ابتسمت نيكول بـرضى قائلةً بنظرات يقدح الشر منها " حان وقت المُتعة " انقبض قلب جوليا بهلع بعد هذه الجملة خُصوصًا أنها تعرف خُبث نيكول وشرها بمكائدها المريعة فنظرت إلى فيوليت بِقلق و رعب لتجدها تحدق بهم ببرود ولا توجد أي ذرة ندمٍ أو خوف مرسومةٌ بمعالم وجهها و بعد عدة ثوانِ إنتبهت لها فيوليت ثم أعطت جوليا ابتسامةً خفيفة بمقصد أن كُل شيء سيكون على ما يُرام حتى تطمئن ذلك القلب المذعور فإقتربت جوليا من عِند فيوليت أكثر لتحتضنها بِقوه وهي تنطق بهمس مضطرب مغمضةً عينيها بخوف " أنا السبب في كُل هذا سامحيني " أبعدت فيوليت جوليا عنها بِسرعة خاطفة و لطف بالوقت ذاته أثناء فصل عناقها لها لأنها أحست بالخطر يُحاوطها أما نيكول فقد أحتقن وجهها غضبًا وهي مغتاظةٌ لحد الموت من علاقة جوليا القوية بهذه الخادمة ذو المستوى المتدني بنظرها لِتؤشر لأحدى الحراس بحقد و بِلمح البصر انتشر ذلك السائل الأحمر ذو الرائحة القوية و لونه القامت .
أمريكا (نيويورك)
بعد عِدة دقائق نزل مُسرعًا من السيارة حينما وصل ليدخل ذلك المبنى الجامعي ضخم الحجم و أصبح يركض بسرعة حتى يلحق بالموعد ثم لاحظ وجود مُعلمه أمامه ليطمئن قلبُه مبتسمًا بشكلٍ خفيف فـاقترب من مُعلمه و هو يلهث بتعب أثناء وضع يديه على قدميه و يتنفس بِسرعة و بشكلٍ مضطرب ليتنهد المعلم بـاستياء قائلًا " فرانس الكسول كما عهدتُك دائِم التأخير" أعتدل فرانس بوقفته وَهُو يبتسم ابتسامةً بلهاء ليزفر مُعلمه بِقلة حيلة مقتربًا من فرانس ثم أخرج من جيبُه مشطًا صغيرًا و بدأ بتهذيب شعر فرانس الفوضوي فاحْمَرَّت وجنتي فرانس خجلاً لأنه لم يأخذ كفايته من الاهتمام أثناء طفولته أو يعتد عليها فقد خطفت منه بأول أعوامه البريئة والآن قد شعر بالحرج لأنه لم يعُد طفلاً الآن لكنه شعر بالسعادة في أعماقه و هنالك شُعورٌ جميل تسلّل إلى قلبه لينثر بعضًا من الدفئ والحب بهذا القلب القارص و المغلف بنيران الماضي التي تحرقه فابتسم المعلم برضًى على شكل تسريحة فرانس عند إنتهائه و أخرج من جيبه الآخر منديلًا ليعطيه فرانس ثم قال له بصيغة أمرٍ كالوالد " هيا نظِف فُتات الكعك المبعثر على ملابسك و إلحقني بِسرعة لا يجب أن نتأخر فهذا مُستقبلك أيها الأحمق و فرصة العمر لا تأتي إلا مره " أخذ فرانس المنديل بينما قد ذهب معلمة إلى القاعة وقال له قبل أن يرحل " هيا لا أريد أي تأخير تعال " فوقف فرانس يُراقب ظهر معلمة من الخلف بعينيه الهادئة كـلون البحر لترتسم ابتسامةً خفيفة على ثغره ثم مسح الفُتات بِسرعة و لحق به .
فرنسا (لانيون)
متمددٌ على السرير محدقًا بسقف الغُرفة بِعشبيته الباهِته و هُناك ألف سؤالٍ و سؤال يتداخلون بعقله متحاشرين دفعةً واحدة ليتزاحمون برأسة جاعلينه مضطرب البال و متزعزع الفكر لعدم استيعابه كل ذلك القدر الهائل من الضجيج الفكري بوقتٍ واحد فأصبح يُحاول فهم وضعه الذي هوَ به والتفكير قليلاً في خُطواته القادِمة ليجتاحه صُداع و ألم قوي برأسة ثم فجأةً دون أي إذنٍ منه تسربت من عقله ذكرياته التي قد جمعت و حوصرت بزاويةٍ في عقله و أقفل عليها لسنواتٍ طويلة *ماضي أدريان*
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .