بشكل كامل بمعرفتهـا إنه على قيد الحـياه و يعيش تمسح بأبهامهـا على خطوط كفها..
_
« غرفة جارح »
دفـع الممرض بحدّه وهو يحـاول يوقف يصرخ بعالـي صوته : اتركـوني !
ناظـرت الممرضة الدكتور بخـوف : ما يثبت لجل نعطيه الأبره حتى !
عـض الدكتور شفته وهو يشد على جـارح يحاول يمـدده : اثبـت !
دفعـه جارح ينفض جسده منهـم و نظراته تشب لهـب : اتركـوني قلـت لكـم !
: جارح
سكـن جسده و سكنت روحه قبـل كل شي يلف لهـا بقلبه قبل جسده يشوفهـا تستند على ضاري و تناظـره بأشتياق نابع من اعمـاق قلبها الي ينبض بشكـل مجنون ترجف الأرض اسفلهـا وهي ترجع تهمس بنفس صوتهـا و نبرتها الي ارخت كـل ذرة بجسده و هـدت كل اعصابه تتغير حتى ملامحـه ترتخي كلها و هذا كله تأثيرهـا : جارح
وقـف و ما يدري كيف وقف هـو من سكن داخله حـتى ألمه كله اختفى ما صار يشـوف بهالغرفة إلا هي و مـا يسمع بهالغرفة إلا نبـض قلبها الي ينبض بشغف مثـل قلبه الي يكاد يغـادر قفصه الصدري : غرام
هـزت راسها بإيه تتجمع الدمـوع بمحاجرها تمشي بخطـوات مُتعبه ناحيته ترفع كفينهـا و هو ما سمـح لها تمشي اكثر يحرك هـو اقدامه يوقـف امامها يغمض عيونـه من حس بكفينهـا على خده تتلمس جروح وجهـه ، ما فتح عيونه يشـوف الغرفة ما يهتم لـ أحـد كل الي يعرفه إنها هي الحيـن قدامه و يشوفهـا و هي بخير لكن كل الي بالغرفـة خرجوا تحت صدمة الممرضة الي شافـت سكونه المستحيل من همس غـرام بس..
تلمسـت عوارضه ، عيونه ، شفايفـه ، حواجبه ، الأهـم و المهم تلمست روحـه الي استسلمت لهـا هي و لـ لمساتها بشكل فضيـع..
فتـح عيونه تقابل عيونهـا الي يمليها غيم دموعها و انظارهـا تدور على ملامح وجهه و جسـده : عوروك
ما نطـق بحرف ولا حتى حاول هـو بس اكتفى يحـط كل طاقته يتأملها ، يتأمـل عذوبة صوتها و وجهّـا ، كان بكل مـره يغمض فيهـا عيونه يتصورها قدامه بأكثـر طريقة تاخذ عقلـه..
نزلـت كفينها وهي ترمش تنهمـر كل دموعها تميل راسهـا تكتفي بكلام عيونهـا ما تنطق ولا حرف لكن عيونهـا؟ تنطق الف حـرف و مية كلمة ، عيونهـا توصف اكثر مِما حروفها توصـف بشكل تركه يرفع يدينـه الي كانت ثقيلة بشكـل مستحيل يحاوط وجهّا ينحـني يقبّلها ، مو قُبلـه عاديه ابدًا ، قُبله توضح شعـوره و توضح شوقه الشديـد ، قُبله عن الـف قُبله صارت بينهـم..
وقـت شافها جات و كأنها جابـت معاها الحياه و كأنهـا جابت النور بقدومها و دخلوهـا عليه ، كان مثل الجثة ، جسـد بِلا روح لكن هي مـن جات جابت روحه و بدايتـه الي انتهت في عذابه ، هـو الحين قبّلها يـروي عطشه ببُعدها ، يروي روحه الي جفـت بدون شوفتها ، يسقي شوقـه و يشبعه من إحتضـان جسدها..
ابعـد يترك جبينه يستند على جبينهـا يشوف إنهمار دموعهـا و شدها على ذراعـه الي تحاوط وجهّـا تحس بأنفاسه الدافئـة و تسمع نبـض قلبه الحنون يوصلهـا : جارح
همهـم لها يشوفها تفتح عيونها تناظـره بحب يسمعها تنطـق : وحشتني
ابتسـم وهو ينزل يدينه يحاوط خصرهـا تترك هي يدينهـا على اكتافه تناظر داخـل عيونه الي تلمـع بأشتياق مستحيل و حب يعبـر عنه بنظراته و بس تميـل هي راسها تلعب بأوتـار قلبه من سؤالها : ما تتكلم ، ما وحشتك؟
ميـل شفايفه يشد على خصرهـا : ما وحشتيني؟
رفعـت اكتافها بعدم معرفة و زفـر هو ينفي يرفع يـده بصعوبه وهو يتلمس نحرهـا يهمس : ما وحشتيني
ما ابـدت اي ردة فعل تفهم مقصـده تتأمل ملامح وجهـه و تحس بيده الي تتحسـس عنقها تثبت نظرهـا على جرح حاجبها ترفـع يدها تتلمسه : عوروني حتى انا
ابتسـم بهدوء يفهم قصدها وهـو ينحني يقبّل عنقهـا يتنفس عبيرها ، يتنفسهـا هي يدخلها لـ اعماق صـدره : ما وحشتيني لأنك تطغين على تفكيري
قبّـل عنقها مره ثانيه بهدوء يهمـس : ما وحشتيني لأنك انتِ الوحيده الي كنت اشوفها و انا واعي لكل شي حولي
ميلـت عنقها تسمح له ياخذ راحتـه تحس فيه يرجع يقبّـله للمره الثالثة يهمس تحس بدفى انفاسـه : ما وحشتيني لأن انا ببعدك كنت ميت
عـدل ظهره وهي تشوف الألـم بوجهه لكنّه يقاوم ينطـق وهو يناظر ثغرهـا : لأنك انتِ على بالي في صحوتي و في نومتي
ابتسمـت وهي تحتضن جسده ترخـي راسها على صدره تهمـس : تتعور ليش واقف
حـاوط ظهرها بخفة لجل الخياطـة يغمض عيونها يشم ريحـة شعرها الأخآذه : لأن انتِ وقت دخولك الي يجلس شخص ما يفهم بالشوق
تنهـدت من حُبها وهي تبعد تدفعـه للسرير بخفة رغـم خطواتها المُتعبه تجلسـه وهي تتأمل تيشيرته : افصخ
سكنـت ملامحه بصدمة يمسك تيشيرتـه يحركه يهوي نفسـه : شلون يعني؟
ابتسمـت من فهمه وهي تنفي تجلـس بجنبه تهمس : ما ودي ازعلك بس كنت على بالي و من هالجروح انا اعرف وش صار
تغيـرت ملامحه يشتت نظـره : ماصار شي
ميلـت شفايفها تنزل انظارها لـ ابهامهـا الي صار يمسح على خطـوط كفه : لسا ما تثق فيني؟
لـف انظاره لها يشوف هدوئهـا لكنّه يشوف حزنها الي مـا تظهره : اثق فيك لكن الي صار ما ابيك تتخيلينه
رفعـت انظارها له تشوف إحمرار وجـهه وهي ترفع كفها تلمـس خده بهدوء : انت تحتاج تقول جارح ، هالشي واضح عليك
عـض شفته يشتت نظره وهو يبعـد كفها يتمدد : ما ابي اقول
هـزت راسها بـ زين وهي تشتـت نظرها بالمثل لأنها التمسـت الغضب في جملته تناظر الباب : ابـ
سكتـت من فز هو بلحظة يغطي ثغرهـا ينعقد حاجبه بألم شديـد يناظرها : وين !
اشـرت لـ السقف بهدوء : غرفتي؟
نفى مباشـرة وهو يوقف بصعوبة يمددهـا على السرير غصـب عنها و تحت انظارهـا المذهولة يمـشي بخطوات مُترنحة ناحيـة الكنب يتمدد بطنـه و عيونه تراقب صدمتهـا : ما تروحين عني
عدلـت تمددها وهي تبعد له مكـان : تعال عندي
نفى وهـو يبلع ريقه يشد على يـده : مرتاح هنا
عقـدت حاجبها لـ ثواني وهي تشوفـه يغمض عيونه و رفعـت انظارها للسقف بتفكيـر عن سبب عدم قدومه رغـم إنه شخص يستغـل الفُرص ، تنهدت وهـي ملت من التفكيـر من وقت خطفه وهي تفكـر بكل شي صار وهـي تدري مثل اسمها إن راشـد سوا كل فعاليـه وهو طفل رجع يفتح جروحـه بنفس الآله الي استعملهـا ، وهي تدري مثـل اسمها إن اي جرح بعد خياطتـه لو رجع نفس المكـان ينعدم بشكل اسوء مستحيـل يتخيط بنفس المكان و علاجـه اصعب ، عضـت شفتها وهي تغطي عيونهـا بذراعها تبي توقـف تفكيرها تشوف جوالهـا الي بجيب قميصهـا تسحبه وهي تتصل على ابوهـا بهمس : ابوي انا بجلس هنا عند جارح
هـز ضاري راسه بـ زيـن : خلاص تمام انا برجع البيت ارتاح وقت تبين شي اتصلي فيني او في تيّام بكلمه يرجع نايم عند ابوي فوق
هـزت راسها بـ زين وهي تسكـر الجوال تغمض عيونهـا بتعب تغمض بنوم عميـق ما تنامه من وقـت فراقه ، نومه مافي قبلهـا نومه حسن فيهـا بالأرتياح هالقد..
_
« بيت مسعود "ابو حلا" »
مسحـت على حور قطوتها وهـي تزفر تناظر الـورد المزروع قدامها تشـوف هدوء الريح حولهـا و دفاها ، بكل مره تتذكـر جارح و تفكر فيها و للأسـف إنها تحبه تجي قدامهـا غرام تقطـع صورتها كلها ، لو كانت شخـص ثاني كانت تقطـع قلبها و تشعل نيران قلبهـا لكن وقت شافـت غرام و السر الي قالتـه في اذنها هي الي اشتعلـت النيران بقلبها ، سر محـد يعرفه من اهلها في كيف تعرفـه هالشي صدمهـا اكثر من كل شي ، وقـت همست في اذنهـا هي ما صارت تستوعب شـي من هول ارتعابها من فضحهـا لهالموضوع ، هي مـن تذكرت كلام غرام رجـع قلبها ينبض برعب تبعـد حور عنها من حسـت فيها تشد عليهـا "تظنين انا مثل امك و اخوك ما ادري عن تزويجك لـ ابوك؟"
هالموضـوع ممكن يكون بسيط للبعـض لكن امها تعشـق ابوها عشق ماله نهايه و أنيـس ما رضى هالشي على امـه و هي بكل وقاحة راحـت تزوج ابوها على امها..
_
« المستشفى ، غرفة حاتم »
سكـرت هبه كتابها وهي تعدل جلستهـا من شافته يفتـح عيونه بتعب توقف مباشـرة تتوجه له وهـي تمسك كفه : حاتم !
لـف انظاره لها يشوفها تبتسـم له و ابتسم بهدوء يغمـض عيونه : هبة الله لي
ابتسـم قلبها مباشرة وهي تنحـني تضمه تقبّل خـده : انت بطلي !
رفـع ايده يحاوط ظهره يقبّـل عنقها بأبتسامة : و انتِ سندي
ابعـدت وهي ترجع شعرها للخلـف
تجلس على السريـر : يعورك شي انادي الدكتور؟
نفى وهـو يمسك كفها : ما وصل من نيار خبر وينه؟
سكنـت ملامحها وهي تشد على كفـه : بعلمك بس هو بخير الحين طيب؟
عقـد حاجبه ينتابه الرعب يشـد على كفها : وينه هبه؟
هبه : موجود بس بغرفة ثانية
فتـح فمه بذهول يحاول يعـدل جلسته و فزت هي تساعـده : هو بخير !
حاتم : وش صار له !
طبقـت على شفايفها وهي تشتـت نظرها لـ ثواني : انخطف
مـن رجعت انظارهـا هي شافت خوفـه
و رعبه مباشـرة تثبته من كان على وشك الوقـوف تجلّسه : هو بخير والله بخير معه غرام
جلـس وهو يشد على يـده : ابوي صح؟
هـزت راسها بإيه و مسك هو راسـه يعض شفته يناظرهـا : عطيني الجوال
وقفـت وهي تاخذ جواله تمده لـه تجلس بإستغراب تشـوفه يتصل على احد يحط الجـوال على اذنه : امي
سكنـت ملامحها بصدمة تسمعـه ينطق بـ "امي" وهي تعـدل جلستها بفضول تسمعه يكمـل "لا تخبريني ان والدي اختطف نيار؟"
عقـد حاجبه من وصله جـواب امه "ماذا تقول انت؟ لقد قُطعت علاقتي مع حبيبته منذ مدة لم ترد علي" كانـت ثواني فكر فيها تسكـن ملامحه يهمس "قتلها أليس كذالك؟" سمـع صوت نفس امه الساكـن يعرف إن سؤالـه جوابه الإيجاب يسكـر الخط يشوف نظراتهـا المذهوله يهمس : ما علمتك اننا نتعاون لجل نحمي نيار؟
نفـت بتكرار وهي تعض شفتهـا من حماسها : يعني انت تعاونت مع امك لجل اخوك؟
هـز راسه بإيه و ضحكت تضمه تقبّـل خده : يناس اعشقك !
ضحـك بذهول من ابعدت وهي توقـف بحماس تلعـب بيدها : احس ابي اجيب لك ورد
ميـل شفايفه لـ ثواني : ورد؟
هـزت راسها بإيه تاخذ جوالهـا : توق شرت لي ورد ما ادري من وين جابته يعيش يعيش !
مـن ردت توق على الجوال جلست هبـه وهي تستفسر عـن المكان و تبتسم من حسـت بكف حاتم يمسك ايدها يقبّلهـا و انظاره عليها بهدوء..
_
« غرفة جارح ، الصباح »
ناظـر الممرضة الي دخلت تناظـر غرام الممددة على السريـر بذهول تلف له : مو انت التعبان؟
هـز راسه بإيه يجلس وهـو يعض شفته من الألم الي ضـرب ظهره يتغير لون وجهه يهمـس : هي تعبانه أكثر مني
ناظـرت تغير لون وجهه تقتـرب منه : وش يعورك؟
نفى وهـو يوقف بأرهاق يتوجـه لـ الحمام -الله يكرمكم- يترك الممرضـة تناظر غرام بذهـول : هذي؟
فتحـت غرام عيونها بلحظة تتـرك الممرضة تفز وهي تمسـك قلبها : بسم الله
عقـدت غرام حاجبها تعدل السريـر تجلّسه وهي تناظر الممرضـة : مو انتِ الي كنتي مصدومة؟
نفـت الممرضة بأرتعاب وهي تركـض للخارج تمسك سـاره الي رفعت انظارهـا عن الملف بيدها بأستغـراب : شفيك انتِ؟
أشـرت الممرضة على الغرفة بخـوف : هذول الي بهذي الغرفة مو طبيعين ابدًا ، تخيلي امس الرجال كان بيقوم القيامة علينا بس قالت اسمه زوجته كأن احد ضرب راسه
ميلـت الممرضة شفايفها بتفكيـر : كان اسمه غريب وقت قالت ، جراح او شي زي كذا بس اسمه مسجل عندنا نيار
سكنـت ملامح ساره تترك القلـم من يدها بلهفـة : غرام عنده بالغرفة؟
الممرضة : اسمها غرام؟
ما ردت عليهـا ساره تفتح باب الغرفـة تصرخ بفرح : غرامي !
ضحكـت غرام بخفة تحط ايدهـا على مكان العلميـة تفتح ذراعها تضم ساره : اشتقتيلي؟
هـزت ساره راسها بإيه تقبّل خدهـا : المجنون الي ما يشتاق لك !
ابتسمـت غرام و جلست سـاره بجنبها : المرض ما جاني إلا وقت حجزك مره زعلت اني مقدر اجيك
غرام : كان شي فضيع ساره مره شعور بشع
ميلـت ساره شفايفها تعقد حاجبهـا بأستغراب تلـف وهي تشوف جارح و مـن لمح وجودها صـد عنها وهو يفتح باب الغرفـة يكاد يخرج لكن صـوت غرام الحاد منعه : لـ وين !
لـف لها قبل يخطي خطواته للخـارج بهدوء : اتركم
رفعـت حاجبها تشير له على الكنـب : هنا جارح اجلس
زفـر وهو يسكر الباب يمشـي بخطوات مُتعبه تحـت انظار غرام الي زفـرت بهدوء تشوف ساره الـي قبّلت خدها تخرج تلف له هي بجسدهـا : تعال السرير
نفى مباشـرة و وقفت هي تترك كفهـا يغطي مكان عمليتهـا تسحب طرحتها : خلاص بروح
نفى مباشـرة يوقف و مباشرة رجـف يجلس من شد ظهـره كله وهو يكتم صراخـه يوسع عينه من كميـة الألم الي حس فيها توسـع هي عينها بخوف تمشـي ناحيته تناظره : جارح !
ما قـدر يرفع نظره لها يناظر الأرض و وجـهه كله باللون الأحمـر تبرز عروق عنقه وهـو يرص على اسنانـه فكّه يرتجف من شدّه ، و نزلـت هي تجلس على ركبها تمسـك تيشيرته تبي تبعده لكنـه نفى مباشرة يناظرها برجـاء : تكفين لا !
عضـت شفتها وهي توقف تتحجـب ترمي الطرحه على ملامـح وجهّا تغادر الغرفـة تحت انظاره المتوجعـة لكن بعدها دخل الدكتور الي هـي كلمته..
ناظـر الباب بترقب بعد دخـول الدكتور ينتظر دخولها لكنّهـا ما جاته ابدًا..
_
« بيت جارح ، العصر »
دخلـت و بجنبها ابوها الي يسندهـا تلف انظارها للخلـف تشوف جارح يمشي بهـدوء بجنبه سهـم و من التقت نظراتهـم هي شتت نظرها توقـف عند الباب مع ابوهـا تودعه بأبتسامة : بكون بخير لا تخاف ، اليوم خالاتي بيجوني و حتى عماني تدري صح؟
هـز راسه بإيه يقلق عليهـا : ما تتعبين يا ابوك؟
نفـت وهي تقبّل خده تبتسـم : بكون بخير ما بتعب نفسي لا تخاف بس قهوة
هـز راسه بـ زين وهو يشـوف سهم مازال واقف : ما ودك تجي؟
نفى سهـم بهدوء يشير على جـارح : انا و نيار عندنا كم شي نتكلم فيهم
هـز ضاري راسه بـ زيـن وهو يركب سيارتـه يحرك و دخلـت غرام خلفها جارح و سهـم الي سكر البـاب خلفه يمشي خلف جـارح الي وقف قبـل يدخل لـ الممر الي يوديـه للمكتب يشـوف غرام الي ابعدت عبايتها تمشـي بخطوات مُتعبه ناحية الكنـب تجلس و عيونها تراقـب الأرجاء و يعرف هو إنها تشتـاق للبيت بشكل مُهول ، تشتـاق لـ صقورها و سريرهـا و حتى اكواب الشاهـي الي تشتريهـم و تعشقهم و لهـم دولاب خاص لأنها تحـب التغير ، يشوف نظـرة عيونها الهاديه لكنّـه يدري إنها تهوجـس بـ الي صار له ، و تهوجـس بكل حياتهم في اخر اسبـوع..
تنهـد وهو يتوجه للمكتب تحـت انظار سهم الي ما فهـم هو وش يشوف في غرام يناظرهـا بهالنظرة الحنونة يدخـل خلفه يسكر الباب..
جلـس جارح على الكرسي وهو يتـرك جواله على المكتب : وش سويت وقت وصلت البيت؟
سهم : اخذنا ماريا و كم رجال كانوا موجودين
ميـل جارح راسه يتكي على المكتـب : و جلاد و راشد؟
شتـت سهم نظره بأسى و فـز صدره من ضـرب جارح المكتب وهو يرمـي كل شي فوقه وهو يشـد على يده يصرخ : كـل مـره يهربـون ، كـل مـره ينجـون ، انـا متى أخـذ حـقي مِنهـم !
غمـض سهم عيونه بحزن و عض جـارح كفه يكتم مليـون صرخه داخله تتفجـر عروق قلبه مـن كتمانه وهو يرص على اسنانـه يمنع نبرة صوتـه ترتفع : انا كيف اخذ حقي بالقانون دام القانون يضيع بكل مره
رفـع سهم نظره لـ جارح الي نفـى وهو يلعب بالقلم : بس الحين القانون برا الموضوع راح اكون الولد الي رباه معاهم ، الشيطان الي حاول هو يزرعه فيني راح يطلع عليه هو و جلاد الي سانده بكل شي و تشوفون
عـض سهم شفته بخوف : نيـ
نفـى جارح يشير له بالسكـوت : تبي تمنعني اسجني غيرها تخسون
وسـع عينه من وقف جارح يخـرج و وقف هو خلفه مباشـرة يشوفه يطلع الدرج لـ غرفتهـم يلف انظاره لـ غرام الي رمشـت بهدوء لأنهـا شافت وجه جارح المقلوب : يخص راشد صح؟
هـز سهم راسه بإيه يقترب مِنهـا يمسك اكتافها : بيسوي شي مجنون غرام امسكيه ، بيعدم حياته و يدمرها غرام !
ابتسمـت له بهدوء تطمنه و عقـد هو حاجبه بغرابة : وش هالأبتسامة؟
غرام : انت روح الحين و تعال مع الكل بعد صلاة العشاء
هـز راسه بـ زين و قلبه يستغـرب من ابتسامتها يخرج..
ناظـرت هي الدرج تتمسك بـ الدربزايـن وهي تطلعه بهـدوء و تعب و انفاسها تنقطـع لأنه المفروض ما تطلع الدرج ابدًا..
وقفت قـدام باب الغرفة تفتحه بهـدوء شديد تسكـن ملامحها يجمد الـدم بعروقها تحس بقلبهـا يرتجف خلف ضلوع صدرهـا من آثار التعذيـب على ظهره ، من هـول صدمتها ، اقدامهـا ارتجفت توسع عينهـا لأنها ما زالت تنـزف و كأنها جديدة تشهـق هي مباشرة تنهـار اقدامها وهي تبكي و..