فرنسا (لانيون)
" مم..مهلًا ما الذي تقصده بطوال الوقت هل استغرقت ساعاتٍ كثيرة و أنا نائم ؟ " فـنظر فرانس نحوه بشيء من السخرية لينطق بـ" هه ساعات ؟ هل تمزح معي ؟ " ثم ابتسم باتِّساع و قرَّب وجهه إلى وجه المريض قائلًا " لقد نمت لمدة يومين كاملين " توسعت حدقتيه العشبية بصدمة ليصرخ فَزِعًا " ماذا قلت ! " اعتدل مرة أخرى بجلسته و قال بعدم استيعاب " هل أنت جاد.. يومان ! " بينما فرانس قد جلس على الكرسي المقابل له و ملامح الحيرة مسيطرة علية ليقول " أجل أنا لا أمزح حقًا لقد نمت لمدة يومين و هذا ما أثار استغرابي و فضولي نحو الشيء الذي حقنوه بجسدك " انْفعَل المريض لينهض بقوة و هو يتمتم بـ " تبًا لكم أيها الأوغاد " مشى خطوتين قاصدًا الخروج و لكنه سرعان ما شعر بالدوار و لم تستطع قدماه أن تحمله فـوقع على ركبتيه تائهًا و هو يمسك بمقدمة رأسه لشدة الصداع الذي يفتك بدماغه ليهرع الآخر نحوه لمساعدته قائلًا بقلق أثناء إمساكه " مهلًا !! أيها الأحمق مازلت مرهق بسبب الحقنة و جسدك متصلب لما تحركت بسرعةٍ و بشكل مفاجئ " أما هو فقد انتشل يدي فرانس منه بعنف و هو يقول بتهكم " أبعد يديك القذرتين عني هل تعتقد أني بهذا الغباء لأصدقك لن أثق بك " فـعبس فرانس بغيظ ليصرخ بـ " ما الذي تريده مني لأجعلك تصدقني " ثم رَكَّزَ بمقلتيه البحرية نحو تلك العينان العشبية ليقول و هو يضغط على كل حرفٍ ينطقه بشدة " أنا لست منهم أتفهم "
سويسرا (فيرناير)
تقدمت نَحْو جوليا لتمسك بيديها قائلةً بحنانٍ مقرف و مُصْطنَع " أليس كذلك عزيزتي جو " ثم ابتسمت بخبث لتكمل بـ" و أيضًا ألم تشتاقي لأخيكِ أدريان ؟ " فـحَدَّثَت جوليا ذاتها باستنكار و هي تفكر " هل كان لدي أخ أصلًا ؟ " تنهدت بتوتر و هي تأخذ شهيقًا " حسنًا حسنًا سأحاول مجاراتها " لتبتسم جوليا بتكلف مُحاولةً إخفاء توترها " اوه نعم أريد مقابلته و بشدة " شعرت السيّدة نيكول بالريبة تجاة ردة فعلها لتقول بداخلها " ما بال هذا الرد ألم تصدق بأنه ميت من قبل أم ماذا ؟ " فتجاهلت أفكارها مبتسمةً بمكر ثم تَنَحَّت جانبًا مؤشرةً على ذلك الشاب ذو الملامح الملائكية بشعرٍ أملسٍ أسود كـبَرِيق حجر الأوبسيديان اللامع مرتب بشكل لطيف مع حدقتيه الخضراء و بشرته شديدة البياض كالغيوم القطنية " إذًا ها هو أمامك " نطقت تلك الجملة بترقب لردة فعل جوليا بينما تقدم ذلك الشاب بابتسامةٍ خافتة " مرحبًا جوليا ، كيف حالك هل تشعرين بتحسن ؟ " فـتجمدت ملامح جوليا بصدمة لتصرخ بداخلها قائلةً بذهول " أجل لا محالة إنه الشخص الذي رأيته بالحلم " إلتفتت لإيثان برعب ليفهم من نظراتها المضطربة بأنه هنالك شيء ما فأَوْمأ لها بخفة محاولًا طمئنتها حتى تكمل التمثلية و تتدارك الوضع لتحول نظرها باتجاه أخيها الذي لا تذكر عنه أي شيء و إتضح أنه الشخص الذي حلمت به ، أحست جوليا بالغرابة و اعْتراها شُعور بالضيق و الانزعاج فجأة لتكبت كل تلك الأحاسيس مغلفتها بقناع المجاملة وهي تقول " اوه أجل أنا بخير شكرًا لك أخي " شعَرَ إيثان بالخطر تجاة نظرات نيكول المرتابة فـتقدمت نيكول بسرعةٍ نحو جوليا و دوي صوت كعبها القرمزي الثقيل يرن بالمسامع حتى اخْتَرَقَ ذاكرة جوليا ليتردد ذلك الصدى المزعج برأسها مرةً تلو الأخرى " هل هذه الزهور لأدريان " صدى صوت خطوات الكعب نفسة و بتلاتٌ بنفسجية متناثرة مع تلك الجملة بصوتٍ غاضب " ألا تفهمين هل تريدين أن أضربك مجددًا " ازدادت ارتجافة يديها النحيلتين لتمر على ذاكرتها تلك العينين البنفسجيتين بنظراتٍ حادة مملوءة بالحقد و الكراهية فـشهقت جوليا بخوف و ملامح الهلع قد تملكتها بالكامل لتصرخ بشدة و بشكل متواصل و هستيري " اااببتتتتععديييي ابببتتعديي عنننييي لا تقتربييي " فزعت نيكول جراء ردة فعلها الغير متوقعة بينما هي تصرخ بتلك الكلمات بشكلٍ مفاجئ مغلقةً عينيها بقوة و تضع يديها على أذنيها أما إيثان فقد هرع مسرعًا لتهدئتها محاولًا جعلها ترجع للواقع و تسترد وعيها ليقترب من عندها وهو ممسك بيديها حتى يبعدها من أذنيها قائلًا بقلق " جوليا ما الأمر ما بكِ " لم يرى أي استجابة منها و لاحظ ارتجافة جسدها الضئيل بشدة نتيجة رهبتها ليحتضنها بين ذراعيه بقوة و هو يردد تلك الجملة بهدوء " اهدئي اهدئي كل شيء سيكون على ما يرام "
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .