فرسنا (لانيون)
" حسنًا سأحاول الوثوق بك " حملق بعشبيتة نحو فرانس و أكمل بـ" لكن بشرط " لينظر فرانس نحوه باهتمام قائلًا " ماهو ؟ " فابتسم المريض ببرود قائلًا بلا مبالاة " فقط دعوني وشأني " استغرب فرانس من جملته ليتنهد باستياء واضعًا يدة على رأسه " آه أظن بأن الرب يعاقبني على أفعالي مع عمي جيرمن " سحب المريض اللحاف من على الكرسي ليحاول النوم و هو يتمتم بـ " تبًا أليس هنالك شيء مريح بهذا المشفى البغيض ماهذه الأريكة القاسية " فـحدق فرانس بظهر المريض قائلًا " هي أنت ما أسمك ؟ " ضحك الآخر ليرد عليه بسخرية " ينادونني هنا بالمريض رقم 77 أليس رقمًا جميلًا ؟ " اغتاظ فرانس و قال " بجدية !! ألن تحادثني و لو لمرة دون سخريتك هذه " ليلتفت إلى فرانس بنظراتٍ باردة ناطقًا بـ " و ما الفائدة من معرفتك لاسمي " فـنفخ فرانس خديه بنفاذ صبر ثم قال " يا للهول الكلام لا يجدي معك و عنادك هذا لا نهاية له كم أشفق على عائلتك " تغيرت فجأة نبرة صوت ذلك المريض إلى الجدية ليقول " ليس لديّ عائلة سوى شخص واحد ينتظر مجيئي بفارغ الصبر و أنا هنا عالق بهذا المكان المشؤوم لسنوات " أدار وجهه عن فرانس مستعدًا للنوم و قال " سأريح جسدي حتى ينتهي مفعول الحقنة و بالمناسبة اسمي أدريان " ليبتسم فرانس بلطافة هامسًا بتفكير " همم أدريان إذًا "
سويسرا (فيرناير)
مستقرة على السرير و السُكون يخيم عليها بينما تضج بالمشاعر المتضاربة في الداخل ، رفعت عينيها لمناداة إيثان بأسمها و وجدته يربَّت على كَتفها قائلًا " هل تشعرين بأنك أفضل ؟ " فـعبست بحزن وهي تستذكر كلام السيّدة نيكول عنها حينما بدأت هي بالصراخ " ما الذي يحدث لتلك المجنونة لما لا تعطونها أَيَّة مهدئات " لتنظر باتجاهه ثم قالت " أنت لن تدعهم يعطوني حقن أو مهدئات صحيح ؟ " ابتسم لها بلطف و قال " لن أجبرك على شيء لا تريدينه إن لم ترغبي بذلك سأرفض إعطائك لأي منها " و أكمل كلامه حتى يطمئنها أكثر " و لا اعتقد بأنك سوف تحتاجينها " لينطق بداخله " ذلك ما أتمناه " ابتسمت له بعدما شعرت بالقليل من الأمان وهي تمسح بأصابعها دمعها من عينيها المحمرتين لشدة بكائها فـوَجّه بصره إليها محدقًا بهدوء و قال " جوليا " لترد عليه بـ غمغمة مرهقةٍ بالكاد تسمع " همم " اعتدل بجلستة قائلًا و هو ممسك بيديها " و الآن هيا أخبريني ما بك قبل أن تأتي تِلك السيّدة " فـنظرت للباب باشمئزاز لتنطق بحدة و عُدْوانيَّة " تلك القذرة لن تأتي هنا حتى و لو على جثتي " ذهل إيثان من تغيرها الجذري و ردة فعلها العدائية ليسألها بفضول " حسنًا اهدئي و لكن ما الأمر لما صرختي فجأه هل أخافتك ؟ " أجابته بـ " في الواقع أجل قليلًا بالبداية و لكنني الآن لست خائفة من تلك العجوز و اعتقد بأنها شخصٌ حقير بحسب ما رأيته من ذكرياتي و أنا لا أريد رؤية وجهها القبيح أمامي مرةً أخرى" تنهد إيثان بقلق و قال " هل يمكنك إخباري ماذا رأيتي " لتتكلم بانفعال فجأةً و الغضب يعتريها " أتعلم ما المقرف بالموضوع ؟ و الذي يثير غضبي كثيرًا أنها تمتلك حدقتين كـخاصتي " نظر إيثان لها بضجر ليقول " جوليا ماذا عن سؤالي ؟ " التقطت أنفاسها بقوة لتكمل قائلةً و هي تنتفض بقهر " اااههه هذا يثير اشمئزازي كيف لتلك العجوز الشمطاء بأن تمتلك عينين كـلون عيناي و..." أسكتها إيثان بصدمة و هو يقول " جولياا كفى ! و اهدئي أرجوكِ " فحدقت فيه بصمت ليتنهد عابثًا بشعره باستياء " فقط أخبريني ما الذي رأيته هيا حتى نعرف كيف نواجهها و كيف استطيع مساعدتك و ما هو موقفنا و أيضًا لا يجب عليك فقدان السيطرة مرةً أخرى " أمسك بكتفيها و ضغط عليهما بخفة قائلًا " تمالكِ نفسك و إلا ستجعليننا نقع بورطة " فـمَطَّت شفتيها بطفولية وهي تقول " همم حاظر بابا " ليضحك إيثان على ردها بإندهاشٍ تام و ناطقًا بـ " هيي مهلًا!! أنا لست عجوزًا لهذة الدرجة أنتِ تجرحينني أيتها الشريرة إنني فقط أبلغ من العمر٢٧ سنة " ابتسمت بمكر طفولي لتقول بنبرةٍ عنيدة " مازلت عجوزًا بنظري فالفارق بيننا كبير " ثم ضحكت على ملامحة المغتاظة ثُم نطق هو بتعالٍ مصطنع " هه هذا لأنكِ مازلتِ طفلة " لتخرج لسانها بطفولية حتى تغيظة فضرب جبهتها بخفة قائلًا " كفي عن تصرفاتك الطفولية هذه و هيا أخبريني " قالت وهي تتحسس جبهتها بمكان الضربة " لست متأكدة لكنني رأيتها غاضبةً بتلك العينين المليئة بالغل و الحقد بشكل مقرف و سمعت صوتها و هي توبخني قائلةً بصوتٍ غاضب ألا تفهمين هل تريدين أن اضربك مجددًا أظن أن تلك الذكرى كانت بطفولتي " شردت قليلًا و من ثم قالت " اه صحيح و أيضًا سمعتها تسألني بقولها " هل هذة الزهور لأدريان " و كأنها غاضبة مني لأنني جلبت لأخي بعضًا من الزهور" لتكمل باستنكار والحيرة قد أخذت نصيبًا من ملامحها " ما بال تلك العجوز " نظرت لوجه إيثان متسائلةً لينظر هو الآخر إليها وهو يفكر " امم ربما هذا يدلنا على شيء ما " قال تلك الجملة وهو يقف ليكمل حديثة ذاهبًا نحو زر المساعدة الخاص بسرير جوليا " من الممكن بأن نستنتج أن والدتك تعنفك أنتي وشقيقك و أنها شخص غير مسؤول لرعايتكم " حملقت به بشيء من الاستغراب لتسأله " لما طلبت الممرضة ؟ ومن ثم هي ليست والدتي " فابتسم لها قائلًا " لقد طلبتها لتحضر لكِ شيئًا تأكليه فأنا بالكاد أراكِ لشدة ضئالتك و أيضًا هي والدتك " اقترب نحوها هامسًا بـ " شئت أم أبيت " لتغتاظ منه صارخةً بـ" بالاسم فقط "
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .