وفي اليوم التالي إرتحل الرحل إلي هيوا ، لم تنم أليكساندرا عدا ساعة واحدة ، لذلك كانت مرهقة ومتوترة ، ماذا لو إكتشفت الماركيزة الأمر؟ ، وماذا لو أذت آريا أكثر مما تأذت؟ ، ركبت العربة بهدوء ، إنتبهت إلى أنها أول مرة تذهب فيها إلى هيوا ، و سيعودون لروكو بعد عشرة أيام ، عشرة أيامٍ كإجازة ، عشرةُ أيامٍ دون رؤية الملك ، رؤية الملك؟! ، منذ متى أصبح مهماً هكذا؟! ، كانت تحدق من نافذة العربة بصمت وفراغ ، إرتدت قفازات تغطي بها الضمادات على أناملها التي لسعه اللُظى ، كانت هانا معها وإيلي مرافقة لهن ، استغربت هانا صمت ابنتها ، تبسمت وقالت:- ستشتاقين كثيراً يا بُنيتي ، لا عليكِ حتماً أن المرة المقبلة التي ستسافرين فيها ستكون معه .
خجلت أليكسا وحاولت أن تنكر لكنها عجزت ، لمَ هانا متيقظة جداً؟.
- أمي... منذ متى وأنتِ تعرفين الماركيزة؟.
- منذ أن كنا صغاراً ، كانت الماركيزة تحب الملك السابق وقتها إن الوقت يمضي بسرعة .
- لمَ أنتِ مركزة على الحب؟.
إلتفتت إليها وقالت بثقة:
- لأن ابنائي أحبوا لذا أنا مركزة .
حاولت أليكسا التأقلم وسألت بجدية:
- لحظة ... أكانت تحب الملك آرنولد؟.
- وقد حقدت على الملكة هيلين كثيراً خاصة عندما أجبرت على الزواج من سوفييش ذاك لغاية سياسية ، وأنظري الآن مات كليهما ومات زوج الماركيزة و لا شيء يبقى.
- فعلاً ، كما علمتني كل شيء يمضي...
نامت أليكسا في حضن أمها لوقتٍ طويل ، استغرقت الرحلة يوماً كاملاً بالرغم من أن هيوا ليست بهذا البعد ، وصلوا ، نزلت أليكسا وهي تتخيل بأن الملك قد يظهر في أي لحظة ويمد لها يده كي يساعدها ، وتنفض الوهم ، رحب بها أهل هيوا بدفء ، كان الملك جبريل رجلاً خمسينياً حاد الطباع محباً للضيوف ومقدراً لقيمة روكو ،والملكة عفراء كانت امرأة حسناء دعجاء العينين سوداء الشعر ، أعدوا وليمة للاستقبال، وأقامت الملكة جلسة مسائية في الحديقة الخلفية وسرعان ما انسجمت مع هانا ، قالت عفراء في خضم الجلسة:
- يا أيتها الدوقة أراكِ حسنة الطبع سمحة الحديث ، لمَ لم تأتي إلى هنا من قبل؟ ، بُعث لي قطعٌ في لساني لو أني رفضت ضيفاً مثلكِ!.
- لم يسبق لنا أن فكرنا في ذلك للحق وحتى صهري المستقبلي لم يسبق له أن حدثنا عن أن هناك ملكةٍ كصفو الشّهد في هيوا.
- أفداك بكل ما فِيّ يا سَمِحة اللبُ والظاهر! ، لكن من هو صهركِ المستقبلي؟.
- ستعلمين قريباً!.
- أدام الله الأفراح يا جميلتي!.
كانت أليكسا تشارك في الحديث أحياناً وأحياناً لا تفعل من شدة إرهاقها ، تعرفت على الأميرة أُمنية وألفتها حقاً ، وبعد محادثات لطيفة أمسكت أُمنية بيدي الأخرى وقالت:
- أترافقينني لرؤية فِداء؟.
- لكم أود ذلك!.
دخلت إلى القصر الذي تقع فيه الغرفة التي تتواجد فيها فداء ، كانت جميلة بالفعل ولكنها إزدادت جمالاً في هذه الأيام ، واللون الورديّ الفاتح يليق بها حقاً! ، تبسمت فداء في غبطة وقالت:
- أنرتنا يا أميرة مورفي .
فأجابت أليكسا:
- تالله لا أميرة بعدكِ!.
- أنتِ محقة فأنتِ ملكةٌ لا أميرة!.
-فداء لا تتصرفي كأمي!.
- لا عليكِ ، كيف حصلتِ على إجازة طويلة كهذه؟.
- لم اسأل ، قلتُ فوراً .
-يالهوي! ، أولا تخافين؟.
تجمدت وتذكرت معمعة الأمس ، وقالت وهي تتحاشى خوفها:
- أنا؟ ، أنا لا أخاف أبداً.
تبسمت فداء بلؤم وقالت:
- حقاً؟ ، لا أشعر بذلك.
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Viễn tưởng"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...