15

18.7K 497 20
                                    

بس هي بهالموقـف تحس بضعف مو عادي ابدًا و تحتاج الأستجابة تحتاجهـا الحين قبل بعدين..
_
<< بيت ضاري ، ثمنية المساء >>
عقـد حاجبه يشوف رسالة من غرام لها ثـلاث ساعات تقريبًا و عقد حاجبه يقراها "يا مسـاء الخير ابوي ، ادري بتقـول وش كاتبه هذي برسالتها لكنّي مقـدر اواجهك و بكتب لك هنـا يمكن توصلك مشاعـري ، ابوي انا احبـك
احبك اكثر من كـل شي بحياتي ، انت كنت بطلي و سنـدي و حياتي كلها انت و اخوانـي كلهم ، يمكن اكون مقصـرة معكم بشي لكن صدقوني ما لاحظـت ، لا تخاف من الرسالـة ادري الحين قلبك نبضاته ارتفعـت ، ارتاح انا بنت المغروميـن ما يصير لي شي ، اشتقـت لـ امي كثير ، اشتقت لـ ألهامـك يا ابوي ، اشتقت لـ الألهام الي تعطيـك هو امي لجل تكتب شعر و تقول لها شعـر ، احب يوم كنت تتغزل فيها قدامنـا و كيف هي يوم تستحي تتخبى وراك رغم انك انت السبـب ، ابوي اقول لك مره ثانية لا تخـاف ، صار لي ظـرف خاص بالمستشفى و اضطريـت اروح للقصر الملكي لأسباب سريه و ما راح اقدر اتواصل معكم ، احبـك
بنـت المغروميـن.."
رجف قلبه بخوف ، حط يده على صدره و انظاره للرسالة بخوف شديد و نبضات متسارعه ، مايدري ليه بس قلبه مو متطمن ابدًا ، هي بعثرت كل طمئنينته برسالتها الي كتبتها ، تقول لا تخاف؟ هو خاف و انهار داخله كله ، هي حابت طاري امها يلي تخاف تجيبه لجل ما تبكي هي جابته ، وهو يدري بـ بنته يدري بها و بمشاعرها ، لجل كذا هو اخذ اغراضه و خرج مباشرة ناحية المستشفى..
_
<< الفندق ، عند جارح >>
كان في الغرفة الي استأجرهـا و راشد مربّط عند السريـر و فمّه مغطى ، شاف جارح يلي رد على جواله وهو يبعثـر شعره يتمدد : نعم
رجفت ساره و دموعها تنهمـر : نومناها خلاص
وسع عينه بصدمـة وهو يجلس مباشرة : ليه ! قلت لكم جبته حصلته والله حصلته !
عضـت على شفتها تغطي فمهـا : رجولها صارت كلها مويات و ما تقدر توقف على رجولها اكثر و ما تقدر تشرب مويه اضطرينا ننومها
مسـح وجهه يدور بالغرفة بتوتر : هي بخير؟ انا من عرفت طرت اجيبه والله ، شوفيه قدامي لا يشرب ولا ياخذ ادويه ولا شي صحي مثل الحصان
ناظـرت هي غرام الي ممدده بالسرير الأبيض تنام بشكل هادي جـدًا : استعجل نيار جسمها ينهار
هز راسـه بإيه : تتحمل شوي طيارتنا بعد ساعتين
هزت راسها بإيه تسكـر الخط و مباشرة رمى كل شي قدامه بغضب شديـد : ما يصير لك شي ما يصير
زفر بعصبيه وهـو يفتح باب البلكونه يتـرك الهـواء البارد يضرب جسده يمكـن يطفي اللهب الموجود داخلـه بس هو ما فكر انه ممكن يزيـده لهب و تركه يرخي راسه للجدار خلفه وهو يتنفس بهـدوء شديد يحاول يخفي عصبيته داخله ، و وقت يوصـل لـ هالمرحله هذا يعني انه راح يكون مصبيه ، عصبيته وقت تتحـول لـ هدوء يكون شي مُرعب خلفه..
كلمّته ساره عن كل شي صار لـ غـرام و محد كان بجنبها يسندها كانت تشوف اللمعه يلي ما شافها احد و قـدرت تفهمه كل شي
-قبل وقت ، المستشفى-
خـرج من الغرفة بذهول وهو يدور  انظاره على الناس حوله ما يصـدق انها مريضة ما يصدق انها الحين طاحت قدامـه بكل هذا الضعـف وهي الوحيدة الي توقـف بوجهه بدون خوف و بدون اي قيـود
شتت تفكيره خروج ساره وهي تسكر الباب خلفها تناظره : لازم اكلمك ضروري
نفى وهو يحـس بضياع شديد : ما ابي اكلم احد
مشى وهو مازال بصدمتـه إلا ان كلمتها تركته يلف لها بحده يصرخ فيها بغضب و قهر لأنها قالت "راح تمـوت" قرب منها بتهديـد : انا ما ادري مين انتِ ولا ادري بك شي لكن والله لو قلتيها ثاني لا اقلب حياتك قلب تسمعيـن !
عضـت على شفتها تمسك نفسها لا تبكي : لازم تسمعني ، جسمها ينهار تحتـاج متبرع صارت ما تقدر تتحمل اكثر ، و الحين انت بتروح و تتركها؟ هي كانت تبي احد يدري لو بالغلط رغم كبريائها الي يقول لا ، هي تبي احد يدري لجل يوقف بجنبها و يسندها و وقت تتعب ترخي راسها على كتفه ، تعذبت سنين لـ وحدها من هي بأمريكا تدرس مستوعب؟ تسوي غسيل و محد جنبها تعيش صراعات نفسية لوحدها ، ليه؟ قلي ليه؟
همسـت بعدها بضعف و ما قدرت تمنع دموعهـا من النزول : لجل اهلها ، لأن امها ماتت بنفس الطريقة هي ترفض تعلمهم
و رفعت انظارها له بحدّه : لكن انت وين رايح وين !
ضرب الجـدار بجنبه يتنفس وصدره يعلوا و يهبط بغضب ينهش صدره : اجيب الي يطابقها من تحت الأرض اجيبه ، تفهمين !
بللت شفايفها بخوف : طيب اعصابك
مسح وجهه إلا انه حس بألم في كف يده تركه يكشر بسبب ضربه للجدار : انتبهي لها و لا تجيبين الطاري ابدًا ، الي بيتبرع لها مجهول ، اعطيني اخبارها و ايش راح يصير معاها
كانت على وشك تسـأل لكنه ابعد مباشرة وهو يبعثر شعـره ، الشعور يلي يحس فيه داخل صدره يعـوره يعوره لـ درجة انه راح يـروح لـ ابوه بس لجلها ، و الحين هو مع ابـوه بس عشانها و عشان الشعـور المؤلم بصدره يروح ، يحس بخوف قلق و توتر انه يفقدهـا بس هو يفسر كل شي على انه حب ولد عم لـ بنت عمه و اهتمـام طبيعي
-نرجع-
ابتسم راشد من سمع المكالمـة وهو يناظر ظهر جارح و فك يده بهـدوء شديد يفتح الثلاجة و ابتسم من شاف الكحـول ، فتح الغطا وهو يصفر : هي جارح
لف له جارح بأستغراب و وسـع عينه من شاف ابوه يحرك الكحول بيده : وش تسوي !
ابتسـم راشد وهو يناظر الكحول بيده : ابي اذوق ، تنصحني؟
عض جارح شفته و قرّب لكن اشر له راشد بالتراجـع وهو يقرب الكحول من فمه : والله اشرب و ادمر كل شي يا جارح ، و دريـت انها ما تتحمل تعيش اكثر ، تحبها انت؟ مين هي حبيبتك؟ ما خذني قدوة؟
صرخ فيه جارح بصدمـة : لا تشـرب !
ابعد راشد الكحـول يناظره بأبتسامة مُستفزة : وش المُقابل؟
عض جارح شفته يشتت نظـره : انت وش تبي؟
تصنع التفكير و ابتسـم بهدوء : تبوس راسي قدام ابوي و تعلن مسامحتك لي
زادت ضربـات قلبه و صار صدره يعلوا و يهبط بعصبيه رجعـت انفاسه تخرج بحرارة شديدة ، درجة حرارة جسـده ارتفعت تخرج حرارة مو عادية و كأنه نار تحـرق يلي يقرب ، يحرقه بنظراتـه و بلمسه ، بلع راشد ريقه من نظرات جارح المُرعبه و همس بارتبـاك : ليتني سميتك حارق يليق عليك اكثر
عض جارح شفته : ما راح اعترف فيك ا
قاطعه راشد وهو يقرب الكحـول من فمه إلا ان جارح صرخ بأستسـلام : خلاص طيب والله طيب ، اتركه الله ياخذك
ابتسم راشد وهو يحركه بيـده : انت تدري انك لو سويت كذا ابوي و عماناك بيقلبون عليك؟
بلل شفته وهو ساكت و رفع راشـد حاجبه : تضحي عشانها؟ مين هي مين هي؟
جارح بحـدّه : زوجتي ، هي زوجتي لاتتكلم عنها
رفع راشد كتفه بعدم اهتمـام : راح يجلس معي والله لو سويت شي ما هتم للي بتسويه سامع
هز جارح راسه بإيه وهو ساكت
_
<< المستشفى >>
دخـل وهو يـدور بعيونه عنها ، و واضح للكل الخوف يلي يحس فيه و شـاف الممرضة يلي دايم مع بنته و غرام تكلمه عنها : ساره
لفت بأستغـراب و سكنت ملامحها تشوفه : عمي !
تقـدم منها بخوف : صارحيني وش صار لـ غرام؟ رسلت لي رساله و بالنهايه تقول رايحه القصر الملكي ! تكذب ادري تكذب
نفت ساره تتصنـع الأستغراب : لا هي راحت منجد طلوبها الظاهر في احد تعبان
و ابتسمت تزيد بهارات : عادي كلنا هنا حسدنها تخيل تركونا كلنا و اختاروها
زفر بأرتيـاح : يعني بخير؟
هزت راسها بإيه : تطمن يا عمي هي بخير الحمدلله بس الحين اخذوا جوالها فتره و راجعة
هز راسه بزين يبتسـم : الله يطمنك يا بنتِ
ابتسمت وهي تودعه لكن ارتخت ملامحها من حست بدموعهـا تنزل : حساسه يا ساره ايش ذا
بلعت ريقها وهي تشوف رسالة جارح "خمس ساعات بالكثير و نوصل جهزوا كل شي"
اخذت نفـس وهي تركض لـ غرفـة المدير و بدأو يجهزونها للعملية يلي بأذن الله راح تنقذر حياتها..
_
<< بيت ضاري >>
كانت توق تناظـر الصقور بأستغراب : شنو الحلو فيكم بفهم؟ و احين راسله لي رساله انتبهي لهم ، تدري اني ما اطيقكم ، غرام هذي هم
شقهت من فـرد الصقر جناحه و اعتذرت مباشـرة : اسفه اطقطق يا حساسين !
قلبت عينها وهي تترك الأكل بجنبهم : خلوكم كيوتين زيي طيب؟

قساوة يدي تلامس رقة يديها لتترجم معنى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن