[ المشفى ]
" ما الأمر لما تأخر " نطق أدريان تلك الجملة بخيبة وهو ينتظر فرانس منذ وقتٍ طويل بملل فقرر بأن يتصل به و لكن قاطعه دخول آيدن قائلًا ببهجة " أدريان لقد استيقظت تلك الفتاة من الغيبوبة لم أجد فرانس بأي مكان لذا جئت لأخبرك بالأمر " لينهض أدريان بتفاجئ فَرِحًا بما قاله آيدن " حقًا ! هل أستطيع الكلام معها أيمكنها التحدث " اومأ له بابتسامة و قال " أجل و لكن لا تتعبها كثيرًا فهي لتو قد استيقظت " سَعِدَ أدريان بذلك و قبل أن يذهب كتب رسالةً نصية إلى فرانس تحتوي على " فرانس أسرع بالعودة لقد استيقظت الفتاة التي أعطتنا ذلك العنوان " و بعدما أرسلها ترك الهاتف على السرير و همّ مسرعًا نحو غرفتها بلهفة ثم دخل الغرفة لتنتبه لوجوده محدقةً به بصمت حيث أنها مرهقة كليًا أثر الحادث فقال لها بلبكة وهو يؤشر على ذاته " أنتِ تعرفيني صحيح لقد أعطيتني صورةً لشقيقتي " أجابته بابتسامة متعبة " أجل ذلك صحيح " لتحاول النهوض فساعدها بذلك وهي تجلس ثم قالت له بتساؤل " ولكن ما الذي حصل هل ذهبت إليها هل وجدتها ؟ " تنهد بحزن وهو ينظر نحوها بخيبة قائلًا " لقد كنا ننتظر استيقاظك طوال الوقت لا تعلمين كم عانينا لحمايتك من أولئك الأوغاد الذين يتربصون بكِ محاولين قتلك حتى لا تصلين إلي ولكننا نجحنا بذلك بسبب طبيبٍ لطيف اسمه فرانس " ابتسم بنهاية كلامه حينما قال اسم فرانس و أكمل حديثه باستعجال " اوه صحيح العنوان الذي اعطيتنا إياه أهو عنوان المكان الذي به جوليا ؟ " اومأت له إيجابًا و قالت " أجل إنه قصرٌ كبير لما لم تذهب إليه إلى الآن لا بد من أن جوليا المسكينة تعاني حتى أنها قد حاولت الإنتحار و إنتهى بها المطاف طريحة الفراش بالمشفى " فـجن جنون أدريان صارخًا و هو يتنفس باضطراب بـ " ما الذي تقولينه !! " لتعض شفتيها بندم قائلةً و هي تحاول تهدئته " آسفة إنه ليس شيئًا يقال لشخص أحادثه أول مرة و لكن لا تقلق لقد استيقظت و تخطت أسوأ المراحل لذا رحلت بعدما تأكدت من أنها استيقظت و عزمت على أن أجدك حتى تنقذها من ذلك الجحيم متمسكةً بوصية صديقتي " دمعت عينيها بقهر و أكملت حديثها " صديقتي التي قُتلت في سبيل حماية شقيقتك و مساندتها فلقد أوصتني بأن أعطيك تلك الصورة والعنوان ، هي من دبرت لكل شيء و الأبشع من ذلك بأنها ماتت أمام عيني جوليا تلك الطفلة التي كانت دائمًا ما تحبها و متعلقةً بها فهي قد اعتبرتها بمثابة والدتها منذ الصغر وقد خسرتها بلمح البصر " حاول استجماع ذاته و هو يأخذ شهيقًا ليرتب أفكاره فقال بتوتر و هو ينهض " أولًا يجب علي محادثة فرانس أجل أجل أين هو سأذهب لأكلمه إنني بحاجة إليه " ليذهب نحو الباب حتى يخرج و إلتفت ناحيتها قائلًا قبل ذهابه " يجب عليكِ أن تكوني حية أتفهمين اعتني بنفسك و كوني حريصة سأشدد الحراسة فأنتِ ستواصلين العيش رغمًا عنهم " فابتسمت له بامتنان ليخرج ركضًا نحو غرفته و أخذ هاتفه ثم لاحظ بأن الرسالة لم تُقرأ بعد " ما به ؟ لما لم يقرأها " اتصل به و لكنه لم يرد ليزداد الأمر غرابة فـتسائل مع ذاته " أيمكن بأنه في الحمام يستحم أم أنه فقط غط بالنوم " جلس على السرير و هو يشعر بالحيرة و عدم الارتياح ليتصل عليه لمراتٍ عديدة و لكن ما من مجيب فقد بدأ القلق يستحوذ عليه ليقول بعدما تذكر ذلك فجأة " اوه لقد تذكرت لدي رقم سيون بسجل المكالمات سأتصل بها و اسألها عنه إن كان معها إلى الآن " فابتسم قائلًا ببهجة " لحسن الحظ بأن فرانس قد اتصل بها مرةً من هاتفي " اتصل بها و جميع حواسه تترقب بانصات نحو صوت الرنة وهو يكاد يموت من التوتر لترد عليه بـ " مرحبًا ؟ " قال بشكلٍ سريع " سيون أنا أدريان هل فرانس معك ؟ " فأجابته باستغراب قائلة " لا ليس كذلك لقد أوصلني منذ فترة ألم يعد إليك حتى الآن " لينقبض قلبه بينما يديه ترتجف وهو يمسك بالهاتف ثم قال بنبرة قلقة " لا لم يأتي إلى الآن و حاولت الاتصال به و لكنه لا يرد " شعرت سيون بالقلق أيضًا لتقول بريبة " لقد قال بأنه لن يتأخر ما الذي حدث " فـوقف أدريان و جسده يشتعل بالكامل لشدة قلقة قائلًا " أنا ذاهب للمنزل لأرى ما الذي يجري لن احتمل ذلك أكثر فأعصابي ستنفجر " كاد أن يغلق الخط لتقول له " مهلًا انتظرني سآتي للمشفى و من ثم نذهب سوية " أغلق الخط و خرج باستعجال من الغرفة ليصطدم بآيدن فلاحظ آيدن حالته الغير طبيعية و سأله بـ " ما الأمر و إلى أين أنت ذاهب " قال له أدريان بانفعال " أنا ذاهب للبحث عن فرانس فهو مختفٍ " فاستنكر آيدن الوضع ليقول بجدية " حسنًا و أعلمني إن وجدته لكن هل ستخرج بهذه الملابس " حملق آيدن بملابسه و قال " إن خرجت بها سوف يعتقدون بأنك مجنون هارب من المشفى " ليقول أدريان بإنزعاج " ليس لدي أية ملابس هنا فرانس كان سيجلب البعض منها " فكَّر آيدن ثم قال له " انتظر هنا أظن بأن هنالك البعض من ملابسي في مكتبي " فـجلس أدريان بالغرفة منتظرًا إياه بقلق و هو يهز إحدى رجليه بنفاذ صبر ليدخل آيدن و معه بنطال رياضي طويل رمادي اللون و سترة قطنية سوداء بقلنسوة فأعطاها أدريان قائلًا " هذه ستفي بالغرض و لو أنها ستكون واسعة قليلًا عليك لأن هيئتي أكبر " أخذها أدريان بسرعة و شكره ثم بدأ بتبديل ثيابه و خرج بعد عدة دقائق حينما إنتهى ليجد سيون آتيه نحوه بركض فتوقفت عنده و هي تأخذ نَفَسًا ثم قالت " هيا بنا لقد أوقفت سيارة أجرة تنتظرنا في الخارج " .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .