الساعة العاشرة و النصف صباحًا :
دخل فرانس الغرفة ليجدها حالِكة الظلام على حالها لم تتغير حتى ذلك الشخص المستقر على الكنبة لم يتحرك إنشًا واحدًا أو حتى تتغير وضعيته ، نائمٌ على جانبة الأيسر و صدره يعلو و يهبط باستمرار بينما خصلاته القاتمة ذات اللون الفحمي غير منتظمة بشكلٍ كارثي على وجهه فـتذمر فرانس باستياء قائلًا " اهه ما مشكلته لما لم يستيقظ إلى الآن سينتهي النهار و هو نائم منذ الأمس و أنا غارقٌ وسط استنتاجاتي اللامتناهيه " نفث جميع الهواء المسجون داخل قفصه الصدري ليضع أكياس الطعام التي أحضرها على طاولة مكتبه ثم مشى نحو النوافذ حتى يفتح الستائر و يرفعها فـسطعت الغرفة بأشعة الشمس ليزمجر أدريان بـغيض واضعًا يديه على وجهه حتى يحمي عينيه من تلك الاضاءة المزعجة و نطق بصوتٍ أجش أثر نومه قائلًا بنبرة متقطعة " هيي..هه أغلق تلك الستائر الكريهة و إلا سأحرقها عليك "
سويسرا (فيرناير)
" لا أريد تناول هذا الطعام " قالت تلك الجملة بعناد مع نظراتها المتمردة بعينيها ذات اللون الساحر " يا إلهي ما هذه النظرة " تذمر إيثان بتلك الجملة ضاحكًا ليستند على حافة السرير مكتفًا يديه و هو يقول " إذًا ؟ ما الذي تريدين تناوله ؟ " فـوضعت أصبعها وسط شفتيها الكرزية و الممتلئة نسبيًا بشكلٍ دائري و لطيف " هممم " ثم قالت بعدم اكتراث " لا يهم أي شيء ما عدا طعام المشفى لاستحالة هضمة " ابتسم ردًا لكلامها و قال " لكِ ذلك سأحضر بعضًا من الباستا إذًا " لتقفز فَرِحَة بشكلٍ فجائي و السعادة تغمرها " أجل أجل !! إنك الأفضل إيثان " تحدثت بحماسة و هي تلوح بيديها في الهواء عشوائيًا " أريدها بالصَلْصَة البيضاء و الكثييييير الكثيييير من شرائح الفطر الشهية " دُهِشَ إيثان بسبب حَماسَة جوليا المفاجئة ليرفع إِحْدى حاجبية بتعجب قائلًا " ما بالك لِتو لم تهتمي لنوع الطعام و الآن تختارين طبقك و بإضافاتٍ خاصة ؟ " ابتسمت المعنية باتساع لتصفق بيديها الاثنتين " الباستا هي الحل لجميع المشاكل " نهضت من السرير و هي تكمل حديثها لتقول " هذا هو شعاري في الحياة " انفجر إيثان ضحكًا على شعارها اللطيف ممسكًا بمعدتة لشدة ضحكة الهستيري على طفوليتها بينما هي تراقبه بصمت و علامات الاسْتِفهام واضحة على محياها فـتوقف إيثان فجأةً عن الضحك ليقول بصدمة " مهلًا! " تبدلت ملامحه الضاحكة للجدية التامة و قال متسائلًا " جوليا كيف عرفتي بأنك تحبين الباستا ؟ و متى تذكرتي شعارك هذا حتى ! " شعرت جوليا بالقليل من الاضطراب و التشويش لسؤاله هذا وهي تحاول فهم وضعها لتتحدث بنبرة مترددة " في الواقع لا أعلم سبب اندفاعي و فرحتي و لكنني شعرت بأنها ستعجبني و أنها المفضلة لدي أما بالنسبة لشعاري فلقد صنعته بنفس لحظة قوله لك " فـجلست على حافة السرير لتقول بغرابة " و لكن " وجهت بصرها نحو إيثان لتتأوه ألمًا فجأة ممسكةً بمقدمة رأسها " آه أشعر بأن رأسي سينفجر" سار إيثان مسرعًا نحوها حينما حاولت الوقوف و لكنها لم تستطع لتفقد توازنها و كادت أن تقع لو لا إيثان الذي أمسك بها من ذراعيها قائلًا بقلق " ما الأمر مابكِ هل يؤلمك رأسك " نطقت بإرهاق " أجل " أجلسها على السرير ليقول لها بهدوء " ارتاحي قليلًا لقد أجهدتِ نفسك اليوم بحركاتك الشقية و الطفولية تلك مازلتِ مصابة لذا توخي الحذر " فـوضع اللحاف عليها و استقام ذاهبًا " سأذهب الآن لشراء الباستا " عبست بشكلٍ طفولي ليبتسم قائلاً ببهجة " و مع الكثيييييير و الكثييييير من شرائح الفطر الشهية و الصَلْصَة البيضاء " فـسعدت جوليا و انبسطت أساريرها مبتسمةً بلطف مع تلك الوجنتين المزهرة ثم قالت بفرحة " حسنًا أبي سأنتظرك هنا و بكل هدوء إلى أن تحضر الطعام " ليضحك إيثان على طريقة حديثها و ادعائها المُصِرّ بأنه والدها ثم قال وهو يؤشر عليها بأصبعه قبل خروجه " سأسمح لكِ فقط هذه المرة بمناداتي كـ والدك أيتها الطفلة " قلبت عينيها بغرورٍ مُصْطنَع ناطقةً بـ " و كأنني سأهتم " فـخرج و هي تنظر للجهة الأخرى من الغرفة باقيةً على حالها بملامحٍ منزعجة إلى أن فتح الباب مرة أخرى قائلًا بتذمر " اهه حسنًا حسنًا كفي عن تصنع تلك الملامح " لتنظر له بطرف عينها منتظرةً منه بأن يفعل ما تريده فـنظر إليها و قال بنبرة مرحة " حسنًا يا طفلتي سأذهب الآن لأحضر لكِ الباستا اللذيذة التي تحبينها " ثم فتح الباب على وسعه و توقف عندة ليقول " هممفف هل هذا جيّد ؟ هل رضيتي بذلك " ابتسمت باتِّساع لتومئ له عدة مرات مجيبةً بـ" أجل "

أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
غموض / إثارةفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .