{28}

1.7K 159 9
                                    

[في المرة السابقة]

عندما فقدت جوليا وعيها :
أخذ جهاز فحص نبضات القلب بِسرعة و بقلق ليلبسه إصْبَع جوليا قائلًا للممرضة " راقبي نبضها إن كان فوق الطبيعي أو تحت أبلغيني " ثم جلب بعضًا من الإبر فقال لها متسائلًا " هل هذا المسكن NSAIDs ؟ " و بعدما أَجابَته بنعم و تأكده بأنه هو بالتحديد حقنه لجوليا بينما هي تتنفس باِضطِراب و تهذي بصوتٍ خافت "ل..لا  تتركني وحيدة أدريان " تتأوه بألم قاطبةً حاجبيها و هي بحالة هذيان تام لتبدأ بعضًا من ذكريات طفولتها بالتسرب من ذلك الصندوق القابع في تلك البقعة المظلمة بعقلها فـهمس مطمئنًا لها " لا تخافي سيبتعد الألم عنك الآن " أصبح يطبطب عليها و يمسح على رأسها قائلًا بصوتٍ هادئ " اهدئي أنتِ لست لوحدك جوليا نحن هنا بجوارك " بدأت تذرف الدموع بشكلٍ هستيري و صوتها يعلو شيئًا فشيئًا إلى أن وصل لدرجة الصراخ الحاد ، بالكاد تستطيع التنفس و هي تبكي مغمضة العينين لا تعي ما تفعله و ما يحدث الآن هي فقط تذرف ما تبقى لها من ألمٍ كبتته طوال طفولتها القاهرة " سيذهب الآن الألم سيرحل الآن ثقي بي فقط تنفسي بعمق و اِنْتِظام" اقترب منها محاولًا إحاطتها بالأمان قائلًا " أنا هنا اهدئي جوليا استرخي " قالت الممرضة بقلق " لما لا تعطيها مهدئًا !! " فـرَدَّ عليها منزعجًا وهو ممسك بجوليا ليثبتها حتى لا تؤذي نفسها " لقد وعدتها بأن لا أعطيها أية مهدئات و لن أفعل ذلك دون علمها " أوقف حركتها بيديه بينما هي تتحرك بشكلٍ عشوائي و ملامح الاضظراب واضحةً على محياها فأصبحت تلهث بنفسٍ متقطع و صدرها يعلو و يهبط بإرهاقٍ شديد ليسأل إيثان الممرضة قائلًا " ما نبضها الآن ؟ " أجابته الممرضة بخوف " سيدي إنه يرتفع بشكلٍ مخيف وغير منطقي "  ليعض شفتيه بتوتر و هو يفكر هامسًا لنفسه " يبدو بأنها غارقة في بئرٍ من الرعب النفسي مسببًا لها الهلع "  ، تِلك الذكريات العنيفة أثناء طفولتها و انفِصالها المفاجئ عن أخيها و طريقة حياتها التعيسة مع والدتها نيكول فـحدق إيثان بالأرض غارقًا بتفكيره و هو يثبت أيدي جوليا لتيقظه الممرضة قائلة بضعف حيلة " سيدي ! ما الذي تنتظره أعلمني ماذا أفعل " لينظر لها بهدوء ناطقًا بوهن " انتظري " اقترب من جوليا و صرخ بأسمها محاولًا إيقاظها من بركة الوحل السوداء تلك التي تجرها أكثر فأكثر لتغرقها برطنٍ من الألم و العذاب النفسي ليحَرِّكها بهزاتٍ خفيفة حتى يرجعها لوعيها و بعد عدة دقائق توقفت عن تلك الحركات العشوائية فهَجَعَت مكانها دون حراك ساكنة لعدة ثوانٍ بنفسٍ مضطرب و عَمَّ الهدوء أرجاء الغرفة ليتحدث إيثان ناطقًا بارتياب " جوليا ؟ "

ملاحظة :
*NSAIDs* هي أدوية ذات مفعول مسكن و خافض للحرارة في الجرعات العادية وتكون لها تأثيرات مضادة للالتهاب في الجرعات العالية و تستخدم للحمى أو الاتهاب و الألم

فرنسا ( لانيون)

" هيي لا تكن حساسًا لتلك الدرجة ! إنني فعلًا أريد مساعدتك بحق  " تذمر فرانس باستياء ليرد عليه أدريان بجدية " لماذا تريد مساعدتي ؟ " فابتسم فرانس و قال " أنا فقط أريد فعل ذلك هذا كل ما في الأمر " ضحك أدريان بسخرية قائلًا " هل أنت ساذج ؟ بالتأكيد هناك سبب و إلا لن تقحم نفسك بكل هذا و أيضًا أنصحك بعدم التدخل أكثر حتى لا تقع بمتاعبٍ كبيرة أنت لا تدري عنها و في غِنًى عنها " ليستنكر فرانس كلامه و هو يقول بملامحٍ منزعجة " أنا حقًا اعني ذلك ! ليس لدي أية أسباب و لكن القدر جعلنا نلتقي لذلك عزمت على مساعدتك من أول يومٍ لنا " أَحَسَّ أدريان بالصدمة و صَمَتَ مذهولًا ليتسائل بداخله " هل هو أحمق ؟ هل بالفعل ليست لدية أية أسباب أو أي دوافع خفية هذا غير منطقي ! " تسائل أدريان بعدم استيعاب غير مصدقٍ لنقاوة فرانس فهو موقن بأن الجميع لا يفعلون معروفًا إلا بمقابل خصوصًا بعد موت والدته و التي يعتبرها أنقى شخص دُمِر بواسطة بضع قمامةٍ بشرية فازْدَرَدَ ريقه بوهن ليقول بنبرة حادة و كلماتٍ مهزوزة  " حسنًا أقبل مساعدتك لي بالخروج و لكن ما المقابل الذي تريده " لاحظ فرانس اضطراب أدريان لعدم فهمه لشخصية فرانس الطيبة و مبادراته اللطيفة فهو مُشبع بالكراهية و العدوانية بسبب ما عاشه من عنف و ألم أثناء طفولته لذا انعدمت ثقته بالجميع و أصبح يستنكر اللطف الغير مبرر أو الذي لا يجد تفسيرًا له !! فبنظره كل جميل له مراد بالنهاية و ليس بدافع الحب أو اللطف ، حينما اسْتوعَب فرانس مشكلته و فهم العقدة التي يعاني منها ارْتجَل بحديثه و قال بنبرة جدية " حسنًا استمع إلي سأساعدك بالخروج و لكن ستكون بيننا عدة شروط " فـهدَأ أدريان قليلًا ليعود لطبيعته بشكلٍ تدريجي قائلًا لنفسه بنَصْر " كنت واثقًا بأنه سيطلب شيئًا " ليتنهد فرانس بداخله مخاطبًا ذاته " آهه تبًا كنت أود بأن تصبح علاقتنا جيدة و لكن حالته لن تسمح له بأن يستوعب و سيجن لكثرة تفكيره بسبب أفعالي الغير مبررة بنظره " نظر أدريان إليه بتركيز ليتكلم فرانس قائلًا تلك الشروط " أولًا سأخبرك بحالتك و ما تعانيه و ما الذي تحتاجه من أدوية و عقاقير لتتعالج من تلك المشكلات ثانيًا ستعيش معي بنفس المنزل الخاص بي أو الشقة سَمِّها كما شئت حتى أ.. " قاطعه أدريان بإستنفار قائلًا " ما الذي تخال نفسك فاعله إنك فقط تحبسني بمكانٍ مختلف!! " لينظر فرانس نحوه بغيظ متحدثًا بانزعاج " دعني أكمل حديثي أولًا " فـصمت أدريان منتظرًا ليرى ما عند فرانس و أكمل الآخر حديثه " سوف تعيش معي بفترة علاجك فقط حتى أشرف عليك و مدى تحسنك لأنك بالفعل تحتاج طبيبًا و لكنهم قد بالغوا و ظلموك بوضعك هنا بهذا القسم إنه تقريبًا للمختلين عقليًا و الذين لا يستطيعون التحاور حتى مع الأناس " أكمل كلامه مطمئنًا إياه حتى يكسب ثقته و يحسسه بالأمان " بينما أنت فقط تواجه بضعًا من المشاكل العادية و التي يمكن لأي إنسان بأن يعاني منها لذا سأخرجك على مسؤوليتي و سوف تسكن معي اتفقنا ؟ "

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن