- لن تكون هذه إلا لبيلوس... أنظر .
نزل كارسين يلتقط صورة على الأرض ، رفعها ووقف فلمحها الآخر ، طفل ذا عيون سوداء وشعر أسود ، نحيل وفاتح البشرة، وكان حتى في الصورة يبدو مضطرباً ، و قال ليونارد وهو يصر أسنانه:
- إذن هذا هو وجه بيلوس أغريجنت الذي دفنناه قبل أيام.
فقال كارسين وهو يرتجف غاضباً ويمسك إطار بشدة حتى إنكسر ودخل زجاجه في إصبعه :
- إنها مجنونة...
فقاطعهم صوت نحيب ، رمى كارسين الإطار و خرج راكضاً متبعاً الصوت سكب ليونارد الزيت وخرج يتبع الصوت ، سمع صوت كارسين:
- إنها طفلة رضيعة !.
وصل إليه ووجده يحملها ، كانت واهنة ، طفلة صغيرة لا تكاد تكون واضحة من بين الأغطية، كما لو أن كارسين يحمل بين يديه مجموعة من الأغطية البيضاء ، قال ليونارد مستغرباً:
- طفلة؟! ، أتهذي؟! منذ متى ووالدتها ميتة أساساً كيف لا تزال حية؟!.
- إنها حقاً كذلك لكنها تبكي وبصوت خافت كما لو أنها بدأت تضعف.
- لنخرج بها.. لحسن الحظ أن القصر من طابقين فقط.
خرجا ، وحرقا القصر كاملاً ، وبقيا واقفين ، في أسف ، ومقت ، وحزن ، حتى استوى كل ما في القصر، قال كارسين مذعوراً فجأة:
- الطفلة!!.
- ماذا؟.
- لم تعد تبكي!.. لكنها تتنفس لحسن الحظ.
- فلنعد بسرعة قبل أن يرانا أحد..
عاد وعلى وجهه كآبة ، ترهقه قترة وتلك الملامح حزنت ، تلك الملامح الحسنة التي لا يحصل عليها إلا ابن النعمة غالباً ، كانت الأفكار أسرفت في الإختلاف إلى ذهنه ، وكان كارسين بالمثل ، كان يحاول التماسك فقط كي لا تقع الطفلة ، كان ذلك القصر الصغير الضيق عبارة عن تراكمات من المشاهد المروعة التي تتعاقب واحدة تلو الأخرى ، فأحرقوا الهم لعله يخف علينا!.
عادوا إلى القصر الملكي الرئيسي ، وجد ليونارد أليكسا في إنتظاره في الحديقة الخلفية كما توقعت ، كانت ترتدي زي التدريب وتبارز مدربتها بعد طيل غياب المدربة ، ذهلت بما هم عليه فقد غطاهم الرماد وعبق الدم و معهم طفلة ضعيفة وهادئة أكثر من اللازم ، وبأن كارسين رفقة ليونارد ، فقالت صارخة:
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasia"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...