{67}

1.1K 117 3
                                    

أخذ بعضًا من الملابس بشكلٍ سريع و وضعها بالحقيبة مع بقية الحاجيات لتقول سيون له " أين جواز سفرك هل أحضرته مع أشيائك " حملق بها بصدمة قائلًا ببراءة " أيجب علينا إحضار هذا الشيء معنا ؟ " صعقت سيون لسؤاله هذا فضحكت بصدمة ظنًا بأنه يمزح و قالت " توقف عن مزاحك الثقيل كدت أن توقف قلبي " ليحدق بها بعدم فهم و من ثم نطق بجدية " أنا لا أمزح و من ثم أنا لا أملك واحدًا " كادت أن تفقد صوابها بعد حديثه الصادم هذا لتقول بانفعال " ما الذي تقصده هل أنت مجنون كيف ستغادر من دولة إلى أخرى دون أي أوراقٍ ثبوتيه أنت تحتاج له لن تستطيع الذهاب دونه اه يا إلهي سأجن و من ثم ألم تسمع تلك العصابة و هم يبحثون عن جواز سفر فرانس حتى يأخذوه معهم " فقال لها بتوتر " أظنني أملك واحدًا و لكن لم ألمسه ولا مرةً واحدة طيلة حياتي إنه بحوزه والدي " لتشعر بالراحة حينما قال ذلك لأنها أعتقدت بأنه شخص ضائع دون أية هويه أو عائلة فقالت بهدوء " إذًا هيا بنا لنذهب لإحضاره أين يقطن والدك ؟ " ابتسم بانكسار و قال " لا يمكنني أخذه منه هذا مستحيل ألا توجد طريقةً أخرى " حدق بها بصمت وهو يفكر بـ " لا يجب علي إخبارها بأن والدي هو من اختطف فرانس لأنه من الممكن بأن تحصل مشاكل نحن في غنى عنها و ربما تتوتر العلاقة بيننا و تفقد الثقة بي أو تتزعزع و من ثم لا نستطيع التعاون معًا بشكلٍ جيد و أيضًا إنها شخص مهم بالنسبة إلى فرانس لذا يجب أن لا أدعها تبتعد عني و علي حمايتها هي كذلك " لتقول له بيأس " أنت حقًا شخص غير طبيعي ألم تستخدمه و لو لمرة واحدة بحياتك ؟ " فأجابها بـ " لقد عشت بمنزل ما بفرنسا ثلاثة عشر عامًا و أكملت بقية العشرة الأخرى بالمشفى لذا نعم لم أستخدمه " شعرت بالإحباط لحديثه و قالت بتفهم " حسنًا لا بأس لنذهب الآن بسرعة قبل أن ينفذ الوقت منا هنالك طريقة واحدة من الممكن بأن تنجح "

سويسرا (فيرناير)

نظر إليه بهدوء و قال " ما الأمر معك اهدأ لما الاستياء " ليقول إيثان له متنهدًا بتعب " إلياس لا استطيع البقاء هادئًا ما دام وضع جوليا هكذا سحقًا لتلك الامرأة إنها ليست أمًا حتى " فقال إلياس له ليطمئنه بنظراتٍ جدية " لا تقلق من الآن فصاعدًا سأكون حريصًا أكثر أنا أعدك بذلك و لكن لا تصبح عصبيًا هكذا و تبدأ بإخافتها فهي تعاني لذا كن معها و لا تزيد من معاناتها ، أعلم بأنك غاضبٌ لشدة قلقك لكن تَفَهَّم وضعها فالجميع لديه أسبابه " ابتسم إيثان له بخفة قائلًا و هو يلعب بشعره " أيها الطفل أظنك تمتاز بالقليل من النضج " ليضحك إلياس بخجل ثم قال متفاخرًا " بالطبع أنا شخصٌ ناضج " نهض إيثان بابتسامةٍ واسعة على لطافته قاصدًا الذهاب بعدما شرب القليل من العصير ليسأله إلياس بـ تأنيب " إلى أين أنت ذاهب " فـرَدَّ عليه بـ " لست مثلك أملك الكثير من الوقت فـأنا مشغول سأذهب للعمل و أنت عد لغرفة جوليا و نم على الأريكة " ذهب إيثان تاركًا إلياس لوحده فانزعج قائلًا " آه تبًا يبدو بأنني سأذهب للنوم " ثم أنهى عصيرة هو الآخر و عاد للغرفة ليدخل بهدوء حتى لا يوقظها و اضطجع على الكنبة بصمت محدقًا بالسقف بتفكير " يا ترى كيف سيكون شكلها حينما كبرت بعد كل تلك السنين هل تغيرت أم لا زالت تشبهني ؟ أرجوا بأن تكون بخير و تعيش بشكلٍ جيّد هذا كل ما يهمني " فـغَلَبه النعاس أثناء تفكيره المستمر بالمستقبل و ما يحويه من مفاجئات و هل سيقابل أخته بالمستقبل القريب أيضًا تراوده شكوك حول بقائها على قيد الحياة و لكنه يمسحها من عقله بسرعة موقنًا بأنها حية ترزق بهذا الكوكب ليدخل إيثان الغرفة بعد فترةٍ وجيزة فوجدهم جميعًا نائمون بعمق ليبتسم بلطف على شكلهم قائلًا وهو يضحك " لقد نام سريعًا بعدما كان يتذمر قبل لحظات " خرج من الغرفة ذاهبًا حتى يحضر بعضًا من الأغطيه الجديدة من المخزن ليعود إلى الغرفة و هو يحملها مقتربًا من إلياس حتى يضع عليه اللحاف حيث أنه نائم على الأريكة دون أي شيء و يضع إحدى يديه تحت رأسه فأخرج يده من تحت رأسه مثبتًا بدلاً منها وسادةً و عَدَّلَ وضعيته و غطى جسده كاملًا باللحاف حتى لا يستبرد ثم همّ راحلًا بعدما اطمأن على وضع جوليا أيضًا و في الصباح الباكر استيقظ الاثنان على صوت تلك الامرأة العالي وهي تحادث إيثان قائلةً بـ " أيقظهما نحن منشغلين بالفعل و يجب علينا الرحيل الآن لن انتظر أكثر " بينما هو يحاول إقناعها بأن تنتظر قليلًا لأنهم لا زالوا نيام و لكنها لم ترضى بذلك و أمرت بإيقاظهم و الرحيل فورًا أما هم فقد استيقظوا أساسًا بسبب صوتها المزعج بعُلُوّه لتقول جوليا بصوتٍ نعس وهي تبعد شعرها من وجهها " ما الذي يحصل هنا لما تصرخ هذه الشمطاء بحق الإله " فغضبت نيكول لنعتها بالشمطاء و قالت بوجهٍ محتقن "هيا انهضا سنعود للمنزل " زفرت جوليا بتعب و هي بالكاد ترى بوضوح فعينيها مغلقةٌ جزئيًا أثر استيقاظها لتو و حدقت باتجاه إلياس لتجده هو الآخر بحالٍ مماثلة ثم نهضت من السرير و كادت أن تهوي أرضًا بسبب عدم اتِّزانها لولا إيثان الذي أمسك بها بآخر لحظة لتنظر له بنعاس و هي تجاهد حتى تفتح عينيها قائلةً " اوه شكرًا " أبتعدت عنه و ذهبت للحمام أما إلياس فقد كان نصف واعٍ وهو جالس على الكنبة فرمقته نيكول باحتقار قائلةً " أنظر لنفسك مرتاح البال و تنام بهناء حقًا لا فائدة منك لما لا تقوم بعملك جيدًا " حملق بها ببرود و لاحظت لون عينيه الأزرق لتقول بصدمة " سحقًا لك أيها الغبي أين عدساتك هل نسيت وضعك و بدأت بتصديق الكذبة التي تعيشها " .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن