الفصل السادس والعشرون!.

4 2 46
                                    

مضى كلٌ منهم لموضعه ، وجدت أليكسا في قصر مورفي أوليفيا والدة آريا ، تلك المرأة التي تصبغ شعرها بالأسود الداكن وتضع الكحل غليظاً لعينيها ، وتبتسم بهدوء ، كان الجميع يرتعب منها إلا أليكساندرا التي إعتادت على الخوف ، تبادلن أطراف الحديث ، وفي الجانب الآخر كان الملك قد سهر طويلاً ولم يسر الليل ، كان مصاباً بصداعٍ شديد إثر استشاقه لعطر ورد قوي زرع حديثاً أمام البواب الملكية ، صرخ بوجه من زرعه ، وسكت فجأة لأنه كان عاملاً جديداً يجهل آفة الملك ، كان يشعر بأن رأسه سينفلق ، أخذ المسكن مرتين متتاليتين مخالفاً للحد المسموح وبل كاد يلجأ للثالثة ، لكنه اكتفى وسئم ، وقرر أن يخرج إلى القصر الغربي السريّ ، ذاك القصر الأبيض المزين بالزهور  الوردية والذي جوه وهواء مرصوص بالبتلات ، كان فيه سراً دفيناً حزيناً ، دخل وألقى التحية ، صعد السلالم ، وقف أمام أحد الغرف ، طرق الباب لم يجب أحد ، دخل ، وجدها نائمة ، شقراء ، ملامحها كالبدر إذا بدا ، عيونها بلورٌ من لون السماء ، كانت الأميرة روزيكا روكو ، فتاة رائعة بكل ما فيها ، ولكنها ...
جلس بقربها حدجها بحزن ، صامتاً ، شد على يده اليمنى فأحس بالألم وتذكر ذلك الكسر الذي لم يجبر بعد لأنه لم يرتح وحالما استطاع تحريكها كتب بها رفقاً بأليكسا ، قال بعد طول صمت:

- أولن يحين اليوم الذي تعودين فيه لرشدك؟ ، وتتوقفين عن صمتك الطويل هذا؟، لا تذكرين شيئاً سوى الأشخاص ، وبل نسيتِ حتى أعمارنا وعمرك .. أي نوعٍ من الألم قد مررتِ به في غفلتي؟! ، أكان كوني لم أوافق على زواجك المبكر بكريس ابن الخال سبباً في ما يحدث لك؟ ، ألم تعديني أن تتحلي بالقوة؟ ، ألم أعدكِ برفع رأس أبينا؟ ، يا روزيكا!.

بان له من الباب ، أسود الشعر ، أزرق العينين ، طويل ، لكنه أقل طولاً من ليونارد قال متحسراً محزوناً:

- ليونارد ، أمازالت يدك لم تشفى؟ ، إن حالها كحال قلبك ، لا تدع لها مجالاً للاستشفاء.

- ستشفى ، يوماً ما ستشفى.

- قد تضطر لكسرها مجدداً.

- لا عليك.

- أوليس لديك مستشارٌ جديد، لمَ لا يساعدك؟.

- إنه عملي أنا! ، هي لا تقصر بعملها!!.

- حتى لو كانت امرأة فمهمة المستشار إعانتك.

- المستشار من لفظه نعلم بأنه يستشار في الشؤون السياسية للبلاد ، ليس عليه التوقيع ولا الرد ولا التصرف ولا انشاء القرارات ولا أي شأن من الشؤون الأخرى.

-لم أراك مستشاطاً لشيء هكذا من قبل ..

وقف مستعجلاً متحاشياً لعيون الآخر وقال وهو يخرج:

- لا تهتم ، لا تهتم.

-أمازالت تلك القصة تقهرك؟.

استوقفه السؤال ، سكت قليلاً ، تنهد ، ثم قال متألماً:

- أهناك من لا يقهر منها؟ ، أظن بأن عابر الطريق سيقهر منها فما بالك بنا!.

- ليو...

بتلك المقل الزرق ، راقب ليونارد وهو يمضي بهدوء ، و أغلق باب غرفة الأميرة روزيكا ، خلل أنامله بشعره الأسود الكثيف ، أسند ظهره على الجدار واحتك قميصه الأبيض به وتبعثر ، وتنهد قائلاً:

- يا قلب ليونارد...

في الصباح التالي ، عملت أليكسا مع الملك بنشاط وكانت مصرة على تولي الوثائق ، لكنه كان يرفض باستبسال .

- ما الذي فعلته لك؟ ، أأخطئت في شيء؟.

- قطعاً لا.

- اسمح لي أرجوك أنت مصاب!.

- قطعاً لا.

-جلالتك!.

- قطعاً لا.

و أخذ الوثائق وبدأ في الكتابة و التمعن و شرب قداح القهوة الثالث لاحظت صداعه فلم تناقشه واكتفت بالحديث والاجابة على الاستشارات مع أن الملك لا يسأل كثيراً .

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن