الفصل الثالث والثلاثون!.

8 2 163
                                    

عادت إلى القصر على الغروب ، وتمتعت مساءً بكوب شاي بالحليب ، دافئ لذيذ المذاق ، وكانت بغاية الغبطة وهي تتأمل السماء ، بثوب النوم الوردي المزركش اللطيف ، كانت تبدو هادئة ومسالمة كما لو أنه لا سكين ملفوف حول ساقها ، ولا كأنها تفكر في أن تهرب للتجول في ملكية مورفي حالما تخرج الخادمة ، قالت إليانورا:

- تصبحين على خيرٍ يا أميرتنا الجميلة .

- وأنتِ بكل خير يا جميلتي.

أغلقت الخادمة الباب بهدوء وأليكسا تتبسم ، وحالما تأكدت من ذهابها وقفت منتفضة ، أخرجت قلنوستها من الصندوق الذي تحت سريرها ، لبستها ونزلت من الشرفة مسرعة ، ولم تنسى وضع وسائد مكانها في الفراش ، تجولت ورأت جمال السماء على نحوٍ أوسع ، وتذكرت عيني أحدهم ... ثم قاطعها صوت غلين الذي خلفها:

-  يا أميرة!.

- غلين، كيف حالك؟.. كنت أتجول في الحديقة قليلاً وجئت هنا بالصدفة.

أجابته وهي تمشي وهو يتبعها ، تبسمت ببراءة ولا كأنها تلبس القلنسوة وتتعمد الهروب ، فقال لها:

- أجل ، جئتِ بالصدفة با أميرة ، أنا بخير ولكن لدي سؤال ، هل تخدعين الملك الشاب بهذه الحيل التي تكاد تجعلني ألطم من زيفها ؟.

- أوه يا غلين لا تنشغل بهذا ... تبدو خائفاً منذ اليوم الذي قابلت فيه جلالتك.

- جلالته حنون و قد طلب مني ألا أموت.

- أجل حنون جداً يا غلين~.

- إلى أين أنتِ ذاهبة يا أميرة؟.

- أود أن أذهب لبحيرة قريبة من هنا وأرى القمر عليها.

- نادي يا سيدتنا وسنأتي كالسيل المنهمر!.

- ما هذا الشعار الغريب؟.

- ألفته أنا وبعض الفرسان ، مارأيكِ يا سيدة الفرسان الصغيرة الهاربة يومياً؟.

وتوغلوا وتخطوا الملكية لمورفي ، قضوا نصف ساعة في المشي ، ولم تشعر أجسادهم القوية بالتعب لأنهم سيافون ؛ بعد طول مسير وصلوا إلى موقع قريب من البحيرة ، تسللت أليكسا وشتت غلين لأنها أرادت البقاء وحدها ، وبقيت شجرة أمامها ، خشخشت الوريقات لتعبر ، فسمعت صوت أحد يقول:

- ليونارد!.

تقدمت ، واطلعت أمامها ولم تر شيئاً لذا ظنت أنها تتوهم ، ثم إلتفتت يميناً ورأت رجلاً طويلاً أسود الشعر كثيفاً ، ذا عيونٍ زرق ، وكان له وجه يشبه ليونارد تماماً ! ، ظنت أنه هو للوهلة الأولى ، فسألت :
- جلالتك؟!.

فِي المُستَحيل!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن