هـزت راسها بإيه وهي تتأمل ايـده : انت بخير؟
عـض شفته يشتت نظره لـ ثـواني ينحني يهمس بأذنها لجـل الطفل ما يسمعه : الطفل و جده توفوا
سكنـت ملامحها لـ ثواني يرتجـف قلبها بحزن وهي تحـس بـ الطفل الي بحضنها يشد عليها اكثر رغـم نومه و رفعت انظارها لـ جارح تهمـس : انا رضعته
عقـد حاجبه بعدم فهم يرمـش بتعجب : شلون؟
بلعـت ريقها بأرتباك تعيد بنفـس الهمس : رضعت الطفل هذا
فتـح ثغره بذهول ينزل انظـاره لجسد الطفل الي مازال يشهق بحضنهـا يناظرها : رضعتيه !
هـزت راسها بإيه وهي تهزه بخفـة تناظره بحنان و لطُف مستحيـل : مريم ما فطمته بس يشرب حليب
ضحـك بذهول يبعد عنها خطـوات : رضعتيه يعني صار ولدنا بالرضاعه؟
نفـت وهي تقبّل جبين الطفـل : لا ما صار ولدنا بالرضاعه ، بس بيصير
ابتسـم قلبه قبل ثغره وهو يمسـح ملامح وجهه : غرام !
رفعـت انظارها له بهدوء تشـوف فرحته و سعادته وهي تهمـس بحزن : جارح ما عنده اسم ولا هويه جارح !
نفـى يعقد حاجبه : مستحيل ، كيف يروح المستشفى و كيف يتطـ
سكنـت ملامحه توقف الحروف داخـل ثغره : ما تطعم ولا وُلِد بالمستشفى اصلًا
هـزت راسها بإيه وهي تحس بمحـاجرها تحرقها : خلينا نكفله ابيه ولدي
ابتسـم يعض شفته لأنه يفخـر و يغتر فيها بشكل مجنـون ، يغتر بحنانها و يفتخـر بقوة قلبها و قناعاتها الخاصـة ، يحب إنها تسوي الي تبيـه و الي تفكر فيه بدون اي اهتمـام للعواقب ، رفع يدينه يضمهـا و الطفل موجود وسـط حضنهم يستعد لـ حي جديـدة و اسم راح يمتلكه و حيـاة تكون هانئه..
—
« بين جارح »
مـرت ثلاث ايام فيها كثير مـن الأجرائات المُكثفه لـ معرفـة مين اب هذا الطفل الي كانـت غرام طول وقتها معاه تهتـم فيه تحن عليه تشيل هـم مستقبله و كأنه فعلًا "طفلها" من لحمهـا و دمها..
تركـت كوب الشاهي على الطاولـة وهي تسمع صوت جوالها يـدق و جارح كان المتصل : جارح
جارح : غرام عرفت مين ابوه انا
سكنـت ملامحها تلف انظارهـا لـ الطفل تشوفه مُبتسم يناظـر لَحن المُمدده على الكنب بجنبها تعـض شفتها بحزن لأنه يروح من حضنهـا ولأنه صار ولدها لأنها اهتمت فيـه و رضعته و تعطف عليه و تحبـه لأبعد درجة : مين؟
جارح : غرام الرجال سياسي يشتغل مع الأمير !
وسعـت عيونها بذهول تنطق : نعـم !
جارح : اسمه مُلهم أسيف آل عدي الرجال له منصب و لا يدري عن ولده إنه بدون هويه !
نفـت غرام بعدم تصديق تعتـلي ملامحها السخرية : شوف له حل و قول له ولدك معانا و منت ماخذه خليني اشوفه
ابتسـم جارح وهو بوقف سيارته امـام احد القصور ينزل شباكـه : عنده انا ، مع السلامة حلوتي
ضحكـت بذهول من سكر الخـط تناظر الطفل الي سمتـه في قلبها و انتهى : بحر تحبها؟
هي كانـت بكلامها تقصد لَحن الي تحـرك جسدها بكل نشـاط و هز راسه بإيه يأشـر عليها و عيونه تلمـع لأنها "لطيفة" و ابتسمت هي توقـف تفتح ستارة بيتها يظهـر نور الشمس الي اضـاء كل ارجاء البيت وهي تبتسـم لهم : الحين افتح باب الحديقة و نخرح نلعب بالطين و نعدم نفسنا
نفـى الطفل وهو يضم ايده بخـوف شديد وضح على ملامحـه و عقدت هي حاجبها تتوجـه له تجلس امامه تضم اقدامهـا : ليه؟
رفـع اكتافه بعدم معرفة لكنّه يخـاف و هالشي واضح على ملامـح وجهه الي انخطف لونها وهي تبلل شفايفهـا تهمس : تخاصمك ماما؟
نفـى و جسده كله صار يرتجـف و بلعت هي ريقها : يخصامك جدو؟
انهمـرت دموعه و ابتسمت هي بهدوء تضمـه لـ صدرها تزفر بحزن تقبّـل راسه : الحين مافي جدو الحين في انا و في جارح و جدك هو بابتي طيب؟
دق الجـرس و ابعدت وهي تبتسم تناظـره : عمره طويل هو الحين جا لجل يشوفك لأني قلت له عندي ولد حلو مثلك
مسحـت دموعه بأبهامها وهـي تقبّل خده توقف تتوجه ناحيـة الباب تفتحه على وسعه تبتسـم من شافته واقف و بيده كيـس كبير يضمها وهو يزفـر : حارمتني ثلاث ايام ما تكلميني إلا جوال؟
ابتسمـت وهي تبعد تشيـر له بالدخول : ما احب تشوفني و تعرف وش فيني من هم
ابتسـم وهو يدخل يشهق مباشـرة يشوف لَحن الي تخّـرج اصوات الأطفال و تحـرك جسدها بحماس تناظر الطفـل الي يحرك اللعبه امام وجهّـا يبتسم لها : احفادي !
ابتسمـت غرام تشوف الطفـل كيف لف له يناظره بأستغـراب و زاد استغرابه اكثر من حملـه ضاري وهو يناظره بأبتسامـة : انت بحر ولد بنتي؟ انت حفيدي الحين؟
لـف الطفل انظاره لـ غرام بأرتبـاك يمد ايدينه ناحيتهـا و كأنها يقولها "شيليني" و ابتسمـت هي تحمله تقبّل خـده : بيتعود عليك ابوي عطيه وقت
تقـدم ضاري ناحية لَحن وهو يحملهـا يقبّل خدها يشوف الضحكـه الي اعتلت ملامحها يبتسم بأعجـاب : يالله وش هالجمال يا لولي !
ضمهـا لـ صدره وهو يجلس علـى الكنب يسحب الكيس ناحيتـه يخرج منه كرتون سيارة كبيـر يناظر الطفل : هذي لـ مين !
لمعـت عيونه مباشرة ينزل من بيـن يدين غرام يمشي بخطـوات سريعه ناحية ضاري يناظره برجاء بشكـل ترك ضاري يضحك وهو يعطيه اللعبه يبعثـر شعره : اسم الله عليه وسيم
ابتسمـت وهي تتوجه لـ المطبـخ تصنع براد شاهي جديد لجـل تروق مع ابوها و مع لَحن الي جابتها توق لأنهـا خارجه مع تيّام..
_
« عند جارح »
نـزل من سيارته يترك مفاتيحـه بجيب ثوبه وهو يتوجه بخطـوات هاديه ناحية البوابة الكبيـره يناظر الحارس الي تقدم منـه بحذر : تفضل؟
لـف له جارح وهو عاقد حاجبـه بأنزعاج : ابي اتكلم مع مُلهم وينه؟
الحارس : مين حضرتك؟
جارح : ما يعرفني بس انا اعرفه ، وينه؟
الحارس : ممنوع الدخول تفضل معي لـ سيارتك
رفـع جارح حاجبه من كان الحـارس على وشك لمسه يرجع للخلـف خطوه يمد ايده يوقفه بتحذيـر : ما تلمسني ، عطيني جوالك لزوم اكلمه
ناظـره الحارس لـ ثواني و لف انظـاره للبوابة الي فُتحـت على وسعها تظهر السيـارة الي شغاله نيتها الخـروج لكن عقد الي داخلها حاجبه من شـاف الحارس واقف امام البوابة مع احد الرجال يفتـح الباب يوقف يظهر طوله و هيبتـه وهو عاقد حاجبه : تفضل؟
لـف له جارح وهو يتقدم منـه يوقف امامه و طوله بنفس مستواه يناظـر داخل عيونه : انت وينك عن الدنيا؟
عقـد مُلهم حاجبه يستشعر هالـة الشخص امامه الهالة الي تـدل على وجود شخص قوي امامـه شخص له شخصية و هيبـه مماثلة له : ويني عن الدنيا؟ مين انت
ناظـره جارح ببرود و غضب موجـود خلف نظراته هذي ينطق بهـدوء : جارح و لك نيار
رفـع مُلهم حاجبه ما سمع بالأسـم و هذا يدل على إنه شخـص مو مهم بنظره : ما اعرفك
جارح : راح تعرفني
زفـر مُلهم وهو يناظر الحارس : تعال خذه برا
من مسـك الحارس ذراع جارح هو مباشـرة لكمه على وجهه يعـدل بعدها وقفته يناظره بحـده : حذّرتك قلت لك لا تلمسني
ابتسـم مُلهم وهو يسكر باب سيارتـه بأهتمام شديد له : وش قلت اسمك؟ جا
قاطعـه جارح ينفي : قلت نيار لك
ابتسـم مُلهم بأعجاب يتكتـف : علمني وش مبتغاك من هالجيه؟
جارح : انت تدري إن عندك ولد؟
هـز مُلهم راسه بإيه : ادري
رفـع جارح حاجبه بصدمة اخفاهـا بمهارة يطبق على شفايفـه : و تدري إنه يتيم ماله احد و إن زوج امه مختفي؟
هـز راسه بإيه ينطق : يعني تتوقع شخص مثلي ما يعرف وش يصير لـ ولده؟
جارح : و تدري إن ماله هويه؟
مُلهم : هذا بسبب ضعف امه مو شغلي
عـض جارح شفته بقهر يشـد على ايده ينقلب لونها للأحمر مباشـرة : شوف يا مُلهم انا ما جيتك لجل تحن على ولدك ، جيتك ابيك تاخذه تطلع له هويه و انا بتكفل فيه
هـز مُلهم راسه بـ زين و ضحـك جارح بذهول : لا انت موب صاحي ابد
مُلهم : انا قلت لها ما ابي اطفال لكن هي خالفتني خليها تتحمل
نفـى جارح بعدم تصديق وهـو ياخذ نفس لأنه راح يفقد السيطـرة على نفسه : يعني تتزوجها و تستغرب حملها؟ اللهم عافنا ممن ابتلاهم
رفـع مُلهم حاجبه يبتسم بسخريـة : انت مين انت؟ علمني وش شغلتك الي تركت الجرائه تخليك تجيني هنا بكل وقاحة
ابتسم جارح وهو يرفع حاجبه ينطق بنفس نبرة مُلهم : شخص عنده إنسانية و فاقدها الله يعنيه على نفسه
ضحـك مُلهم بسخرية تامة يرفـع ايده يكاد يتركها على كتف جـارح الي رفع حاجبه يرجع خطـوه للخلف : اكره اللمس لو ما تدري
ميـل مُلهم شفايفه يسحب ايـده وهو يتنحنح : زين هوية الولد تنزل له قابلني عند الأحوال و تاريخ ميلاده اعرفه بس قابلني
مـشى جارح و على ملامحه تعابيـر "الأشمئزاز" التام منه و من ركـب سيارته هو كشر مباشرة يشغلهـا : اعوذ بالله طاقة سلبيه
_
« بيت جارح »
هي كانـت بس تبتسم بدون توقـف ، ما كانت تقدر تضبـط ضحكاتها ولا بهجتها بوجـود الطفل حولها لأنه "لطيـف" و لأنه حنون رغم سِنـه الصغير ، لكنّها تشوف كيـف هو وقت يتمدد بجنب لَحـن يمسح على شعرها و كيـف هو كله ذهول وقت يشوف كيـف هي ترضع من الشي الغريـب الي ماقد شافه بحياتـه "رضاعه" طول سنينه كان ما يشـوف إلا صدر امه و بس ما يعـرف اي شي ثاني..
رفـع الطفل انظاره لـ ضاري يشوفـه يدخل للصالة و خلفه تـوق و تيّام الي ضحكوا بذهول مباشـرة يشوفون الشي الصغير الواقف يناظرهـم بإستغراب : يناسوا هذا ولد اختي الحين !
كانـت هذي جملة تيّام الي رفـع ثوبه ينحني يجلس امام الطفـل يبتسم وهو يحـاوط ظهره يقربه : انا تيّام اخو غرام يعني خالك
ناظـره الطفل بهدوء ما يفهمـه و ابتسمت غرام تشوف تـوق الي وقفت بجنبها بأبتسامـة : وقت جيت اعطيج لَحن ما علمتيني فجأة خالي سدح الموضوع بقروب العائلة سهم و شوق بيرجعون من السفر الخميس الجمعة تتقابلون
ابتسمـت بهدوء وهي تلف لهـا تبلل شفايفها : اسمعي بقولك شي
عقـدت توق حاجبها و اقتربت غـرام تهمس بأذنها بشي تركها تبعـد تضحك بسعادة غير عاديـة تغطي ثغرها : ايه غرام ، احلى شي ممكن يصير ما اتخيل حلاوتهم !
ابتسمـت غرام وهي تتكتف تتأمـل بحر بجنب لَحن و كيف هو مُهتـم فيها و يحبها فعلًا رغم لقائهـم الأول..
حملـه تيّام يقبل خده وهو يناظـر غرام : اقولك هالولد رغم إنه مو بالدم لكن فيه من اطباع النيار شوفي شلون يناظرني حاقد !
جلسـت غرام بجنب ابوها ترخـي راسها على صدره تحس فيه يحـاوط اكتافها : اتعلم منه في الكم يوم وش يعرفك انت
نـزل الطفل من يدين تيّام وهـو يمشي بخطوات سريعة يوقـف امام غرام يرفع يدينه بـ معنى "شيليني" و حملتـه بأبتسامة تتركه بحضنها تقبّـل راسه وهي تزفر بقلـق خوفًا من المستقبل المجهـول و وجود ابو الطفل و خوفًا مـن المشاكل ، شدت عليه بحضنـه ترفض رفضًا باتًا تركه يـروح من يدينها رغم إن جزء كبيـر منها يحزن لأن ابوه على قيد الحيـاة و المفروض يكون بحضنه هو بـدال حضنها..
_
فتـح جارح باب البيت بهدوء شديـد وهو يترك مفتاحه على المدخـل يناظر البيت حوله و ظلامه و هـدوئه الشديد يناظر الدرج وهو يصعـد بهدوء ، توجه ناحية الغرفـة يفتحها يشوف غرام مغمضـه عيونها و بحضنها الطفل ينـام و ايدها تطبطب عليه تنومّه و همـس بهدوء : غرام
فتحـت عيونها بِبُطئ وهي ترفع راسهـا تشوفه يبعد شماغه يفتـح ياقة ثوبه يناظرها : فيك انتِ؟
عقـدت حاجبها لأنه "لاحظ" و نفـت وهي تبعد الطفل تغطيه تنّـزل اقدامها من السرير تعـدل شعرها وهي توقف تمـشي له : تأخرت علي
ناظرهـا بأستغراب لأنها تكذب عليـه بشكل واضح لأنه حافظهـا مثل اسمه و يعرف حزنهـا من هدوئها و يعرف قلقهـا من إلتجائها لحضنـه بصمت شديد ، يعرفهـا و يقرأ عيونها و بشكل سهـل جدًا ، زاد استغرابه اكثـر من تخللت يدينهـا من بين اذرعه تدخـل في حضنه ترخي راسهـا على صدره تحاوط ظهـره : وحشتني
تنهـد بهدوء وهو يحاوط خصرهـا يرخي راسه على راسها يقبّلـه يهمس : من وش؟
غرام : ايش هو؟
تمتـم بهدوء يجاوبها : قلقك
ظهـرت ابتسامة جانبية على ثغرهـا لأن كذبها ما يمشي عليـه و صارت تفهم إنها مثل ما تلاحظـه هو يلاحظها بالمثل : من ابوه و إذا بيسبب لنا مشاكل
ميـل شفايفه وهو ينحني يحملهـا بين اذرعه بشكل تركها تتمسك بعنقـه بهدوء تكمل : ما ابيه ياخذه بس بنفس الوقت هو ابوه و يحق لـ بحر يعيش معه و يفرح
مددهـا على السرير يعدل قميصهـا الحرير على جسدها يغطيهـا لأن الغرفة مثل الثلج ، مثل جزء من اجـزاء شعورها الداخلي الي تحس فيـه ، ابعد يتوجه لـ دولابـه يسمع خوفها و قلقها و كلامهـا يرجع لها وهو يعدل تيشيرتـه يجلس على السرير عند اقدامهـا يناظر عيونها : غرامي
رفعـت انظارها عن يدينها تشوف هـدوء ملامحه و نبرته الهاديـه : نعم
مـد ايده يمسك كفها وهو يشـد عليها : مُلهم ما يبي ولده و بكره عندنا موعد بنصدر هويه لـ بحر لجل نقدر نسوي له كل شي لجل تكون عنده هويه تثبت وجوده ، بحر بيكون بن مُلهم لكنّه ولدي و ولدي و احنا بنكفله
تنهـدت بعدم معرفة و بعدم فهـم و ما تبي تعرف ولا تبي تفهـم كل الي تبيه هو يكون سعيـد و مرتاح ولا تبي شي ثاني هـذا الشي الي هي متأكدة منه
_
« بيت سلطان ، الجمعة »
كان جـارح و غرام و بحر هم اول الواصليـن ، كانوا هم الثلاثي الجديـد العائلي الموجود و الي تكوّن اخيرًا بهوية بحر الي اُصـدرت و صار كل شي حلـو ، اصدروا له هوية و جواز سفـر و ملف بالمستشفى اخذ فيـه كل التطعيمات و صار فعلًا طفـل مرتاح بين احضان جارح و غرام ، موضـوع بحر ما يعرف فيه احـد إلا ضاري و توق و تيّام و سهم و شـوق..
ابتسمـت وهي تشوف بحر يرتـدي "الثوب" يمسك كف جارح الي كـان غير قادر على كتمان ضحكـه من شكل بحر اللطيف ، بحجمـه الصغير و الثوب و الحـذاء الرسمي -الله يكرمكم- كان شكلـه يشهي للأكل لو صح القـول ، لف بحر لـ صوات المفاتيح الي اصـدرت من الباب يشوف امرأة مُسنـه دخلت وهي تسمـي بالله و شتت نظره بعدم اهتمـام من التقت انظارهم ، رفعـت سلوى انظارها لـ غرام و جارح بأستغراب تأشر عليه بمفاتيحهـا : مين هذا؟
ابتسـمت غرام تعدل وقفتها تمسـك كف بحر : ولدي بالرضاعه و كفلته
سكنـت ملامح سلوى بصدمة تعـدل وقفتها و ظهرها المُنحـني : شلون يعني
جارح : يعني يا جدتي هذا ولدنا الحين ، بحر
ضحكـت سلوى بذهول وهي تنـزل انظارها لـ بحر الي رافع حاجـبه و نفت بعدم تصديق : تكذبون
انحنـت غرام تحمله وهي تأشر علـى سلوى و عيونها تتأمل عيون بحـر بأبتسامة : هذي جدتك بحر ، شايفها؟
ما رد عليهـا إنما اكتفى يرخي راسـه على كتفها يغمض عيونـه يرتخي حتى جسده يعلن رغبتـه بالنوم بشكل ترك غرام تبتسـم بصدمة : بينام !
ضحكـت سلوى وهي تقترب تتأمـل ملامحه وجهه الطفولية تبتسم : جميـل !
ابعـدت توقف امام غرام و عـلى ثغرها ابتسامة غريبـة : يعني الحين انتِ كفليته؟ يا بختك بالأجر غرام شلون صار هذا كله؟
جارح : وقت تتجمعون كلكم نعلمكم الموضوع ، مستحيل تستوعبون عظمة الله سبحانه و تعالى كيف ربط كل شي ببعضه
اقتـرب جارح يناظر بحر يبتسم وهـو يشوفه "نايم" فعلًا و مستسلـم لـ غرام يشوفها تتوجه لـ الكنب تمـدده تبعد جزمته -الله يكرمكم- تغطيـه وهي تقبّل جبينه توقف : مستحيل هالولد
رفعـت جزمته وهي تتركهـا بجنب باب الصالة و دق جـرس الباب بلحظة تركها تفـز بأرتعاب لأنها "خافت" للحظـة وهي تعض شفتها بغضب تقتـرب من الباب تنطق بعصبيه : مين؟
سرعـان ما سمعت نبرة سهم السعيـدة : غرومه انا افتحي الباب !
لفـت لـ جارح الي مشى لـ مجلـس الرجال يدخل و فتحت البـاب تشوف سهم الي فتح ذراعينه يصـرخ بسعادة : غرومه ام بحر !ضحكـت بذهول من ركض في لحظـة وهو يحملها يدورها يقبّـل خدها بأشتياق شديد : اكثر وحده اشتقت لها اعترفي ساحرتني؟
هـزت راسها بإيه بضحك وهي تحـس فيه ينزلها يعدل شعرهـا الي تبعثر بأبتسامـة : سهم وش هالطاقة الحلوه ماشاء الله !
ابتسـم سهم وهو يلف يناظر شـوق الي تموت من خجلهـا و تذوب بالحرف الواحـد تشوف سهم الي تراجـع يحاوط اكتاف شوق وهو يحـرك شفايفه ما يخرج منه اي صـوت بـ "شوشي حامل" و مباشـرة شهقت تغطي ثغرهـا وهي تناظره : احلف
هـز راسه بإيه و ناظرتهم سلـوى بأستغراب ما تفهم شي : انتوا وش فيكم؟
لفـت لها شوق وهي تحس بحـرارة تغادر ملامح وجهّا من شِـدة حيائها وهي تغطي وجهّا تحشـره بصدر سهم وهي تحـس فيه يضحك وهو يحاوط اكتافهـا يغطيها وهو يضحك لـ جدتـه : بتصيرين جده للمره الرابعة يا سلوى مع ولدي !
ضحكـت غرام بذهول لأنه قـال "ولدي" و نطقت مباشـرة : شلون عرفت بدري !
نفـى وهو ينطق بعبط : إحساس الأبو
ابعـدت شوق وهي تبلل شفايفهـا : انا احسها بنت مختلفين بالرأي بس اعرف إنها بنتي
سهم : شوق حلفت علي ابوي هو الي يسميه ميته عند اسم لَحن
ابتسمـت غرام وهي تقترب تضمـه تقبّل خده : لا عاد تيّام و قلنا الكبير انت وش وضعك تصير اب
ابعـدت وهي تدفعه بخفة تفتـح ذراعها لـ شوق الي ابتسمـت بخجل وهي تعانقها تسمـع همس غرام : احس فيها بنت مثلك و بتطلع خجوله مثلك و بناكلها صدقيني
ابتسمـت شوق من ابعدت غـرام تشوف سهم الي انظـاره تدور بالمكان : وين ولد اختي وينه؟ وين بحوري
ابعـدت غرام يظهر هو ممـد على جنبه يغط بنوم عميـق و مباشرة لانت ملامـح سهم وهو يبتسم شديـد الأبتسامة يحس بقلبه يدق بتسـارع من الطفل الي يشوفـه بحجمه الصغير يرتدي ثوبه ينـام بهدوء : يا قلب قلبي هالولد ، غرام احسه صدق ولدكم تحسينه حنون حنون مثلك
ابتسمـت وهي تشوفه ينحـني يقبّل خد بحر بشكـل مطول و ابعد بعدها يبتسـم بحنيّه ظاهره بعيونه الي تراقـب بحر : الله يحفظه يارب و يخليه لكم
بللـت شفايفها بأبتسامة وهي تميـل راسها تشوف شوق الي اقتـربت من بحر وهي تدخل اصباعهـا وسط كفه تلمح الحـرق و تحس فيه تعقـد حاجبها : هذا حرق؟
هـزت غرام راسها بإيه و عقد سهـم حاجبه بأستغراب : من وشو؟
غـرام : بعلمكم كل شي وقت تكتملون مافيني اعيد مرتين
هـز سهم راسه بـ زين و تكتفـت غرام وهي تتنهد بأبتسامـة وهي تراقب ملامح بحر الطفوليـة الجذابه تسمع صوت انفاسـه الخافته الي تغادر صـدره بهدوء..
_
اكتملـوا كلهم و في جهة النسـاء كانت غرام تتكلم بأبتسامة وهـي تشرح كل شي صار من وقـت غادروا المستشفى حتى يومهـم هذا ، تشرح ببهجة و تفاصيـل تشرح لهم العوض الي صـار لهم و قد ايش هـم مبسوطين و سعيدين رغـم فقدانهم جنينهم لكـن كان تفكيرهم إيجابي بعيـد اشد البُعد عن الحزن و الأسـى ، كانت تشرح لهم إنها رغـم فقدانها لـ جنينهـا هي من بعد طفلها بحـر صارت سعيدة جـدًا بأن جنينها صار شفيـع لها و إن بحر صار هـو طفلها و لا احد غيره ، صـارت تشرح لهم كمية السعـادة الموجودة داخل قلبها إنها تاخـذ اجر و إن ربي اجبر خاطرهـا المكسور بطريقة إعجازيـة و مستحيل تخطـر على بالها ابدًا ، هي فـي وسط كلامها و شرحهـا هو صحى من نومه و جلـس عاقد حاجبه يشوف كثرة النسـاء و دارت انظاره عليهـم كلهم يبتسم مباشرة مـن شاف غرام من بينهم وهي مـا تشوفه لأنها كانت لافه لهـم تشرح لهم كل شي ، وقـف وهو يمشي بهدوء ناحيتهـا تعتلي ملامحها الأبتسامـة تظهر غمازاتها من ارخى راسـه على اقدامها تحمله هي لحضنهـا تحس فيه يرخي راسـه على مكان قلبها يغمـض عيونه يستمع لـ دقات قلبهـا يستمع لـ عزفها و لَحنهـا ، و في وسط هالمشهد الحنـون و اللطيف ابتسمت تـوق تنطق : خلوني ازيدكم من الشعر بيت ، غرومه صارت ترضع لَحن و صار عندها اخ كبير !
تعالـت ضحكاتهم مباشرة بذهـول يتبادلون الأحاديث و الكـلام يتبادلون المشاعر يتناولوهـا يستقبلون الأخبار السعيدة بعـدم توقف بـ معرفتهـم بحمل شوق اخيـرًا يبدأ تخمينهم بـ جنس الجنـين و الي اتفق اغلبهم إنه "ولد" تحـت زعل شوق الي ما تبيهم يحسـون بهالأحساس و تبيهم يظنونـه بنت مثل ما هي تظـن و مثل ما قلبها يدُلها..
طبقـت غرام على شفايفها تكتـم ضحكتها وهي تشوف محمـد واقف امام بحر وهو يحدق فـيه "بصدمة" ما يشتت نظـره ابدًا و كأنه ما يصـدق وجوده امامه وهو ولد غرام يرفـع نظره : عمه غرام كيف صار عمره سنتين؟ انا ما كبرت زي كذا بسرعة
ضحكـت وهي تنحني بعدم استطاعـة يتغير لون وجهّـا وهي تضرب على فخذهـا من شِدة ضحكها : حمودي هذا ولدي بالرضاعة مو ولدي من بطني
نفـى محمد بغضب ما يفهم كلامهم و تبريرهـم : لا كيف كذا ما اعرف !
وقفـت سرور امام بحر وهي تمد لـه حلاوة مصاص تبتسـم : انا سرور ، عمري سبعه سنين و انت؟
رفـع نظره لـ غرام الي ابتسمـت بهدوء لأنه ما يتكلـم ، لأنه ما تعود إن الحـروف تغادر ثغره لكنّه يفهمهـا و يفهم إن اسمه مـن وقت صار عندهـا اسمه "بحر" مو الطفل مثل ما امه كانت تنادينـه ، و لف انظاره لـ سرور و كأنـه ما يقدر يجاوبها و نـزل انظاره بحزن لعدم إستطاعتـه على الرد ، لكن غرام رفعت وجـهه بأبهامها تناظـره بثقة و إبتسامة هاديـه تعتلي ملامحها : انت بحر ولدي عمرك سنتين و اربعه شهور ، انت بحر من ثلاث حروف ، ب ح ر ، راح اعلمك كل شي و انا مامتك ، ادرسك و اعلمك و اخليك تتكلم مثل ما تبي
ابتسـم بهدوء و سحبت غرام الحـلاوة من يد سرور بأبتسامة : شكرًا سرور
ابتسمـت سرور بهدوء من اخـذ بحر الحلاوة من يد غرام الي فتحتهـا له تشوفه يدخلها داخل ثغـره ياكلها تهمس بأبتسامة : راح اصير صديقتك
مـشى بحر بعيد عندهم يتوجـه لـ لَحن الي كانت مُمددة عـلى "جلّستها" وهي تتحـرك تناظر العابهـا الي مشكلة على شكـل قوس الرحمن منها الفيـل و الزرافة و القرد الي يتحركـون مع اصواتهم ، و جلـس بحر بجنبها يناظرهـا بهدوء يشوف كيف التفـت له تبتسم تفتح ثغرهـا وهي تتحرك بحماس تظهر إبتسامـة على ملامحه وهو يضحـك لها تحت انظار غرام الي عضـت شفتها وهي تصور توثق كل اللحظـات السعيدة بينهم..
_
« بيت جارح »
فتحـت غرام الباب تضحك وهـي تشوف جارح الي مُحمـل بالأكياس بسبب سهـم الي قضى كل شي لـ بحـر وقت سافر ، اشتـرى له اشياء كثير العاب ملابـس جِزم نظارات شمسيـه كل شي اشتراه و بالمثـل لـ لَحن ما فرق بينهـم ابدًا ولا بـ اي شي ، دخـل بحر و خلفه جـارح تسكر الباب وهي تناظـر بحر لـ ثواني : بحر اليوم بعرفك على اصحابك الي خبيتهم عنك لجل تتعود علي اول
لـف لها بأستغراب و توجهـت هي لـ احد الغرف "الغرفة السرية قديمًا" وهـي تناظر قفص صقورهـا تبتسم لهم : الحين بوديكم عند اخوكم ولو بكى منكم ياويلكم مني !
حملـت القفص و الدّس وهي تمـشي للصالة تشوفه يوقـف مباشرة عينه تلمع وهـو يناظرها ، و من تركت القفـص على طاولة الأكل هو مباشـرة ركض يطلع الكرسي يوقف عليه يناظرهـم بحماس شديد ، و ابتسمـت وهي تفتح باب القفـص تاخذ الدّس وهي ترتديه تمـد ايدها للداخل يطلع الصقر فوق ايدهـا و تركت ايدها امام اعيُن بحـر الي مد ايده وهو يتلمـس راس الصقر من الأعلى يشوفـه كيف يلف وجهه لليميـن و اليسار بدون لا يأذيـه ، كان فعلًا مُعجب و بشـدة من جمال الصقر و حجمـه تظهر ملامح الدهشة علـى وجهه..
ابتسـم جارح بهدوء وهو يرتمـي على الكنب خلفه يشوف بحـر الي ما يخاف مِن الصقـور إلا العكس ، مُعجـب بشكل غريب فيهم : غرامي تشوفين؟
لفـت له بضحكة وهي تهز راسهـا بإيه : ولدي هذا وش تتوقع !
ضحـك من فز بحر من فرد الصقـر اجنحته