بإيـه : ما تبي تشوف حزنك و انكسارك و تعبك و قلة نومك ، هي ما تقدر تشوفك تعاني هالشي مرتين ، فاهمني؟
جلس ضـاري وهو يرخي راسه على يـده بعدم تصديـق : افهم افهم
رفع نظـره وهو كله حـزن : طيب كيفها الحين؟ زعلت مني؟
نفى جـارح بهدوء : نامت و مو زعلانه منك بالعكس تدور رضاك ، بس خلت هالموضوع عندي انا
ابتسـم ضاري بهدوء شديد يزفـر : مين بيتبرع لها؟ ولا بعد فاعل خير؟
جارح بهدوء : حاتم
سكنت ملامـح ضاري بصدمة يتلعثـم بكلامه : حـ حاتم اخوك؟
هـز جارح راسه بإيه يبتسم من تذكـر اخوه : من عرف هو قال يبي يتبرع لها
اعتلت ملامـح ضاري ابتسامة هاديـه : كذا تأكدت انه اخوك
ضحـك جارح بخفة وهو يجلـس : دامك تطمنت تدق عليها الصباح؟
هـز ضاري راسه بإيـه : خليتها تبكي انا؟
ابتسـم جارح ينطق بجملة تركـت ضاري يضحك بشكـل غير معقول "ضربتها انا" ، نطـق ضاري بين ضحكاته ما يتحـمل : الخيال لوحده ما يجي انت شايف كيف تحبها؟
ابتسـم جارح وهو يفتح الشبـاك يهب الهواء البارد للجنـاح كله : احبها
ابتسـم ضاري وهو فعـلًا مرتاح دامها بجنبـه : فمان الله يا ولدي
اخـذ جارح نفس من برودة الجـو يسكر الخـط وهو يزفر لـ ثـواني يسكر الشباك بعدهـا وهو يتوجه ناحية الغرفـة ، ابعد اللحاف يتمدد بجنبهـا على ظهره و ذراعـه تغطي عيونه بتعـب و صداع من شِدة تفكيره بكـل شي يصير حوله..
_
« مركز الأستخبارات »
ناظـر سهم الفريق الـي نفى بهدوء وهو يناظـر رجاله : ما حصلنا اي معلومة يا سهم
ميـل سهم شفايفه لـ ثـواني بأستغراب : يعني مو تعبانه؟
رفـع الفريق اكتافه بعـدم معرفة : احنا دورنا ما حصلنا شي
لف سهـم بأنظاره و رفع حاجبه مـن شاف فيصل يلـوح له يمشي بخطوات هاديـه ناحيته بعـد ما استئذن الفريـق : مو كنت بالشركة؟
هـز فيصل راسه بإيه يناظر ساعتـه : انت شايف الساعة كم؟ 1 مين يكون بالشركة 1 الصبح؟
سكنت ملامـح سهم يناظر فيصـل : انا قلت لـ ابوي بروح الشغل وهو ما علق ابدًا
فيصل : مو مشكلة وش بيقول يعني؟ تلاقيه فكر إن في مشكلة بالشركة
نفى سهـم : هذا اذا فكر اصلًا ، عقله عند غرام لازم اروح اطمنه
طبـق فيصل على شفايفه لأن جـارح كلمه إنه علم ضـاري : ما تحس إنه وراك شغل هنا؟
نفى سهـم وهو يربت على كتف فيصـل : انت اشتغل بدالي شوف الفريق وش يقولك
رفـع فيصل اكتافه بعدم معرفـة و من خرج هو اخـذ جواله يتصل على جـارح لأنه خطط مع الفريق إن مـا يعلمون سهم بالموضوع لأن جـارح ما يبيه يخطط مـن وراه و يجيه بالوجـه..
_
« إيطاليا ، الفندق »
فتـح عينه بأنزعاج شديد يمـد ايده ياخذ الجوال وهو يـرد تخرج نبرته مبحوحه بسبب النـوم : نعم
عض فيصـل على شفته بأرتباك : صحيتك من النوم؟
جارح : لا والله؟
بلل فيصـل شفايفه بوهقـه : ادري معصب بس لازم اقولك ، سهم رايح لـ بيت ضاري يطمنه و اكيد ضاري بيقول له كل شي
لـف جارح نظره لـ غرام يهمـس لأنها تنام : صدقني ما اهتم دام الفريق غطى علينا هذا اهم شي عشان يعرف ما يدور و يروح لي مباشرة ، و عمي عادي يقوله بس غيره لا
رفـع فيصل اكتافه وهو ما يفهـم الفرق بينهم : الي يريحك ، فمان الله
سكـر جارح الخط يلف لهـا يشوفها تنام بهـدوء شديد و سرعان ما نعسـت عيونه يرجع ينام خلفهـا..
_
« إيطاليا ، الصباح »
انتهـت من كوب الشاهي وهـي تتركه على الطاولة تلـف بجسدها له تشـوف شعره المبعثر و نظرتـه المستغربه : صحيتي بدري
ابتسمـت وهي ترجع يدينها خلـف ظهرها : افكر
ميـل راسه لـ ثوانـي : بـ ابوك؟
زمـت شفايفها وهي تشتـت نظرها و ابتسم هو يمـد لها الجوال الخاص فيهـا : يدق جوالك من اول
عقـدت حاجبها تاخذه وهي تشـوف نفس الرقم الغريـب بالأمس لجل كذا ابتسـم قلبها مباشرة تـرد : ابوي !
ضحكـت تغطي فمها من رد عليهـا برد حنون جـدًا تركها تناظر جارح و صـوت ضحكها ينشـر السعادة حولهم "عيـون ابوك انتِ" أشـرت الجوال بأذنها بعـدم تصديق : والله يقولي عيون ابوك !
ضحـك جارح من ضحكهـا وهو يترك لهم خصوصية الكـلام يدخل الغرفة يسكـر الباب خلفه..
ابتسمت وهـي تجلس تحس بنفسهـا تتحرك كثير من فـرط حماسها و سعادتها : يعني فهمتني؟ صدقتني؟
هـز راسه بأيه : اسف يا بنتي
نفـت مباشرة و الأبتسامة تزيـن ملامح وجهّا بشكل غيـر معقول وهي توقـف مره ثانية : عادي جدًا
_
أخـذت الكيس وهي تبتسـم للكاشير تعطيه جارح الي زفـر وهو يمشي خلفهـا : غرام ما مليتي؟ صارت اربعه و نص العصر
نفت وهـي تأشر على أحد المحـلات : ودي اشتري كل شي ابيه
دخـل خلفها و بيده يحمـل كل الأكياس الي اشترتهـا يشوفها تختار الهدايا للكـل و تشتري ملابـس لـ نفسها ، أشرت على أحـد البلوفرات باللـون الأسود تناظره : جارح احس بشتريه لك ، الشتاء جاي و يليق عليك مره
ابتسـم وهو يشوفها ترفعـه تعرضه قدامـه : شوف هنا الأكتاف مره تكون تليق عليك لأني احب اكتافك ، و كمان عندك شوي عضلات ينفع
ميـل شفايفه من حطته على يدهـا تستمر بالتسوق تاخـذ كل شي تبيه..
وقفـوا قدام محل العاب يبتسـم لها : كل السيارات غرام ، وصل؟
هـزت راسها بإيه تاخذ عربيـة من دخلوا وهي تحـط فيها كل السيارات : على فكرة جارح اتسائل كيف فلوسك ما تخلص ماشاء الله دام احد طلب منك شي و انت تشتريه بكميات فضيعه
جارح : يا حلوتي ما جاني الشخص الي يستحق هالدلع ، و الحين جوني دفعه وحده و مستحيل ابخل عليهم
ابتسمـت وهي تناظر العربية الي صـارت مليانه : مستعد تدفع الحساب؟
ضحـك وهو فعلًا ما يهتـم : خلينا نخلص غرام والله مليت
ضحكـت وهي تحط كل السيـارت عند الكاشير الي يناظرهـم بذهول ينطق بالأيطاليـة : هل انتم متأكدون؟
هـز جارح راسه بإيه : متأكدين نعم ، لكن ارجوك فقط اسرع
_
« أمريكا »
ناظر رسالـة جارح بذهول يلف الجـوال لها : يقول اشحن الأميرات توق
ضحكـت وهي تناظر رسالتـه : هالآدمي عجيب مره ، احسه هادي حنون رايق مذري احس اسمه مره غلط
حطهـا تحت ذراعه يناظر الشـلالات قدامهم : غرام وقت تكلمني عن شي بينهم ما اصدقها احس غريب نيار كذا
ابتسمـت وهي ترفع نظرها لـه : قبل شوي وقت علقت بالزبلاين هي دقت علي صار بينها و بين عمي شي هو صالح بينهم
عقـد تيّام حاجبه يلف لهـا : كيف يعني صار بينهم شي
نفت تـوق تضرب كتفه بخفـه : هذا مو موضوعنا ، كذا تخيل قال لها روحي نامي و انا احل كل شي ، وقت تحكيني علمتني إنه وقت قال كذا حست همومها كلها اختفت تيّام تعرف الشعور؟
ابتسـم يقبّل راسها يخرج جوالـه : على فكره وقت اشوف الصور الي تنزلهم عنها بالقروب اموت عليها ، يعني تظهر حانب احنا ما نشوفه كان منها او منه ، شفتي صورة المرايا بالمصعد؟
ضحكـت توق بذهول تهز راسهـا بإيه : موت تيّام موت ! كذا كيف مرخيه راسها على كتفه وهو مغطي راسه بالكاب لجل لا يبان و يده على خصرها
ضحـك تيّام من لون وجهّـا الي تغير للأحمـر من شِدة شعورهـا : حُبي خفي على نفسك
ضحكـت وهي تغطي وجهّا تعـض شفتها : حلوين مقدر ابدًا !
زاد ضحكـه بعدم تصديق يلفهـا له : توق اصحي !
من ابعـدت يدها هو رفع حاجبـه من دموعها : تبكين !
وسـع عينه بصدمة تتغيـر ملامح وجهه لأنها ارخت راسهـا على صدره وهي تغطـي وجهّا بدون اي كلمـه تبكي ، و هالشـي تركه يضمها بذهـول يصيب قلبه خوف مـو معقول : توق !
شهقـت لأنها تتذكر مرض غـرام و تتذكر إن بعـد كل هالصور الحلوه فـي مليون إنهيار و شعـور و تعب تحس فيه غـرام : ما يبّكي
ابعد وجهّـا يناظرها : ليه تبكين؟
رفعـت اكتافها بعدم معرفـة تمسح دموعهـا
سكـت يناظرها تشرح له و نفـت هي تشد على يـده : ممكن اقولك بعدين؟
زفـر وهو يمشي معاها يصيـر طريقه كله وش سبـب بكاها
_
« إيطاليا ، الفندق »
ابتسمـت وهي واقفة تناظر كل الملابـس الي تستعرضهـا على الكنب : ولا غلطه !
لفـت له من دقها بظهر يـده يمد لها كوب الشاهـي : بالعافية
ابتسمـت وهي تشوف كوب شاهي بيـده له : حبيته؟
جارح : الي تحبيه اصير احبه ما اعرف ليه
رفعت حاجبهـا ترشف رشفة من الشاهـي : انت لسا ما تعرف ليه؟
ضحـك بأعجاب شديد يحاطها تحـت ذراعه : اعشق ثقتك هذي الي بمحلها !
ضحكـت وهي ترخي راسهـا على كتفه : على فكرة توق جننتي بصورتنا
ابتسـم وهو فعلًا من كثـر اعجابه بالصوره حطها خلفيـة بجواله : يمكن لأنها تضم أعذب انسانه على وجه الأرض؟
اعتلـت ملامح وجهّا ابتسامـة واسعة تظهر غمازتها بشكـل واضح تركه يتنهد بأرهـاق من جمالها المُتعـب لـ نظره : انتِ تعذبيني بهالغمازة ، ليش لازم تكونين حلوه هالقد؟
ضمتـه بسبب خجلها الي صار يوضـح بشكل مجنون تتـورد ملامحها وهي تشد عليـه : لا تمدحيني خلاص
-قبل عِدة ساعات-
ضغـط على زر المصعد وهو يحطهـا تحت ذراعه ينتظرونه يوصـل : ما تحسين ناقصنا شي؟
ضحكـت ترفع وجهّا له بذهـول : ناقصنا شي؟ صدقني احنا اليوم خلينا مشتري السوق ملياردير
ضحـك وهو يدخل معاها للمصعـد تبتسم من المرايا الكبيرة : نتصور؟
جارح : انا اقولك لا يعني تسألين؟
ابتسمـت وهي تخرج جوالها من الشنطـة ترفعه للمـرايا تشوف جارح كيف رفـع الكاب عن شعـره يبعثره بإيـده و يترك الكاب امـام وجهه و يده تتمـرد لـ خصرها يحاوطهـا يشدها لـه ، وهي ترخـي راسها على كتفه تتـرك الجوال امام وجهّا مباشـرة لجل يغطيـه تاخذ الصوره وهي تضحـك بحب شديد : جارح مره حلـ
ابتسمـت من قاطعها يقبّل ثغرهـا وهو يبعد يضـرب طرف انفها : لا تكونين حلوه هالقد
عضـت شفتها وهي تمسك كفـه بعدم استطاعة إنهـا تضبط مشاعرها ابـدًا..
-نرجع-
جلـس وهو يشوفها تشـرح له هذي لـ مين و هذا كيـف راح يكون و وش ردة فعـل الشخص ، هي بينما تتكلـم بحروفها هذي هو كـان يتكي على يده يتأملهـا بصمت و هـدوء و بيده الثانية الشاهي الي كـل دقيقة يرشف منـه رشفة بدون شعور لأنه غـارق بتأملها بجنـون ، ابتسم يميـل راسه لأنهم دايم يقولـون إن الغرق مشروط بالبحـر لكن لو عرفوا غـرام لقالوا إن الغرق موجـود بجمالها و غمازتهـا ، إذا هو شخـص ما ينام الليل فهـو بسبب إن عقله يطيـر لها يصورها قدامه تكـون بفستانها الأصفر و تغمـض عيونها من شِـدة ضحكها تظهر غمازاتهـا الي يعشقهـا بشكل مو عادي ابدًا على قلبـه : غرام
لفـت له بكل انتباههـا و على وجهّا ابتسامه ما تفـارق ثغرها هالفتره : لبيه
ابتسـم بهدوء يمسك كفها يجلسهـا بجنبه : رحلتنا الصبح و بعدها انتِ تدرين وش بيصير لنا ، ابي اجلس معك ما تفارقيني
حـاوط وجهّا يناظر داخل عيونهـا : ابيك تكونين بحضني و رمشك برمشي اشبع شوي من شوقي لك بعدها ، ما ابي اضيع اي ثانية بعيد عنك غرام
عضـت شفتها وهي تضمه مباشـرة تقبّل خـده تفهم سبب هدوئـه و سكونه ، لأن عقلـه يروح لـ موعد عمليتها و لجـل كذا هو يختفي عنهـا : معاك انا معاك
غمـض عيونه يستنشق عبيـر ريحتها وهو يضمهـا لـ صدره اكثر و كأنـه يوشك يدخلها بيـن ضلوع صدره..
رفـع الجوال قدام نظـره من وصلت له رساله تركتـه يوسع عينه بذهول يبعـد عنها بهدوء يوقـف "خلينا ضاري يدري إن بنته مريضة ، وش رايك نعلمه مين تبرع لها؟ انت حيكت فينا يا جارح بن راشد ، إنت الي بديت و تحمل"
بلـع ريقه وهو يفهم ميـن هالشخص و مباشـرة لف انظاره لها بأرتعـاب شديد يتنفس بتسـارع تدور الدنيا كلها فيهـا : لا !
عقـدت حاجبها توقف وهـي تقترب منه : جارح
ابعد وهـو ينفي بخوف من بُعدهـا و زعلها مِنه وهـو فعلًا ما يتحمل : غرام ما تبعدين عني
نـزل نظره للرسالة الجديـدة يناظرها بقهر شديـد وهو يشد على يـده "وصل له الخبر يا جارح ، هذي البداية بس"
كانـت ثواني و صارت توصله رسايـل من كل اهله و هالـشي تركه يعقد حاجبه بأستغـراب لأن كلهـم بنفس الوقت ، و دخـل على رسالة جده مـن وصلته "جانا مندوب معاه ورقة داخلها معلومات المستشفى و إن راشد هو الي تبرع لها و الكل عرف" مسـك راسه بذهـول و صدمة وهو يجلس بعـدم اسطاعة إن رجولـه تشيله ، و هالشي تـرك غرام تمسك ذراعـه مباشرة بخوف تناظر صدمتـه : جارح !
لـف انظاره لها و كـله رعب من فقدهـا ، يبي ينطق يبي يقولهـا لا تبعدين عني و اني احتاجـك لكن لسانه يخونه و بشِـده ، شهق بأستعياب مـن صارت واقفة بجنب جوالهـا ترد عليه تنطـق "ابوي؟" عقدت حاجبهـا بذهول مـن وقف ياخـذ الجوال منها وهو يسكـر الخط يحطه بجيبـه : اسمعيني
عقـدت حاجبها ما تفهـم شي بتاتًا : وش قاعد يصير ، رسايل و حالتك هذي المرتعبه؟
مسـح على وجهه من العـرق الي صار واضح على ملامحـه : صار شي
ميلـت راسها تنتظره يكمـل و وسعت عينها بخـوف تعدل وقفتهـا : احد مات؟
نفى مباشـرة وهو يحاوط وجهّـا : عرفوا مين تبرع لك
زفـرت براحة تبتسم تمد كفينهـا تحاوط وجهه بالمثـل : طيب هذا شي حلو ، ليه انت خايف كذا؟
عـض شفته بأرتباك لأول مـره يصيبه بهالشكـل المُخيف : الي تبرع لك هو
سكـت يشد على يده يبعـد عنها مسافة : غرام
رفعـت اكتافها بعدم معرفـة وهي تسمع جوالاتهـم كلها تدق و تطـن : طيب ممكن تعطيني جوالي ارد؟
رجفـت يده وهو ما يقدر يرمي نفسـه للهلاك وهو يشـوف هالشي و واعـي : اسمعيني بالأول
جلسـت بتعب ما تتحمـل هالأستفهامات كلهـا في راسها وهي تناظـره : والله اسمعك و كل جوارحي معك بس علمني
مشى بخطـوات هاديه بعد ما اخذ نفـس يجلس قدامهـا على الأرض يمسك كفوفهـا : انا مو قلتلك الي تبرع لك قال اخفوا اسمه؟
هـزت راسها بإيه و كمل هو بهـدوء : هو ما قال انا اخفيته
سكنـت ملامحها بأستغـراب : ليه؟
جارح : لأن الي تبرع لك راشد ابوي
ارتخت ملامحهـا لـ ثواني تتأمل تعابيـر وجهه المتوتـره و رجف صدرها بأستيعـاب تسحب كفوفهـا من بين كفوفه : كان يقدر يتبرع لـ امي صح؟
عـض شفته يهز راسه بإيه ينـزل نظره لـ كفوفـه الي تركتها يرفع نظـره لها مره ثانيـة : تتركيني؟
نـزلت انظارها له وهي هاديـه بشكل غريب كثير عليـه : غرام؟
وقفـت وهي ترجع شعرهـا خلف اذنها تبلل شفايفهـا ما عندها اي كلام تقولـه ، كل الي تبيـه مساحة خاصة لجل تفكـر بهالموضوع : يعني هو تبرع لي و انت تدري إنه يقدر يتبرع لـ امي
هـز راسه بإيه و وقفت هي قدامـه تتكتف : ممكن تشرح لي الموضوع؟ ما ابي اسيئ الظن فيك اكثر
رفـع حاجبه وهو يشوف برودهـا و سكونها بحركاتهـا : تجلسين؟
نفـت وهي تعدل وقفتهـا تبعد نظرهـا عنه لـ ثواني : بسرعة
جارح : قبل لا تتوفى خالتي طلب عمي من راشد انه يسوي فحص إذا يقدر يتبرع لها وهو كان يقدر
عقـدت حاجبها وهي فعلًا صـارت ما تفهم : بس الورقة شفناها كانت اثبات إنه ما يقدر
جارح : ولو زورها و انتم ما تدرون؟
فتحـت فمها بذهول وهي تنفـي بعدم تصديق تمسـك الكنب تجلس و ايدهـا على بطنها من الألـم الي داهمها فجأة : و إنت سكت
شتت نظـره و ضحكت هي بسخريـة : اكيد بالنهاية ابوك مستحيل تخونه
رفـع حاجبه يناظرهـا : لا تفهمين الموضوع على كيفك غرام
وقفـت وهي تضرب صدره بحـزن شديد تتجمع الدمـوع بمحاجرها : فهمني طيب فهمني ! انت تدري إنه يقدر يتبرع و سكت ، امي كانت تقدر تكون عايشه الحين جارح ، امي كانت ضمتني بمرضي و مسحت على شعري بحزني ، امي كانت جلست بجنبي وقت حرارتي ترتفع ، امي كانت تقدر تجي معي مجلس الأمهات مع كل الطالبات ، كنت ماراح احزن و انا اشوف كل وحده امها بجنبها و تفتخر فيها و انا ارجع اجلس بغرفتي اقابل الجداران و ابكي يا جارح !
ضمهـا مباشرة من بكت وهـو يعض شفته : والله ما دريت والله ، عرفت متأخر الله ياخذني إن كنت اكذب
تمسكـت بالبلوفر وهي تبكي و كأنـها ما قد بكت بحياتهـا ، تبكي تنزل دموعها مثـل الغيث يغـرق ملامحها ، تخّـرج كل احزانها بـ صـوت بكاها وهي في حضنـه ، تخفف شوي من احزانهـا الي ما ظهرت بوجه احد ابـدًا في كل حياتها ، تحمّـر ملامحها و تنبض عروقهـا بشكل مجنون تحـس بالصداع يفجر راسها من شِدة بُكاها..
شد عليهـا وهو يحس بملامحه تحتقـن من شِدة قهـره و حزنه عليها ، تنهـد وهو يدري إنها مو الأخيـرة و إن حياته دام راشـد ابوه بيستمـر يتنهد بهالشكـل المؤلم لـ نهاية عمره ، عض شفتـه وهو يدري