{37}

1.4K 141 3
                                    

سويسرا ( فيرناير)

تقفز بأرجاء الشوارع ليلًا بسعادة بينما إيثان يراقبها من الخلف بابتسامةٍ هانئة ، طفلة بطولٍ قصير نسبيًا و بهيئة ضئيلة مرتدية بنطالٍ أبيض رياضي ضيق مع كنزة قطنية وردية اللون ذات قلنسوة و شعرها الحريري باللون الكستنائي يصل لتحت أكتافها و الذي هو الرابط القوي بينها و بين إيثان فهُم يشتركون بنفس لون الشعر صدفةً و بنفس الدرجة تمامًا فكل من يراهم بالشارع سيعتقد بأنهم أخوه ، تتطاير شعراتها برفرفة براقة بفعل حركتها المستمرة مع الهواء الطلق لتعطيها شكلًا بهيًا يزيدها جمالًا و براءة لطلتها اللطيفة تلك فقال أثناء مشيهم " لقد أخرجتك على مسؤوليتي لنتمشى قليلاً و أحقق أمنيتك لكنك ستعودين للمشفى و تبيتين بها لتذهبين غدًا مع عائلتك مفهوم ؟ " فأجابته بخفوت " أجل مفهوم " لاحظ إيثان لمعة الحزن بعينيها ليقول "جوليا هيا أريحيني و أخبريني ما الأمر ما بك " توقف أمامها بصرامة و أمسك بيدها قائلًا " ستخبريني بكل شيء حتى نحل أي مشكلةٍ تضايقك هيا بنا " لتقول بصدمة " إلى أين " فقال بنبرة لعوبة وهو يرفع إحدى حاجبية " خمني ذلك "  .

فرنسا ( لانيون )

دخل فرانس و أدريان بشق الأنفس عند تلك الفتاة فهُم بالكاد استطاعوا الوصول إليها بسبب كل ذلك التجمهر ليجدوا الطاقم الطبي ملتفٌ حولها و هي غارقة ببركةٍ من الدماء أثر الصدمة القوية التي تلقتها و كأن السائق كان مستهدفها فارتاح قلب فرانس حينما عَلِمَ بأنها فتاة أخرى و ليست سيون و حاول التحكم برجفة يديه التي لم تتوقف ثم تدارك وضعة ليدخل بين الطاقم قائلًا " لقد فقدت الكثير من الدماء يجب علينا نقلها بسرعة و التبرع لها بالدم هيا لا وقت لدينا " نظر لوجه الفتاة فوجدها لا زالت بآخر لحظات وعيها و بالكاد تحاول الصمود فعينيها مغلقةٌ جزئيًا و هي تقاوم حتى لا تغلقها بالكامل ليقول فرانس لها " ابقي معنا يا آنسة تحملي قليلًا بعد ولا تفقدي الوعي رجاءً " لاحظ فرانس ذلك الرداء الذي ترتدية ، رداءٌ بني اللون و فضفاض و فتاة نحيلة البنية و قصيرة القامة !! " أجل إنها تلك الفتاة " صرخ عقلة بتلك الجملة ليلتفت لأدريان الواقف خلفه فوجده ينظر للفتاة بشيء من الريبة ثم اقترب نحوها أكثر و سرعان ما اتسعت عيني تلك الفتاة بصدمة و حملقت بأدريان الواقف أمامها لتدمع عينيها حينما رأته فهي قد خافت من أن تموت و هي لم تنجز وصية فيوليت ، شعرت بالسعادة حينما رأته و بدأت بتحريك شفتيها محاولةً النطق ليلحظ أدريان ذلك فـدنى بسرعة عند رأسها جالسًا على ركبتيه و منتظرًا منها قول شيء بانتباه و انصات تام لتهمس بصوت متقطع " ا..ان..ت أ...دري..ان " اومأ لها عدة مرات و قال " أجل إنه انا " فحاولت النطق بسرعة لتسعل بقوة و هي تحاول أخذ شهيقًا لكنها لم تستطع و عندها بدأت بالاختناق فـتجمع الطاقم الطبي عليها و هم يحاولون إسعافها ليحملونها و قد أبعدوا أدريان عنها فصرخ أدريان بقهر على سوء حظة " سحقًا ! " لاحظ فرانس أثناء حمل الفتاة مع الطاقم الطبي إلى العربة عينيها و هي تنظر لمكان محدد ليجدها تشير بعينيها  لذلك الظرف الذي تمسك به بقوة لدرجة تجعده خوفًا من أن يضيع منها بالرغم من يديها المليئة بالجروح و الغبار و توسخها ظَلَّت ممسكةً به فعلم فرانس بأنها تحاول إيصال هذا الظرف لأدريان ليمسك بيديها برفق حتى لا يزيد وجعها  أكثر ومن ثم أخرج منها الظرف و بعدما أخذه طبطب على يديها بخفة ليواسيها قائلًا لها " لا تقلقي ستصل إليه فقط تحسني " فابتسمت له بتعب من تحت قناع الأكسجين الذي وضعوه لها و حينما أخذه ذهب خارجًا من غرفة الطوارئ ليجد أدريان جالس بملامحٍ مستاءة و بصمتٍ تام و عندما اقترب من عنده رفع أدريان نظره نحو فرانس بإرهاق مترجيًا منه بأن يطمئنه فقال فرانس بابتسامة هادئة " لا تقلق سوف تتعالج و ستكون بخير " تنهد أدريان بتعب ليجلس فرانس بجانبه قائلًا بجدية " أيضًا لديّ شيئًا لك لقد أخذته منها " فنظر أدريان له بترقب و قال بعدم صبر " ما الذي أعطتك إياه أعطني إياه ماهو " فأعطاه فرانس الظرف وهو يقول " يالك من صاخب حسنًا حسنًا خذه " أمسك أدريان ذلك الظرف بكلتا يديه و هو يمعن النظر فيه ، كان ظَرْفًا صغير الحجم و مربعي الشكل ذو حوافٍ مزخرفة و لكنها قد فسدت بتلك التجاعيد جراء إمساكها له بقوة و كان ملطخ ببعض من الدماء و الأتربة  بينما هو يمسكه برفق بيديه النحيلتين و الكبيرتين نسبيًا فجلس عدة دقائق بهدوء رامشًا بعينيه العشبية ببطئ و كان فرانس ينظر إليه مترقبًا منه بأن يفتحه بقليلٍ من الفضول نحو هذا الظرف و القلق يساوره نحو ردة فعل أدريان حينما يرى ما بداخله خصوصًا بأن حالته النفسية غير مستقرة البتة فهو شديد التوتر و العصبية .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن