بهالوقت لأن الي حس فيـه وقت كان بجنـب إلهام يتكرر نفسه بجنب غرام وهـو ينتظرها على أحر من الجمـر..
_
« المسشفى ، المقهى »
مسـح على دقنه وهو يقرأ ملـف جلاد مِرارًا و تِكرارًا على أمـل يخرج شي جديد او يظهـر دليل ينقذ جـارح ، لكنه زفر يدلـك ما بين حواجبه وهـو يرمي الملف على الطـاولة بأهمال ينطق : جلاد محسن آل نايف عمره سبعة و ثلاثين سنه متزوج يعيش في الرياض و الأجازات إيطاليا عنده شركة سياحة و شركة تنظيف اخوه داود مسجون و هو اخوه الوحيد يتيم الابوين و له بيت واحد بس
مسـك راسه بصداع شديد يكـرر الي قاله للمره الثانيـة بهمس و كأنه يبي يستوعـب : جلاد محسن آل نايف عمره سبعة و ثلاثين متزوج يعيش في الريـ
سكـت لـ ثواني يرفع راسـه بذهول : متزوج !
وقـف مباشرة يسحب الملـف يصدر احتكاك الكرسـي بالأرض يلفت انتباه النـاس يضحك مباشرة : والله اني ذكي و هذي مو نرجسية طيب !
ركـض مباشرة خارج المستشفى وهـو يضحك بهستريـة يتصل على الفريق يضحـك : متزوج يا فريق ، جلاد متزوج !
عقـد الفريق حاجبـه بعدم اهتمام : طيب متزوج يعني؟
سهم : نشوف زوجته إذا عندها بيت او لا !
سكنـت ملامح الفريق يلف مباشـرة للأشخاص على الأجهـزة يشير لهم على الجهاز : شوفوا لنا وش اسم زوجة جلاد و ابحثوا عنها زين و إذا عندها بيت وين موقعه
سكـر سهم الخط وهو يحرك سيارتـه ناحية المركز يدنـدن وهو يحرك اصابعـه على الدركسون بسعـادة يهمس : يا حبيبي انا الوحيد بالعالم كلامي من ذهب ، ليتني الثرثار بدال تيّام الي كلامه ما منه فايدة
ضحـك مع نفسه وهو يفتح الشبـاك يخرج يده رغـم حرارة الجو و جفافه إلا إنه مـن سعادته عقلـه ما يستوعب حركاته و حتى ضحكـه الي ماله اي سبب مُقنـع..
_
« بيت جلاد »
خرجـت ماريا من الغرفة وهي تسحـب جوالها تشوف رسالـة جلاد "استعدي سنذهب لـ منزلي سأكون عندك بعد ساعه و نصف"
سكـرت الجوال وهي تتوجه لـ غرفتهـا تسحب شنطـة سفر وهي تحط كل اغراضهـا..
_
« مركز الأستخبارات »
دخـل سهم وهو يرمي الملـف على المكتب يطق رقبتـه يتوجه لـ الشخص المسـؤول عن البحث فيمـا يخص زوجة جلاد وهو ينحـني يحط ايد على ظهـر الكرسي و ايد على المكتـب يناظره : حصلت شي؟
هـز الشخص راسه بإيه يناظـر الأسم : ماريا*** ايطالية الجنسيه
سكنـت ملامح سهم يرمش بعـدم استيعاب يعقد حاجبـه : شلون؟
رفـع الشخص نظره لـ سهم بهـدوء : اسمها ماريا ، إيطالية و عندها ولد من شخص ثاني
عقـد حاجبه لـ ثواني يناظر الجهـاز : مكتوب اسمه بس مالحقت اقرأ
سكنـت ملامح الشخص يرفع نظـره لـ سهم بذهول : جارح راشد آل تركي ، هذا مو ولد عمك؟
عـدل سهم وقفته بصدمـة وهو يبلل شفايفه يتمالـك نفسه : عندها بيت؟
هـز الشخص راسه بإيـه : رسلته لك
هـز سهم راسه بزين بهـدوء وهو يسحب جواله يخـرج بهدوء يخلل اصابـع يده في شعـره بوهقه : لك الله يا نيار
عـض شفته يدخل السيارة ما يستوعـب كمية عدم الامبالـة الموجودة عند ماريـا و زوجها خاطـف ولدها لكن هي ما تهتـم بتاتًا ، ارخى راسـه على الدركسون و عيونـه ساكنه يفكر بموضوعـه بعدم تصديق ينفي وهو يعـدل جلسته يربط الحـزام : الله يرزقك الجنة على هذا الأبتلاء
حـرك مباشرة وهو يكلم فرقـة تحرك معه ناحية الموقـع..
_
« المستشفى »
وقـف ضاري مباشرة يوقفـون بعده من خرج الدكتـور و على ملامحه ابتسامـة واسعة يتكتـف : الحمدلله على سلامتهم
مباشـرة ضحك ضاري وهو يضـم تيّام الي ربت على كتفـه : عدت على خير يا ابوي
ضحـك ضاري وهو يمسح ملامـح وجهه بسعادة عارمـة يبلل شفايفه : هي بخير يعني؟ اقدر اشوفها؟
هـز الدكتور راسه بإيه يبعد غطـا راسه : بخير الحمدلله بس اول اربعه و عشرين ساعة تعرفون لازم تكون تحت المراقبة
هـز ضاري راسه بإيه تتوسـع ابتسامته : اهم شي هي بخير الباقي ما يهم ، يعطيك الف عافية يا دكتور
الدكتور : هذا واجبي و اكرر الحمدلله على سلامتها
ابتسـم تيّام وهو يصافحه يشد عليـه : الله يسلمك يا اخوي ما قصرت
ابتسـم الدكتور لهم و قبل يمـشي نطق ضاري بهدوء : و حاتم؟ هو بخير؟
الدكتور : ايه الحمدلله هو بعد تحت المراقبة و بكره بأذن الله الصبح يكونون بغرفهم
ابتسمـت هبه وهي تمسح آثـار دموعها الي انهمرت بـدون إدراك مِنها تبتسـم : شكرًا
حاوطـت توق اكتافها وهي تقبّل راسهـا : ليه الدموع؟
رفعـت اكتافها بعدم معرفـة وهي تلف لـ توق تضمهـا : فرح على سلامتهم كلهم يمكن
ابتسمـت توق وهي تضمها تناظـر شوق الي عاقده حاجبهـا ما تشوف سهم حولهـم ابدًا و وقفت مـن بينهم تمشي بعيد و جوالهـا بيدها تدق عليـه تطبق على شفايفها بأنزعـاج من رد : انت وينك؟ سهم علمني انت وين تختفي بأوقات مهمه هالقد و اهلك يحتاجونك؟
عقـد حاجبه وهو يناظر البيت قدامـه من شباك سيارتـه : حبيبتي الحين مو فاضي في موضوع مهم؟
عضـت شفتها وهي تشد على يدهـا : لا مافي شي مهم ابدًا ، بس اختك دخلت العمليات و ابوك شاب راسه في ثلاث ساعات يا سهم و انت وينك؟ لا تجيني ابدًا يا سهم لا اشوف وجهك
سكـرت الخط وهي تحس بمحاجرهـا تحرقها وهي تغطـي وجهّا : غبي
لفـت من حست بيد على كتفهـا تشوف رسل الي تناظرها بهـدوء : شفيك؟
نفـت وهي تمسح عيونهـا : ولا شي ، خلينا نروح
_
« بيت جلاد ، عند سهم »
ناظـر الجوال من سكـرت الخط بوجهه وهو يزفـر يفتح باب السيارة وهو ينحـني لـ الدرج يفتحه يسحـب سلاحه وهو يعدل اكتافـه يخرج : يالله بسم الله
مسكـه بحذر وهو يدور حـول البيت يشوف عدد الرجـال و يشوف إذا في بـاب خلفي للبيت او لا ، و ابتسـم من شافه يتوجـه ناحيته يحـاول فتحه لكنّه مسكـر : اخيرًا راح اطبق الي تعلمته
دخـل يده بجيبه يخرج عوديـن من الحديد يدخلهم بالقفـل يحركهم لـ ثواني و سرعـان ما فتح الباب يبتسـم : يالبيه
دخـل بخطوات حذره و هاديـه يدور بالمكان بأستغـراب لأنه بيت هادي و مايـدل على خطف انسـان ابدًا ، فتح اول باب بهـدوء و ثاني بـاب لكن ماله اي وجـود مُجرد غرف لـ اي بيـت ، عض شفته يفتح باب احـد الغرف و سكنـت ملامحه من شاف رجـالين ممددين فاقـدين لـ وعيهم و جسدهم ينـزف يدور انظاره للغرفة الفارغـة مافيها إلا كرسييـن ، طبق على شفايفه يشـد على سلاحه من شـاف بقعة دم بوسط الغرفـة و آثار دم قليلـة لـ ناحية الباب ، شتت نظـره من الأفكار الـي انهمرت على عقله و إن هذا الـدم كله يكون لـ جارح لـ وحـده بس ، وسع عينه يلمـح السقف يمسك راسـه : لا تكفى !
هـو شاف فتحتين كبـار بالسقف و مباشرة خـرج وهو يفتش كل الغرف ليـن فتح الباب على ماريـا الي لفت له بأستغـراب و سكنت ملامحهـا تترك جوالها : انت !
عـض شفته وهو يمشي ناحيتهـا ينطق بالإيطاليـة يتقدم منها بغضـب : ايتها اللعينه اين نيار !
تأوهـت بألم من مسك زراعهـا يضغط عليها يرّص على اسنانـه لا يتمادى بحركاته معاهـا وهي مُجـرد أمرأه : تكلمي !
نفضـت ذراعها وهي تمسكها بألـم : لا اعلم
رفـع حاجبه يتكتـف : لا تعلمين إذًا
هـزت راسها بإيه و وسعت عينهـا من تراجع للخلـف يسكر باب الغرفـة بالمفتاح يشمر اكمام ثوبـه وهو يوهمها إنه راح يضربهـا و يحط حرته عليهـا : هل تعتقدين اني لن اضربك؟ سأفعل هذا ماريا بشكل لن تتوقعينه
عضـت شفتها من تقدم منهـا وهي تتراجع للخلـف : اقسم لك اني لا اعلم لقد هرب
سكنـت ملامحه توقف خطواتـه بصدمة : هرب؟
هـزت راسها بإيه يلتصق ظهرهـا بالجدار من خوفهـا : لقد هرب ولا اعلم الى اين ذهب
تراجـع سهم للخلف يمسـك راسه : لم يأتي للمستشفى ، هل يمكن ان جلاد اخذه يا ماريا؟
نفـت وهي تضم ذراعها الي تألمهـا : لا يعلم و إلا قلب العالم هذا هنا
سهم : إذًا؟
شتـت نظرها لـ ثواني تذكـر حالته وقت خرج من الغرفـة و نظراته ترجع نظرهـا لـ سهم : لا اظن أنه استطاع الأبتعاد ، حالته لم تكن تسمح له بالمشي حقًا
عقـد حاجبه يميل راسـه : ماذا تقصدين؟
ماريا : الم ترا حالة الغرفة حقًا؟
عـض شفته وهو يفتح الباب يركـض خارج البيت وهو فعـلًا مذهول من كل شـي ، مذهول من تصرفـات اهله و مذهول من غريـزة الأم الطبيعية الي مالهـا اي وجود عند ماريا ، و مذهـول من قُدرة جارح على الهـرب رغم كل شي شافه بعيونـه ، رغم الأفكار الي داهمـت عقله هو ما يستوعـب هربه..
ركـب سيارته وهو يحرك مباشرة ينـزل الشباك و عيونـه تدور في الارجاء ينطق بعالي صوتـه : نيـار
_
« عند نيار »
عقـد حاجبه بأنزعاج من الأشيـاء الي تضغط على بطنـه و الحرارة الي تضرب ظهـره يفتح عيونه ببطئ يعقـد حاجبه من نور الشمس الي فاجئـه يغمض عيونه بقوة من قوة ضوء الشمس ، حاول يتحرك بأنزعاج لكن جسده كله متشنج و يعارضه و بِشدة إنه يتحرك..
زفـر وهو يفتح عيونه بهدوء مـره ثانية ، و عـض شفته يستوعب إنه ممـد على التراب و على بطنه الي الحجـار جرحّها كلها يرفع يدينـه بألم وعروقه كلها تبـرز من شِدة الألـم و حتى لـون وجهه تغير يوسع عينـه ويده كلها ترجـف بمحاولة لـ رفع جسده لكـن حيله يطيح وهـو يتنفس بصعوبة يناظـر يده المتورمة باللـون البنفسجي : تحرك جارح تحرك !
رفـع نظره للسما يشوف إن الشمـس مو عاموديه إلا تكـاد تغرب وهو يفتح فمه بصدمـة يستوعب : العملية !
صـرخ بغضب وهو يضرب الأرض بقبضتـه يحشر راسه بالتـراب يكتم صراخه إن يفضحـه اكثر وهو يحس بقلبه يخـرج من مكانه من شِدة نبضـه : دخلت بدون لا اشوفها ، دخلت بدون لا اكون بجنبها مثل ما تبي
ضحـك بسخرية مستحيلة على وضعـه وهو يسكر قبضتـه يدخل التراب داخل قبضتـه وهو يهمس : جارح ما انتهى الموضوع وقف
غمـض عيونه لأنه يقوي نفسه فيهـا ، يقوي قلبه و عقلـه و حتى جسده الي ما يطيعـه يقوى بالتفكيـر فيها ، هي طاقة مستحيلـة ما تنفذ وهي مفتـاح مساوئه الي ينساها بوجودهـا ، هي كل شي بالنسبـه له هي دنيته و عالمـه ، وقت يقولون غـرام هي تكون غرامـه و دكتورته ، دكتورتـه هو و دواه ، دوا جروحـه و مآسيه ، دوا خذلانـه المستمر و احزانـه ، الوحيده الي تفهمه من نظـره وحده من عيونه..
تنهـد يحمر وجهه كله بمجرد التفكيـر فيها و لأنه يشتـاق لها بجنون و بِشـدة ، إذا هو بطبيعة الأحـوال يبيها فالحين هو يحتـاجها لجل يتنفس لأن هي هـواه وهي الروح المرهقة داخلـه..
تغيـرت ملامحه يسمـع نداء احد بأسمه لكنّـه يعرف هالصوت ، يعـرف هالشخص الي من يشوفـه راح يسنده يعرف ، و لجـل كذا هو رفع راسـه تظهر ابتسامة صغيره على ملامـح وجهه يصرخ بأسمـه : سهـم
مباشـرة جارح عدل تمدده يصيـر يتمدد على ظهره وهو يطبـق على شفايفه يشد على يـده يعقد حاجبه بسبـب النار الي تشب في ظهره تولعـه كله تحرق حتى صدره يتغيـر تنفسه ، فتح فمه يسمـح للهواء يعبر داخل رئتـه الي صار يحس فيها تنكمـش بشكل غريب بسبـب نار ظهره وهو يغمـض عيونه من نور الشمـس ينتظر قدوم سهم الي استغـرق مُجرد ثواني و وقف قـدامه يظله عن الشمس وهو يبتسـم : حصلتك !
ارتخـت عقدت حاجبه وهو يشوفـه واقف قدامه و قدومـه هذا راح يغير الكثير بالنسبـه لـ جارح الي حاول يرفـع يده لجل يوقف لكنّـه عض شفته يثبت نظـره على سهم : مو قادر احرك جسمي ، مو قادر ارفع يدي ابدًا ، فاهمني؟
هـز سهم راسه بإيه وهو ينحـني يمسك من ذراعه بهـدوء : بسبب الألم و الحين بعورك شوي
مـن سحب سهم ذراع جـارح يوقف كتم جارح صراخـه يتغير لون وجهه كلـه بسبب الألم الي داهـم كتفه وهو يوقف بصعوبـة : غرامي
ابتسـم سهم بهدوء يفهمه وهـو يحط ذراعه خلف عنقـه يسنده يمشي معـاه ناحية السيارة : بالعملية
عـض جارح شفته وهو يترنح بمشيـه يترك سهم يشـد عليه اكثر بهدوء : مين سبب هذا كله؟
شتـت جارح نظره من فتح سهـم له الباب الامامي : ابي اكون ورا
هـز سهم راسه بـ زين يسكـر الباب يفتح الباب الخلفـي و قبل لا يرجع على ورا جـارح لف لجل لا يشـوف ظهره وهو يناظره : روح سهم
عقـد سهم حاجبه بأستغراب وهـو يمشي ناحية مكانه وهـو يجلس يربط حزامه يعـدل المرايا لجـل يشوف جارح ، و زاد استغـرابه اكثر من سحـب بلوفر من الخلف وهـو يرتديه رغـم كل الآلام الي تظهر على ملامـح وجهه و بعدها ركـب يتمدد و كأن هالآلم يتخيلهـا سهم مو جارح يحسها بسبـب ملامحه الي صـارت باردة بشكل مُرعـب..
_
« المستشفى ، غرفة سلطان »
تـرك تيّام كيس الأكل على الطاولـة وهو يجلس يشـوف توق الي وقفت وهي تعـدل شعرها تنحـني تفتح الكيس تخرج كـل شي ترصه على الطاولـة وهي تدور بأنظارها في الغرفـة لـ ثواني : تيّام
همهـم لها وهو يناظر ساعته و كمّلـت هي تعدل ظهرهـا تحط ايدها على خصرها بتفكير : ما نسوي حفلة لـ غرومه؟
ابتسـم تيّام بهدوء يناظرهـا : تحبين الحفلات انتِ
هـزت راسها بإيه وهي تتوجـه ناحية الباب من دق تنطـق بهدوء : مين؟
سرعـان ما ضحكت بخفة مـن سمعت صوت سرور الي دخلـت و بيدها حورية البحر دمية تناظرهـا : عمه توق عادي اجلس عندكم؟
مسكـت توق يدها وهي تسحبهـا للداخل : طبعًا حبيبتي تستئذنين؟
ميلـت شفايفها وهي تجلـس بحضن تيّام الي شالها يبعـد شعرها عن وجهّا يقبّل خدهـا : زعلانه من وشو انتِ؟
لفـت سرور نظرها لـ تيّـام بهدوء : واضح؟
هـز راسه بإيه و زمت شفايفهـا ترخي راسها على صـدره : اشتقت لـ بابا مره و ام ماما دقت عليها معصبه زعلتها
سكنـت ملامح توق تجلس بجنـب تيّام تعقد حاجبهـا : كيف زعلتها؟
تجمعـت الدموع بعيون سرور الي رجـف صوتها تنطق : تقول هذا كيف قدر يتبرع بكليته مو هو مدمن و رجال وصخ
فتـح تيّام ثغره بذهول و شهقـت توق تغطي فمها : و هبه زعلت؟
هـزت سرور راسها بإيه تهمـس بخفوت : تبكي
عضـت توق شفتها توقف تاخـذ عبايتها : خليج هنا بروح اشوف مامتج و اجي
هـزت سرور راسها لـ زيـن و لبست توق عبايتها و انظارهـا على تيّام الي نفى بقلـة حيله وهو يمسـح على شعر سرور الي غمضـت عيونها تسترخي و غلبهـا النعاس..
_
« بالطوارئ »
وقّـف سهم السيارة وهو ينـزل يفتح الباب الخلفي يناظـر الممرض : سرير بسرعة !
مسـك جارح وهو يسنـده يشوف عُقدت حاجبه و انفـه الي صار ينزف يمـدده على السرير بمساعـدة الممرضين الي مباشرة ركضـوا بالسرير للداخل ، حك حاجبـه وهو يناظر ثوبـه الي صار فيه بقع دم وهو يميـل شفايفه : مو مشكلة
مشى بخطـوات سريعة يلحق الممرضيـن الي وقفوه عند نقطـة معينه : انتظر هنا لو سمحت ممنوع تدخل
: سهم؟
لـف سهم بأستغراب يشـوف أوس الي عاقد حاجبه بتعجـب : وش تسوي هنا سهم؟ ثوبك !
نـزل انظاره لـ ثوبه و رجع يرفـع نظره لـ أوس الي موسـع عينه بصدمة و نفى سهـم مباشرة : مو دمي دم نيار
فتـح أوس ثغره بصدمة يمشي ناحيـة سهم : وش صار !
سهم : انت وش تسوي هنا؟
اشـر على كتفه وهو يبلل شفايفـه : مراجعة ، علمني سهم !
جلـس سهم على الكرسي و جلـس أوس بجنبه و سرعـان ما بدأ سهم يسـرد كل الي صار و مـتى اختفى و حالة غرام و وش شـاف داخل البيت ، كله علمـه هو..
_
« عند هبه »
مسحـت دموعها وهي تسمع دق البـاب تتحجب تربـط نقابها تمسح على شعر محمـد النايم في حضنها : ادخل
فتحـت توق الباب تدخل راسهـا بس تناظرها بهدوء : هذي انا
زفـرت هبه ابعد تقابها و حجابهـا من دخلت توق تسكـر الباب خلفها تتقدم لـ ناحيتهـا تشوف محمد النايـم تجلس بجنبها : تتأثرين بكلام الناس؟
نفـت وهي تشد على يدها تنهمـر دموعها : اتأثر من كلام اهلي
سكتـت توق و كمّلت هبه بحـزن : انا بنتهم والله انا بنتهم وش هالكلام الي يقولونه عن زوجي ، انا صرت عاقه يا توق مستوعبه؟ انا عقيت بأمي لأني صرخت عليها و ما سمحت لها تغلط عليه اكثر توق
بكـت وهي تغطي وجهّا تنطق بألـم : حاتم الطف رجال شفته بحياتي وهم بناًء على ابوه يصنفونه ملوث؟
عضـت توق شفتها وهي تضمها تمسـح على ظهرها و بكـت هبه تشد عليها : كلامهم يأثر لأني اعزهم والله اعزهم
تنهـدت توق من ابعدت هبه تمسـح دموعها بـ باطن كفهـا و شهقاتها توضح على جسدهـا الي يهز مع كل شهقـه تغادر ثغرها..
_
« الطوارئ »
خـرج الدكتور وهو يبعد القفـاز يشوف أوس و سهـم الي وقفوا مباشرة يعدلـون اكتافهم : لازم انادي الشرطة
طبـق سهم على شفايفه وهو ينفـي : ما يحتاج صدقني
الدكتـور : للأسف الأشياء الي شفتها ما ينسكت عنها و انا استغرب وجوده حي سبحان الله ، هذي معجزة فقد دم كثير و مو اي شخص يقدر يكون حي بعد فقده هالقد
بلل سهـم شفايفه يشد على يده لـ ثـواني : تعال تنكلم على جنب يا دكتور
مسـك الدكتور من ذراعه وهـو يمشي معاه ناحية احـد الممرات يزفر وهو يميـل راسه : انا من الاستخبارات و ماسك هالموضوع فاهمني؟
سكنـت ملامح الدكتور يعدل اكتافـه : كيف اتأكد؟
زـفر سهم وهو يخرج جوالـه : الحين تشوف كيف
كانـت دقايق و وقف سهم بجنـب أوس يناظر باب الغرفـة بهدوء : تبي تدخل؟
نفى أوس وهـو يلف لـ سهـم : بروح عند ساره تشوف كتفي و بعدين اجيه
هـز سهم راسه بـ زين وهو يـودع أوس يفتح باب الغرفـة يشوف جارح نايم بهـدوء لكن آثار الجروح تعـدم جسده كله ، الخـدوش الي سببها مجهـول بالنسبه له لكنّها معلومة عنـد جارح لأنها بسبب الحجر علـى وجهه ، و لكمات اثرهـا واضح على حاجبه خيطوهـا له ، الي يقدر يوصـف جارح بهاللحظة هـو إن كل جسده يصـرخ و يحتضر من ألمـه..
سحـب الكرسي وهو يجلس بجنبـه يرخي ظهره يطلع جوالـه يتصل على ابوه : ابوي
رفـع ضاري جسده من كان ممـدد على الكنبه من نبرة سهـم الهاديه : شفيك؟
سهم : انا تحت بالطوارئ يا ابوي
تغيـرت ملامح ضاري يفز مباشـرة وهو يفتح باب الغرفـة يخرج : وش صارلك سهم !
نفى سهـم مباشرة من عرف إن ابـوه اخطأ بالفهم و ارتعـب : نيار يا ابوي مو انا
وسـع ضاري عيونه يضغط على المصعـد بتكرار : وش فيه؟
عـض سهم شفته ما يعرف كيـف يجاوب ، تتجمـع حروفه كلها على طرف لسانـه لكنّه ما ينطق لأنه ما يعـرف كيف يبتدي : تعال تحت
سكـر الخط وهو يرفع نظـره لـ جارح يوقف بهـدوء يخرج لجل يشـوف ابوه الي من شافه ركـض ناحيته بخوف يناظر الباب خلفـه : هو داخل؟
هـز سهم راسه بإيه و فتـح ضاري الباب يدخل توقـف خطواته بصدمة تتغيـر ملامحه كلها بعـدم تصديق يشوفه ممدد على السريـر الأبيض و حوله الأسـلاك تغطي جسده البـارد المُتعِب للنظر و مُهـلِك للنفس يتقدم له بخطـوات راجفة يهمس : الله لا يسامحك يا راشد
جلـس على الكرسي ما تشيله اقدامـه وهو يمد يده الراجفـة من هول مشاعره يمسـك كف جارح يتلمـس جروح ذراعه : ياجعلني اشهد عليك يوم الحساب
عـض شفته و منظر جارح منظـر مستحيل ، منظر هو ماقـدر يتحمله شلون بنتـه وهي تعشقه اكثـر من روحها بتشوفه و تصمـد و توقف على اقدامهـا ، هو رجوله ما صارت تحملـه لأنه تخيل ، مُجرد خيـال رجف قلبه و وهن عظامـه و شاب راسه من الخيـال فـ كيف وقت جارح يسرد الي صـار ، كيف يناظر غـرام وهو دخّلها غصب عنهـا للعمليه لجل ترتـاح و زوجها كان يتعـذب..
مسـك راسه بصدمة تنهمر دموعـه من هول التفكيـر الي يحاوط عقله و يلجمـه كله وهو يناظر جـارح بحزن شديد ، يتمـنى من كل قلبه إنه مـا يتغير ، يتمنى إنه مـا يبعد عنهم لجل يقـدر يقوي نفسه و يكذب على نفسـه بهالشي ، حس بيـد سهم على كتفه وهو ينطق : ابوي وش نسوي؟
لـف ضاري له وهو يوقف يمسـح دموعه : وين و كيف حصلته انت؟
شتـت سهم نظره يمسح طرف انفـه : لا تنصدم طيب؟
عقـد ضاري حاجبه و انحنى سهـم يهمس في اذنه : انا استخباراتي
سكنـت ملامح ضاري يرحع للخلـف : لين متى بنصدم انا؟ سهم تستبهل تراي مو لهالدرجة ما ادري عن الدنيا
رفـع سهم اكتافه و نفى ضاري بعـدم تصديق : انت عايش معي بالبيت شلون ما فهمت انا
سهم : مو مهم ، عذبوه يا ابوي بس راشد و التبن الثاني مالهم اثر
عـض ضاري شفته يغمض عيونـه : كيف عذوبه؟
اشـر سهم على معصم جارح بهـدوء : واضح سلاسل ، كان معلق بالسقف و هرب ما ادري كيف و وقت جيته لقيت السلاسل مرميه على جنب
تنهـد ضاري وهو ينحني يتكـي على يده : ما يخافون الله و على فكرة بنتكلم عن موضوع الأستخبارات بشكل مطول
_
« بيت ماريا »
وصـل جلاد وهو يعقد حاجبـه من السيارات الموجودة بالخـارج ينزل الشباك لكن سكنـت ملامحه من شافهم يعتقلـون ماريا يرتدون زي موحـد باللون الأسود ، و مباشـرة رجع بسيارته للخلـف وهو يدعس بأقوى ما عنده يطيـر التراب كله دليل على ذهابه وهـو يضرب الدركسون بغضـب : وش جاب الاستخبارات هنا !
_
« المستشفى ، غرفة جارح ، الصباح »
شـد جارح على يده دليل على استيقـاظ عقله وهو يحـس بوجود شخص معـاه بالغرفة لكنّه مـو قادر يفتح عيونه ، عقلـه يكاد ينفجر مـن الذكريات و الأحداث الي ضربتـه مباشرة يذكر كل شي وهـو يفتح عيونه على وسعهـا يفز قلبه و جسده كله يتنفـس بصعوبة وهو يناظـر الأسلاك بصدره يبعدها بخـوف و رعب شديد يسحبهـا من جسده يرميها يشـوف الممرضة الي وسعت عينها تمسـك اكتافه : ارتاح
ابعـد يدها بعنف وهو ينزل اقدامـه على الأرض بثقـل مستحيل وهو يشـد على السرير : وينهم
ركضـت الممرضة تفتح الباب تصـرخ : يا دكتـور !
فـز سهم الي كان عند الباب يناظرهـا : وش صار؟
الممرضـة : صحى لكنّه يمر بنوبة هلع
ركـض الدكتور و مسك سهم راسـه بخوف يجلس : يا ساتر
_
« غرفة غرام »
كان ضـاري يتكي على يده و عيونه تراقبهـا نايمه بهدوء مـا يدري كيف راح تعـرف بموضوع جـارح و كيف راح تتقلبه ، ما يـبي يشوفها تنهار على حالـة زوجها و يتعب قلبها حزن بسبـب وضعهم..
تغيـرت ملامحه يلمح دموعهـا الي تنزل يختفي اثرهـا بالمخدة اسفل راسها وهـو يشوف شفايفها الي مالـت يحتقن وجهّا يفز مباشـرة يمسك كفها : غـرام !
بكـت بدون سابق وهي تسحب يدهـا من كف ابوها تفتـح عيونها تظهر لمعة دموعهـا كلها يظهر غيم عيونهـا ياكل قلب ضاري كله يتراجع خطـوه : تبكيـن !
غطـت ملامح وجهّا بكفها وهي تبكي مـن كل قلبها ، تبكي مـن خوفها و من شعورهـا و من حزنها و قلقها هـي تبكي ، تبكي لأن ابوهـا جبرها تدخل بلعماية يضحـي بروحها الي هم مايفهونهـا..
فتحت عيونهـا تبعد كفها تناظره تنطـق بنبرة كلها ألم و خـذلان شديد يرجف كفهـا : ليش تسوي كذا ليش
عـض شفته و زاد انهمار دموعهـا تحرق خدها بمقـدار إحتراق قلبها تختنق بمشاعرهـا : ابوي قتلوه الحين قتلوه !
نفى مباشـرة ينحني لها يقبّل راسهـا : ما قتلوه يا ابوي والله ما قتلوه
عقـدت حاجبها تبعده عنهـا : ابوي لا تلمسني
عـض شفته و مسحت هي آثـار دموعها ينبض قلبهـا بحزن : ما اسامحك
سكنـت ملامحه يرفع حاجبـه بسبب عدم تصديقهـا : ما مات يا غرام افهميني
صرخـت فيه ترجع كل دموعهـا تنهمر بشدة تنفعـل كلها وهي تناظـره : كيف انت متأكد كيف ! انت ما تعرف راشد كثر ما انا اعرفه !
سكـر جواله من دق عليه سهـم وهو يناظرها : اسمعـ
و رجـع صوت الجوال يقاطعه وهـو يرد يشوفها تغطـي ملامح وجهّا بحـزن : نعم يا سهم
لمـس سهم عنقه من الخلـف بأرتباك : ابوي نيار صار له شي مو قادرين يمسكونه كل الخياطة بتتفكك !
لـف ضاري انظاره لـ غرام يهمـس : جاينكم
سكر الخـط يترك جواله بجيبه وهـو يجلس على السرير يمسـك كفها : هو يحتاجك الحين تروحين له؟
سكنـت ملامحها يرجف صوتهـا يحّن : هو هنا ما قلتوه؟
هـز ضاري راسه بإيه يشد عليهـا : يحتاجك اكثر من اي وقت غرام تروحين له؟
هـزت راسها بإيه مباشرة و وقـف هو ياخذ طرحتها يحطهـا على شعرها يمسك كفها يسندهـا توقف معه : غرام هو الحين قالب الدنيا طيب
هـو ما كان يلمح ابتسامتهـا ، ما كان يسمع صـوت قلبها الي نبض بجنـون من معرفتها ، هـو ما فهم إنه من وقت نطـق "تروحين له" هي راحـت و سافرت روحها عنـده تصير جسـد بجنب ابوها ، مشت بخطـوات مُتعبه بسبب العمليـة وهي تشوف ابوها الي وقّـف احد الممرضيـن يسحب منهم العربية يجلسهـا : ارتاحي الحين
جلسـت بهدوء و كأنها مو هي نفسهـا الي تفجرت مشاعرهـا بالغرفة و أنهارت بكي ، تغيـرت نفسيتها بشكل كامل بمعرفتهـا إنه على قيد الحـياه و يعيش تمسح بأبهامهـا على خطوط كفها..
_
« غرفة جارح »
دفـع الممرض بحدّه وهو يحـاول يوقف يصرخ بعالـي صوته : اتركـوني !
ناظـرت الممرضة الدكتور بخـوف : ما يثبت لجل نعطيه الأبره حتى !
عـض الدكتور شفته وهو يشد على جـارح يحاول يمـدده : اثبـت !
دفعـه جارح ينفض جسده منهـم و نظراته تشب لهـب : اتركـوني قلـت لكـم !
: جارح
سكـن جسده و سكنت روحه قبـل كل شي يلف لهـا بقلبه قبل جسده يشوفهـا تستند على ضاري و تناظـره بأشتياق نابع من اعمـاق قلبها الي ينبض بشكـل مجنون ترجف الأرض اسفلهـا وهي ترجع تهمس بنفس صوتهـا و نبرتها الي ارخت كـل ذرة بجسده و هـدت كل اعصابه تتغير حتى ملامحـه ترتخي كلها و هذا كله تأثيرهـا : جارح
وقـف و ما يدري كيف وقف هـو من سكن داخله حـتى ألمه كله اختفى ما صار يشـوف بهالغرفة إلا هي و مـا يسمع بهالغرفة إلا نبـض قلبها الي ينبض بشغف مثـل قلبه الي يكاد يغـادر قفصه الصدري : غرام
هـزت راسها بإيه تتجمع الدمـوع بمحاجرها تمشي بخطـوات مُتعبه ناحيته ترفع كفينهـا و هو ما سمـح لها تمشي اكثر يحرك هـو اقدامه يوقـف امامها يغمض عيونـه من حس بكفينهـا على خده تتلمس جروح وجهـه ، ما فتح عيونه يشـوف الغرفة ما يهتم لـ أحـد كل الي يعرفه إنها هي الحيـن قدامه و يشوفهـا و هي بخير لكن كل الي بالغرفـة خرجوا تحت صدمة الممرضة الي شافـت سكونه المستحيل من همس غـرام بس..
تلمسـت عوارضه ، عيونه ، شفايفـه ، حواجبه ، الأهـم و المهم تلمست روحـه الي استسلمت لهـا هي و لـ لمساتها بشكل فضيـع..
فتـح عيونه تقابل عيونهـا الي يمليها غيم دموعها و انظارهـا تدور على ملامح وجهه و جسـده : عوروك
ما نطـق بحرف ولا حتى حاول هـو بس اكتفى يحـط كل طاقته يتأملها ، يتأمـل عذوبة صوتها و وجهّـا ، كان بكل مـره يغمض فيهـا عيونه يتصورها قدامه بأكثـر طريقة تاخذ عقلـه..
نزلـت كفينها وهي ترمش تنهمـر كل دموعها تميل راسهـا تكتفي بكلام عيونهـا ما تنطق ولا حرف لكن عيونهـا؟ تنطق الف حـرف و مية كلمة ، عيونهـا توصف اكثر مِما حروفها توصـف بشكل تركه يرفع يدينـه الي كانت ثقيلة بشكـل مستحيل يحاوط وجهّا ينحـني يقبّلها ، مو قُبلـه عاديه ابدًا ، قُبله توضح شعـوره و توضح شوقه الشديـد ، قُبله عن الـف قُبله صارت بينهـم..
وقـت شافها جات و كأنها جابـت معاها الحياه و كأنهـا جابت النور بقدومها و دخلوهـا عليه ، كان مثل الجثة ، جسـد بِلا روح لكن هي مـن جات جابت روحه و بدايتـه الي انتهت في عذابه ، هـو الحين قبّلها يـروي عطشه ببُعدها ، يروي روحه الي جفـت بدون شوفتها ، يسقي شوقـه و يشبعه من إحتضـان جسدها..