سويسرا ( فيرناير)
حدق إيثان بوجه ذلك المنزعج وهو ينفث الهواء بغيظ نافخًا خديه كالأطفال ليقول ببساطة " همم فهمت استطيع مساعدتك " فقال إلياس بفقدان أمل " و كيف ستفعل ذلك " ليبتسم إيثان بنظراته الماكرة نحوه قائلًا " إذا ساعدتك بذلك سوف تشتري لي البيتزا اتفقنا ؟ " استنكر غرابته هذه و قال بتسائل " حسنًا موافق و لكن ماذا سوف تفعل " فضربه إيثان بخفة على جبينه وهو يقول " انتظرني هنا و سأعود حالًا " خرج من مكتبه متبخترًا بثقة بينما إلياس بقي جالسًا بانتظار و مترقبًا لما سيفعله ذلك الغريب أما إيثان فقد ذهب لإحدى أقسام المشفى الخاصة بالممرضون و طرق الباب ليدخل مبتسمًا بلطف نحو الممرضات الجالسات مع بعضهن البعض و هن يتبادلن أطراف الحديث بوقت راحتهن فجاء ناحيتهن و قال بأسلوبٍ لبق بعدما ألقى التحية " يا آنسات هل من الممكن بأن إحداكن تمتلك عدسات خُضر ؟ " لتقول إحداهن " أنا لدي و لكنها فاتحه بعض الشيء ما الدرجة التي تريدها " و نطقت الأخرى بـ " أنا أيضًا امتلك واحدة بالدرجة الغامقة أتريدها ؟ " فابتسم باتساع و قال " أيمكن بأن آخذ كلتا الدرجتين لأنني بحاجةٍ إليها و سأكون ممتنًا لكن حقًا " شعرن بالسعادة لمساعدته فهو دائم اللطف معهن و يعامل الجميع باحترام ليوافقن على ذلك برحابة صدر ثم قالت ممرضة أخرى غيرهن " أظنني امتلك واحدة أيضًا انتظر سأبحث بحقيبتي " ليشعر هو بالحماسة المفرطة نحو ردة فعل إلياس حينما يرى ما الذي سيقدمه له ثم قال بفرحة " وااهه حقًا شكرًا جزيلًا سوف اشتري لكن القهوة غدًا كـعربون شكر و رد للجميل " ابتهجن لحديثه و أعطته الممرضة الثالثة علبة عدساتها بعدما وجدتها قائلةً " هذا لا شيء دكتور إيثان فأنت لطيف معنا و دائمًا ما تساعدنا أيضًا هذه الأيام العدسات الخضراء هي الأكثر رواجًا هنا لذا الكثير من النساء يمتلكن واحدة " ليبتسم لهن بامتنان وهو يقول " أجل معك حق " شكرهن مرةً أخرى و خرج بتلهف ذاهبًا نحو إلياس ليصدمه بما لديه فدخل للغرفه بابتسامة بنصر قائلًا أثناء تسليمه لعلب العدسات التي أخذها منهن " خذ هذا ما وجدته أختر الدرجة التي تظنها مناسبة " أما إلياس فقد شعر بالانبهار حينما رأى تلك العدسات و سعد بذلك لأنه أُنقذ من تلك الورطة ليقول بصدمة " وااههه إيثان إنك الأفضل " ابتسم بغرور و قال " أجل أعلم لا داعي لذكر ذلك " ضحك إلياس قائلًا بتسائل و هو غير مستوعب لما حصل " حقًا أخبرني كيف أحضرت كل هذا " فقال إيثان متفاخرًا بما فعله " لقد ذهبت لزميلاتي الممرضات و طلبت منهن عدساتٍ خضراء و أعطوني كل هذا لذا أخذتهم كلهم لتختار الدرجة الأنسب " ليقول إلياس بعدما فهم الأمر " ولكن كيف علمت بأنهن يمتلكن عدسات خضر ؟ " أخرج إحدى يديه التي يضعها بجيوب معطفه الأبيض و نقر على رأسه قائلًا " هذا المكان الذي تخاله فارغًا ليس بالشيء السهل سيد إلياس " ابتسم باتساع و أكمل حديثه بحماس " لذا أنت سوف تشتري لي البيتزا رائع ! يا لي من ذكي " رفع مقدمة شعره بأنامله و قال وهو يتصرف بذكاء " لقد خمنت بأنني سأجد إحداهن تمتلك هذا اللون لأنه الأكثر شيوعًا بهذه الفترة " همهم إلياس بتفهم وبدأ بالنظر إليهم حتى يختار الدرجة المناسبة ويرتديها فقال له إيثان " حسنًا ارتدي ما تشاء ودع الباقي هنا أنا سأذهب إلى جوليا إن إنتهيت إلحق بنا بسرعة " خرج من مكتبه حتى يذهب عند جوليا فدخل الغرفة ليقابل السيّدة نيكول أمامه واقفة بملامحٍ باردة ثم جاءت نحوه و إستفسرت قائلة باستجواب " دكتور إيثان كيف جاؤوا الأولاد إلى هنا أرأيت بواسطة من قد وصلوا للمشفى ؟ " قضم شفتيه بغضب محاولًا التحكم بعصبيته و هو يفكر بـ " ما الهراء الذي تقوله تلك المختله أبنتها بهذه الحالة و تسأل كيف وصلت إلى هنا " فقال بابتسامة واثقة ونظراتٍ تجسد الثلج ببرودتها وهو يرفع أحد حاجبيه ممسكًا ببعض الأوراق و متصفحًا إياها " سيّدة نيكول ابنتك حالتها ليست بالشيء الهين و جسدها مليئ بالكدمات و الرضوض أتعلمين من الذي أبرحها ضربًا يا ترى ؟ حتى نرفع عليه دعوى قضائية فالبنهاية هي طفلة و يوجد قانون ليحميها " شعرت بالتوتر و التهديد جراء نظراته و حديثه لتقول بقلق " ومن قال لك بأنه هنالك شخصًا ما قد ضربها فهي قد وقعت من الدرج " إلتفتت لها بنظراتٍ حادة و قالت " أليس كذلك عزيزتي " فعرفت جوليا مغزاها و فهمت ما ترمي إليه من تهديد إذا لم تتعاون معها لتجيب بغير اكتراث وملامحٍ عابسة " أجل ذلك صحيح " لتبتسم نيكول باتساع ثم قالت لإيثان " لم يضربها أي أحد " صمت إيثان وهو يشعر بأن داخله يغلي من القهر والحرارة تسري بكامل جسده ليشد على قبضته بحنق محاولًا التحكم بذاته حتى لا يبرح تلك الحقيرة ضربًا و ابتسم رغمًا عنه بتكلف قائلًا " اوه حسنًا هذا جيد ولكن لا تستطيعين أخذها الآن فهي لا زالت تحتاج للرعاية هنا " فشعرت بالغيظ و لكنها سايرته وقالت " حسنًا افعلوا ما شئتم و لكن فقط اليوم غدًا سآتي لأخذها لأنه لدينا بعض الأشغال لنجهزها " نظرت لجوليا ببرود و أكملت حديثها " فالحفلة قريبة " أما إيثان فقد دهش لقولها هذا حيث أنها غير مكترثه إلا لموضوع الحفلة وكان سيتكلم ويفرغ مافي جوفه من سخط لكن أوقفته نظرات جوليا الراجية بأن لا يتكلم حتى لا تصبح الأمور بشكلٍ أسوأ فصمت وهو يشعر بالغصة محدقًا لتلك الطفلة الجالسة على السرير كالملاك البائس الذي قُطعت أجنحة حريته و بقي في زنزانة العذاب ليدخل إلياس متظاهرًا بأن الأمور طبيعية و هو يقول بابتسامة متصنعة " مرحبًا سيّدة نيكول هل أتيتِ " رمقته باستصغار و قالت " أين كنت لما لم تكن هنا " فأجابتها جوليا ببرود " لقد أخبرتك بأنه في الحمام لما تسألينه السؤال ذاته و أنتِ تعرفين الإجابة " كان إلياس مرتبكًا و لكنه شعر بالراحة حينما تحدثت جوليا قبل أن يقول عذرًا آخر غير متوافق مع كلام جوليا و يدمر كل شيء لتقول له مرةً أخرى باستجواب متجاهلةً جوليا بحنق " من الذي أحضركم إلى هنا جميع حراس القصر لدينا لم يفعلوا ذلك فأخبرني كيف أتيتم إلى هنا " فهم بأنها قد شكت بالوضع و قال بكل راحة متظاهرًا بالبراءة " لقد أستخدمت سيارة أجرة " ثم قالت له بريبة " سيارات الأجرة لا تمر من عند شارع منزلنا " فأجابه وهو يشير إلى هاتفه " طلبتها عبر الهاتف " لتقول بغضب " ولما لم تستخدم أيًا من حراسنا " أحست جوليا بالتوتر وظنت بأنه قد وقع بورطه فعقلها أيضًا توقف عن التفكير ليقول باستفهام " همم هل لدينا شيء كهذا ؟ أنا لم أعلم بشأن ذلك فأنت تعلمين لم يمر سوى عدة أسابيع قليلة على مكوثي هنا "
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .