{2}

6.8K 365 17
                                    

سويسرا (فيرناير)

فتاة تجلس بحديقة القصر أمام زُهور البنفسج وهي تلمس إحدى بتلاتها الناعمه بـأناملها فـطغى عليها البؤس بينما حدقتا عينيها تُخبئ حُزنًا دفينًا لتلمع عيناها منذرةً بالبُكاء ثم أفرجت عنهما و سمحت لِحدقتي عيّناها البنفجسية بـإطلاق عِنان دموعها ، لِتشق طريقها إلى خديها ثم تحدثت بِصوتٍ يتخلله الحُزن " أخي أدريان لقد مضى وقت طويل على ذلك اليوم و قد أشتقتُ إليك كثيرًا أرجو أن تكون بِخير فأنا لازلت متمسكةً بأمل مجيئك ، إنني أثق بِك و مازلتُ أنتظرك موقنةً باللقاء حتمًا سوف يلم شملنا يومًا ما " مسحت دُموعها بِهدوء و أصبحت تتأمل تلك الزُهور البهية لِترجع بذاكرتها إلى الماضي العتيق .

عودة للماضي :

طفلة تركض وَسط كل تلك الزُهور البنفسجية و بسمتها اللطيفة لا تُفارق خديها وهي تنطق بِصوتها المُفعم بالحَيَويَّة والنشاط و لا ننسى طريقة نطقها اللطيفة لصغر سنها " أدرييـ ان  أخي أنا هُنا أنا هُنا  " لِيعقب ذلك صوت ضحكاتها العالٍ فقد بدأ أدريان بمحاولة اللِّحَاقَ بِها و الفرحة تعتريه ثم قفز وأمسك بـأخته لِتسقط و يسقط هو الآخر جميعهم على العُشب بينما هو يحملها جاعلًا إياها فوقه ، بدأت أصوات ضِحكاتهُم تعلوا المكان فنهض أدريان بعدما أنزلها لتجلس على العشب و وضع يديه خلف ظهره قائلًا لأخته " جوليا تعالي إلي " نهضت مستجيبةً لندائه بِكل حماس طفولي و ذهبت إليه بخطى غير متزنة ثم قال لها أدريان و هو يضع يده على عينيه لتفهم ما يريده " أغلقي عينيك " لتغلق عينيها بقوه واضعةً كلتا يديها الصغيرتان عليهما بابتسامةٍ كبيرة فابتسم هو الآخر على منظر شقيقته اللطيف ثم أخرج من يديه ورودًا بنفسجية وعلَّقها بـشعرها الكستنائي بينما هي قد فتحت عيّناها ببطئ لِتنظر لملامّحه وَهُو يزين شعرها بالورد فملامحُه الهادئة تلك بتعابيره المحبه و ابتسامته التي تُزين ثغره سعيدًا لسعادتها قد حُفرت كل تلك التفاصيل العميقة بذهن الطفلة ذو الثلاثة أعوام لتصبح لحظاتٍ غير منسية و ثمينة بالنسبة لها فـظلت بِذاكرتها الى الأبد وخُلدت بقلبها .

الحاظر :

قطع مَوْج ذِكرياتها صوت الخادِمة القَلِق وهي تقول "عزيزتي جوليا أسرعي يجب أن تدخلي إلى الغرفة و إلا السيّدة ستُعاقِبك هيا بِسرعه يا ابنتي" نظرت جوليا نحو ملامحها القلقه مبتسمةً بخفة ثم نهضت من مكانِها لتأخُذها الخادمة إلى غُرفتها قبل أن تراها تِلك السيّدة وأثناء طريقهِم إلى الغُرفة نطقت جوليا بامتنان "سيّدة فيوليت شكرًا لكِ على كُل شيء فعلتيه من أجلي أنتي حقًا لطيفة وأعتبرك بِمنزلة الأم " ثم إلتفتت إلى الخادمة فيوليت لِتبتسم لها و تُكمل حديثها بـ " هل تعلمين؟ أنتِ هي التي تخفِف عني أعباء ما أعايشة هنا و تسعدينني رغم أن الذي تفعلينه يُعرِض حياتك لِلخطر لقد فعلتي الكثير من أجلي شكرًا لك حقًا " دمعت عيني جوليا لِتنهمر عدة دمعاتٍ متمردةً من جفنيها ثم حضنت فيوليت بِأقوى ما عِندها فـبادلتها فيوليت الحضن و شعرت بالكدر حزنًا على حال جوليا لِتمسح على رأسها بِكل رقة وهي تنطق معاتبةً إياها " عزيزتي جوليا ألم تقطعي وعدًا لأخاكِ بأنك لن تبكي ؟ " حدقت بها جوليا بِعيون دامعة لِتومئ برأسها عدة مرات إيجابًا بسرعة ومن ثم ابتسمت وهي تمسح دموعها قائلةً " نعم لقد وعدته سأكف عن ذلك " فابتسمت الخادمة فيوليت على منظرها اللطيف و تصرفاتها الطفولية بشخصيتها البريئة هذه ، لقد كانت قبل عِدة ثواني تبكي والآن تبتسم لتقول لها وهي تقرص وجنتيها بحب بـ " حقًا هل أنتِ ملاك اعترفي بذلك " قبلتها على جبينها بلطف بينما جوليا تستشعر ذلك الدفئ الذي قد حرمت منه طوال سنوات طفولتها فـشعرت بإحساسٍ لطيف قد لامس قلبها لِتبتسم ابتسامةٍ خجلة ثم قالت الخادمة فيوليت بحنان "هيا لِندخل إلى الغُرفة بِسرعة قبل أن تراكِ السيّدة " اومِأت جوليا لها ليكملوا طريقهم إلى الغرفة و لكن أثناء دخولهم لها تجمدت الخادمة فيوليت مِن هول الصدمة فارتجف قلب جوليا رهبةً و رعبًا من الشخص الذي كان في الغرفة

أمريكا (نيويورك)

رَنَّ جرس المنبّه لِلمرة المئة ليستيقظ بتكاسُل و هو بالكاد يستطيع فتح عيّناه فنهض متثائبًا بملامحٍ نعسة ثم أسكت صوت المُنبه المزعِج أثناء تحديقة للساعة بخمول و فجأةً توسعت حدقتا عينيه بصدمة حينما وعى و انتبه بأنه قد تبقت خمسة دقائق على مُقابلته ليصرخ مفزوعًا فأصبح يدور حول نفسه قائلًا بذعر " يا إلهي ماذا أفعل ماذا أفعل مستقبلي يتدهور أمام عيناي سحقًا تعبي سيذهب سُدًا " توقف فجأةً لِتلمع عيّناه الزرقاء بالحماسة المُشتعِله فنظر إلى نفسه بالمرآة المُعلقة على الحائط ليصفع وجنتيه بِقوه مغمضًا عينيه وهو ينطق بِصوت أشبه بالصُراخ " سأفعلها أنااا لههااا " ثم ركض بسرعة إلى الحمام و خرج في غضون ثواني ليخرج ملابسه بعشوائية مرتديًا إياها و أمسك بحقيبة يده حينما إنتهى من تبديل ثيابة و اليد الأخرى مشغوله بِقطعة الكعك التي يأكلها بشكلٍ مستعجل فأصبح يركض أثناء نزوله من السلالم حتى كاد أن يقع منها لكنه تفادى السقطة و أسرع إلى سيارته جالسًا على المقعد بتعب وهو يزفر الهواء منهكًا لما فعله من جهدٍ كبير ثم نظر إلى نفسه بمرآة السيارة و تفاجئ من مظهر شعره الفوضوي وكأنه قد خرج لتو من معركة أو حرب ما ليردف متذمرًا بملامحٍ مستاءة " اهه تبًا لقد نسيت أن أسرح شعري" أسرع في قيادتِه حتى يصل بالوقت المُحدد و أثناء الطريق كان يُحاول تعديل شعره الأشقر و تمرد خصلاته المبعثرة بكل اتجاه .

سويسرا (فيرناير)

نطقت السيّدة نيكول بأبتسامة سُخرية " اوه ماذا ماذا أرى بأنه هـنالك من يعصي أوامري و يلعب مِن وراء ظهري " لتتجهم ملامِحُها قائلةً بتهديد " ستندمين يا فيوليت لا أحد يجرؤ على خِداعي" ثم تقدمت ناحيتهما و كانت جوليا بالكاد واقفه على قدميها أثر الصدمة وهي على وشك الانهيار خوفًا على الخادمة فيوليت من نيكول فهي تعرف تلك الشيطانة حق معرفة أما فيوليت لم تخف أبدًا أو تشعر بالذعر حتى و لم تهتز بل كانت فقط تكتفي بنظراتٍ باردة مشبعةٌ بالكراهية تجاة السيّدة نيكول و عِندما إقتربت نيكول أكثر تقدمت جوليا بسرعة و وقفت أمام فيوليت لمحاولة حمايتها بجسدها الضئيل و القصير ثم قالت بصوتٍ على وشك البُكاء و ملامِح القلق و البغض مرسومةً على وجهها " لن أسمح لكِ بِأذيتها " حزنت فيوليت على جوليا لأنه ليس لديها أحد هنا غيرها بينما نيكول قد تجهمت ملامحها بشدة لتصرخ بكُل غضب " يا حراس " فـظهر مِن كل مكان و اتجاة رجالٌ يرتدون ملابسًا سوداء مُشكلين حلقةً دائرية على جوليا و فيوليت لِتبتسم نيكول بـرضًى قائلةً " حان وقت المُتعة "

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن