عادت إلى مورفي وتناولت العشاء معهم ودخلت لغرفتها وأقفلت الباب وقالت أنها ستدرس ، لبست قلنسوتها وتأكدت من وجود خنجرها الصغير ملفوفاً بساقها ، ونزلت بالسر من النافذة ، لم ينتبه لها غلين ونجت منه ، ذهبت إلى المدينة وداعب نسيمٌ منها القلنسوة فانزاحت عن شعرها وأحست بأنها تنفست ، وألقت بعينيها في الأرجاء ورأت البشر واستنشقت عبق أكل الشوارع ، لم تكن جائعة فمضت إلى المكتبة التي ترتادها دائماً ، وجدت السيد روان قد أعد كتباً جديدة ، أحست بالسرور لرؤية الصفوف الجديدة مرصوصة فيها عشرات الكتب القيمة ، ولكن كان الكتاب الذي تريده ليس من ذلك النوع الذي أحضره السيد روان ، بحثت وقلبت ، مرت على كتب الفلك والنبات ، ولم تعثر على شيء في علم الإجتماع ولا السياسة ، ثم مر عليها كتاب في عنوانة كلمة "الكتمان" لمحت تلك الكلمة ثم قالت متمتمة باسمة شاردة:
- كتمتُ حبّكِ حتى منكِ تكرمة..
ثم استوى فيكِ إسراري وإعلاني..ثم توردت واستدركت حالها ، اسندت رأسها على رف الكتب محبطة من نفسها ، وقالت بصوت خافت:
- لا يمكن ، لا يجب علي أن أهتم لكلامٍ كهذا بغض النظر عن مشاعري لست في حال مناسبة لهذه الأمور!.
رفعت رأسها وأعادت الكتاب وأخذت معها رواية خفيفة كمجاملة لصاحب المكتبة كونها لم تجد شيئاً يرضيها ، وضعت الكتاب أمام السيد وأخذت تترقب على أمل أن تجد شيئاً مما تبحث عنه ، ثم سمعت صوتاً خافتاً وراءها :
- ماذا تفعلين هنا؟.
إلتفتت فرأت تلك التعابير المملوءة بالاستغراب ، و العيون المهيبة ولاحظت لتوها أن لديه ندبة على فمه ، وبل ندبة واضحة ، أحست بالجهل لكنها مازالت مصدومة كيف جاء ملك إلى هنا ، فنطقت:
- جلالت...
وأسكتها محملقاً ، وتنحنح وقال:
- لم تجيبي على سؤالي.
- أبحث عن كتاب ما.
- وحدك؟.
- هربت.
- سأخبر الدوق.
كان اخبار الدوق مقلقاً لها ، وسيسبب مشكلة لكنها آثرت إخفاء ضعفها وقالت بتفاخر:
- أنا سيف المملكة ، لذلك أخبره لا بأس.
- ياللغرور.
- لم أفعل شيئاً ، ثم لماذا أنت هنا أولم تكن مصاباً بالصداع؟.
قالت وهي تضع كتاباً فلسفياً فوق الرواية لأنها لم ترد أن يلمحها فالرواية كانت تبدو تافهة، أجابها:
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantastik"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...