{75}

1.2K 115 20
                                    


أشر نحو إلياس و جوليا المصدومان هما بدورهما ليستنكر إيثان ما قاله فرانس وهو واقف بجانب جوليا و يتفحصها إن تأذت أم لا فقال إيثان لجوليا باستغراب " جوليا أهو حقًا أخاك " استغرب أدريان الأمر و جذب مسمعه ذلك الاسم الذي ميزة من بين الجميع لينظر نحو الاتجاه الذي يؤشر عليه فرانس محدقًا بتساؤل و لكنه حالما رأى ذلك الوجه البريئ بملامحه المنذهله أثر صدمتها وهي ترمش ببطئ بنظراتها الغير واعية توسعت حدقتيه مصعوقًا بما يراه أمامه و غير واثق إن كان وهمًا أم حقيقة أما هي فقد كانت تحدق به دون أن تزيح عينيها عنه بصمت و بنظراتٍ تصرخ ألمًا لما عانته من أحداثٍ قاهرة قد أثقلت كاهلها بوزنها الخانق ، نظرات لومٍ و عتاب تشتعل شوقًا و حزنًا لفراقه الذي دام عقدًا كاملًا لكنها رغم طول هذه المدة تمسكت بوعده منتظرةً إياه طوال تلك السنين فعاتبته بنظراتها الولهانة لوجهه الذي كانت دائمًا ما ترسمه بتوق و حب في خيالاتها متصورةً كيف سيكون شكله بعد كل هذه المدة لشدة رغبتها برؤية مرةً أخرى فـمَرَّ شريط حياتها مستذكرةً كل ما نسته و فقدته بذلك الركن المظلم في العشر السنوات الماضية بأكملها قد استبصر برؤيتها له أمامها محدقةً به بملامحٍ عابسة و استوطن الشجن عينيها الارجوانية لتهمس بشفاة مرتجفة و هي تذرف الدموع قائلةً بنَفَسٍ متزعزع بعدما تقدم أدريان ببطئ ناحيتها " أنا حقًا عانيت بشدة لقد أُزهقت روحٌ أحبها أمام عيني و تلقيت عدة صفعاتٍ من الحياة حتى أشتعلت وجنتي احمرارًا لقد فعلت اسوأ شيء يفعله المرء بنفسه و هو القفز لحافة الهلاك بلحظة يأسٍ  و لل..لق... " لم تقدر على إكمال كلامها فقد تجمعت غصة تعب كل هذه السنين دفعةً واحدة و في آن واحد محاصرًا إياها ليشتد الخناق عليها ثم انفجرت شارعةً بالبكاء حينما أوقنت بأن ذلك الوجه الذي دائمًا ما تحلم برؤيته قد أصبح واقعًا هذه المرة فوضعت يديها المرتجفتين على وجهها لتغطيه مستسلمةً للنحيب أما هو فلم يستطع تحمل ذلك أكثر ليسحبها إليه محوطًا ذراعيه حولها و محتضنها بكل قوته و كأنه خائف من اختفائها بأية لحظة و هو يعض شفته بألم و قهر على بكائها الذي قد فطر قلبه و حطمه قائلًا بنبرةٍ ضعيفة بينما عينية قد اغرورقت بالدموع " آسف أنا حقًا آسف لإنتظارك الطويل " أما من جانب سيون و إلياس فـإن هذه لقصة أخرى بِجَوٍّ مختلف و كأنك ترا ذاتك بالمرآة و ليس شخصًا آخر فحينما إلتقت أعينهما الزرقاء و السوداء اكتملت تلك الصورة الجمالية لزرقة البحيرة وسط عتمة السماء اللامعة بالنجوم في منتصف الليل ، اقترب الاثنين نحو بعضهما البعض ببطئ و بمشاعرٍ مختلطة و غير مفهومة لترفع وجهها محدقةً به بغرابة و هي تقول " هل أنت إلياس الذي حاول حمايتي من نزاعات والدينا العنيفة ؟ " بينما إيثان قد فغر فاهه بصدمة حالما رأى وجهها بوضوح ليقول لذاته غير مستوعبٍ الشبة " سحقًا كيف لم ألحظ هذه الملامح الواضحة إنه إلياس بشعرٍ مستعار " ليجيبها إلياس بابتسامةٍ مطمئنة " أنا إلياس الجبان الذي كان يتظاهر بالقوة أثناء طفولتنا حتى يحميك من أذى والدينا و لكن بنهاية المطاف يهرع كلانا نحو أحضان السيّدة أوليفيا خائفين " فابتسمت بسعادة و الدمع يفيض من عينيها ليمد إلياس يده نحو وجهها بتردد ثم مسح دموعها قائلًا " كم تمنيت بأن أراكِ بعد فراقنا المرير ذاك " أمسك بوجهها محتضنًا إياه بكفيه و أكمل حديثه بنظراتٍ مُحبه " متسائلًا بفضول هل ستتغير ملامحك أم ستبقى مشابهة لي و لكن أخيرًا وجدت الجواب و وجدتك " و عندما أجتمعوا الأخوة جميعًا و تم لم الشمل كان فرانس يراقبهم بفخر و سعادة عظمى مبتسمًا بفرح لفرحتهم و متناسيًا ألم إصاباته كالأب الحنون الذي يتأمل أطفاله بحب ليأتي إيثان ناحيته و هو يحدق به ثم قال باستياء متفصحًا جسد فرانس " وااهه يا رجل إصاباتك ليست بالشيء الهين و أنت هنا تبتسم كالأحمق يا لك من مهمل " فسأله فرانس ببراءة و هو يحملق به " همم هل أنت طبيب ؟ " ليومئ له بإيجاب قائلًا و هو يمد يده للمصافحة " أجل أنا الطبيب إيثان بقسم الجراحة العامة " ابتسم فرانس بلطف و رفع يده مصافحًا إياه و هو يقول " تشرفت بمعرفتك دكتور إيثان ، أنا الطبيب فرانس بقسم الطب النفسي " فاندهش إيثان حينما علم بأنه أيضًا طبيب و قال " رائع يبدوا بأننا سوف ننسجم معًا بشكل جيد " ثم تحدث ناطقًا بقلق " يجب أن نسعفك بسرعة فأنت لن تصمد أكثر بهذا الوضع خصوصًا بأن لديك جروحًا تحتاج لتطهير قبل أن تتفاقم و تتلوث فهي مكشوفة و أيضًا " أمسك بساقة ليتأوه فرانس متألمًا " ساقك مكسورة حتمًا يجب أن نذهب الآن " و لكن قطع حديثهم صوت عدة رجال قادمين ناحيتهم و هم يسلطون الضوء عليهم " ها هم لقد وجدناهم توقفوا عندكم " صدم الجميع ليتحركوا بسرعة و كان إيثان يقوم بمساعدة فرانس في المشي مبتعدين قليلًا حتى يحتموا خلف الأشجار الكبيرة من خطر أولئك المجرمين فقال أدريان إلى سيون و جوليا " أبقيا بجانب فرانس هنا و البقية فل نحاول تشتيتهم أو مقاتلتهم أيًا كان حتى تصل الشرطة " لتقول سيون بانفعال " لن أبقى مكتوفة الأيدي هؤلاء هم السفلة الذين أذوا فرانس و من ثم هل نسيت بأنني جيدةٌ بالقتال " أمسك فرانس بيديها و هو ينهض مرتكزًا على جذع الشجرة قائلًا " لا تفعلي ذلك سيون أخشى بأن تتأذي إنهم خطرين " فحملق بأدريان و قال " فل يجلسن الفتيات هنا لكن أنا لست بذلك الضعف قدمي فقط المكسورة أستطيع القتال بيدي لا تستخف بي " لترفض سيون ذلك كليًا بغضب " إنك مصاب بشدة ارجوك دعني أذهب مع البقية و أبقى أنت هنا " فقال لها بملامحٍ منزعجة " لن أبقى إلا إن بقيتي هنا أيضًا " ثم جلست مرغمةً على ذلك معه و مع جوليا التي تكاد تموت من القلق على أولئك الثلاثة الذين يقاتلون و فجأة باغتهم شخصًا من الخلف و جاء مقتربًا بخبث نحو جوليا و هو يقول " لو علم السيّد بأنك هربتي سيقتلك أيتها الطفلة " ليتقدم ناحيتهم و معه سكينًا فنظر كلا من فرانس و سيون نحو بعضهما البعض بنظراتٍ لا يفهمها أحد سواهما ثم صرخ فرانس بـ " الآن " لتطيح سيون بالرجل أرضًا بعدما عرقلت إحدى قدميه و هجم عليه فرانس بعدما سقط بلكماتٍ متتالية و أمسك بيديه الاثنتين ثم لواهما للخلف لتسقط السكينة من يديه بعدما أفلتها صارخًا بألم و بينما فرانس منشغل بهذا الرجل ظهر شخص آخر فجأةً من العدم خلف سيون بالتحديد و هو يصوب عليها بسلاح ما ليصرخ فرانس برعب " سيييييوون " صوت دوي تلك الطلقة قد مر على مسمع الجميع و هي مندفعةٌ نحوها فاخترقت ذلك الجسد مضحيًا بروحه لأجل من يحب بعدما هرع إليها بسرعة و احتضنها بقلق مستعملًا جسدة كـ درعٍ بشري أما هي فقد أغمضت عينيها برعب حينما أطلق النار عليها متجمدةً بخوف و لكنها فتحت عينيها على مصرعيها عندما أحست بشخصٍ ما يعانقها بقوة لتجده مصابًا بدل أن تكون هي المصابة و قد حفرت تلك الرصاصة المعدنية بصدره بدًلا عنها فشهقت مرتجفةً بصدمة و كأن الرصاصة قد آلمتها هي أيضًا بينما لسانها المنعقد أبى الحديث غير قادرة على النطق أثر شدة وقع الموقف عليها ثم بدأ إحكام عناقه لها يقل شيئًا فشيئًا حتى ارتخى كليًا أثناء مشاهدته لملامحها و هي في حالة ذهول غير واعية بما يجري من حولها فقد ضلل سمعها و لم تكن منتبهه لما يجري من حولها أو حتى مستوعبه ، في تلك اللحظة تحديدًا شعرت بأن كل ذلك مجرد كابوس مريع و سيختفي حالما تستيقظ لتفتح فمها محاولةً التحدث بشفاةٍ مرتجفة و بالكاد نطقت اسمه و هي تحدق به بعينيها التي قد أمطرت دموعًا بغزارةٍ مستمرة " ءء إ..إلل..ياا..س " إلتفت الجميع بهلع نحو مصدر الصوت بعدما سكنوا ليروا ذلك المنظر المفجع محملقين به و هم مصعوقين فـصرخ إيثان بقهر صرخةً قد هزت الغابة بأكملها " إلييييييااااااس " لينظر إلياس إليه من بعيد مبتسمًا بوجهه و هو يرفع إبهامه بصعوبة تامه بمعنى " لا بأس " و من ثم ابتسم بوجه سيون التي على وشك الإنهيار التام و هو يقول بصوتٍ متقطع " إن..نني سس..سعيد بب..بذلك ف..فقد حميتك و أخيرًا كأخٍ جيّد " فاحتضنته بكل قوتها وهي تدفن وجهها بصدره قائلًة بنَفَسٍ مضطرب و سريع " توقف عن قول هذا الهراء سوف تكون على ما يرام لن يحصل لك شيئًا حتمًا ستغدو بخير " ليقبِّل وجنتها و هو بالكاد يقف مستندًا بجسده المصاب عليها ثم قال بصوتٍ خافت " هذه هي القبلة التي وعدتك بها أثناء طفولتنا آسف لتأخري " استذكرت تلك الذكرى أثناء طفولتهما حيث أنها كانت قبلًا تحب أن يوقظها إلياس بقبلةٍ على وجنتها و في ليلة افتراقهما قال لها " سيون إن نمتي مبكرًا بشكل جيد سأعطيك قبلةً في الصباح كـ مكافئة " لتقول هي بحماس " حقًا !! عدني بذلك و من ثم سوف أنام فورًا " فوعدها بذلك و نامت هي ببراءة متشوقةً للغد لكنها استيقظت على فاجعة فراقه حينما أخذه والدها بعيدًا عنها ، إنهار على ركبتيه لتقع هي معه أيضًا ممسكةً به بإحكام ثم وضعت رأسه على حضنها قائلةً بهلع وهي لا ترى جيدًا بسبب كثرة تجمع دموعها الغير متوقفة " توقف عن التكلم لا تنطق بشيء " فصرخت للآخرين بإِبْتِئَاس " سحقًا اتصلوا بالإسعاف " ليخرج فرانس هاتف إلياس من جيبه بسرعة وهو يقول بقلق أثناء ضغطه على الأرقام " حاول التنفس ببطئ ولا تتحدث و تزيد الوضع سوءًا " اتصل على الإسعاف بتوتر و أخبرهم بأن يأتوا فورًا ثم خلع قميصه بسرعة و وضعه على جرح إلياس قائلًا لسيون " اضغطي على الجرح جيدًا حتى لا يفقد الكثير من الدماء " أما جوليا فكانت تنظر لهما من الخلف بحالة صدمة غير قادرة على الاقتراب و النظر لحالته و هي تبكي برعب فقد تذكرت حادثة فيوليت بكل تفاصيلها و كأنها تحصل مرة أخرى لكن بشخصٍ آخر فغيَّرَ ذلك الرجل اتجاه المسدس فجأةً ناحية فرانس مصوبًا عليه و مقررًا ضحيته التالية لتصرخ جوليا بـإِرْتِيَاع وهي تغلق أذنيها برعب " أدرييياان " إنتبه أدريان لذلك الرجل بعدما لاحظ بأي جهة تنظر لها جوليا ليهجم عليه بحقد محاولًا إيقافه و بنصف ثانية إطلاقه للنار حاول أدريان رفع المسدس للأعلى لكنه قد أطلق الرصاصة مسبقًا قبل أن يأتي و يرفعه للسماء ليتسمر أدريان برعب و انقبض قلبه بشدة خائفًا من النظر لوراءه فأخذ منه المسدس و ألقاه على الأرض بعيدًا عنه ثم طرحه أرضًا و إلتفت بقلق نحوهم ليرى بأن فرانس قد أصيب بكتفه محدقًا به بجزع ثم قال له فرانس حتى يخفف هلعه " أنا بخير لا تخف إنها طفيفة بالكاد قد خدشت كتفي " فنظر أدريان نحو ذلك الرجل تحته قائلًا بـغِلّ " أتجرؤ على أذيته أيها الحثالة تحسب أن أرواح البشر بين يديك " بدأ بضربه بكل عنف مفرغًا كل غضبه و قهره عليه حتى أصبح مخدرًا لشدة الألم و لا يقوى على النهوض أو حتى تحريك أُنْمُلة منه فاستقام أدريان بوقفته ذاهبًا نحو جوليا التي تبكي بشكلٍ مستمر حتى أوشك نَفَسَها على الانقطاع حيث أن الحادثتين قد تداخلتا ببعضهما لتحدثا انفجارًا أما سيون فهي تبكي بصمت متأملةً وجه شقيقها بألم أثناء إمساكها بقميص فرانس الذي قد تشرب الدماء بأكملها و أصبح أحمر اللون ليتحدث إلياس بابتسامةٍ مطمئنة و هو يحدق بعينيه السماوية نحوها بوجهٍ منير" سيون " همهمت مجيبةً إياه فـرفع إحدى يديه و هو يحاول إخراج شيء ما من جيبه لتقول بقلق مفرط و أعصابٍ منهاره " توقف عن التحرك أيها المستهتر إن كنت لا تهتم بنفسك فاهتم بي أنا على الأقل اهتم لقلبي الذي يعتصر ألمًا و يحتضر هنا " ليعبس إلياس مقوسًا شفتيه بحزن أثناء مقاومته لدموعه التي تحاول الخروج من مقلتيه و هو يحفظ تفاصيل أخته بعينيه بكل دقة بينما فرانس كان يبعد أي شخص يقترب منهما و يبرحه ضربًا رغم إصاباته البليغة و نزيف كتفه إلا أنه يقاتل بكل قوته مكافحًا بإصرار و من ثم حينما إنتهى من قتالهم جاء عند سيون و أمسك بها من كتفيها محاولًا تهدئتها و هو يطبطب بخفة عليها ليقول بهدوء " سيون تمالكي نفسك " ثم بدأ بفحص إلياس بملامحٍ مستاءة هامسًا لذاته بـ " هذا لا يبشر بالخير" فأبعد يدي سيون عنه و أخذ مكانها محدقًا بيديها المغطاة بالدماء وهي ترتجف بقوه ليمسك بكلتا يديها ضاغطًا عليها بلطف حتى يهدئ من روعها و لاحظ إلياس اهتمام فرانس بأخته ليقول بخفوت " هذا رائع اسطتيع تركها و أنا بكامل اطمئناني لكن لا تجرؤ على احزانها أو تجعلها تبكي عدني بذلك " ابتسم فرانس له وهو يحاول كبح بكائه ليومئ له بإيجاب قائلاً له " سأفعل ذلك دون شك " فقالت سيون ببكاء و هي تشهق بخوف " توقف عن قول التفاهات أيها الأحمق لا تفعل ذلك بي لتو وجدتك .. لما حصل ذلك لنا لل.. لمااااااذاا " انتحبت بانهيار و أعصابها قد تلفت بالكامل لتهمس بصوتٍ مبحوح أثر صراخها و نواحها المستمر " يا لحظنا العاثر " ليسعل إلياس بقوة بَاصِقًا الدماء من فمه و هو بالكاد يستطيع التنفس فصرخت هي بذعر حينما رأته يسعل دمًا " أين الاسعاف بربكم أين أولئك الحمقى لما لم يأتوا " احتضنت وجهه بكفيها و هي تبكي لتقبل وجنته قائلةً بصوتٍ متقطع " ارجوك اصمد قليلًا ارجوك يا إلهي لا تدعه يتركني " نظر إليها وهو يرمش ببطئ بعدما رفعت رأسها ليقول بصوته الدافئ ذو النبرة الحنونه " سيون اقتربي قليلًا " قرَّبت وجهها نحوه بملامحٍ قد جسدت الألم بحد ذاته بعينيها الملتهبتين و أنفها المحمر لشدة بكائها ثم رفع كلتا يديه بصعوبه و حوط كفيه نحو رقبتها ملبسًا إياها عقدًا فضيًا يحتوي على حجر كريم أسود اللون به حباتٌ زرقاء صغيرة و دقيقة متناثرة عليه بشكلٍ براق و لامع فقال بحب بعدما إنتهى متأملًا منظرها بالعقد " إنه جميل عليك كما تصورت و لا يليق إلا بك " لتعبس بكل يأس و هي تمسك بالعقد قائلةً بعيون دامعه " سأعتز به طوال حياتي " فابتسم بسعادة وهو يقول لها أثناء مسحه لدموعها " لطالما حلمت بهذه اللحظة .. بأن ألبسك هذا العقد الذي اشتريته قبل بضع سنوات لأجلك فحينما رأيته تخيلتك به و لم استطع مقاومة شرائه " تحسس وجهها بأنامله و قال بينما هي بدورها تمسك بكلتا يديها كفه التي تلمس خدها " و متوعدًا بأن أعطيك إياه حينما نتقابل .. لقد أحسست بأنه شيءٌ منا فهو يحتوي على لوني أعيننا لذا أعتبريه فضاء أرواحنا المتحابة ... سيون لطالما تمنيت حمايتك و أنا لست نادم على فعلتي هذه فأنا سعيد بذلك سعيد بحماية شقيقتي التي لم استطع حمايتها طوال تلك السنين مفترقين عن بعضنا البعض " فـحدق بها للمرة الأخيرة ليقول تلك الجملة مودعًا إياها " كوني سعيدة و لا تحزني طويلًا " كانت تتنفس بشكلٍ سريع و مضطرب هلعًا من فكرة فقدانها له بعدما وجدته لتو بينما صدرها يعلو و يهبط بعنف و هي تشهق بنحيب عالٍ حينما شعرت بيده تفلت وجهها مغمضًا عينيه باستسلام و معلنًا موته فصرخت ببكاء و حسرة على خسارتها لنصف روحها و جزءٌ لا يتجزأ منها لتبكي بشكلٍ هستيري و هي تصرخ بألم و قهر" لا تفعل ذلك بي ارجوك لا تفعل ذلك لتو إلتقينا .. نحن حتى لم نتناول وجبةً مع بعضنا البعض منذ سنين لا تمت رجاءً لا تفعل ذلك فأنا لم آخذ كفايتي منك " محتضنةً ذلك الجسد الخالي من الحياة بكل قوتها و هي تنطق بمرارة مستشعرةً عذاب الفقد " ارجوك أنهض أنا ارجوك دعنا نعد للسيّدة أوليفيا و أجعلكما تتقابلان مرةً أخرى " لتنزل رأسها أثناء تنفسها المتقطع و المصحوب ببكاءٍ قد حرق روحها و هي تشعر بالحرقة و غليان جوفها لشدة استيائها فأمسك بها فرانس قائلًا بانكثام " سيون كفي عن ذلك توقفي عن تعذيب نفسك " نهضت بترنح بعدما هجعت فجأةً لتلمح ذلك السلاح ملقًى فأسرعت بأخذه و تقدمت نحو ذلك القاتل المتمدد على الأرض لعدم قدرته على النهوض بسبب إصاباته و وجهت فوهة المسدس نحو رأسه أثناء صراخها بـ " أيها القاتل الحقير لقد حرمتني منه و دمرت فرصتنا للعيش معًا مرة أخرى  ستندم على سلبه مني ستندم على ذلك " ليأتي فرانس مقتربًا منها بتوتر و هو يقول " سيون لا تفعلي ذلك قتله لن يحل شيئًا " نظرت نحو ذلك الرجل بكُرْه و قالت بنَفَسٍ مضطرب " سأنتقم لأخي " كانت ستطلق النار عليه و لكن ظهر فرانس فجأةً بوجهها قائلًا ليوقفها " لن اسمح لك بتلويث يديك على حثالةٍ مثله و لن أجعلك تصبحين قاتله " فـرمت السلاح برهبةٍ و رعب خوفًا من أذيته لأنها كانت على وشك إطلاق النار ليقترب فرانس منها بسرعة وهو يبعد السلاح عنها بركلةٍ مندفعة ثم قال أدريان بجدية " لقد تكفلت به إنه لا يستطيع الحراك الآن لذا اهدئي " أما جوليا فكانت بالقرب من جثة إلياس تنظر إليه بأسى و هي تمسك بيديه أثناء بكائها قائلةً " إلياس إنك متجمدٌ من البرد ارجوك إنهض و سأصنع لك كوبًا من الشاي بالليمون أنا أعدك بذلك فقط استيقظ رجاءً " وضعت رأسها على صدره و هي تأن بوجع لتسمع من الخلف صوت عراكٍ حاد و تنفسٍ سريع بشكلٍ مرهق فإلتفتت للوراء و صعقت حينما رأت إحدى الأعداء فوق إيثان ممسكًا بسكينه و يحاول طعنه بها بينما هو يقاومه بضعف فقد تشتت حينما علم بأن إلياس حصل له مكروهًا و لم يقوى على القتال لتنهض جوليا خشيةً على تأذي إيثان و من ثم أخذت السلاح مصوبةً نحو ذلك الرجل الذي يعتليه بيدين مرتجفة فأطلقت رصاصةً بتهور و هي تطبق جفنيها بخوف ثم انزلق السلاح من بين يديها و اندفعت هي للخلف بقوة أثرالطلقة ليمسك بها أدريان بملامحٍ مصدومة على فعلتها المتسرعة و كلا من فرانس و سيون قد حدقوا بحيرةٍ و قلق نحو ما جرى .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن