بلع وليد ريقه وهو يشوف جارح يتفحص الأرجاء و من انتهى قرّب منه و وليد يرجع للخلف بتوتـر : وخر
نفى جارح و جلس وليد على الكنبة خلفه بتوتر ، مسك جارح احد الشـوك الموجودة على الصحن على الطاولة : تدري انك تحرشت بزوجتي؟ و اتهمتها بكلام ما ينقال؟ يعني هي الحين تقدر تشتكيك و تدخل السجن عشره سنين بس لو كنت انا مُحاميها تجلس داخله لين تموت ، انت حاولت تلمس شي لي ، حاولت تلمس انقى بنت على وجه الأرض و غير انها زوجتي هي بنت ضاري و اخت سهم و تيّام و حفيدة سلطان و مربية الصقور و دكتورتي ، و العقوبة مو سجن ، العقوبـة انـا
من نطق بكلمته صار هدوء ما قبل العاصفة هدوء فيه رجفت وليد و عيونه الموسعة برعب..<< المستشفى >>
خرجت من العمليـة وهي تبعد اللبس الخاص و شافت الدكتور الي يدري عن مرضها : دكتورة غرام
اقتربـت منه بهدوء : تفضل
زفر هو ما يدري كيـف يفتح معها الموضـوع : انتِ دكتورة و تفهمين الخطر اكثر من اي احد الكل هنا صار يلاحظ شرودك و ضيق تنفسك و حتى انك تفقدين توازنك فجأة ، الخطر قاعد يزيد عليك
ابتسمت بهـدوء من فهمت انهم خايفين عليهـا : يا دكتور انا اهلي كلهم ما يطابقوني بس جدي و ياخذ ادوية ، مافي احد يطابقني لو علمّت اهلي يموتون من قلقهم و بس
مسح على وجهه بأرهـاق : ليش تعيشين هالشي لوحدك؟
ابتسمت وهي تشـوف ساره جايه ناحيتها : مو لوحدي ، معي احلى ساره بالدنيا
ابتسمـت وهي تدخّل ذراعها بـ ذراع ساره : شكرًا على اهتمامك
من مشوا ناظرتهـا ساره بأسغراب : شفت الدكتور وليد قبل شـوي
زفرت بملل وهي تناظـر ساره : تبين تموتني قبل الموعد جيبي طاريه ثاني
ساره : و معه زوجك
وسعت عينها بذهـول : زوجي؟ يعني جارح ولد عمي صح؟
هزت ساره راسهـا بإيه و الأستغراب على ملامحها ، لكنها شافت غرام الي شتمتهم : وينهم؟
ساره : وليد بالأسعاف و نيار بالمكتب معه الشرطة
رفعت حواجبها بصدمه وهي تركـض ناحية مكتبها..
و من وقفـت قدام مكتبها تنفست بصعوبـة شديـدة شافته يسولف معهـم طبيعي ، حطت يدها على قلبهـا من دقاته المتسارعه : جارح
لف لها و وقـف مباشرة من كان يشوف انها ما تقدر تتنفس و يدهـا تهف على وجهّا : دكتوره؟
اقترب منها وهو يسندهـا : فيك شي؟
نفت بصعوبـة وهي تأشر للمكتـب : احتاج مويه
هز راسه بـ زين وهو يجلسّهـا و يدخل ياخذ مويتها ، اخذتها منه من مدها تشربهـا بصعوبة بالغه و بأرتبـاك لأنها تحس بأنظـاره عليها و من ابعدتها هو جلس بجنبهـا : صار شي؟ ليش تعبتي؟
نفت وهي تدور عـذر : كنت ادور هنا و هناك لين انكتمت طبيعي
مازالت انظاره عليها ما ابعـدت و تشوف الشرطة الي قريبه منهم : ولي
غمضت عينها بهدوء لأنه قاطعهـا يهمس و يده على ثغرهـا : كم مره يا حلوتي اقول لك ما تنطقين اسمه الخايس على لسانك؟
زفرت تبعـد يده : طيب وش اقول يعني؟
صغر عينه يتصنع التفكيـر : المُهان؟ الجبان؟ الدلخ؟ الغبي؟ مدري في اسماء كثير فكري و بتلاقين
ابتسمت وهي تسكر مويتهـا : لقيته
جارح : وش
لفت له بلمعة داخل عينهـا : دودو سحاب البنات !
طبق على شفته يمنع ضحكته الي ما دامت اكثر من سمع ضحكتها و كيف ضربت فخذها لأنها انفجـرت : جبتيها يا زوجتي !
هزت راسها بإيه إلا ان الشرطة تقدمت تقاطعهم : دكتورة غرام احنا هنا لأن المحامي نيار هجم على وليد بالضرب الشنيع
وسعت عينها بذهول تلف له : وش سويت !
رفع كتفه بعدم اهتمـام : تجرأ يقرب منك و اسكت له؟ يخسي
كمل الشرطي بهـدوء : و يقول ان الدكتور وليد تحرش فيك ، هذا الشي صحيح؟ و نحتاج دليل
زفرت بعـدم تصديق وهي تهز راسها بإيه : مو اول مره و قال عني كلام ما ينقال و عندك زوجي شاهد و انا في مكتبي كاميرة مراقبة راح يوصل لكم التسجيل
هز الشرطي راسه بإيه : نيار اخبارك توصلنا لو سمحت ، و تعرف القوانين ما تسافر ولا تبعد كثير
هز راسه بـ زين و شافهم يخرجـون : وش سويت له؟
رفع كتفه بعدم معرفـة : تعرفينه دلوع شوي فيه من حركات البنات ، يعني الصدق كم ضربه مني تدخله الطوارئ و يسون له انعاش ، يعني هو مره دل
قاطعته توقف بصدمـة : انعاش !
هز راسه بإيه بأستغراب و شافها تمشي ناحية الطوارئ ، يشوفهـا تحاول تمنع نفسها من الركض و تذّكر تعبها مباشرة ، فيها شي مو طبيعي هي مريضة او تعاني من شي ما يـدري..
_
دخلت تشوف الدكاتـره كلهم حوله و كيف وجهه كله دم و عينه مفتوحـه بهدوء تناظر السقف فوقه ، ما اشفقت عليه ابدًا هي تعرف انه يبي ينكبهـا و يخرب حياتها مثل ما خـرب حياة بنات كثير قبلها..
هو نسخه من عمها لو تذكر ، نسخه بالشخصيـة اي بنت ما تبيه ينشب فيها و يسوي فعايلـه ، ما عنده اهل كلهم توفوا و هو راح يدرس بـ امريكا يسـوي كل شي و كأن ما عنده رب يراقبه و يشوف فعايلـه
نزّل نظره لها يبتسم رغم كل الم يفتك جسده : متملك
نطق بالكلمات هذي بصعوبـة شديدة يناظر صدمتهـا ، و رجع يرفع نظره للأعلى
ابهامها صار يلعب بخطوط يدهـا بأرتباك كل شي صار هنا عشانهـا ، عشان تحرش فيها معقول؟
رجفـت مشاعرهـا بعدم تصديق انه ممكن صـار يحبها او اُعجـب فيها لجل كذا ساقتها خطواتها ناحيته عند مكتبهـا..كل خطوه تخطيها تفكر بكل فعل سواه معاها كل شي حلو ، حمايتهـا و كيف انه ما يعترض انها تناديه بـ "جارح" كل شي تركها تبتسـم و تفتح باب مكتبها تشوفه مستلقي على سريـر المرضى ، يد خلف راسه و يد على بطنه يغمض عينه بهـدوء : جيتي
هزت راسها بإيه و انظارها له : ابي اسألك
فتح عينه يلف وجهه لها و شاف ارتباكهـا الواضح ، اقتربت منه وهي تجلس على الكرسي بجنب السريـر و انظارها لـ خطوط يدها : ليش دافعت عني هالقد؟
لثواني حس بأن سؤالها خلفـه اسألة كثيره ، و جوابه يرتبـط بـ كل هالأسئله ، غمـض عينه بهدوء وهو يتكلم : لجل لا يتكلمون عني الناس
ارتخت ملامحها و هي تشوف جديته و كمّل من ما سمع صوتها : لو انتشر الخبر كان قالوا زوجة نيار آل تركي خانته مع فلان و علان ، انا ما ابي سمعتي توصل الأرض بسببك
بدون شعـور منها وقفت وهي تضرب بطنـه بيدينها الي شبكتها سوا و رفعتهـا و انزلتها بكل قوتها تاركتـه يوسع عينه من الألم ، بلعت ريقها وهي تتنفس بصعوبـة : انت..انت..راح..اقتلك راح اقتلك !
تحول وجهّا للون الأحمـر كامل وهي تحط يدها على صدرهـا الي يعلوا و يهبط وهي تحاول تاخذ نفس و تهمـس : تنفسي غرام..تنف
وسع عينه بخوف من طاحت على الأرض فاقدة وعيها ، نزل وهو يشيلهـا بين يدينه بتوتر : يا دكتوره !
تركهـا على السرير وهو يخرج و شاف ساره الي متجه نحوهـم بأستغراب : تعالي بسرعة !
عقدت حاجبها وهي تدخل و وسعت عينهـا تقترب من غرام : لا لا لا
خرجت مباشرة وهي تصـرخ : نادوا الدكتور بسرعة !
اقتربت من غرام تحت انظـار جارح المرتبكة : شفيها؟
نفت ساره وهي تفك الحجاب عنها و تحـط على فمها الأكسجين اليدوي : ما فيها شي ان شاء الله
نفى هو يناظر ملامحها المحمّره : زوجتي مو بخير ادري
لفت له ساره بصدمـة : قالت لك؟
عقد حاجبه بعدم فهم : وش قالت لي؟
شتمت نفسها وهي تلـف لـ غرام : ولا شي
بلع ريقه وهو يجلس يرجّع يده لخلف عنقه : بسببي
دخل الدكتـور وهو يشوف ساره بالأكسجين اليدوي : ما اصدقها هالبنت تبي تقتل نف
قاطعته ساره تأشر على جارح الي يناظرهـم ببرود : علموني شفيها
بلع الدكتور ريقه بتوتر : ما فيها ش
قاطعه جارح وهو ينفي و يوقـف : قالت نفس كلامك و انت خربت كل شي ، علمني
ناظر ساره الي نفت : وعدتها ما اعلم احد ابدًا !
مسك جارح الدكتـور من ياقته وهو يناظره بنظراته الي تشب لهـب و نار لأنه يخفي الموضـوع ، يمسكه بحرقة قلبه كلها ان الموضوع فيه "إن" و يخبـون عنه و لا يدري وش فيها ، شـده اكثر و حس الدكتور بـ حرّ مو عادي من نظراته و همس بسرعـة : مريضة كِلى
وسع جارح عينه بعـدم تصديق يترك الدكتور الي اعطاه ظهره يعالج غـرام ، ناظرها وسطهـم نص شعرهـا باين و وجهّا مكشوف يوضح التعب عليه و همس بضعـف : كيف ما لاحظت
جلس برعب وهو يحط وجهه بين يدينه بصدمـة : مريضة
بلع ريقه وهو يشوف اقدام ساره قدامه و تكلمت هي بتوتر : لا تعرف ان احنا الي قلنا لك ، و اهلها ما يدرون ولا احد يدري ، لو سمحت
غمض عينه وهو يشتـم نفسه و مشى يخرج يبي يدفن نفسه بعيد عنهـا ، هو غبي انه ما فهـم و اصر على موضوع تعبها رغم انه بعد الي شافه وقت جاته تركـض كان حاط بباله انه راح يعرف لكن صار كل شي بسرعـة ، اعصابه تلفت بشكل مو طبيعي لأنها طاحـت بعد كلامه السام لأنه ينكر شعـوره بكل ما عنـده ، شخص تربى على يد راشد ما يطلع كويـس ابدًا هذا كان تفكيره ، شخص عاش مع راشد شاف العجـب ما يؤمن بالحب او غيره مو الخرابيط هذي ، ما يدري وين يبي يـروح كل الي يبيه يبعد عنها ، هو سبب سقوطهـا الحين و انها على سرير المرضى مريضة بدل لا تكون دكتورتهم و تعالجهم..