••
ليلاً ، أمام القصر الملكي يقف قسورة بقلنسوته وتبدو تلك العيون الزرق الضيقة مرعبة في سواد الليل ، الرجل الأسود ، وهو واقف شارد في أفكاره أتاه ابن عمته ، الجنرال كلاي راك ، كان يبدو قاتم الملامح كانت عيناه تبدوان وكأنهما تشتعلان ، وذلك الشعر الأسود القصير الذي يغطيه في حلكة الليل يجعل الأمر مرعباً أكثر . قال كلاي:
- أين هو ليونارد؟ .
أجاب قسورة:
- كان يعمل عندما رأيته في الظهيرة .
- أود لو ألاقيه .
حدجه قسورة صامتاً ، كان يعرفه أشد المعرفة ، استغرب حاله فهم بسؤاله ولكن كلاي استدار فامسكه قسورة من كتفه فإنتفض الآخر وهو يزم على شفتيه وقال:
- ما بك؟!.
- سنتكلم عند ليونارد.
- حسناً إذن .
مضوا حتى إنتهوا عنده كان في مكتبه ، يجلس شارداً يحدج في الفراغ ، دخل قسورة مسرعاً وقال:
- ماذا تفعل يا أخي؟.
- كلا أنا كعادتي فقط أحاول أن ابقى هكذا قليلاً قبل أن أنام.
- إن الوقت متأخر.
- لا تبالي.. ماذا بك يا كلاي لا تبدو بخير؟.
زم كلاي على شفتيه ، وقال متنهداً:
- أبي يا ليونارد ، إنهُ غريب حقاً كما لو أن أسقام الدنيا في البدن والنفس لازمته!.
إنتفض قسورة وقال:
- كيف وقد مضيت معه بالأمس ولم يكن به أي خطب!.
عدل ليونارد جلسته ثم قال:
- متى حدث هذا؟ ، وماذا تعني بالبدن والنفس؟.
- في الواقع منذ الأمس ، لقد بات طريح الفراش فجأة و بات عصبياً كئيباً دون سبب.
-أعالجتموه؟.
- إنه يرفض!.
- كيف هذا؟ أهو طفل يجهل مصلحته؟! أجبروه! ... ثم مالي أراك كئيباً هكذا ، لا تقلق يا كلاي سيعود إلى رشده لقد شفي من مرضه منذ أيام والآن هو بحالٍ أفضل بلا ريب.
أنت تقرأ
فِي المُستَحيل!.
Fantasy"كان عيشنا اليوم ، واستنشاقنا لهواء الحياة ، ضرباً من المستحيل ، كان من الممكن ألا ننجوا ولا نحيا ، والأشياء التي أمامنا الآن كانت بالأمس أمنياتٍ بعيدة ، أمنياتٍ مستحيلة" - أخاف أن لا أعيش طويلاً. أخاف أن لا يكون لدي أي معنى في هذا الوجود ، أن أعيش...