كان موعدها مع الرابعة والنصف مساءً ، توجدت أليكسا في قصر روكو بعد غياب أحست بأنها لم تأتي لهذا المكان من قبل ، تواجد الجميع ، وكان قسورة يرتدي قناعاً يغطي به ملامحه ويقف في موضع بعيد عن ليونارد ، وكان ليونارد يبدو مهيباً وأنيقاً في الحين ذاته ، كان يرسم إبتسامة طفيفة تتقاطع مع الندبة التي على فمه ، لمحها تحدج فيه باستحياء فتبسم لها ، فطأطأت رأسها محمرة.
حضر كارسين وفداء و كانا يطابقان الأزياء كعادتهما ، لم يترك ساي وهانا جانب أليكسا طيلة الحدث ، بدأت المراسم بهدوء ، كان يجب أن تتوافر شروط فيمن يتولى زمام الحدث ويعلن إرتباط الملك ، أولها أن يكون برتبة تساويه أو أعلى منه ، وأن يكون أكبر عمراً ، غالباً يجب أن تتولى هذا الحدث والدة الملك أو والده ، ولكن لا أحد من سلالته موجود عدا قسورة وروزيكا ، أما قسورة فهو سرّ ، وروزيكا ، هي روزيكا التي لا تقوى على معرفة نفسها! ، ولا ننسى أنها أميرة لا ترتفع رتبة عن الملك؛ فكان أليكسيس جيمان هو الأنسب لذلك ، صاحب عرش جيمان الوحيدة وشخص له رابط الدم مع ليونارد روكو .
أتى قبيل الحدث بنصف ساعة ، رافقته أميرته فيوليت هيرنيم ، تلك الشابة الحسناء الرقيقة ، ذهلت أليكسا عندما لمحتها ، فقد كانت تطابق الملكة هيلين والدة ليونارد تماماً لكن أصغر وأرق ، تسائلت كيف يتحمل قسورة وليونارد رؤية نسخة تطابق فقيدتهم تماماً ؟ .. حالهم كحال تلك السطور:
"كم شبيه لذاك الفقيد ابنكِ...
كجثة دبَّت فيها الحياة...
بمحيا الفقيد حضنتِ فلذتكِ...
و من يحتمل رؤية الميت حياً يراه؟...
كذكرى أليمة جُسدت فِي مُحدثكِ...
تدويَّ و تفطِّر في أناه..
فلو عبست نفسه أحزنكِ...
ولو ابتسم تذكرتِ محياه..."
كانت لكنة الجيماني مميزة ، ولفظه فصيحاً ، فمن يسمع خطابه كان يعجب باللفظ والبلاغة قبل أن يركز في الموضوع!.
إنتهت المراسم ووقف ليونارد أمام أليكساندرا ووالديها ، وقال بعد أن مد يده:
- إذن ألا يجب أن أعرفكِ على من لا تعرفينه؟.
جفلت أليكسا وقالت:
- أنت على حق.
إلتفت إلى أليكسيس وفيوليت وقال:
- يجب أن تتعرفي على جيمان بشكل لائق بغض النظر عن المرة السابقة ، نعلم بأنه مخيف لكنه لن يقتل أحد ، هذا هو ولي العهد الجيماني أليكسيس جيمان... وهذه هي ولية العهد فيوليت هيرنيم.
تبسمت فيوليت وبادلتها أليكسا ، وسرعان ما إنخرط أليكسيس و ليونارد في نقاشاتهم الغريبة ، قال أليكسيس :
- مُبارك مُبارك يا ليو ، و أخيراً رأيتُ هذا اليوم.
- يمكنك الموت مرتاحاً الآن.
- من المستحيل أن اطمئن على شيء في حضورك ، أنت تأخذ الناس للبحر وترجعهم عطشى.
- أليكسيس ، أولا ترى أنك تصف نفسك بدقة؟.
- إن الوصف لا يمد إلي و لو حتى بقليل ، فأنا الخيل والليل والبيداء تعرفني.
- ركز فقط.
- لطالما كُنتُ أكثر منكَ يقظة .
- فلتغلق فاك.
- إنقلع.
من يراهما يتحدثان بإبتسام يظن بأنه مزاح لطيف ، لكن أليكسا و فيولي تعلمان الحقيقة الغريبة ، تعجبت أليكسا و أرادت التصرف كان الأمر جديداً عليها فلم تتوقع أن يبلغ هذا الحد ، لكن إجتذبتها فيوليت من يدها وقالت:
- دعينا نذهب ، هما هكذا دائماً.
- أحقاً؟.
ضحكت بخفة وقالت:
- هل الملك جديد عليكِ أم ماذا؟.
تبسمت أليكسا وقالت:
- إن كل شيء متوقع منه للحق.
أخذت الإثنتان تتبادلان أطراف الحديث ، قالت أليكسا في خضم ذلك:
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Viễn tưởng"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...