اغتاظت منهم و شعرت بالغيرة تجاههم فقال إيثان حتى يغضبها أكثر " إذًا إلياس أيمكنك إكمال ما كننا نتحدث بشأنه " ليستوعب إلياس ما الذي يحاول إيثان فعله و ما يرمي إليه متبادلان تلك النظرات المريبة و هم يكبحان ضحكاتهم فضربت جوليا الأرض بقدمها بكل حنق متناسيةً وضعها لتتذكر الأمر حينما شعرت بمرارة الألم الحاد الذي اجتاحها ثم قالت وهي تصرخ متأوةً " اوتشش تبًا هذا مؤلم " كادت أن تفقد توازنها و لكنها اتكأت على الحائط بتعب بينما هم قد هموا بالركض نحوها بقلق حينما استوعبوا بأنها أذت نفسها ليمسك بها إيثان قائلًا " هل تأذيتي أتستطيعين المشي أم أحملك " فقال إلياس بتوتر و هو يمسك بها من الجانب الآخر " دعني أحملها جوليا هل تؤلمك قدمك كثيرًا " بقيت جامدة بوسطهما و ملامح الغيظ قد استولت عليها لتصرخ بغضب و هي تبعدهم عنها " دعوني و شأني " نظرا لبعضهما بصدمةٍ أثر غضبها أما هي فقد بدأت بالمشي ببطئ و هي تتكئ على الحائط و تعرج بقدمها ليلحقوا بها و هم يحاولون مساعدتها و إيقافها عن العناد لكنهم لم يجدوا أي إستجابةٍ منها غير التجاهل و أثناء تجاهلها لهم رأت إحدى الممرضات تمشي أمامها لتقول لها بتهذيب " هل يمكنك مساعدتي للوصول إلى غرفتي " فجاءت إليها الممرضة ملبيةً طلبها و هي ترمق الاثنين بسخط قائلةً " ألم تلحظا بأنها تعاني لما لا تساعدان الطفلة سحقًا لشباب هذا الجيل " أخذت جوليا و ساعدتها بالمشي نحو غرفتها و هي تسألها بعناية " أين غرفتك عزيزتي " لتجيبها جوليا برقم الغرفة حتى تدلها على الطريق ثم إلتفتت نحوهما دون أن تنتبه الممرضة لها و أخرجت لسانها بصبيانية حتى تغيظهما و هي تبتسم بـشَرّ أما عن الاثنين فهما بقيا يحدقان بالممرضة و جوليا بصدمة ليقول إيثان رافعًا حاجبية " يا إلهي انظر لوجهها إنها تبتسم بخبث تعتقد بأنها قد انتقمت مننا الآن و انتصرت يا لها من طفلة " ثم استوعب حديث تلك الممرضة و قال بتسائل وهو يشير إلى نفسه " مهلًا هل أنا أعتبر من شباب هذا الجيل و أنا سأدخل الثلاثون بعد ثلاث سنوات " ليتحدث إلياس بانزعاج " هل نظرت إلينا تلك الممرضة المتغطرسة بسخط سأقتلع عينيها " فقال إيثان بحنق و تفاجؤ " مهلًا سحقًا لها إنني أكبر منها !! " ضحك إلياس و قال بضحكة مكبوته " و لكن شكلك لا يوحي بذلك يا صديقي " ليغتاظ منه قائلًا بصراخ " لست صديقك أيها الطفل ضع فرق العمر بيننا بالحسبان " فـنظر إلياس له بصدمة ثم قال و هو يجاهد لكبت ضحكته " إذًا أتريد أن أناديك بـسيد عملاق " غضب إيثان و ضربه على رأسه وهو يقول بنظراتٍ مرعبة " توقف عن نطق هذا اللقب البغيض و إلا سأقتلك و من ثم إنه فقط مناسب لجوليا لأنها بهذا الطول " أشر إلى مكان معدته و أكمل حديثه " بينما أنت برغم سنك و فارق العمر بيننا إلا أنك لست بالقصير و مقارب لطولي لذا لا ينفع بأن تقول لي ذلك " ليضحك إلياس على غضبه ثم قال و هو يرفع كتفيه بعدم اكتراث " حسنًا لا يهم أنا ذاهبٌ لتلك الطفلة العابثة وداعًا " ليقول إيثان " مهلًا انتظرني أنا سوف آتي أيضًا " إلتفت إلياس نحو إيثان و قال بتمرد " سيد عملاق " فـهرب منه ركضًا نحو غرفة جوليا و هو يضحك ليلحق به إيثان أثناء صراخه بـ " انتظر حتى أقبض عليك أيها الطفل " بدأ باللحاق به و حينما كاد أن يدخل إلياس الغرفة توقف بشكلٍ فجائي ليصطدم به إيثان من الخلف بينما هو قد تجمد من الصدمة و لم يحرك ساكنًا أما جوليا فقد توسعت حدقتيها حينما رأته أمام الباب و اضطربت بتوتر وهي تحاول بأن تجعله يرحل بسرعة قبل أن تلاحظة السيّدة نيكول و كان إيثان سيتكلم مستنكرًا عن سبب وقوفه و عدم دخوله لكن قبل أن ينبس بشيء وضع إلياس إصبعه على فمه ليسكته و من ثم سحبه للخلف مبتعدين عن الغرفة عدة خطوات و هو يدفن وجهه بصدر إيثان قائلًا " سحقًا إيثان ساعدني " فأمسك به و هو يحاول أبعاده بصدمة " ما بك ما الأمر" و لكنه بقي ملتصقًا به ليغطي نفسه و قال " يجب أن نبتعد من هذه الغرفة الآن بسرعة و إلا سنقع بورطة " لم يفهم إيثان سبب قلقه و حالته المفاجئة و لكنه تعاون معه و أخذه إلى مكتبه بسرعة دون أن يلاحظه أحد و حينما دخلا سقط إلياس على الأرض متمددًا و هو يتنفس براحة قائلًا " وااهه يا إلهي كاد أن يتوقف قلبي " لينتبه إلى إيثان الذي يحدق به منتظرًا بأن يفسر الوضع له " فنهض بتثاقل ثم قال " تلك السيّدة والدة جوليا قد جاءت لا أعلم كيف علمت بذلك لقد مرت ساعتان فقط كيف أحست برحيلنا سحقًا لتلك المرأة " جلس على الكرسي و هو يحاول التفكير بحلٍ ما بينما إيثان لم يفهم ما المشكلة إلى الآن فسأله باستغراب " إذًا ماذا ؟ لما أخفيت وجهك هذا ما أريد معرفة سببه " تنهد هو بيأس و رَدَّ عليه أثناء رفع أصبعه نحو حدقتيه " ألا ترى بأن عيني زرقاء هل أنت أعمى ألا يمكنك التفريق بين الألوان " ليقول إيثان و هو حائر " وما الأمر بلون عينيك لقد خلقت هكذا هل تتباهى بها مرةً أخرى أم ماذا " فتح إلياس فمه بصدمة و هو ينظر لإيثان بكل جدية ثم قال وهو يحاول التحكم بأعصابه " بت أشك باحْتِماليَّة وجود عقل ما داخل رأسك هذا " ما زال إيثان يحملق به ببلاهه لينزعج إلياس بشدة لعدم استيعابه و انفجر بوجهه قائلًا بـ " سحقًا لك يا عديم الاستيعاب أنا لا ارتدي عدسات ألا ترى عيناي زرقاء و ليست خضراء و من المفترض بأن تكون خضراء لكنني لم ارتديها لأنه كان ليلًا و أسرعنا إلى هنا و أذا رأتني تلك المرأة هكذا سينكشف أمرنا و أنا لم احضر العدسات هنا و بالتأكيد هي تعلم بوجودي و بأنني هنا مع جوليا لذا لا استطيع مقابلتها هكذا و لا أعلم ما الذي يجب علي فعله الآن هل فهمت " زفر الهواء ليتنفس بعدما قال كل هذا الكلام بسرعة و دفعةً واحدة .
فرنسا ( لانيون )
" سأكون بخير ... لا تقلق أيها الطفل " حينما سمع أدريان تلك الجملة عرف بأنه المقصود و عيناه قد خانته بهذه اللحظة حيث أنها قد بدأت تنهمر دموعًا ليضع يده على عينيه و هو يزفر الهواء بارتجاف أما سيون فقد كانت تشعر بالعجز و تحاول التفكير بخطة معينه و قبل أن تنطق بأي حرف قال لها أدريان بقلق مفرط و هو يحدق بها محملقًا بجدية تامة " سيون لا يجب عليك إخبار الشرطة أبدًا و مهما حصل لا تفعلي ذلك أفهمتي ؟ " لتستنكر حديثه قائلة بانفعال " لما ! فرانس سيكون بخطر هل أنت جاد " فقال لها بصوتٍ عال ٍوهو يكاد بأن يفقد صوابه " سوف يكون بخطرٍ أكبر إن أعلمنا الشرطة أنت لا تعرفينهم إنهم مؤسسة خرجت من قعر الجحيم مليئة بشياطين الإنس " خافت من ردة فعله و قلقه المفاجئ لتسأله بريبة " ما الأمر هل تعرفهم ؟ " ليصمت بتفكير ثم قال فجأةً بعدما استوعب الأمر " سيون سأذهب للمشفى لأتحدث مع شخص من الممكن بأن يساعدنا أما أنتِ فهل يمكنك حجز تذكرةٍ لي إلى سويسرا رجاءً " فشعرت بالحنق و قالت بملامح غاضبة " و ماذا عني !! " جفل من ردة فعلها قائلًا بصدمة " ماذا ؟ أتريدين الذهاب معي " لتنظر له بغيظ ثم نطقت بانزعاج " بالطبع سأذهب " ثم نظر لها بهدوء و أمسك بكتفيها ليقول " سيون إنها لمخاطرة كبيرة حقًا و.. " قاطعته بـ " أعلم ذلك و لا اهتم لذلك سأذهب فأنا لن أجلس مكتوفة الأيدي بينما فرانس يعاني هناك سألقنهم درسًا لن ينسوه و سأبرحهم ضربًا ولا تحاول مناقشتي و إقناعي بالجلوس هنا لأنني سألحق بك مهما حدث " فابتسم على ردة فعلها الهجومية رافعًا يديه باستسلام وهو يقول " أنا استسلم حقًا استسلم هيا احجزي لنا التذاكر و أنا سأذهب للمشفى و من ثم سوف أعود " لتبتسم هي الأخرى بنصر مجيبةً إياه بـ " حسنًا " .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .