73

13.7K 374 42
                                    

وسـع ضاري عيونه يسمع صوت سقـوط شي و مباشرة فز تتضـارب نبضات قلبه بخوف مستحيل و كلـه امل ما يشوفها هي الي سقطـت ، ارتخت ملامحه يشوفهـا ممدده اسفل الدرج فاقـدة لـ وعيها و جبينها ينـزف و مباشرة ركض و بجنبـه سلوى وهو يضرب وجهّا بخفـة بأرتعاب : غرام ، بنتي غرام !
رفـع انظاره لـ سلوى وهو يضـم غرام لـ صدره ترتجف شفايفـه : امي اتصلي على الأسعاف تكفين
رجـف كفها الي يحمل جوالها تتصـل على الأسعاف تشهق وهي تشـوف الدم الي ينزف من اسفلهـا : ضاري !
تجمعـت الدموع بمحاجره مباشـرة وهو ينفي : لا يا ابوك لا ما تتحملين انتِ !
سكـرت سلوى الجوال ترميه مـن ردوا الأسعاف و اعطتهم كـل المعلومات وهي تجلس بجنـب ضاري تتحسس نبض غرام : غرام تسمعيني؟
رجـف قلبه وهو يقبّل راسها بخـوف على طفلها و على مشاعرهـا و قلبها ، يدري بـ بنته مهما كانت قويـه مستحيل تتحمل شي هالكثـر و مستحيل تتحمل موت طفلهـا الي ما شاف الدنيـا حتى..
_
« المحكمة »
ابتسـم جارح وهو يشوف منافسـه الأول و الأخير مازال منافسـه مهما كانت الصداقة بينهـم ، أوس يدافع عن الشخـص الي هو يحاول يرميه بالسجـن لكن دام أوس ضده الموضوع هذا بيطـول ، زفر ينزل انظاره لـ جوالـه الي مازال يرن بشكل مستمـر تركه يستأذن وهو يرد يهمـس : نعم؟
نطـق ضاري يظهر الضعـف في نبرته : نيار احنا بالمستشفى
سكنـت ملامح جارح لـ ثواني وهو يرفـع نظره لـ أوس يحط ايـده على قلبه مباشرة يهمس بصعوبـة : غرام؟
عـض ضاري شفته وهو يحط ايـده على جبينه : طاحت من الدرج
بـرزت عروق عنقه مباشرة تحتقـن ملامحه كلها يصعب عليـه حتى النفس وهو يعقد حاجبه بألـم مستحيل يغادر صوتـه بهمس يألم القلب : طاحت !
سكـر الخط من نطق ضاري بأسـم المستشفى  و فتح ياقـة ثوبه وهو يمشي بخطـوات ثقيلة ناحية الباب بدون لا ينطـق بحرف للشيخ الي يناديه لكنّـه ما يسمعه ، ما يستوعبه ، ما يوعـى على اي شي حوله ابدًا ، تزلزلـت الأرض اسفله و رُبط على قلبـه من شِدة الألم يوقـف امام سيارته وهو يحاول يفتحهـا لكن المفتاح يرجف بيـده يطيح على الأرض بشكـل تركه يصرخ بغضب : افتـح !
شـد أوس على يده وهو يركض ياخـذ المفتاح يناظر جـارح : ما ادري وش صار بس انا اوصلك نيار
ناظـره جارح لـ ثواني تسكن ملامـح أوس من شاف الدموع الي تلمـع بعيونه يفهم حجم المُصيبـه و مباشرة رمش بعدم تصديـق وهو يناظره : نيار اركب !
رجفـت اقدامه وهو يستند على سيارتـه يمشي ناحية مكان المعاون يجـلس وهو يرخي راسه للخلـف يمسكه : لا يارب ، ياربي لا تمتحني بزوجتي و طفلي يارب ، يارب ما اعترض بس ما اتحمل يارب
شـد أوس على الدرسكون يزيـد من سرعته بعد ما نطق جارح عـن اسم المستشفى وهو كله صدمه مـن حالة جارح يلي لأول مره يشوفهـا و يشهدها و لأول مره يستوعب حُبـه العظيم لـ زوجته و خوفـه الي تركه ما يفتح حتى سيارته يكبـر جارح بعينه اكثر من قبل..
_
« المستشفى »
كانـت مُمدده على السرير تغـط بنوم عميق تغفى عن كل شي حولهـا ، ما تحس ببرودة الغرفة و لا بـرودة المشاعر و الرعب بالخـارج امام غرفتها ، الأبرة تختـرق جلدها و النوم يسيطر عليهـا و الألم يطغى على كل شي..
وقـف جارح مباشرة يمسح ملامـح وجهه المُحطمـة و المُحمره بسبب مشاعـره يشوف ساره تناظرهـم و الدموع تملي عيونها تهمـس : فقدنا البيبي عظم الله اجركم و غرام بخير
سكنـت ملامحه بصدمة وهو يتراجـع للخلف بعدم تصديـق و كأن صاعقه ضربته تحرق قلبه كلـه تتفجر الدنيا بنظره يهمس: غرام
شـد ضاري على ايده يشوف جـارح الي انهمرت دموعه بضعـف يشوف إحتقان ملامحه و يسمع انفاسـه السريعه : نيار
نفـى جارح يشير على نفسه يرتجـف اصباعه السبابه الي كان على صـدره وهو يعض شفته : انا ملعون
نفـى ضاري مباشرة وهو يقتـرب منه : وش هالكلام نيار !
هـز جارح راسه بإيه تدور انظاره عليهـم كلهم يصرخ : انا ملعون ، الي يقرب مني ينلعن ، و روحي الحين موجودة داخل ما ادري كيف بيكون شعورها بسببي انـ
قاطـع حروفه الكف الي ترك ملامحـه ترتخي و ترك حتى انفاسه تهـدأ يلف لـ ضاري الي عيونه تشب لهيـب مستحيل بعصبيه مُفرطـة بسبب ضعفه بهاللحظة : اسكت يا نيار غرام لا تسمعك تخرج منها روحين بدل روح وحده
بلـل جارح شفايفه وهو يستنـد على الجدار خلفه يهمس بضعـف : عمي انا فقدت طفلي فقدت طفلي
ابتسـم ضاري بهدوء وهو يضمه يمسـح على ظهره يخفف عنه حمـل كبير يطبطب على جروح النازفـه وهو يهمس : شفيع يا ولدي شفيع
شـد ضاري عليه يغطيه منهـم كلهم من حس بجسده يتحـرك بسبب شهقاته وهو يهمـس : عظم الله اجركم يا ولدي
ابعـد وهو يمسح ملامحه من فُتـح الباب يخرج الممرض وهـو يناظرهم لـ ثواني : مين فيكم نيار؟
رفـع نظره للممرض يعقد حاجبـه : انا
الممرض : صحت المريضة و تبيك
نبـض قلبه برعب مباشرة وهو يبلـع ريقه يستنجد بربه يتمـالك نفسه و يزيده صبـر : يارب
شـد على يده وهو يمشي بخطـوات مترددة ناحية الغرفة يفتـح الباب يشوف إيدها على بطنهـا و دموعها تنهمر تبلل المخـدة اسفل راسها و هالشي زاد مـن قهره اكثر يهمس : غرام
لفـت بوجهّا له بتعب تنعقد حواجبهـا بحزن لأنها تدري بكـل شي و تدري بفقداها لـ طفله تشوف ملامحه المُتعبه تشوف إحمـرار وجهه و يوصلها نبـض قلبه السريع تهمس : تعالني
ميـل شفايفه وهو يصّد بوجهه لأنهـا تستخدم كلمته "تعاليني" و الـي يقصده وقت ينطقها إنهـا تجيه بحبها و مشاعرها و ضيقتهـا تجيه هو يخفف عنها و تخفـف عنه ، يقولها تعاليـني مقصده مو تعالي و بـس مقصده تجي بكل مشاعرهـا تجيه تِقبل عليه مثـل الملاك تروي عطشه بحبهـا ، رجف قلبه مايدري كيـف ممكن يروح لها بـدون لا يبكي على حالها لكنّه رجـع يسمع همسها الخافـت "ما تجيني؟"
لـف لها وهو يشوفها ترفع كفهـا له بضعف تبيه يمسكها و يسندهـا و يقويها و مباشرة مسكـه وهو يجلس بجنبها على السريـر يشوفها تغمض عيونها تفيـض دموعها تجري مثل الأنهـار على ملامح وجهّا المُتعبـه من الأنكسار الي تحس فيه يجـرح قلبها : جارح بحر راح
شـد على يدها و هزت راسها بإيـه تبكي مباشرة : بحر راح جارح
ضمهـا مباشرة تنزل دموعه وهو يحـس فيها تشد على ثوبه مـن الخلف تبكي من كل قلبها يحس بحـرارة دموعها تحرق روحه تشعـل نار إنخمادها مستحيل بسبـب ضعفها و ضعفه و بسبب قِلـة حيلتهم يهمس : نجيب غيره عشره لا تبكين
حشـرت راسها بعنقه اكثر تخـبي نفسها ترفض البُعد تهمـس بين شهقاتها : كان بيكون اول عيالي كنت بسمع نبض قلبه جارح
سكتـت لـ ثواني تعض شفتها تهمـس بضعف : كنت بسمع نبض قلبه
غمـض عيونه بإرهاق و بتعب مـن مشاعره الثقيلة يحس فيهـا تبعد تحاوط وجهه تناظر داخـل عيونه بثبات : انا قلت لك تعالني صح؟
هـز راسه بإيه و مسحت هي دموعـه تميل راسها تشوف إنكسـاره من نظرة عيونه و هدوئـه معاها : ما تكلمني طيب؟
شتـت نظره بضعف و غمضـت هي بهدوء تشوف دموعـه الي صارت تنزل اكثر مـن قبل و كيف هو مسـك عنقه من الخلف يهمس : انا ما احتاج شي كثر ما احتاج وجودك بجنبي ابي اعلمك بشعوري بس ما ابيك تسمعينه يكفيك همك
نفـت مباشرة وهي تجلس تحـت نظراته الي ارتجفت بخوف عليها و كيـف هي قبّلت خده بهدوء تناظـره : همك همي و حزنك حزني و الي يعورك يعورني ، انا زوجتك انت مجبور تعلمني
ناظرهـا و العبره تخنقه ، تقتلـه ، تدّمره ، هو و لأول مره يستوعـب مِقدر الألم يلي يعشيه ، في عذابـه ما صابه هالعجز المستحيل الي تركه يهمـس لها بخفوت : غرام طفلنا
ابتسمـت تضمه من بكى وهي تقبّـل عنقه تحس فيه يجهش بـكي و لأول مره تشوفه بهالضعف و الأنهيـار ، هي تفهم شعوره لكنّهـا تحزن عليه لأنه يلوم نفسـه وهي تدري به ، يلوم نفسـه و يهلك نفسه و لجل كذا هي نطقـت : قدّر الله و ماشاء فعل يا جارح
سكـن قلبه لـ ثواني يستوعـب جُملتها يستوعب إنها تـدري وش داخل عقله و تفكيـره ، تدري إنه يلوم نفسه و لـجل كذا هي نطقت بالجُملـة الي بعثرت مشاعره كيانـه كله و قلبت موازينـه و تفكيره "قدّر الله وما شاء فعل" و كأنها توضـح بهالجُلمة إن كل شي مُقـدر و إن الدنيا مصاعب و متاعـب و ابتلائات ، هو بجنبها يتعلـم منها اشياء كثير كان يعرفهـا لكنّه ما يفهمها لكن بوجودهـا هي توضح له و تصفـي له كل شي مر عليه..
ابعـد عن حضنها يناظرها بمواسـاه : طير من طيور الجنة
هـزت راسها بإيه وهي تمسك كفـه : جارح ابي اخرج من المستشفى ، خلينا نروح بيتنا
هـز راسه بـ زين وهو يوقف يمسـح على ملامح وجهه يبعـد آثار دموعه و تعبه و هلكه يشوف هدوء نظراتهـا : تبين شي؟
نفـت وهي تريح راسها للخلـف : استعجل بس
هـز راسه بـ زين وهو يخرج يشـوف ضاري و سهم و تيّام الي وقفوا مباشـرة بخوف : كيفها؟
جارح : صبورة ، اكثر منّا كلنا
عقـد ضاري حاجبه و ابتسم جـارح بخفة : ما ظنيت اني انهرت اكثر منها لكنّها تعلمني
ابتسـم سهم بهدوء : قوية اختي الله يجبر قلبها
بلـل تيّام شفايفه وهو ما يتخيـل كيف بيكون شعوره لو فقد لَحـن و مايقدر يتخيل شعور غـرام ابدًا لجل كذا هو انشرح صـدره بشكل إنسيابي من عرف بصبرهـا و من نطق جارح بأبتسامة على ثغـره "تقول لي قدّر الله و ما شاء فعل"
_
حـل المساء بعد حلول المتاعـب و تهوينها و ركبت غرام بجنـب جارح اخيرًا استعدادًا للمغادرة و لأنهـا "رفضت" تقابل اي احـد من اهلها ، رفضـت اشد الرفض و بإصرار غريب إنها تـبي تكون في بيتها و بجنـب جارح بعيده عنهم ، ربطـت حزامها تنزل انظارهـا لـ بطنها الي صار داخلـه "فارغ" و بحر مو موجود ، تنهـدت بدون شعور مِنها تنهيـده خلفها خاطر مكسـور و حزن يملي قلبها و أمنيات كانـت متعلقة بـ بحر..
لـف لها من سمع تنهيدتها وهـو يشوف انظارها الي على بطنهـا و مباشرة رجف قلبه لأنه كان على وشـك يصّد ، كان على وشـك إنه يتصرف بأنانية و كأنـه الوحيد المُتألم و مباشرة نفى يتضـارب قلبه مع عقله يمد ايـده يمسك كفها يداعب خطوطهـا لأنها تحب فعلته و تحس بالراحـة و الأمان لأنها علمته بهالشي ، ابتسـمت بخفة وهي ترخي راسها للشبـاك تتأمل شوارع الرياض و زحمتهـا تشوف إن داخل كل سيـارة شخص مُصاب و حزين او غاضـب او حتى سعيد لأبعد الدرجات ، لكـن سيارتهم وش الشعور الي داخلهـا؟ كيف ممكن يعبـرون عن شعورهم؟
رفعـت راسها توسع عنيها وهـي تشد على يده مباشرة يفـز قلبها : جارح وقف
عقـد حاجبه بأستغراب يهـدي من سرعته و مباشرة صرخت تناظـر الشباك : جـارح وقـف !
وسـع عينه من فتحت الباب تصـرخ : السيارة تنحرق !
لـف انظاره لكنّه ما يشـوف شي بسبب الطريق الموقـف امامه و نفى بعدم تصديق مـن الدخان الي يغطي سماء الريـاض وهو يشوفها تركض ناحيـة السيارة الي الناس حولها يتصلـون على الدفاع المدني و الأسـعاف ، دارت حول السيارة تحـاول
تستوعب وجود الأشخـاص و شهقت من انفتح البـاب الخلفي تظهر إمرأه وسط النيـران تبكي تمد ايدها تطلـب مساعدتهم : اطفالي داخل
فتحـت غرام ثغرها مباشرة بذهـول تلف لـ جارح الي أخذ احـد قوارير المويه يكبها على اكمـام ثوبه و في لحظة شهقت تسمـع حديث الناس خلفها مـن دخل كل اذراعه داخـل السيارة يقترب من النيران و كأنهـا "لاشيء" يسمع بُكاء احـد الأطفال سحب نفسه مباشـرة يسقط للخلف و بحضنـه طفل بعمر "السنتين" يبـكي بشكل هستري وهو رافع كفـه و دموعه تحرق خدوده
انحنت غـرام مباشرة وهي تاخـذه لـ حضنها تمسح دموعه تشـوف حرق كفه وباقي جسده يلي نـجى من الأحتراق بأعجوبـه ، وقف جـارح يتجاهل حروق يده وهـو يمد إيده يسحب المـرأة بكل قوته يصرخ من فرط الحـرارة الي يحسها تحرق عظامـه يتمالك توازنه من سحبهـا تطيح على الأرض "محروقه" تناظـر طفلها بعيون باكيه تهمـس : يوسف داخل
سكنـت ملامح غرام الي تشوف ملامـح المرأه : انتِ مريم؟
رمشـت مريم بالإيجاب و وسع جـارح عيونه : طفل ثاني داخل !
بكـت مريم وهي ما تقدر تحـرك اي جزء من جسدها بس تحـس بالنار تحرق داخلها تحس بإقتراب ساعـة وفاتها وهي تهمس : في امانتك عيالي يا دكتورة
انهمـرت دموع غرام من غمضـت مريم عيونها بدون اي دلالـة على وجودها على قيد الحياة تسمع صـوت صفرات إنذار الدفاع المـدني الي تقدموا مباشرة يبعـدون جارح الي كان يحاول يوصـل لـ داخل السيارة لجل ينقذ الطفـل المولود حديثًا ، ضمـت غرام الطفل ذو السنتين لـ حضنهـا و كأنها تحاول تخفيه عـن متاعب الدنيا تحاول تحميـه من الهموم و الأحزان الي راح يعيشهـا طول سنين حياته..
مـر وقت طويل وهي تجلـس على الرصيف بعيده عن الكل وهـو بحضنها تهزه تحن عليـه حنان الأم لـ طفلها و رفعـت انظارها من تقدم المسعـف لها : الأم حيه لكن وضعها خطير
ابتسمـت بهدوء وهي توقف تمـشي ناحية سيارة الأسعاف تركـب معهم متوجهين للمستشفى ، فتحـت مريم جفونها بدوار وهي تلـف لـ غرام تشوف طفلها بحضنهـا تهمس : جده مات؟
رفعـت غرام اكتافها بعدم معرفـة لكنّها تفهم إن السيارة كـان فيها اربعة اشخاص طفلين و هـي و الجد ، نزلت انظارها للطفـل تهمس اـ مريم : ايش اسمه؟
رفعـت مريم انظارها للسقـف تهمس بإنكسار : جده ما سماه
عقـدت غرام حاجبها بكل استغراب مـا تفهم وش موضوع الجـد هذا يمتلي عقلها اسأله : عفوًا؟ و انتِ امه ليش؟
ناظـر المسعف غرام بتحذير لأن مريـم بحالة صعبه لكن نطقـت مريم بكل صعوبة : الطفل الي بحضنك من زوجي الأول لكن الثاني من ولده لجل كذا
زفـرت غرام وهي تنزل انظارها للطفـل تحس بصدرها يألمها وهـي تسمع بُكائه بـدون توقف تنهمر دموعها من فـرط حزنها : لا تبكي لا تبكي !
بكـت مريم من بُكاء طفلها وهـي تعرف إن ما بيدها حيله تنطـق : يحتاج حليبي
ناظرهـا المسعف بأستغـراب : كم عمره؟
مريم : سنتين
سكنـت ملامح غرام تناظر مريـم : ما فطمتيه؟
نفـت مريم وهي تفهم إن جسدهـا كله "محروق" و مافي اي امـل لـ راضعته تنطق بقهـر : بسبب جده
عضـت غرام شفتها بغضب وهـي تصّد عن الممرض ترجف ايدهـا الي انمدت لـ داخل العبايه تخـرج صدرها بخوف شديـد تقربه من ثغر الطفل الـي مباشرة صار وجهه يـدّور عليه و كأنه وجـد ضالته يسكت مباشـرة يغمض عيونه بأرتيـاح يشرب حليبها تحت انظار مريـم المكسورة..
ابتسمـت غرام بهدوء تنهمر دموعهـا وهي تحس فيه يرضع مـن صدرها ، تحس و كأن قلبهـا على وشك يغادر ضلوع صدرهـا من شِدة نبضاته لفـت لـ مريم من فز المسعف من توقـف نبضات قلبها وهو يسـوي لها المساج تحت انظار غـرام المصدومة : لا مريم لا !
شـدت على الطفل بحضنها بخـوف إنه يتيتم مثل ماهي تيتمـت ، ظلت دقائق و بعدهـا نفى المسعف بأسـى : الله يرحمها
شتـت انظارها بصمت يرجف صدرهـا بحزن وهي تشوف هالطفـل البريئ بحضنها يرضع و بعيـد عن كل شي لأنه مُجرد طفـل ما يفهم..
مسحـت دموعها بإيدها الثانيـة من نام الطفل و من وصلـوا للمستشفى توقف السيارة و خلفهـا سيارة الأسعاف الثانية ، نزلت خلـف المسعف الي نزّل السرير و عليه مريم متوفية "حرقًا" تلف انظارهـا للخلف تشوف جارح الي تقـدم منها و يده كله "مُضمده" بسبب الحـروق يترك كفه على ظهرها يقربها له يقبّـل راسها بهدوء : انتِ بخير؟

قساوة يدي تلامس رقة يديها لتترجم معنى الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن