{77}

3.2K 215 123
                                    

[ و في إحدى مقابر فرنسا ]

ينظران لتلك الصخرة المثبتة بالأرض و مكتوبٌ عليها أسم ذلك الشخص المحفور بأعمق نقطة في قلب سيون " إلياس براون " ممسكين بأيدي بعضهم البعض التي تتلألأ بخواتمهم البراقة و هم يقابلونه بابتساماتٍ مشرقة ليقول فرانس ملقي التحية عليه " مرحبًا إلياس شقيق حبيبتي أنا هنا لأعلمك بأننا مخطوبين الآن و قد نفذت وصيتك بحماية هذه الفتاة الجميلة " ابتسمت له بعينين تلمع بطبقةٍ رقيقة من الدموع و قالت متحدثةً بصوتٍ مهزوز أثر محاولتها لعدم البكاء " أخي أنا بالفعل سأتزوج عما قريب و سوف أعيش بشكلٍ جيّد لذا راقبني بحذر " قالت تلك الجملة وهي تضغط على ذلك العقد  الذي دائمًا ما ترتديه و لا يتزحزح من عنقها مستشعرةً بأنه آخر ما تبقى لها من روح فقيدها فقال فرانس وهو يقرص وجنتها بلطف " توقفي عن ذرف الدموع أيتها الطفلة البكاءة فهذا سيغضب أخاكِ ثم هل ستتزوجيني و أنتي لازلتِ تبكين كالصغار! إنك حقًا طفلة لم تنضجي و لو قليلًا " فضحكت على توبيخه لتقول و هي تنفخ خديها متظاهرةً بالانزعاج " أنا لست طفلة " ثم أكملت حديثها بثقة بعدما حملقت به متفحصةً إياه " تتحدث عن ذلك و كأنك قد تغيرت فهذا شكلك منذ ثلاث سنوات أنت كذلك لازلت طفلًا " قطع حديثهما رنة هاتف فرانس ليرد على المكالمة و البسمة قد شقت طريقها لوجهه المَلِيح فقال بسعادة  بعدما سمع الطرف الآخر " واااه رائع سوف تأتي ؟ " أجابه بـ " بالطبع و كيف لا أحضر يومك المميز يا بني لقد أخذت إجازةً بذلك الشهر حتى أستطيع التفرغ لك و مساعدتك بأمور الزفاف .. لقد كبرت حقًا أيها الشقي و قبلًا كنت أنا من يرتب هيئتك ويمسح فتات ذلك الكعك الذي تتناوله كل صباح إنني سعيد من أجلك و فخورٌ بك لنجاحك بحياتك المهنية و الشخصية واثقٌ بأن والديك يشاهدانك بكل فخرٍ و إعتزاز لما أنت عليه الآن " ليبتسم فرانس أكثر ببهجةٍ على حديث العم جيرمن ثم قال بنبرةٍ هادئة متأثرًا بما سمعه " عمي اللطيف شكرًا لك و إنني حقًا ممتن لوجودك بحياتي و سعيد بأني التحقت بتلك الكُلِّيَّة لألتقيك هناك فأصبحت بعدها من أعز الأشخاص على قلبي " وبعدما إنتهى من الحديث مع العم جيرمن أغلق المكالمة و خرجا من المقبرة متوجهين لمنزلٍ ما ثم ضغطوا الجرس حينما وصلوا فأعلن ذلك الرنين بوصولهم منبهًا أهل البيت لتفتح صوفي لهم الباب و بجانبها جوليا التي ترحب بهم بابتسامة كبيرة قائلةً " مرحبًا بكم " فـرفع فرانس يد سيون التي بها الخاتم مبتسمًا بسعادة ليريهم زوج خواتمهما المتطابقة قائلًا بصراخ متحمس " نحنا مخطوبان " خجلت سيون بشدة لفضح الأمر هكذا بشكلٍ مباشر بينما الجميع يصرخ و يصفق لهما بفرحة أما أدريان فكان ينظر إلى فرانس و هو يبتسم بحب نابع من أعماق قلبه ليقول متقمصًا دور الأبد " و أخيرًا سوف تتزوج يا بني " فضحك فرانس على حديثه و تصرفاته الطفولية التي لم تتغير ليستند عليه و هو يلف يده حول عنقه ثم قال له ممازحًا إياه " و أنت أيضًا كن ناضجًا و تزوج هيا " شعرت جوليا بالصدمة فأمسكت بأخاها قائلةً بانفعال " لا لن يتزوج لا زال صغيرًا إنه فقط بالسادسة و العشرون ما بك " ثم بدأت تعدد بأصابعها و هي تقول " و من ثم إنه شخصٌ مهمل  و غير مسؤول و فوضوي و لن ينضج البته لذا هذا غير مقبول " فـتفاجئ أدريان من حديثها عنه بهذا الشكل بينما فرانس قد خَرَّ ضاحكًا بسبب كلامها عنه ليقول أدريان بانزعاج " توقفي عن التقليل من شأني مهما كنت فوضويًا و غير مرتب إنني مسؤول عنك " ضرب جبهتها بأصبعه فقالت له بنبرةٍ قلقة وهي تلمس جبهتها بكلتا يديها " أليس كذلك ؟ أجل إنك مسؤول عني لذا لا يجب عليك الزواج و تركي أيضًا مهما كنت فوضويًا يجب عليك البقاء بجانبي حتى أرتب أوضاعك " لتنظر إليه برجاء قائلةً " أنت لن تتزوج حسنًا ؟ " ابتسم برضًى بعدما فهم مقصدها من كل هذا فاحتضنها و هو يقول " لتو وجدتك بالطبع لا فـلم أشبع منكِ وآخد كفايتي بعد و لن أفترق عنك حتى و لو بعد مليون سنة نحن سنعيش سويةً للأبد " .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن