الفصل السادس والخمسون!.

12 2 71
                                    

كان موعدها مع الرابعة والنصف مساءً ، توجدت أليكسا في قصر روكو بعد غياب أحست بأنها لم تأتي لهذا المكان من قبل ، تواجد الجميع ، وكان قسورة يرتدي قناعاً يغطي به ملامحه ويقف في موضع بعيد عن ليونارد ، وكان ليونارد يبدو مهيباً وأنيقاً في الحين ذاته ، كان يرسم إبتسامة طفيفة تتقاطع مع الندبة التي على فمه ، لمحها تحدج فيه باستحياء فتبسم لها ، فطأطأت رأسها محمرة.

حضر كارسين وفداء و كانا يطابقان الأزياء كعادتهما ، لم يترك ساي وهانا جانب أليكسا طيلة الحدث ، بدأت المراسم بهدوء ، كان يجب أن تتوافر شروط فيمن يتولى زمام الحدث ويعلن إرتباط الملك ، أولها أن يكون برتبة تساويه أو أعلى منه ، وأن يكون أكبر عمراً ، غالباً يجب أن تتولى هذا الحدث والدة الملك أو والده ، ولكن لا أحد من سلالته موجود عدا قسورة وروزيكا ، أما قسورة فهو سرّ ، وروزيكا ، هي روزيكا التي لا تقوى على معرفة نفسها! ، ولا ننسى أنها أميرة لا ترتفع رتبة عن الملك؛ فكان أليكسيس جيمان هو الأنسب لذلك ، صاحب عرش جيمان الوحيدة وشخص له رابط الدم مع ليونارد روكو .

أتى قبيل الحدث بنصف ساعة ، رافقته أميرته فيوليت هيرنيم ، تلك الشابة الحسناء الرقيقة ، ذهلت أليكسا عندما لمحتها ، فقد كانت تطابق الملكة هيلين والدة ليونارد تماماً لكن أصغر وأرق ، تسائلت كيف يتحمل قسورة وليونارد رؤية نسخة تطابق فقيدتهم تماماً ؟ .. حالهم كحال تلك السطور:

"كم شبيه لذاك الفقيد ابنكِ...
كجثة دبَّت فيها الحياة...
بمحيا الفقيد حضنتِ فلذتكِ...
و من يحتمل رؤية الميت حياً يراه؟...
كذكرى أليمة جُسدت فِي مُحدثكِ...
تدويَّ و تفطِّر في أناه..
فلو عبست نفسه أحزنكِ...
ولو ابتسم تذكرتِ محياه..."

كانت لكنة الجيماني مميزة ، ولفظه فصيحاً ، فمن يسمع خطابه كان يعجب باللفظ والبلاغة قبل أن يركز في الموضوع!.

إنتهت المراسم ووقف ليونارد أمام أليكساندرا ووالديها ، وقال بعد أن مد يده:

- إذن ألا يجب أن أعرفكِ على من لا تعرفينه؟.

جفلت أليكسا وقالت:

- أنت على حق.

إلتفت إلى أليكسيس وفيوليت وقال:

- يجب أن تتعرفي على جيمان بشكل لائق بغض النظر عن المرة السابقة ، نعلم بأنه مخيف لكنه لن يقتل أحد ، هذا هو ولي العهد الجيماني أليكسيس جيمان... وهذه هي ولية العهد فيوليت هيرنيم.

تبسمت فيوليت وبادلتها أليكسا ، وسرعان ما إنخرط أليكسيس و ليونارد في نقاشاتهم الغريبة ، قال أليكسيس :

- مُبارك مُبارك يا ليو ، و أخيراً رأيتُ هذا اليوم.

- يمكنك الموت مرتاحاً الآن.

- من المستحيل أن اطمئن على شيء في حضورك ، أنت تأخذ الناس للبحر وترجعهم عطشى.

- أليكسيس ، أولا ترى أنك تصف نفسك بدقة؟.

- إن الوصف لا يمد إلي و لو حتى بقليل ، فأنا الخيل والليل والبيداء تعرفني.

- ركز فقط.

- لطالما كُنتُ أكثر منكَ يقظة .

- فلتغلق فاك.

- إنقلع.

من يراهما يتحدثان بإبتسام يظن بأنه مزاح لطيف ، لكن أليكسا و فيولي تعلمان الحقيقة الغريبة ، تعجبت أليكسا و أرادت التصرف كان الأمر جديداً عليها فلم تتوقع أن يبلغ هذا الحد ، لكن إجتذبتها فيوليت من يدها وقالت:

- دعينا نذهب ، هما هكذا دائماً.

- أحقاً؟.

ضحكت بخفة وقالت:

- هل الملك جديد عليكِ أم ماذا؟.

تبسمت أليكسا وقالت:

- إن كل شيء متوقع منه للحق.

أخذت الإثنتان تتبادلان أطراف الحديث ،  قالت أليكسا في خضم ذلك:

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن