ، لقد أخبرني فارسي بأنه رأى فارساً مجهولاً قد كشفته أليكسا متلبساً وهو يتجسس على مورفي ، أهذا صحيح؟!.
- ولو كان صحيحاً ما دخلك؟!
- أيا واهن العظام سأقتلك!... أو ربما سأخبر الدوق مورفي بنفسه! .
إلتفت إليها جافلاً والغضب يشتعل فيه ، وسأل مهدداً:
- أوتتجرئين؟!.
- لمَ لا أقولها في مكان يجلس فيه أبي والدوق وملك روكو؟ ، زواجي قريبٌ على أي حال .
- فداء!.
- الأميرة فداء!.
- ما المطلوب مني الآن؟.
- أغلق فمك وابتعد!.
لمحت فداء أليكسا وكارسين واقفين يشاهدانها ، كان كارسين في حالة ذهول ووجهه احمر ، صعقت فداء لكنها تماسكت ومضت إلى أليكسا ممسكة بيدها وقالت:
- أليكسا ، أنا أود أن أعتذر لكم من أخي الغبي الأحمق وسأبلغ أبي ليتصرف...
صرخ مصطفى:
- لا تخبري!.تبسمت أليكسا وقالت:
-انتهى كل شيء الآن فلا بأس لا تخبري أبي ولم يعلم أحدٌ سوانا هنا.
نظرت فداء لكارسين وقالت مترددة:
- أنا آسفة .
فانتفض كارسين وقال:
- لا تعتذري ! ، لم تخطئي في شيء!.
وأليكسا مبتسمة ومصطفى يحدج بذهول ...
إنتهى اليوم بهدوء ومازال أهل هيوا بذات الدفء واللطف ، اقترب موعد رحيلهم ، فلذا بدأوا في الاستعداد ، كانت فداء ستعود رفقتهم ، وكانت أليكسا أكثرهم حماساً وحيوية .
بعد أن حل الموعد ، وودعوهم بكل حب وغبطة وشوق ، قالت وهي تركبة العربة :
- سأعود قريباً ، حان الوقت لأخبره بالكثير من الأمور.
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Viễn tưởng"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...