تقدمت بِخطواتٍ مُتباطئة وغيّر مُتَّزِنه إلى الشرفة وهي تبتسم شبح ابتسامة هامسةً بـ" سأواجهكِ بتَحَدٍّ " لترفع جسدها العُلوي و مِن ثم قدميها فـضربت تلك النَسمات الباردة جسدها المُرتعِش مداعبةً شعراتها العسليّه لتبتسم بعُيون ناعِسة ابتسامةً مُستسلِمه و هي ترفع كلتا يديها مِن الجانبين عاليًا و كأنها طيّر جريح لِتو استطعم الحُرية ، أخذت نَفَسًا عميقًا لتزفره ببطئ أثناء تأملها للسماء التي يغشاها اللون الأسود مُزينةً بنجومها المتلئلِئة ثم تقدمت خُطوةً للأمام و رفعت إحدى قدميها للهواء لتنطق بِصوتٍ مُتعب " أنا قادمة أدريان " أرخت ذاتها باستسلام ليهوي جسدها الخفيف مِن الأعلى و كأنّها طائرٌ أصيب برصاصة القدر .
أمريكا (نيويورك)
قَفز مِن شدّة فرحته ليعانق مُعلمه بِقوة قائلًا بنرة متأثرة " معلمي العزيز لطالما أعتبرتك بِمنزلة والديّ فأنت شخصٌ عزيز على قلبي ، شكرًا لك مِن أعماق قلبي على كل ما فعلته لأجلي لا أصدق بأنني حققت حُلمي و أخيرًا " ابتسم مُعلمه على فرحة طالبة و بادله العِناق وهو يقول بِصوتٍ حنون " عزيزي فرانس يجب أن تكون قويًا بهذة الحياة فأنا أظن بأنني قد كبرت في السن و أصبحت عجوزًا بينما أنت ستبدأ مشوار حياتك الآن أتمنى لك التوفيق و السعادة " فصل العناق وأكمل كلامه بتهديد " و يجب أن تقلل مِن حماقتك هذه حتى لا توقع نفسك بالمتاعب هل تفهم ذلك " ابتسم فرانس باتساع ليقول له " لا تقُل هذا يا سيّد جيرمن الوسيم مهما كان عُمرك ستبقى شابًا إلى الأبد " خَتَمَ نهاية حديثه بغمزةٍ ليضحك السيّد جيرمن على طيش هذا الولد فأكمل فرانس حديثه بمرح " ومِن ثُم لا تظن بأنني سوف أنساك سوف أزعجك دائمًا باتصالاتي اليومية و حين تسنح لي الفرصة سوف أزورك" ابتسم بوجه السيّد جيرمن ليبادله الآخر الابتسامة ثم قال السيّد جيرمن " اذًا غدًا سوف تذهب إلى فرنسا ؟ " ليجيبه فرانس بـ" أجل ، سأجهز حقائبي اليوم " صمت لعدة ثواني فتحدث بحُزن ظاهر " أظن بأنني سأفتقدك كثيرًا و أفتقد توبيخك الدائم لي " ربت السيّد جيرمن على كتفه ليقول ممازحًا إياه " إذا بكيت الآن سأضربك أيها الطفل " فـضحك فرانس بخفة على كلامه بينما السيّد جيرمن يعبث بشعره الأشقر قائلًا بلطف بـ " أجل هكذا أريدك دائمًا ، مُشرق بابتسامتك المشعة كالشمس ".
سويسرا (فيرناير)
كانت نيكول جالِسة في مكتبها تتصفح بعضًا من أوراق الصفقات و العُقود بين العِصابات التي تعمل معهُم لتَسمع فجأةً صوت سقطة عالية بالحديقة حينما أنتقل الدَوِيّ بأرجاء القصر فـلمحت شيئًا مِن النافذة قد أستقر على الأرض ثم توسعت عيناها بصدمة غير مصدقة لما رأته من منظرٍ مخيف متمنيةً بداخلها أنه مجرد وهم لتركض بأتجاه النافذة و جسدها يرتجف مِن هول الصدمة فهي لم تتوقع أن تمتلك الجرأة لفعلها ثم فتحت النافذة بِسرعة حتى ترى ذلك الجسد الضئيل مُستقرٌ على الأرضية العُشبية التي اختارت الأحمر الدامي لونًا لها فكانت جوليا كالطيف مُمددة على الأرض غارقةً ببِركة من الدماء لتصرخ نيكول مُناديةً للحراس و قفزت هي مِن النافذة ذاهبةً بركضٍ سريع نَحْو ذلك الجسد المنهك فحملتها بيديها و كان جسدها مُستمرٌ بالنزيف مِن رأسها حتى أخمص قدميها تقطر دمًا ليأتوا الحُراس بِسرعة و يساعدون في نقلها للمشفى وسط صُراخ الخادمات رعبًا مِن منظر الدماء الصارخ .
فرنسا (لانيون)
١١:٣٠مساءً
فتح إحدى عينيه ببطئ تدريجيًا لينظر بأرجاء الغرفة مُتفحصًا إن كان هناك أحدٌ غيره أم لا ثم تنهد بتعب عِندما تذكر آخر ما حدث له و غضب طفيف قد اجتاح ملامِحه فـتملكته رغبةً قويه بضرب ذلك الطبيب بسبب ما فعله به لينهض بِصعوبة أثر ذلك المُخدر الذي تدفق بجسده و إلى الآن أطرافه لا زالت متأثرة بالمخدر فضغط على زر المساعدة الموجود بالسرير لأن معدته كانت تتمزق من شدة الجوع و بعد عدة دقائق دخلت الممرضة و ملامِح الخوف و القلق واضحة عليها رُعبًا مِنه أما هو فكان ينظر لها ببرود ليقول بصوته الهادئ " أنا جائع أحضروا لي أي شيء يتناوله البشر " اومأت له عِدة مرات بسرعة ثم خرجت من الغُرفة حتى تلبي طلبه ليحوّل نظره إلى النافذة متأملًا النُجوم و هو ينتظر الطعام .أمريكا (نيويورك)
يُجهز حقائبه و هو يشعر بالفرح و الحُزن في آن واحد لأنه لا يريد مفارقة مُعلمه والذي بمثابة العائلة بالنسبة له فإنه سيشعر بالفراغ لعدم امتلاكه لأي رفيق أو شخص ما عدى ذلك العجوز جيرمن فقد كان لا يملك أي أحد سواه ، رَسَمَ ابتسامةً مُتفائلة على وجهه و قال محفزًا لذاته " لا بأس فرانس أنت أقوى مِن ذلك سأحقق حلمي و لن أودعه للأبد بالتأكيد سأزوره كل فترة " فـتنهد بحُزن و أكمل بـ " حقًا سوف أشتاق لك سيّد جيرمن اللطيف " حزم باقي مُستلزماته ليجلس على الكرسي بتعب ثم بعد مدّة ليست بطويلة استقام واقفًا و ذهب حتى يتناول شيئًا و ينام فـغدًا لديه يومٌ حافل .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .