57

11.9K 354 11
                                    

الشديد : الصاحب ساحب و بالنسبه له حتى الأخ ، ابعدك لجل نيار لا يتضرر منك انت بعد ، و لجل يحمي نيار لأنه يخاف عليه من ابوه و انت من نفس النسل و متربي مع ابوك
زفـر حاتم يوقف بخذلان يداهـم قلبه من طيبتـه الي تقسى على عقلـه و تطغى على افعالـه كلها يهمس بخفـوت : مسامحه الله يقومه لكم بالسلامة
سكنـت ملامح سلوى لأنها تفهـم إن حنيته و طيبته هـي الي دفعته ينطق بهالكـلام و فهمت إن كـل الي سواه سلطان ظلم شديـد بحق حاتـم الي ما يمس من صفـات ابوه بصله توقف خلفـه : حاتم
وقفـت خطواته امام الباب يلف لهـا يناظرها بهدوء ، و نطقـت هي بأرتباك : سامحني يا ولدي ما دريت عنك إلا و انت عندك عيال
ابتسـم بهدوء وهو يلقي لها التحـيه و يخرج متوجه لـ غرفتـه..
_
« غرفة غرام الفجر »
فتحـت عيونها لـ ثواني تمسـك راسها بألم من الصـداع الي يتمسك براسها ينبـض داخله بسبـب بُكاها قبل نومها و وجهّـا الي احمراره ما يختفـي و كأنه تعود على هاللـون ، ناظرت السقف فوقهـا بأستغراب هي وش صايـر معاها لكن سكنت ملامحهـا تفز تجلـس وهي تسحب جوالهـا على أمل يوصل لها خبـر من سهم تدق عليه مباشـرة : سهم !
عـض سهم شفته بحزن لأنهـم ما حصلوا اي شي : نعم غرام
غـرام : وش صار؟ حصلتوه؟
نفى وهـو ما يدري كيف تخرج حروفـه و كيف ممكـن يعلمها إنهم ما حصلـوه بـ اي مكـان : غرام رحنا لين بيت جلاد و نفضنا الأرض مو موجود لا هو ولا نيار و الظاهر إنه مخبيه فـ مكان ثاني
عضـت شفتها تشد على يدهـا من نبض قلبها بحزن ترتخـي ملامحها : طيب؟
رفـع سهم اكتافه بعدم معرفـة و وين ممكن يحصلونـه : الحين نراقب بيته لكنّه ماله وجود ابدًا دورنا بكل مكان
تجاهلـت إنه قال "نراقب" وهي بتتـرك هالموضوع لـ وقـت ثاني ، عقـدت حاجبها من صـوت الرسالة الي وصل لـ اذنهـا تبعد الجوال مـن وصلتها رسالة تفتحهـا بأستغراب..
سكنـت ملامحها من الصـورة الي تظهر جارح وهـو معلق بالسلاسل و جسـده كله ينزف وهو حـتى ما يوعى المكان حولـه ، تشوف ارتخاء وجـهه للأسفل و اقدامه الي ما فيهـا حيل تسنده بهالوقـت الصعب تنزل دموعها بعـدم تصديق من هول الي تشوفـه تغطي فمهـا تسمح لـ صوتهـا بالخروج يوضح ألـم قلبها من شِدة العـذاب الي شافته مـن صورة تهمس من كل قلبهـا يظهر خوفها و يظهـر حزنها و إنكسار قلبهـا من منظـره : جارح
فتـح سهم ثغره من صوت بكاهـا الي علّي صوته يوسـع عينه وهو يفتح باب السيـارة يخرج : غـرام !
نطقهـا بخوف يسمع صراخهـا و شهقاتها الي تقطع شرايـن قلبه تتسارع ضربات قلبـه يتغير لون وجهه كلـه برعب : بنـت !
غطـت وجهّا وهي تتمنى هذا كلـه مُجرد كابوس لكنّـه مُجرد واقع مؤلـم و قدر مكتـوب يهزمها : لا يـارب لا يـارب هـذا كثير !
نطقـت بجملتها وسط شهقاتهـا الي صارت تمنع انفاسهـا تعبر بسبب شعورهـا تنطق : يـاربي والله إنـي ما اعـارض قـدرك لكنـي ما اتحمـل
مسـك سهم راسه ما يفهم شي لكنّـه يموت من خوفه عليهـا : وش صاير؟
سكـرت الخط بوجهه وهي تحـاول تتصل على الرقـم تمسح دموعهـا وهي توقـف : نهايتكم على يدي انا
عضـت شفتها ما يرد وهي تشـوف الرسالة الي وصلتهـا مِنه "ابيك تموتين و اتركه"
سكنـت ملامحها ترجف اصابعهـا الي صارت تكتـب "وش المغزى؟"
و سرعـان ما وصلها رده "إنهيار هالولد ، مليت مِنه"
عضـت شفتها تفهم إنه راشد تتفـاقم مشاعرها ناحيتـه ، مشاعر الحقد و الكره و حـتى نظرتها إحتدّت "وش تبيني اسوي؟"
"لا تقبلين زراعة الكِلى ، ابي كليتي معك"
بلعـت ريقها تمسح آثار دموعهـا وهي توقف "تتركه؟"
"إذا ما قبلتيها اوعدك افكر"
مباشـرة وقفت وهي تسكر جوالهـا تبلل شفايفها تتوجـه ناحية الباب تحاول تفتحـه : فاطمة؟
هي نـادت على اسم الممرضة الموجـودة بهالقسم لكنّهـا ما تشوفها قدامها ، و عقـدت حاجبها بأستغـراب تكرر نداها وهي تلمحهـا تسكر باب غرفة أحد المرضـى تضرب على القـزاز مباشرة ؛ فاطمـة !
التفـت فاطمة لها وهي تفتـرب تعقد حاجبهـا لأنها لأول مره تصير من حجـز غرام : غريبه ناديتيني
ابتسمـت غرام بهدوء تتصنع ملامحهـا : ما ابي العملية ممكن تفتحين لي الباب؟
ضحكـت فاطمة تظنها "تمـزح" : غرام وش هالحركات
ارتخـت ملامح غرام تتكتـف : انا اقولك ما ابي العملية ، ابي اخرج ما ابي لا كليه ولا شي
عقـدت فاطمة حاجبها من جديتهـا المُفرطة : عفوًا؟
صرخـت فيها غرام مباشرة تفقـد اعصابها تضرب القـزاز : ما تفهميـن يا غبيـة !
سكنـت ملامح فاطمة تتراجـع للخلف تمشي وهي تخـرج جوالها تتصل على ضـاري الي قالها وقت يصيـر شي غريب تتصلين بي فورًا و هالوقـت جا لأن غرام تفقد اعصابهـا و تطلب طلـب غريب جدًا : عمي ضاري
عقـد ضاري حاجبه يترك الفطـور ينفض يده بأستغراب من اتصالهـا : هلا يا بنتي
فاطمة : غرام تبيني افك لها الباب ما تبي العملية و غير كذا مره معصبه
عقـد ضاري حاجبه اكثر وهو يهـز راسه بـ زين : لا تفكين لها ابدًا العملية بتدخلها غصب عنها ، الحين اكلمها
مـن سكر الخط هو وقـف يطلع لـغرفته يتصل عليها يسمـع رن الخط دليل على إنهـا حاليًا تدري إنـه يحاول يوصل لها ، ابتسـم بهدوء من ردت يسمـع صوت انفاسها : بنتي
شتـت نظرها بحزن وهي تجلـس : نعم
ضاري : كيفك يا ابوي؟
زفـرت وهي تضم اقدامها لـ صدرهـا ترخي وجهّا : ابوي ما ابي العملية
ضاري : وش الي غير قرارك؟
غرام : انت ما تدري عن جارح؟
عقـد ضاري حاجبه و عضت هـي شفتها ينعقد لسانهـا : سهم يعلمك انا ما اقدر اقول
سكـرت الخط مباشرة وهي تغطـي ملامحها تنهمر دموعهـا تحترق محاجرها من شعورهـا ، تبرز عروق كفها من شِدتهـا وهي تهمس : يمنعوني والله يمنعوني
_
« بيت جلاد »
مـن دخل البيت هو عقـد حاجبه لأنه ما يلمح ماريـا فـ اي مكان اختفت من امـس وهو مايـدري وينها و حاول يتصل عليهـا لكن جوالها بالصالـة يرن و مافي احد حوله ، فتـح الباب على جارح يشوف راشـد يوريه
صور بالجـوال و جارح فعلًا ما يستوعـب شي من كميـة الدم الي فقدها ، و رفـع نظره يشوف جـلاد الي اخذ الجوال من راشـد يشوف الصـور لكن جارح الي حرك السلاسـل مباشرة يضرب الجـوال براسه يطيح و برجلٌه دعس عليه يصير مُجـرد قمامة مالهـا اي فايدة و هالشي ترك جـلاد يرفع حاجبه يناظـر راشد : وش كانت الصور؟
راشد : غرام
ابتسـم جلاد يفهم غيرته وهو ياخـذ كرسي يجلس بجنـب راشد : تدري يا نيار إن واحد من اهلك مدري وش كان اسمه جاني لين بيتي يدور عليك؟ ما ادري هو وين يشتغل لكنّه اكيد بالأستخبارات جالس يراقب بيتي ينتظرني اطلع له لكن ما يدري إن عندي بيتين واحد بأسمي و واحد بأسم ماريا
ابتسـم جارح بسخرية يهمـس : يجيك لا تستعجل
ابتسـم جلاد وهو يناظر الساعـة : انا ما ادري وين اختفت هالحرمه
لـف راشد انظاره لـ جلاد و عقـد حاجبه : وليه تهتم تراها **
سكـت من ضربه جلاد مباشـرة يحد من نظرتـه : إذا كانت زوجتي تحترم نفسك يالعجوز تفهم؟
سكنـت ملامح راشد يستوعب قيمـة ماريا عند جلاد و يستوعـب فعلته يوقف له نيه وحـده "الهرب"..
خـرج جلاد وهو يمشي في انحـاء البيت وهو ينطـق بأسمها و وقف عند احـد الأبواب يسمه آنيـن يدل على الألم يفتح البـاب بأستغراب ، سكنـت ملامحه ترتكر انظـاره على العاريـه الي بوسط السرير تبكـي و آنينها يقطع القلـب و جسدها متورم من الضـرب الي يغطي ملامحهـا و مباشرة ركض لها يغطـي جسدها يرفعها بصدمـة : ماريا !
فتحـت عيونها بخوف وهي تحـاول تبعده : ابتعد لا تفعل ارجوك
ضمهـا لـ صدره بذهول وهو يمسـح على كتفها : هذا انا ماريا جلاد
بكـت اكثر وهي تتعلق فيه تصـرخ من حزنها : لقد اغتصبني جلاد ، اغتصبني للمره الثانية
عـض جلاد شفته بغضب شديـد يشد عليها : انتظريني هنا
ابعـد وهو يغطيها ياخذ جوالـه وهو يمشي بخطوات غاضبـة ناحية غرفة جارح يتصـل على أحد الأشخاص : يا دكتورة تعالي عندي مريضة
مـن وصلته الإجابة هو سكـر الخط يفتح الباب بغضـب ما يلمح راشد يرّص على اسنانـه : وينـه !
رفـع جارح نظره و قلب عينـه بعدم اهتمام
يغمـض عيونه ، لكن جـلاد تقدم منه بخطـوات تحرق الأرض اسفله يمسكـه من شعره يعض شفتـه : وينـه !
ابتسم جارح بهدوء يحرك جسده و كأنه يوضح له شي : انت شايف اني شخص بعلمك؟
صـرخ جلاد بغضب يتركـه وهو يخرج يسكر البـاب خلفه يصرخ على الرجـال : طلعوا لي راشد بسرعة !
ابتسـم جارح بغمض عينـه بهدوء لأنه لمح الساعـة  بيد جلاد و باقي ساعـات قليلة على عمليتهـا يرفع نظره للسلاسـل : بجيك غرام و ما يردني عنك إلا الموت
_
« مركز الشرطة »
ناظرهـم تيّام وهو يجلس متكتـف لأنه طلب من الشرطـة يحلون هالموضوع لكنّهـم ما اكشتفوا شـي ابدًا وهو جالس عندهـم هِنا من وقـت خرج من عند توق ما تحـرك ولو شعره يجبرهـم يسرعون بشغلهـم ، رفع جواله يشـوف إتصال توق فيس تايـم و من تأكد إن مافـي احد حوله رد بهـدوء وهو عاقد حاجبـه : هلا
سرعـان ما ميل راسه من الأزعـاج الي عندهم وهـي تبتسم الكاميرا على ملامـح وجهّا : شوف
لفت الكاميـرا و ابتسم يشوف محمـد و سرور الي يرقصـون على "جست دانس" و الحلويـات و الشبسات بكل مكـان يضحك بخفـة : مو الأطفال ينامون بدري؟
لفـت الكاميرا عليها تحط ذراعهـا خلف راسها : انا بعد توقعت هالشي بس شوفهم الطاقة فل ماشاء الله
تيّام : من الحلويات الي اكلوها
ضحكـت لكن رغم هالشي عيونهـا تلمح التعب الي بملامـح وجهه : ما ترتاح؟
نفى وهو يمسـح ملامح وجهه يشـرب من القهوة : ابدًا
ابتسمـت بهدوء وهي تشوف محمـد الي بدون سابـق إنذار قبّل خدهـا : تدرين اني مره احبك
رفـع تيّام حاجبه يعدل جلستـه : اصلًا هنا مافي شي بجي البيت انا
عقـدت حاجبها بأستغراب من تغيـره لـ رأيه وهي تسكـر الخط تضم محمـد : و انا مره احبك
_
« عند جلاد »
لكمـه بغضب يمسك شعـره بغيض شديد و قهـر مستحيل يرّص على اسنانـه لا يتمادى : راشد لا تجنني انت تدري إنها زوجتي
كـح راشد بألم يرفع نظره و حروفـه تخرج بصعوبـة بسبب الم فكّه الي هـده له راشد : مادريت إنك تقدرها
سرعـان ما لف وجهه بسبب الكـف الي غير ملامح وجـهه يصرخ فيه : تستهبل انت تستهبل !
نفـى راشد وهو ما يقدر يحمـل راسه اكثر و الدنيا تـدور فيه ما يوعى شي : ما دريت
جلاد : هالشي للأسف ما يبرر لك
أشـر جلاد للرجال يقتـرب وهو يمشي ناحية الباب : تصرف معه انا عندي شغل
_
« بيت جلاد ، 3pm »
كـان هو موجود بالغرفة يعـض على شفته يكتـم صراخه الي ينتابه بسـبب الألم الي يسببه لـ نفسـه وهو يجاهد لجل لا يخـرج مِنه حرف و تنكشـف فعلته بالسلاسل الي تقيـد ذراعه بالسقف ، صدح صـوت السلاسل بالغرفـة بشكل عالي جدًا تطيـح على الأرض يطيـح حتى جارح على ركبه يتنفـس بصعوبة و العرق يملي ملامـح وجهه وهو يفتح عيونـه يشوف معصمه الـي صار باللون البنفسـجي غير الدم الي ينـزف مِنه يبتسم وسـط كل هالألم الي يعيشـه : كل عذاب لعيونها يهون
رفـع نظره للباب من انفتـح يدخل رجال عاقـد حاجبه من الأصوات لكـن سكنت ملامحه يشـوف جارح متحرر من السقـف يناظره بحـدّه وسط الدم الي يغرق ملامـح وجهه و جسـده كله ، مالحق يستوعـب من حرك جـارح يده يضرب السلاسل بجسـده يصرخ الرجـال بألم شديد يمسك جنبـه يجلس من شِـدة الألم..
وقـف جارح بخطوات مترنحـة وهو يمشي و السلاسـل تحتك بالأرض تخرج صـوت حاد وهو يمـشي ما يستوعب اي شـي حوله بسبب الألـم و الحرارة الي تشب بظهـره و عظامه ، مـن سمع صوت سقوط شي خلفـه هو لف يشـوف ماريا واقفة ترتدي فستـان باللون الأبيـض طويل يستر كل جسدهـا و بيدها عصايـا من خشب تناظره : اقتل لي راشد
كانـت نظراته هاديه ناحية ملامحهـا المضروبه يهمس : ماذا حصل لك؟
عـدلت وقفتها تنفي وهي تشـوف الدكتورة الي ابتسمت لهـا وهي تشتت نظرها تشوف جارح و تمـشي بعدم اهتمام : لا شيء
عـض شفته ينقهر من سؤالـه عنها وهو يعطيها ظهـره يمشي ناحية الباب بكـل صعوبة بسبـب السلاسل الي تثقل يـده فوق ألمه يهمـس يقوي نفسه و يقوي قلبـه الي ينبض بشـدة من مُجرد التفكير بشوفتهـا : بشوف غرام ، بشوف غرام
هـو كان يمشي بعيد عن البيـت الي كان بعيد عن النـاس في موقع مثل موقـع بيته ما يشوف بشـر إلا نادرًا و خصوصية عاليـة ، و الحين هو ينقهـر قهر ينغز قلبه من قوتـه ، هو بيمـشي بحالته هذي ما يشـوف حتى كائـن قدامه ولا سيارات موجـودة ، سرعان ما خانته اقدامـه يطيح على الأرض بـ وهـن صابه يخدر اطرافـة يرتطم وجهه بالأرض يغمـض عيونه بأستسلام تهرب حروفـه اسمها من ثغره : غرام
غـط في نوم عميق على طرف الشـارع غارق بدمه و وسـط ألمه يبتعد عن الواقع بعـدم استطاعة على بـذل جهد اكثر لجل جسـده لا يتعب اكثـر يستسلم لهالنـوم..
يبتعـد عن حياته الي كل مـره تخذله اكثر بمليـون حادثه و بمليون شعـور يحصل له لكنّه مـا يتعود ، و يكره هالشي أكثـر من كل شي حياته ، يكـره إنه مستحيل يتعـود على الفراق مستحيـل يتعود على البُعد و مستحيـل يتعود من شوفة امه بليـدة المشاعر ناحيته كـل مره..يُقهر من نفسـه لأنه يتألـم بشوفة امه ما تهتم لـه رغم إنها كذا مـن طفولته لكِنه يستوعـب إن الشي الوحيـد الي مستحيل يُعتاد عليه بحياتـه غياب امه و برودهـا..
_
« المستشفى ، غرفة غرام »
دقـت الباب بخفة وهي تعبـت تنادي و تصارخ عليهـم ترفض زِراعة الكِلى لكـن محد يرد عليهـا و محد يعطيها اي وجـه ، ارخت راسهـا على الباب وهي جالسـه على الارض تضم اقدامهـا تدق الباب بضعـف تهمس : افتحوا لي الله يخليكم بيقتلونه
رفعـت وجهّا من فُتح الباب يظهـر خلفه ثلاث ممرضـات يناظرونها : وقت العملية يا غرام
نفـت مباشرة توقف وهي تتراجـع لـ ورا : قلت ما ابي ليه ما تفهمون
صرخـت مباشرة من مسكوها وهـم يحطونها على السريـر تحت رفضها وهي تصـرخ فيهم بخوف إنها تـكون سبب بعذاب جـارح ينتفض جسدها و يضـرب قلبها بعنف مستحيـل : اتركونـي والله تندمـون
انهمـرت دموعها من غطوا وجهّـا بالأكسجين المُخـدر تغيب عن وعيها تحـت دموعها الي تنسـاب من محاجرها يختـفي اثرها على المخـدة اسفل راسها تموت من رُعبهـا و حزنها و ندمهـا على استسلام جسدهـا لهم..
_
« مركز الأستخبارات »
ضـرب سهم الطاولة بعصبيـة يخلل اصابعه بشعـره يحس بأنفاسه تتفاقـم بسبب شعوره و ضياعـه و خيبته لأنه ما يحصـل جارح ، هو وعـد غرام داخل صدره لكنّـه يخلف وعـده لأنها تدخل العمليـات وهو هنا لجل يرجعـه لها سالم غانم لكنّـه مختفي بشكل مستحيـل جدًا ما يحصل له اي اثـر..
ناظر الفريـق الي دخل عليه يشوف نظـرات سهم الي تشـب نار من غضبـه : يا سهم كل شي يجي بالهداوه طولي بالك
نفى سهـم وهو يشد على يـده : انا ما اطول بالي يا فريق انا اطول يدي و لساني اي طولة بال احتاجها الحين !
عـض الفريق على شفته يمسـك اكتاف سهم يشد عليهـا : روح لـ اختك و اترك موضوع نيار علينا
شتـت سهم انظاره و شد الفريـق عليه اكثر : روح يا سهم
زفـر سهم وهو ياخذ مفتاحيـه يبعثر شعره يناظـر الفريق لـ ثواني : انا سمحت لها تدخل بدون شوفته ، ابي تشوفه وقت تفتح عيونها تكفى
هـز الفريق راسه بـ زين وهـو يأشر له يروح و فعلًا فتـح سهم الباب يخرج مُغـادر المركز ناحية المستشفى مـع اهله..
_
« المستشفى ، أمام غرفة العمليات »
تقدمـت رسل بهدوء و بجنبهـا شوق يوزعون القهـوة على اهلهم الموجوديـن يساندون ضاري الي ماعـاد هو ضاري نفسـه من الخوف الي يتلبسـه و من رُعبه من فِكرة فقدانهـا لو ما اجبروها على الدخـول
ناظر هبـه الي تقدمت و بيدينها تمسـك سرور و محمـد الي من شافوا تـوق ركضوا لها يجلسون بجنبهـا و يشوف هبـه الي جلست بعيـد عنهم تتأمل باب الغرفـة وهو يراقبهـا بعيونه ، يشوف فيهـا غرام بشكل غير عـادي ، شعور ينتابه بشبـه مستحيل بينهـم و كأنها اختهـا و يمكن لأنها زوجة حاتـم اخو جارح ، ما يفهـم لكنّه يشوف فيها قبـول عالي جدًا..
تنهـد وهو يرخي راسه للخلـف يبي عقله يوقـف عن التفكير و التهويل الـي يصير داخله من قلـق و توتر و إرتباك يحـاوط قلبه يعصره و كـأن ماله حل إلا التفكيـر ، تنهد للمرة المليـون

قساوة يدي تلامس رقة يديها لتترجم معنى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن