الفصل الثاني والسبعون.

13 2 286
                                    

- لن تكون هذه إلا لبيلوس... أنظر .

نزل كارسين يلتقط صورة على الأرض ، رفعها ووقف فلمحها الآخر ، طفل ذا عيون سوداء وشعر أسود ، نحيل وفاتح البشرة، وكان حتى في الصورة يبدو مضطرباً ، و قال ليونارد وهو يصر أسنانه:

- إذن هذا هو وجه بيلوس أغريجنت الذي دفنناه قبل أيام.

فقال كارسين وهو يرتجف غاضباً ويمسك إطار بشدة حتى إنكسر ودخل زجاجه في إصبعه  :

- إنها مجنونة...

فقاطعهم صوت نحيب ، رمى كارسين الإطار و خرج راكضاً متبعاً الصوت سكب ليونارد الزيت وخرج يتبع الصوت ، سمع صوت كارسين:

- إنها طفلة رضيعة !.

وصل إليه ووجده يحملها ، كانت واهنة ، طفلة صغيرة لا تكاد تكون واضحة من بين الأغطية، كما لو أن كارسين يحمل بين يديه مجموعة من الأغطية البيضاء ، قال ليونارد مستغرباً:

- طفلة؟! ، أتهذي؟! منذ متى ووالدتها ميتة أساساً كيف لا تزال حية؟!.

- إنها حقاً كذلك لكنها تبكي وبصوت خافت كما لو أنها بدأت تضعف.

- لنخرج بها.. لحسن الحظ أن القصر من طابقين فقط.

خرجا ، وحرقا القصر كاملاً ، وبقيا واقفين ، في أسف ، ومقت ، وحزن ، حتى استوى كل ما في القصر،  قال كارسين مذعوراً فجأة:

- الطفلة!!.

- ماذا؟.

- لم تعد تبكي!.. لكنها تتنفس لحسن الحظ.

- فلنعد بسرعة قبل أن يرانا أحد..


عاد وعلى وجهه كآبة ، ترهقه قترة وتلك الملامح حزنت ، تلك الملامح الحسنة التي لا يحصل عليها إلا ابن النعمة غالباً ، كانت الأفكار أسرفت في الإختلاف إلى ذهنه ، وكان كارسين بالمثل ، كان يحاول التماسك فقط كي لا تقع الطفلة ، كان ذلك القصر الصغير الضيق عبارة عن تراكمات من المشاهد المروعة التي تتعاقب واحدة تلو الأخرى ، فأحرقوا الهم لعله يخف علينا!.

عادوا إلى القصر الملكي الرئيسي ، وجد ليونارد أليكسا في إنتظاره في الحديقة الخلفية كما توقعت ، كانت ترتدي زي التدريب وتبارز مدربتها بعد طيل غياب المدربة ، ذهلت بما هم عليه فقد غطاهم الرماد  وعبق الدم و معهم طفلة ضعيفة وهادئة أكثر من اللازم ، وبأن كارسين رفقة ليونارد ، فقالت صارخة:

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن