زيكس: مسرحية الخير والشر

الفصل 0: البداية

اهلا، انا زيكس، انني كائن شريرٌ يستحق الموت، انني لعين لا ينشر شيئا غير المعاناة.

هذه قصتي التي دفعتني للبحث عن المستحيل، وياليتني لم ابحث عنه...

"اقتل نفسك!" في اعماقي؛ صوت مماثل لصوتي همس لي.

وعيي محاطٌ بالظلام.. وجسدي قد فقد وزنه، لا اظن انني سانجو بعد هذا.

اظن انها النهاية.. لا بأس بذلك..

تتساءلون الان، كيف وصلت بي الامور الى هذه الفوضى..

بدأت كل الامور قبل سنوات:

بالقرب من قرية صغيرة تدعى روريم.

عند النظر إلى مياه النهر الزرقاء التي تشق منتصف الغابة، و بين أوراق الشجر الملتحفة بأشعة الشمس الحمراء، فوق صخرة محاطة بالمياه جلس رجل و فتى صغيرا، يصطادان بينما تعلو أصوات ضحكاتهما.

شعر الفتى الصغير كان داكنا، ذي عينيه متباينتي اللون، احداهما زرقاء تقطعها ندبة تشبه البرق، والاخرى ارجوانية.

فيما امتلك الرجل شعرا فضيا فاتحا، وعينان زرقاوتان.

لولا اختلاف شكليهما، لاعتقد المرؤ انهما اب وابن برؤية علاقتهما.

"انها تتحرك يا جدي"

لم يبدو الرجل عجوزا بما فيه الكفاية ليكون جدا، فهو كما يبدو رجل لم يطأ بعد منطقة الكهولة حتى! ربما لم يكن ذلك سوى خطأ لفظيا بالغ الفظاعة!

يتوج إنتظار الإثنين أخيرا بصيد "الجد المزعوم" لسمكة غير مألوفة، نظر الجد نحو حفيده مبتسما.
"ها نحن ذا! و أخيرا سمكة!

إذا كم تريد منها يا صغيري زيكس؟"

حدق الفتى زيكس نحو عيني الجد اللامعتان باللطف.

ظلام قاتم.

'اين ذهب جدي؟ '

سماء محمرة ونيران تحرق كل شيء الى رماد.

نظر زيكس حوله لكن كل ما استطاع رؤيته وسط الظلام هي النيران التي حاولت التهام الارض والاشجار بل والسماء نفسها.

'اين انا؟'

لوهلة شعر وكانه في الجحيم، وفي الاخرى عاد المشهد امامه كما كان.

سماء زرقاء محمرة باشعة المغيب، زقزقة العصافير وصوت جريان النهر، الجد يمسك سمكة كبيرة وينظر نحو زيكس.

نظر زيكس نحو السمكة.

"ثلاثمئة منها يا جدي، أعتقد أنها يكفي"

"حسنا!"

هكذا رد الجد، كأنه يعتزم حقا صيد هذا العدد المهول من الأسماك من النوع المشابه لما إصطاده، لكن ليس كل شيء كما يبدو، فقد إرتفعت السمكة في الهواء بهدوء، لتظهر نسخ كثيرة جدا من نفس السمكة!