سويسرا (مطار جنيف الدولي)
هبطت الطائرة بسلام على أراضي سويسرا و بعدما نزلوا من الطائرة ذهبوا إلى خارج المطار مسرعين ليؤشر أدريان بيده نحو سائق سيارة كان ينتظرهما حتى يقلهما فقالت سيون بصدمة " تمهل على رسلك ما الأمر أتعرف إلى أين سنذهب حتى ؟ " اومأ بإيجاب و قال أثناء وضعه للحقيبة بالخلف " أركبي هيا سأشرح لك الأمر و نحن في السيارة " فـركبت مطيعةً إياه برغم عدم فهمها للوضع و استغرابها التام لترى أدريان و هو يعطي السائق ورقةً بها عنوان ما قائلًا " أوصلنا إلى هذا العنوان " لتحملق به بعدم استيعاب ثم قالت بريبة " مهلًا إلى أين نحن ذاهبين أخبرني ما هذا العنوان ومن ثم ما هذا إنه ليس سائق أجرة حتى هل إستأجرته " ابتسم و قال بهدوء " أجل فعلت ذلك ليقلنا طوال فترة مكوثنا هنا كنت أود استئجار سيارة لنا لكنني لا أجيد القيادة للأسف و لحسن الحظ بأنهم يتحدثون الفرنسية أيضًا هنا يالها من راحة " لتقول هي بنفاذ صبر " أشرح لي هيا إلى أين سيأخذنا " فـحدق بها بجدية و بدأ بالحديث مفسرًا لها " نحن ذاهبين إلى منطقة فيرناير تحديدًا إلى قصرٍ ما لأنه هناك تعيش شقيقتي حسب ما قاله شخص ما لمساعدتي لذا سنذهب و نسأل عنها ل..." قاطعته بغضب قائلةً " و ما شأني أنا !! ماذا عن فرانس ألسنا ذاهبين لإنقاذه هل خدعتني فقط لأخذ شقيقتك التي تنعم بذلك القصر بينما فرانس يتعذب بين أولئك الأوغاد " كادت أن تجعل السائق يوقف السيارة لتنزل و لكنه أمسك بيديها ناطقًا بشكلٍ سريع " سيون استمعي إلي أنا لم أكمل حديثي و كل ما تَفَوَّهتِ به كان خاطئًا بحق الإله أتظنين بأنني سأترك فرانس لا تتحامقي الآن و نحن بمنتصف الطريق " لم تستمع له متجاهلته بانزعاج ليصرخ بـ " توقفي عن عنادك إن أختي طرف الخيط الذي سيوصلنا إلى فرانس " فنظرت إليه بعدما هدأت حركتها و قالت بشك " كيف تعلم ذلك ؟ " ليتحدث بعدما مسح وجهه بتعب " أولئك الذين أخذوا فرانس تربطهم صلةً بالذين يحتجزون أختي أي أنهم تقريبًا جهة واحدة " لتقول بملامحٍ مستنكره " يحتجزون ؟ " تنهد بكدر و أجابها بـ " أجل استغلوا وضعي هذا حينما فرقونا و رموني بالمصحة فأصبحت هي سجينة لذلك القصر و لم تنعم بحياةٍ هانئة كما تعتقدين فهي مرت بالكثير لدرجة رمي ذاتها من شرفة القصر " سكتت بصدمة و أحست بتأنيب الضمير تجاه حديثها الأناني و الذي قد آلم أدريان فقالت بخفوت " آسفة لأنانيتي و عدم وثوقي بك " ليبتسم ابتسامةً صغيره قائلًا " لا بأس أتفهم شعورك لذا هيا بنا لقد وصلنا لنرى أولًا أين هي شقيقتي حتى نستطيع البحث عن فرانس " اومأت له بموافقة ثم نزلوا من السيارة ليقول أدريان للسائق بأن يركن السيارة في مكانٍ قريب حتى يتصل به حينما ينتهيان فقالت سيون وهي تنظر لمظهر أدريان الغير مرتب " يا لك من أحمق لما تسرعنا و ذهبنا إلى هنا مباشرةً يجب أن نضع خطة و من ثم نأتي .. الآن ماذا نفعل و نحن نقف هنا بالعراء سينكشف أمرنا بالطبع " ارتسمت معالم القلق على وجهه ليقول بتوتر " اوه لم أفكر بذلك لقد تسرعت بتهور حينما علمت بالعنوان ما الذي سنفعله الآن " فأخذته لإحدى المقاعد العامة و القريبة من ذلك القصر في الشارع و جعلته يجلس ثم قالت " أولًا لنفكر ومن ثم نتحرك حتى لا نفشل لذا لا تتهور مرةً أخرى و الآن ما الذي تريده من هذا القصر أنت فقط تريد السؤال عن شقيقتك و رؤيتها أليس كذلك ؟ " فقال لها " أجل هذا صحيح و لكن إنهم أعدائي لذا لن يسمحوا لي برؤيتها فأنا بالنسبة لهم أكبر تهديد لذا أريد منكِ الدخول و التظاهر كـ صديقةٍ لها و السؤال عنها لتقابلينها أو اسألي عن مكانها إن لم تجديها اسألي عن .. " لتقاطعه بدهشة كبيرة قائلةً " مهلًا مهلًا ! أتريد مني أنا الدخول إلى هذا القصر الضخم و التظاهر بأنني صديقة لشخصٍ لا أعرفه " ضحكت بصدمة لطلبه الغير متوقع فـوقف باضطراب محاولًا إقناعها وهو يقول " سيون أرجوكِ لنتعاون أنا لا استطيع الذهاب لأنهم سيكتشفون أمري حينما تقابلينها أخبريها بأنني هنا انتظرها و تظاهرا بالتنزه في الحديقة لآتي و آخذكما حسنًا ؟ " لتأخذ شهيقًا كبيرًا بتوتر فهي لم تعتد على مخاطبة الغرباء كثيرًا و انطوائية بطبعها ثم قالت بقلق " سحقًا لذلك حسنًا سأفعلها و لكنني سوف أبرحك ضربًا إن وقعت بالمشاكل " ليبتسم ببهجة على موافقتها و قال منبهًا إياها " اوه أيضًا هنالك احتمال بأن لا تجديها في القصر لذا اسألي عن أي مشفى كانت هي به لأنه ربما نجدها هناك " جلست على الكرسي بعدما فهمت ما يريده و ما الذي يجب عليها فعله فأخرجت حقيبةً صغيرة من سترتها السوداء تحت أنظار أدريان المستنكر للوضع بينما هي قد بدأت بوضع بعضٍ من مساحيق التجميل على وجهها و هي تنظر لنفسها بواسطة كاميرة هاتفها ليندهش بسبب ما تفعله الآن و بهذا الوضع قائلًا بصدمة " بربك ما الذي تفعلينه الآن " فحملقت به بغيظ و قالت " هل أنت أحمق ما دمت سأتصرف كـ صديقة لشخص ما يجب أن أبدوا حقًا مقنعة " نهضت بعدما أنتهت من وضع البعض من تلك المستحضرات و خلعت سترتها السوداء لتبقي قميصها الأبيض بأكمامه القصيرة مع بنطالها الأسود الذي ترتديه بعد ذلك خلعت قبعتها السوداء التي كانت تخفي أغلب معالم وجهها و بدأت بترتيب شعرها القصير ثم قالت و هي تنظر له بعدما إنتهت " كيف أبدوا ؟ " انبهر من اختلاف شكلها و تغير مظهرها الجذري رغم تلك اللمسات البسيطة التي فعلتها و قال بصدمة " أنتِ حقًا ماهرة كيف فكرت بذلك إنك تبدين الآن حقًا كـ صديقةٍ زائرة " فابتسمت بفخر قائلةً له " الفضل كله يعود للأفلام التي تعلمت منها سبل النجاة " أعطته سترتها و بقية أشيائها لتقول وهي تأخذ نَفَسًا عميقًا " حسنًا سأذهب الآن تمنى لي التوفيق و انتظرني هنا مع السيارة لترقب أي أمر عاجل فربما نحتاج للهروب " فـحدق بها متعجبًا و هو يراها تمشي بثقة نحو بوابة القصر الرئيسية ثم ذهب و جلس بالسيارة بجانب السائق مراقبًا إياها من النافذة بتوتر و متمنيًا مرور الأمر بسلاسة
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .