قبّـل خدها يترك احد خصـل شعرها الطويل حول اصبعه يلعب فيـه : تعرفين وش قالوا عن الشاهي؟
عقـدت حاجبها لـ ثواني بتفكيـر و نطق هو بإبتسامة : قالوا عنه عناق في كأس
اتسعـت ابتسامتها بشكل لذيذ وهـي تضرب كتفه بخفـه : يعني كنت تضمني و انت تشرب؟
هـز راسه بإيه يميل راسه يتأمـل حلاوتها و حلاوة غمازتهـا : اضمك و اذكرك بكل تفصيل ما تغيبين عني ولو ثانيه
غرام : يمكن لأنك ادمنت الشاهي؟
نـفى يصحح لها : يمكن لأني ادمنتك و ارفض الحياه بدونك و بدون ذكراك
عضـت شفتها تتفجر ملامحها خجـل غير معقول من كلامه و مـن إنه انحنى بعدها يبتسم يغمـض عيونه وهو يقبّل ثغرها بهـدوء بإشتياق بحب و عشـق لـ غرام ما ينتهي ، كانت دقائـق طويلة يشبع رغبته بتقبيّلهـا يبتعد بعدها وهو يغمـض عيونه يحشر راسه بعنقهـا تحت إرتباكها و ملامحها المُحمـره تشرب شاهيها..
_
« بيت جارح ، المغرب »
بللـت شفايفها بإرتباك وهـي تشوف العاملات انتهوا مـن كل الترتيبات و كل شي المفـروض يكون مكتمل ، ناظـرت فستانها الأبيض وهي تعدلـه بتوتر لأنها بتقابل الشخـص الي طلع برائتها و فعلًا تتوتـر : الله يستر
لفـت للباب خلفها من دق بحـر الباب وهو يفتحه : ماما جو بابا يقول
عضـت شفتها وهي تعدل شعرهـا الي تربط نصفه للأعلى و البـاقي على حريته وهي تناظـر الكعب الي على سريرها باللـون الوردي تبتسم بهـدوء وهي ترتديه تناظر بحـر : جايه
بحر : ماما تدري برا مطر؟
ابتسمـت اكثر وهي تتوجه للشبـاك تناظر قطرات المطـر الي تغطي الشباك تهمـس : جو يناسب العزيمة فعلًا
سكـرت الستاره وهي تتوجه ناحيـة بحر تمسك كفه وهـي تشد عليه : تعال ننزل
هـز راسه بزين وهو ينزل معاهـا الدرج يناظر الكعب على قدمهـا الي ترك عروقها تبرز بيزيد جمالهـا تلفت الإنتباه اكثر
وقفـت امام الباب وهي تفتحه تشـوف ورد امامها تناظرها بورطـة و روح وسط عبايتها : غرقنا
ركضـت روح تدخل وهي تناظـر فستانها الي تبلل تميـل شفايفها بزعـل : ماما فستاني انعدم !
ناظرهـا بحر لـ ثواني وهي بحجـم لَحن تقريبًا ترتدي فسـتان باللون الأحمر و شعرها القصـير على راحته و شكلها و كلامهـا لطيف جدًا ، بللت غـرام شفايفها وهي تاخذ العبايـه من ورد تناظرها بأسـف : المويه و تنشف اهم شي انتوا بخير ، تفضلوا
مشـت روح بهدوء لـ داخل المكـان الي اشرت عليه غـرام تسبق امها وهي تجلـس على الكنب تحـرك اقدامها بالهواء تشوف بحـر الي يناظرها بذهول : ليش ما تسلمي على ماما؟
عقـدت حاجبها من وجوده و لأنهـا ما تعرف هو مين و ليش يكلمهـا : انتا مين؟
بحر : بحر ولد غرام الي هي هذي
اشـر على امه الي تسلم على ورد وهـو يتقدم لـ روح يجلس بجنبهـا يناظر اقدامهم يهمـس : تعرفين انو المفروض تسلمي عليها؟
رفعـت اكتافها بعدم معرفـة تهمس : استحي
ابعـد لـ ثواني وهو ينزل يمد ايـده لها : اهلًا انا بحر عمري خمسه سنين و سبعه شهور
ابتسمـت بخجل وهي تصافحـه : انا روح عمري خمسه سنين و احب الفراولة ، و انتا ايش تحب؟
عقـد حاجبه لـ ثواني بتفكير ينطـق : احب لَحن
روح : لَحن؟
هـز راسه بإيه يشد على يدهـا : اختي
سكنـت ملامحها من ابعد يده تلمـح الحرق الموجودة بوسـط كفه ترفع حاجبها بأعجـاب : واو عندك علامة في يدك
ناظرهـا لـ ثواني ما يفهمها و مـدت ايدها تمسك كفه تقلبـه لها تشوف الحرق بشكل واضح تبتسـم : مميز !
نـزل انظاره لـ حرقه ترتخي ملامحـه بحزن وهو يسحب كفـه يدخل ايده داخل جيـب بلوفره : مو مميز ولا حلو
ميلـت روح شفايفها تشوف كيـف تغيرت ملامحه و كيف اعطاهـا ظهره يسلم على ورد يغـادر مجلسهم يتوجه لـ مجلـس الرجال
وقفـت روح تعدل فستانها توقف امـام غرام بخجل : انا روح أدهم
انحنـت غرام بإعجاب وهي تسلـم عليها تمسك وجهّا بخفـة تقبّل خدها : اهلين روح ، اسمك مره حلو !
تـوردت ملامحها بخجل تهـز راسها بإيه : ماما سمتني
عضـت غرام شفتها من تورد ملامـح روح و كيف شكلها صـار ظريف بشكل غير عـادي من إحمرار ملامحهـا دليل الخجل : يناس الخجولة !
ابتسمـت ورد وهي تجلس عـلى الكنب تشوف غرام الي صـارت تقهويها وهي تاخذ الفنجـان تبتسم من جلست بجنبهـا يتبادلون السواليف و القصـص و حتى القضية الي صارت لـ غـرام ، صاروا يعرفون بعـض اكثر و فعلًا شخصياتهم مُتناسبـة بشكل حلو..
_
ناظـر أدهم بحر الهادي الجالـس بجنب ابوه يناظر كفـه بعيد عن العالم : يا بحر
رفـع بحر انظاره لـ أدهم بتركيـز يلف لـ الي هز راسه بـ زيـن يعلمه ينطقها و ابتسم بحـر ينطقها اخيرًا بعدم تـردد : سمّ
رفـع أدهم حاجبه بذهول يضحـك بعدها : سمّ الله عدوك ليش اكذب اذهلتني بردك
جارح : تربيتي
ضحـك أدهم بعدم تصديق يشـوب من القهوة : ايش عندك هَم يا بحر؟
نـفى بحر بهدوء يغلق كفـه يخفيه : هَم؟ انا طفل ما عندي هَم
ميـل أدهم شفايفه يتكي عـلى ايده : طفل ما عندك هَم؟ الأطفال عندهم هَموم بس على سنهم ، انت وش هَمك؟
نـزل بحر عيونه بحزن لـ يـده يحس و كأن صدره يرجف مـن العبره الي تخنقه : ماما الي ولدتني و اخوي الصغير ماتوا
تغيـرت ملامح أدهم و عض جـارح شفته من كمل بحر وهو يوقـف : محروقين
غـادر بعدها بحر ما يمسح لـ جـارح ينطق بحرف ابدًا يتـرك أدهم يناظر جارح بصدمـة : يا ساتر !
وقـف جارح وهو يفتح الباب ما يشـوفه ابدًا يعض شفته : يالله
رجـع ايده خلف عنقه بتوتر لأن بحـر بس يتذكر يتغير حالـه كليًا و كأنه يرجع لـ ذاك اليـوم و ما يرجع طبيعي إلا بعد ايـام طويلة..
ابتسمـت غرام ترد على جارح وهـي تشوف روح تغادر المجلـس تهمس : هلا جارح
لانـت ملامحها من علمها جـارح الي صار توقف بإرتبـاك وهي تستئذن ورد تغـادر وهي تدّور على بحر بالبيـت..
جلسـت روح بجنبه وهي تعـدل فستانها تشوف المطـر الي ينهمر امامهم يسقـي الأرض ينجيها من جفـاف يتعبها ، يروي نبات الأرض و يبهـج قلوب المتحابين ، ناظـرته يتأمل كفه تهمس : ليش زعلت مني؟
رمـش بهدوء وهو يلف لها تختلـط دموعه مع قطرات المطـر على وجهه : فستانك ينعدم لا تجلسي هنا
ناظـرت فستانها الي تبلل فعلًا و حـتى شعرها خرب تهمس : انا زعلتك لازم اتحمل ، عشان ما سلمت على مامتك؟
نـفى وهو يضم كفه لـ صـدره : عشان انا اخاف
ميلـت شفايفها ما تفهمه ابـدًا و تفكيرها يميل للطفوليـة الي تناسبها : تخاف المطر؟ حلو ليه تخاف
ابتسـم بخفة و عيونه يمليهـا الحزن لأن تفكيرها بريئ مثلهـا : اخاف النار قتلت ماما و اخوي
شهقـت وهي تغطي ثغرها بصدمـة من الي قاله تهمس : الله يرحمهم
رفـع اكتافه بقلة حيله وهو يغمـض عيونه من قطرات المـطر الي تضرب راسه بخفة تبرد عـلى وجهه : ادخلي عشان لو مرضتي ما تقولي بحر
شبكـت ايدينها بحزن تهمـس : كيف اقدر اساعدك؟
وقـف وهو يحس ببرد شديـد يضرب عظامه يهمس في اذنهـا بكلام تركها تبتسم لـ ثواني بتفكيـر وهي تحس فيه يوقفّها يبعدهـا عن المطر وهو يدخـل يشوف غرام تناظره بصدمـة تنحني له بخوف : بحر امي فيك شي؟ ليه نزلت تحت المطر !
دخلـت روح من بعده وهي تشـوف امها و غرام يناظروهم بصدمـة : ليه خرجتوا تحت المطر !
لـف بحر لـ روح الي رفعت اكتافهـا بعدم معرفة يهمس : كنا نلعب حلو المطر
عضـت ورد شفته تنحني لـ بحـر بأسف : اسفه هي تحب المطر و دايم تورطنا ما توقعت تورطت
ابتسـم بهدوء وهو يلف لـ روح الـي تناظره بإبتسامة : كان مطر حلو ، شكرًا
تـوردت ملامحها بحياء و خجـل ترك ورد تشهق بصدمـة وهي تغطي ثغرهـا : ياويلي الخجولة !
بلـل بحر شفايفه وهو يضـم اكتافه : برد برد
تنهـدت غرام وخي تمسك كفـه و تمسك كف روح : تعالوا غيروا
لفـت لـ ورد وهي تضعد الـدرج : ملابس اخته موجودة تجي قدها إن شاء الله رغم إن لَحن اصغر
زفـرت ورد بإرتياح وهي تتوجه للمجـلس تنتظر عودتهم..
مـر كثير الوقت بوجودهم و تعـارفوا و فهمت ورد مـن كلام أدهم عن حالـة جارح بغياب زوجته تفهم سبـب حبه الشديد لـ غرام ، شخصيتهـا الجريئه و الواثقة لكنّها رزينـه و فاهمه ، صحيح مرات تكـون متسرعة لكنّها تعدل خطأهـا مباشرة ، حنانها و لطفهـا و حتى تكفلها بشخص يتيم يجعلهـا شخصية عظيمة فعلًا تكبـر بعينها بشكل كبير و هائـل هي تستحقه ، شخصية بحـر الهاديه و المُحب لـ اختـه و هالشي واضح بسبب كلامـه عنها بشكل مستمر مع روح الي تخجـل من كل شي لكن فيها قلـيل الغرور و الواضح اكتسبـته من الدلال الي يمتعه فيهـا ابوها..
_
« بعد ايام ، بيت تيّام »
كانـت تجلس على كرسي البيـانو و اصابعها الصغيرة تداعـب مفاتيح البيانو تحـاول تتم المعزوفة امامهـا لكنّها تفشل بكل مره و هالـشي يعصبّها كثير : بابا مو راضي !
ابتسـم تيّام بهدوء ينحني من خلفهـا يمد ايده امام نظرهـا يضغط على المفاتيح يبلل شفايفـه يشوف تركيزها ناحيته و مـن خرج اللحن المطلـوب هو ابعد ايده يوقف بجنبهـا يتمنى إتقانها للمعزوفـة : هيا لولي جربي
شهقـوا اثنيناتهم من فتحت تـوق الباب بأقوى ما تملك وهـي تتنفس بتسارع : غرام سافرت بدون لا تودعنا !
تنهـد تيّام براحة يمسك صـدره : علمتني و ودعتني
نزلـت توق انظارها لـ بنتها تنتظـر زعلها لأن بحر ما ودعهـا : لولي؟ بحر تركج هنا ما ودعج ما زعلتي؟
نفـت وهي توقف تعدل طاقيتهـا : لا ، وقت كنت ببيت جدو امس قال لي هذا سر و انو بيسافر و ودعني و اعطاني هذي الطاقية هديه بس انتِ ما جيتي عشان مذا محد ودعك
ميلـت توق شفايفها تتكتف بزعـل : اخ غرام الخاينه انا اعلمها !
تيّام : ترى ما كانوا مخططين يروحون اليوم لكن فجأة تيسرت معهم ، بعدين راحو جده ترى
تنهـدت وهي تمشي ناحية تيّـام تضمه ترخي راسها على كتفه تغمـض عيونها تمثل التعـب : تعبت من الشغل ما ودي فيه
ابتسـم لـ ثواني يفهم خطتها يحـاوط ظهرها : اطلعي منه و لك مني عشرين الف كل شهر
ضحكـت بذهول تاخذ الي تبيه بمحـاولة سهله وهي تبعد تضـرب كتفه بعدم تصديق : بتعطيني الراتب من وين حبيبي؟
تيّام : مو ورثنا من جدي الله يرحمه فلوس؟ نسيتي المبنى التجاري الي قطينا انا و اخواني و جالسين نبنيه؟ خلص خلاص و بدو الناس يجون لجل يستأجرون
فتحـت ثغرها بذهول و ضحـك تيّام يغطيه بكفه : ترى مصدقه نفسك مو معطيك ريال الشغل يتعب بس حلو
رفعـت حاجبها بخصام مباشـرة و مسكت لَحن كف ابوهـا تهزه ناحيتها تجذب انتباهـه : بابا و انا؟
ابتسـم ينحني لها يقبّل خدهـا : انتِ انا كلي لك سمّي وش تبين؟ فلوسي؟ لك و انتهى
ابتسمـت وهي تضمه يوقف وهـو يحملها : صامله تعزفين انتِ؟
هـزت راسها بإيه تنزل على كـرسي البيانو تجلس : ابي اصير عازفة زيك
هـز راسه بزين وهو يشوف تـوق الي صورتهم تغـادر الغرفة بعدها..
_
« جده ، منتصف البحر الأحمر »
ضحكـت وهي تعدل نظارتهـا الشمسية و شعرها يتطايـر مع الهواء تشـوف بحر المنزعج الي عاقد حاجبـه من الشمس الي تضرب راسه يناظـر سعادة امه : ماما يعني كذا حلو؟
ضحكـت تهز راسها بإيه تتمسـك بالعامود لأن البوت يطيـر مع الأمواج و جارح المتهـور هو الي يقوده تبتسم مـن انزعاج و تضايق بحر الواضـح تصرخ بعالي صوتها لجل يسمعهـا : حبيبي سميتك بحر على اسم عشقي و تطلع ما تحبه؟
هـز راسه بإيه يوقف وهـو فاقد لـ توازنه كليًا يتمسك بالعامـود معاها بتوتر من السقوط : ريحته مو حلوه
ضحكـت بذهول من رده لأن الـي يقصده بالريحه هي ريحة ملوحـة البحر : الحين ارميك بس خلي ابوك يوقف
نفـى مباشرة من وقف البـوت وهو يركض لـ ابوه : بابا ساعدنـ
صـرخ يضحك برعب من حملتـه غرام وهي تنط في وسـط البحر و بحر بحضنهـا يضحك جارح بذهول يبعـد عن مكان القيادة يناظرها تخرج راسهـا من المويه بضحك و بحـر بحضنها يناظرها بذهـول يمسح المويه من على وجهه يصـرخ : مـامـا !
انفجـر جارح يضحك وهو يشـوف زعله و عسفت ملامحـه دليل إنزعاجه الشديـد يرفع شورته وهو ينحني يبعـد نظارته الشمسيه : بحوري؟ ما تحب البحر؟
هـز راسه بإيه يرفع ذراعينـه لـ جارح يبيه يحمله : بابا ارفعني
نفـى جارح وهو يرجع ناظرتـه على عيونه : غرام تخليك تحبه ، امك عندها هالنوع من السحر
ميـل شفايفه يعلن زعله منهم و نفـت غرام بعدم تصديق و الإبتسامـة على ملامحها ترفعه لـ جـارح : ارفعه لا يزعل مني
سحبـه جارح وهو يضمه رغم تبللـه بالمويه وهو يغطيه بالمنشفـة ينشف شعره و جسـده : زعلت مني؟
نفـى بحر يضم المنشفة لـه : زعلت من البحر
طبـق جارح على شفايفه يكتـم ضحكته لأنه يعرف مثـل اسمه غرام ما بتعـدي هالموضوع مثـل اي موضوع و بتخليه يعشقـه و زود لأنها موهوبه بهـالشي ، تقدر تخلي الشخـص الكاره لـ البحر عاشقه و تقدر تخـلي الشخص المُتعصب هـادي ، هي فعلًا تمتلك هالنـوع من السحر الجذاب ، سحرهـا الخاص فيها سحر الغـرام و الحب ينعكس عـلى كل شخص حولها ، إدمانه للشـاهي الي صار بسببها و لأنه يشربـه لـ كثير اسباب و إحداهـا رؤيتها و تصورها بعقلـه في منتصف رشفته ، لأنها تخطـر على باله بشكل يعجـبه و كثير و نفس الشي موجـود بالبحر ، هو مُجرد سماعـه لـ كلمة بحر هي تخطـر بباله و يشتهي وجـوده على البحر بوجودها هي و طاقتـها الإيجابية تحاوطه..الصقـور ، الحيوان الي هو تـدرب على ترويضه لجل تسلـق الجبال لكن ما خطـر بباله مره إنه ممكن يعجـب فيهم بسببها هي و لأنـها تهوى حملهم و وجودهـم..
_
« قصر مُلهم »
زفـر من كمية الرسايل الي صـارت توصل له بالإيميل كثيـر الرسايل المُزعجـة لكن ما يدخل إلا المهمـه ، كان يتصفح الرسايـل بهدوء و بيـده كوب قهوة عاقد حاجبـه وهو يشعر بالصداع من كثـرة جلوسه قدام جهازه ، ميـل راسه ترتخي حواجبه وهـو يشوف بلاغ لـ قضيـة رُفعت تجاه مستشفـاه وهو يدخل على الرسالـة مباشرة بصدمة ، و تغيـرت ملامحه كلها من إن صاحـب القضية هو جارح بن راشـد ابو ولده وهو يمسك راسـه بذهول من سبب القضيـة "بسبب عدم قبولهم لـ عودت غرام رغم وجود رخصتها بسبب دخولها السجن ظلم" و مباشـرة اخذ جواله وهو يتصـل على مدير المستشفى يهمس : الحين تقبل طلب المحامي لا اغيرك سامعني !
المدير : بس هي انسجـ
قاطعـه مُلهم مباشرة يسكـر جهازه بعدم صبـر : فهمتني ولا لا؟
مـن وصله صمت المدير هو سكـر الخط يزفر لأن جارح محـامي ممكن يسبب لهم مشاكـل و لأن جارح ما يدري إن مُلهـم هو صاحب المستشفى الأسـاسي ولا كان توجه له يكلمه بالأول و هـو قِبل وجود غرام مره ثانية لأنها سُجنـت ظلم و لأنها شخصية مستحيـل تتسبب لهم بمشاكل ابدًا لأنـه يعرفها قليل المعرفة لكنّه يعرفها و يعرف شخصيتهـت ، و يتمنى من كل قلبه إن المديـر ما ينطق بحرف إنه هو خلـف عودتها لجل لا يجرب غيـرة جارح للمرة الثانية..
_
« قبل فترة ، قصر مُلهم »
اُغقلـت بوابة القصر بعد خروجـه بالسيارة تتوقف بعدها حركتهـا ببطئ يهمس السواق يشـوف السيارة الي تغلق الطريق امامه : في احد مسكر الطريق
نـزّل مُلهم الشباك بهدوء يناظـر السيارة يزفر وهو يبعـد جهازه من فوقه يفتـح باب السيارة يغادرهـا لأنها سيارة جارح الي يناظره يتكي على السيـارة متكتف يناظره ، زفـر مُلهم ينفي : نيار نيار نيار
عـدل جارح وقفته وهو يتوجه لـ مُلهـم يوقف امامه : بدون اي مقدمات لأني قلبي يحترق و اخاف اشب فيك لهيب بدون شعور ، ما اقولك لا تساعدها و بالعكس انا مُمتن للي سويته لها و لتدفئتها بس ليش سويت كذا؟ زوجتي انا ليش سويت كذا؟
ناظـره مُلهم بهدوء : ام ولدي شلون ما اساعدها؟
رفـع جارح حاجبه من نطـق بـ "ولدي" رغم كل تصرفاتـه و فعايله : الحين ولدك؟ تخسي و تعقب وهو ولدي و ما يقرب لك بـ صلة
مُلهم : لا تنسى ان اسمه بحر بن مُلهم
جارح : لا شال اسمك صار ولدك؟ اسكت لجل لا افقد اعصابي الحين مو ناقصك
ميـل مُلهم شفايفه ما يفهمـه ابدًا يتنهد : يعني وش سبب هالغيرة و السؤال ، تراك مُعقد و تثير اشمئزازي و إذا عطيتها بطانية و رسلتها لـ غرفة ثانية؟ غيرتك مالها داعي
كـان جارح على وشك ينطق لكـن تغيرت ملامحه من سمـع صوتها خلفه تناديه بإسمـه تتركه يستوعب نفسه و غيـرته "جـارح" لف لهـا بهدوء يشوفها بسيارتهـا تنزل شباكها تنـده عليه تشير له بالإقتراب ، مـشى لها بخطوات هاديه يوقـف عند شباكها يرخي ايدينـه عليه يهمس : غرام
هـزت راسها بإيه تناظر مُلهم خلفـه ترجع انظارها له : ممكن نرجع بيتنا؟
شتـت نظره لـ ثواني و مدت ايـدها تمسك خده تمسح عـلى عواضه بهدوء : يلا جارح انا بروح و الحقني بسيارتك الحين
ابتسمـت له بهدوء وهي ترسل لـه قُبله بالهواء تسكر الشباك بعدهـا تغادر المكان تحت ثقتها التامـة إنه بيكون خلفها و راح يوقـف الي يسويه حالًا ، ضحـك على نفسه لأنه ماراح يتمـرد بفعلته اكثر وهو يتوجـه لـ سيارته يتجاهل وجود مُلهـم يركب سيارته يغادر المـكان و كأنه ما سوا شي ابـدًا ، يغادر بهدوء و صمـت مثل قدومه و حضوره لدرجـة عدم إحساس مُلهم فيه..
_
« بيت جارح ، بعد عِدة أشهر »
ابتسمـت وهي تحط ايدها عـلى بطنها المنتفخـة بسبب وصولها لـ منتصـف حملها تقريبًا و هي مقـررة تعلمهم عن جنس الجنيـن اخيرًا بعد فتره طويلة مـن الفضول الي يذبحهـم و حتى جارح معهم ما يعـرف عن اي شي لـكن هو راح يعرف بطريقـة ثانية و مميزة ، كانت واقفـة امام طاولة الطعام الي انتهـت من تجهيزيها هي بنفسهـا و كلها صحون باللـون الأبيض مع اللون الذهـبي و على عدد اهلها كلهـم ، ضاري و سلوى و سُعـاد و دلال و توق و رسـل و شوق و سارة و هبـه و لَحن و خجل و بحر الي السعـادة ما توسعه بهالدنيا ابـدًا ، من بعد معرفتـه بحمل امه وهـو يشتري كل شي ممكن يعجـب اخوه لو اخته كل شي ممكـن يخطر بباله يشتريـه بكل سعاده و حمـاس ، بكل ليله يقتـرب من بطن غرام و يقبّلهـا و يهمس لها و بعدهـا يغادر لـ غرفته بهدوء و إبتسامـة على ثغره ، بكل مره كانـوا يسألونه وش جنس البيـبي كان يقول جملة وحـده "مو مهم راح احميه و بس" هـو كان يرددها بكل سؤال لـه يقولهم إنه الي يجي حلو لكنّـه بيكون امانته مثل لَحـن بالنسبه له..
حطـت ايدها على قلبها براحة شديـدة من السعادة الي استمـرت معهم لـ وقت طويل و تتمـنى إنها ما تتغير ابدًا ولا بـ اي طريقـة ، ناظرت الدرج تشوفـه ينزل وهو يعدل ثوبه تبتسـم مباشرة وهي ترجع ايدينهـا للخلف من توجهت انظاره لها يهمـس بإعجاب من شكلها اللطيف بفستانهـا الأبيض و بطنها البارزه و شعرهـا المفتوح مع ربطه باللون السكـري تزيد لطافتها لطافة : غرامي؟
زادت ابتسامتهـا وهي تشير له بالإقتراب تزم شفايفهـا وهي تحاوط عنقه من صـار يوقف امامها : انت اكثرهم فضول صح؟
هـز راسه بإيه يحاوط خصرها ينحـني لـ ثغرها يسرق منها قبلـه وهو يغمض عيونه من ابعـد يرخي جبينه على جبينهـا بهمس : و انتِ جالسه تقتلني ما تعلميني ، انا احبك ليش تسوين فيني كذا؟
تعالـت ضحكتاها لأنه فعلًا يبي يعرف وهي وصلت للي تبيـه إنه يفقد امله منها تقبّـل خده ترتكز انظارهـا على عيونه الي تفيض بشعـور الفضول ناحية جنسه تهمـس : وش تبي تسمي بناتك؟
هـو شرق و مايدري كيف شـرق و بـ ايش شرق ، احتقنـت ملامحه تحمّر وهـو يتركها يبعد مسافة بسيطـه يكح بعدم تصديق ترتخـي ملامحها وهي تضرب عـلى ظهره بذهول : جارح !
انحـنى وهو يكح ما يصدق الي سمعـه و فعلًا دُهش لأنها اعطتـه خبرين بجملة من اربع كلمـات ينطق بصعوبة : شوي شوي غرام !
ابعـدت يدها ما تفهم هو قصـده إنها تضرب ظهره بقوه او إنهـا تجي بشويش بأخبارها تبتسم بورطـة وهي تنتحي لجل تشوف وجـهه : جارح؟
عـض شفته وهو يعدل ظهـره يشدها من خصرها له يهمـس : كذا المميز عندك؟ غرام انتِ قلتي بعطيك هو بأكثر طريقة مميزه
هـزت راسها بإيه تترك كفينهـا على صدره تنطق بثقة بإن طريقتهـا مميزه و غريبه وهو غِلـط لأنه ما حسها مميزة : ما عجبتك طريقتي؟ انت قد شفت احد يعطي خبرين مهمه بوقت قصير و بجملة قصيره كذا؟
نـفى بعدم تصديق و رفعـت هي حاجبها بغضب تستوعـب إنه ما جاب طاري بناته و كأنـه ما فهم إنها حامل بتوأم بنـات : حبيبي قلت لك عندك بنتين شفيك؟
رمـش بهدوء وهو يستوعب إنهـا حامل بتوأم بنات و لأنه ضـاع وقت رمت الخبر بهالشكل ينصـدم من سرعتها لكن نسى الخبـر الصادم فعلًا ، نسى إن غـرام قلبه حامل بتوأم بنـات يضحك لـ ثواني وهـو يرفع راسه للأعلى و جسـده يلاصق جسدها و بطنها المنتفـخ : يالله غرام
نـزل انظاره لها و الإبتسامة مـا تفارق وجهه تحن ابتسامتـه بشكل غير عادي وهو يناظـر إبتسامتها : يعني انا كنت اتمنى نجمه و انتِ وهبتيني بفضل الله القمر ، انا كنت اتمنى حياه انتِ وهبتيني حياتين غير الثالثه ، غرام انتِ مُستحيله ، انتِ سبب كل شي حلو انا اعيشه و احسه و اتمناه
غمضـت عيونها بهدوء تتورد ملامحهـا غصب عنها من انحـنى يقبّل كل جزء بوجهّا ، خدهـا ، جبينها ، انفها ، شفايفهـا ، و غمازتها ، كل طـرف منها هو سقاه بقبلاتـه المُمتنه لها ، تنحنت مـن ابعد وهو يرجع ايده خلف عنقـه بإرتباك من دق جرس البيت ينـزل بحر من الدرج ركض وهو يشـوف امه و ابوه واقفين جنب بعـض لكن امه وجهّا شديد الإحمرار يعقـد حاجبه بقلق : ماما انتِ تعبانه؟
عقـدت حاجبها بإستغراب و اشـر بحر على خدوده : لونك احمر
وسعـت عيونها بخجل وهي تعطيـه ظهرها تسمع ضحـك جارح يبتعد عنها وهو يكلـم بحر يطقطق عليها بشكـل واضح : تعبانه امك الله يشفيها ، اتركها تعال نشوف الناس
عضـت شفتها من غادروا لـ مجلـس الرجال تتوجه هي للباب توقـف امام مراية المدخل تتلمس خدودهـا الملونه بسبب خجلها : اختفي اختفي
اخـذت نفس عميق وهي تفتـح الباب على وسعه بإبتسامة تناظرهـم يدخلون مع زحام اطفالهـم و اغراضهم و اصوات كعوبهـم الي تضرب الأرض : حياكم الله ادخلوا
كشـرت لأنهم دخلوا حتى قبل ما تتكـلم وهي تسكر الباب خلفهـم لكن عقدت حاجبها من رجـع يدق وهي تناظر العدسه تشوفه جارح ماسـك بيده بوكيه ورد كبير باللـون الأبيض تفتح الباب بإستغـراب : جارح؟
قـرب منها وهو يمد لها البوكيـه بهمس : هذا من زوجة أدهم رسلته مع مندوب و شفته توي
ظهـر على ملامحها الذهـول وهي تاخذ بوكيه الورد الأبيـض تضمه لـ صدرها وهي تشوف جـارح الي يتأملها تبلل شفايفهـا بتوتر : عاجبتك يعني؟ يلا روح لهم توكل
جارح : ايه عاجبتني و بروح بس عشان الناس مو عشان طردتيني
ابتسمـت بهدوء من ابعد وهي تسكـر الباب تنزّل انظارها لـ شكـل الورد المريح للعين لأنه نظيـف و منسق بشكل مُذهـل ، زادت ابتسامتها اكثـر من رائحة الورد العطره تغمض عيونهـا وهي تستنشقها بإعجاب : حلوه
توجهـت للمطبخ لجل تحطها بالمزهريـة و عقدت حاجبها بإبتسامـة من الكرت الموجود بوسـط الورد وهي تسحبه تقرأ محتواه بهـدوء "اخترت الأبيض لأنه الحل الوسط مع الجنسين ، الف مبروك ام بحر و هذا شي بسيط مني و من محلي" ابتسمـت بذهول لأنها تقـول محلي و هذا يدل على إن لها مشتـل ورد مثل اسمها تضحك مباشـرة : احبها هالبنت احبهـا !
لفـت من دقتها توق تشوفهـا واقفة خلفها متكتفه رافعة حاجبهـا بغيرة : تحبيها؟ مين ذي اشوفها
اعطتهـا غرام ظهرها بغرور وهي ترتـب الورد بالمزهريه : ولا احد
طبقـت توق على شفايفها وهي توقـف بجنب غرام تناظرهـا : على فكره انا نيار مميشه موضوعه لأنه زوجج اما صديقة ثانيه غير ساره مو ناقصة
ضحكـت غرام وهي تاخذ المزهريـة بين يدينها تغادر المطبـخ و توق خلفها تتكلم عن موضوع الصديقـات و الميانه الزايـده ما تتوقف عن الكلام ابـدًا تترك غرام تتنهد بملـل : انتِ صرتي تيّام ولا وشو؟ هذي عدوى مو طبيعي الي يصير
ارتخـت ملامح توق بإستعياب إنهـا فعلًا سولفت اكثر مـن اللازم تهمس برعب : صرت مثل تيّام؟ لا تقولينها
هـزت غرام راسها بإيه تشوفهـم يوقفون لها لجل يسلمـون و تركت المزهريـة على الطاولة الصغيـرة بجنب الشباك وهي تتوجـه لهم تسلم عليهم و تـوق تراقبها بهدوء : اقولج غرام لا طالت شانت شنو جنس البيبي اخلصي علينا
نفـت غرام وهي تجلس و ايدهـا على بطنها تتجاهل تـوق الي شهقت وهي توقـف تجلس بجنب غـرام : تراه بيبي يعني مو تذكرة سفر تسوين عليه مفاجأة
فتحـت غرام ثغرها بذهـول وهي تلف لـ توق تضربها : اسكتي لا اضربك الحين البيبي حقي اهم من مليون تذكرة سفر و اسوي مفاجأة و اسوي الي ابيه انتِ شكـو !
كشـرت توق بوجهّا تضم ايدهـا الي انضربت : بس انتِ ضربتيني و خلصتي
ناظـرت لَحن امها وهي تنفي بهدوء : ماما انتِ ليش حركاتك زي حركات خجل؟
انفجـروا كل الي بالمجلس ضحـك لأن لَحن مقصدها واضـح و هي تقصد حركات امها الطفوليـة تفتح توق ثغرها بصدمـة : ياويلي لولي فشلتيني !
تجاهلتهـا لَحن وهي تدور بأنظارهـا بحر و وقفت بعدها وهي تعـدل شعرها تغادر مجلسهم تتوجـه ناحية مجلس الرجال و خلفها خجـل تلحقها..
وقفـت غرام وهي تعدل ربطتهـا تبتسم لهم : فكرت بألف طريقة صراحة اعلمكم و ما جا ببالي احلى من خبر الجريدة بس هالمره ماقدرت اسوي مثلها و سويت شي بسيط
و قفـوا و كل وحده تختـار لها مكان على طاولة الطعام يكتملـون كلهم حولها بستثناء الأطفـال الي ما جوهم و جلسـوا عند اارجال يستقبلون الخبر عـلى طريقتها هي بتجهيزيها و إشرافهـا لكن بوجود جارح و رسلـت الطريقة لـ جارح لجل هـو يعرف وش يسوي و ما يفـرق حضور الأطفال..
شبكـت يدينها بهدوء من شافتهـم كلهم يجلسون على الطاولـة : انا اراهن إنكم بتنصدمون بس من الغرابه بحركتي مو من الجمال
ابتسمـت سُعاد من اقتربت غرام لهـم تنحني وهي تاخذ كيس مـن اسفل الطاولة توقف بعدهـا وهي تمشي لهم توقف عنـد كل وحده تترك امامهـا صندوق صغير باللون الأزرق السمـاوي لونها المفضل وهي توقـف امامهم من وزعت لهم كلهـم تهمس : افتحوها
عقـدوا حاجبهم من كان داخـل الصندوق كرتين ثلجية تسحبهـم سلوى بأستغراب وهي تحركهم بتعجـب تسكن ملامحها من تحـول الثلج داخلهم للون الوردي ترفـع نظرها لـ غرام الي ابتسمـت بهدوء تنطق سلوى بذهول : بنـت !
نفـت غرام ترفع ايدها و اصباعـها الأوسط و سبابتها بـ "اثنين" : بنتين يا جده
تعالـت صرخاتهم مباشرة تغطـرف سلوى الي اي فرحة لها تتـم بغطرفتها الي تركتهم يوقفـون يهنئون غرام و السعادة فعـلًا تغير مزاجهم كلهم ، بهجـة تتوسط قلوبهم و نور يشـع ارواحهم ، سعادة ما بعدهـا سعادة ، يجي الحزن و يجـي الزعل و يجي كل شعور ما يبيه الإنسـان لكن بالنهاية يختفي يتعـوض كل سيء و يتغير كل شعـور و يتبدل عاجلًا غير آجلًا..
_
« بعد سنتين ، إيطاليا و البحر تحديدًا »
قاربهـم كان يتوسط البحر يتضـارب مع الأمواج يعلوا و يرجـع لـ مساره بالنهاية ، يتخبـط لكنّه ما يضيع ، يواجه العقبـات لكنّه بالنهاية يظل صامـد و قوي و يستمر بالمواجهه لأن الشخـص الي يقوده يرفض الإستسلام ، لأنه شخـص يمشي للمشاكل لجل يحلهـا ، يواجه مخوافه لجل يقدر يتغلب عليهـا..
ابتسـم جارح يوقف حركة القـارب وهو يشوف غرام تعدل شـورت بحر تعدل وقفتها بعدها تتأمل شكله تـضحك : الحين صرت بحر يا ولدي
شهـق بحر يوسع عينه بصدمـة من حملته غـرام في لحظة ترميه للبحر يصـرخ مباشرة وهو يطيح في وسـط البحر مع امواجه يخرج راسـه بسرعة وهو يتنفس بذهـول : مـامـا !
وقفت إلهـام برعب وهي تحاول تمـشي لـ ابوها بصعوبة ترفـع ايدينها تنفي بخوف إن امهـا تحملها و ترميها لكن ابتسـم جارح يشيلها يقبّل خدهـا : صغيره انتِ ما تعرفين تسبحين تتوقعين ترميك؟
حشـرت راسها بعنقه تنفي وهي تستوعـب بعدها إن اختها مـو معاها تلف لـ الخلف تشوف غروب تدخـل ايدها بقفص الصقور ولا تهتـم للي يصير ابدًا تشد إلهـام على تيشيرت ابوها : بابا !
انحـنى جارح ينزلها وهو يرفـع نظره لـ غرام يشوفها تقفز خلـف بحر لجل تسبح معـه و الي جلست معاه فتـرة طويلة تعلمه السباحة لكن مـو اي سباحة ، خلته يتقنها و اكـثر وهو ما قال لها لا لأنه مستمتـع معاها و كثير..
جلـس على طرف البوت وهو يرخـي ايدينه خلف ظهره يرفع راسـه للسماء الصافية فوقهـم و لـ الشمس الي تحـرق كل شي تشوفه من شِـدة حرارتها و سطوعها يغمـض عيونه بهدوء وهو يبتسـم لأن بدايته بعلاقة غـرام و ملاحقته لها كانت هنا في البـحر ، و الحين هو معاهـا و مع ثلاث من اطفالهـم و مع صقورهـا الي تحبهم بالبحـر الي يشهد على بدايات حبهـم و عشقهم و غرامهـم وهو يعيش احلى و اجـمل ايام حياته ولا ممكن ينساهـا ابدًا ، حس فيها تخـرج من البحر لأنها جلسـت بجنبه يتبلل بالمويه الي تغادر شعرهـا توصله وهو يحس فيها تتأمـله ، فتح عيونه يلف لها بهـدوء يبتسم من إبتسامتها و غمازتـها الظاهرة : غرام؟
ارتخـت ملامحه بقلة حيله لأنـه ظن إنها راح تقبّله او تضمه لكنّـه حس فيها تدفعه يطيح في البحـر وهو يغرق كله يسمع ضحكـات عليه بحر وهو يخرّج راسـه يرجع شعره للخلف يكشر : غداره انتِ
مـدت ايدها له ترجع شعرها خلـف اذنها : تعال
رفـع حاجبه لـ ثواني يشك فيهـا و انحنت هي تهمس : ما تحبني؟
مسـك ايدها و سحبها في لحظـة لـ البحر عنده وهو يخرجهـا من المويه يبعد شعرها عن وجهّـا وهو يناظر ثغرها : ألف مره قلت لك غرام انا اتنفس هواك ، انا احبـكقسـاوة يـدي تلامـس رقـة يديهـا لتترجـم معـنى الحب
لتترجـم معـنى العشـق و الهيـام و الغـرام
قسـاوة حيـاتي و معيشـتي و ماضـيّ حيـن تلامـس مـع غرامهـا تحـول إلى ليـن و رفـق و حنـان
آه مـن غـرام توسـد صـدري ليقلـب موازيـني
.
.
انتهـت ثاني روايتي و كتاباتي و ثـاني إبداعاتي بوجودكم و معاكـم ، رواية أظهرت فيها مشاعـر كثيرة و سردت فيها السعـادة و البهجة و الحزن و الكئابـة ، رواية بدأت توضح مسارهـا و طريقها للحب و الحنان و انتهـت بالحب و الحنان الي كانـت تحاول توصله..
كنـت على وشك كتابة الخاتمة لكل بالحقيقة لا توجد خاتمة فلكل نهايـة امتداد يبدأ به كل شيء...
.
.
13-5-1445هـ | 27-11-2023 مـ