الفصل الثامن!.

9 2 90
                                    

-ماتت الملكة! ، الملكة ماتت يا دوق مورفي!.

قال لوكاس الذي أتى مسرعاً على حصانه ، متنكراً بقلنسوة ، مما أجفل الدوق ووقع ذلك موقع رعب في نفسه ، الملكة ماتت ؟ كيف هذا؟ ، الملك مات منذ عامٍ فقط! ، ألم تحتمل فراقه؟! ، وقف ذاهلاً ، لملم أفكاره ، ثم هم بالخروج مسرعاً صارخاً:

- ياويلتاه!.

كانت أليكسا واقفة عند الدرج وشهدت هذا المشهد وهول الصدمة التي كانت على خالها ووالدها ، وتذكرت تلك المرأة الشابة التي تشبه الورد في حسنها ، شدت على ثوبها بكت ، وتمتمت :
- الكارثة ...

وقفت في الجنازة وهي تشعر بأن كل ما يحدث هو كابوس ، طأطأت رأسها وبكت على أحزان أعوام ، وليس لموت الملكة وحسب ، كان حزنها الذي تكنه في صدرها يمكن أن يسع الدنيا بما فيها ؛ لمحت الأميرة روزيكا ، كانت صامتة في زيها الأسود الفظيع ، لمحت بقربها خيال شابين ، لكنها و من غشية الدموع لم تنتبه لمظاهرهم ، ولم تعرف من هم ، مضى ذلك اليوم ثقيلاً ، يومٌ لا يمكن نسيانه ، بل يجعل المرء يوشك على الموت من شدة الوجع ، ربما ذلك لم يكن للجميع ، ولكنه كان كذلك لأليكسا .

عادت إلى البيت ، وجلست في غرفتها لساعات ، في أحضان الظلام تحاول أن تستجلب بعض القوة كي تستمر في العيش ، وقفت تعبث بأغراضها وتقلب فيها ، وجدت ذلك الخنجر المزخرف ذا الشفرة الحادة الذي إشترته منذ ثلاثة أعوام من المدينة ، ووجدت ذلك الجيب الجلدي القابل للف حول الجسد ، فخطر ببالها أن تلفه حول ساقها لتحمي نفسها ، تبسمت بذاك الوجه المرهق ، كان شعورها وكأن وجهها حين إبتسامتها من حجر ، تحجر من الكدر! .

- أيا صغيرة ، يا ابنة مورفي ، ماذا تفعلين أمازلتِ حية؟.

شهقت وأوقعت ما بيديها ، إلتفتت ووضعت عينها بعينيه ، حملقت ، إنحنت وأخذت خنجرها ، تنهدت ، شهقت ، ثم إندفعت نحوه راكضة ، ووجهت الخنجر على كتفه ، أسقطته من على شرفتها وسقطت معه ، بلغوا الأرض ، وتناثرت دماؤه النجسة مع أن إصابته لم تكن بتلك الخطورة ، وأليكسا لم تتأذى كونها وقعت عليه ، وقفت مسرعة ، ودخلت ، تاركة إياه يغوص في دمائه ، محملق الوجه ، يبدو بملامحه كشبحٍ لعين ، دخلت أليكسا مسرعة خائفة ، أغلقت النافذة والأبواب ودخلت فراشها ، فرع على نافذتها لوقت ، وقف وتسلق وهو مغطى بالدماء واجم الوجه ، لم تفتح له ، فذهب ، وبقيت أليكسا مستيفظة حتى الصباح ..

في اليوم التالي لم تخرج لتأكل شيئاً ، وألغت جميع دروسها ، لم تغير حتى بجامتها وبقيت في فراشها ، ونامت طيلة النهار ، قلقلت أمها عليها تفقدت حالها مرات عدة ؛ حتى حل المساء ، فأتى الدوق إليها وجلس على كرسي ، وقال:

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن