{41}

1.5K 139 6
                                    

فرنسا (سان مالو)

[ قبل أربع ساعات ]
في قصرٍ عملاق قديم الطراز ذو هيئة ضخمة و عريقة لكنه بالرغم من تلك العقود التي عاشها لم يفقد جماله و هالة الرونق خاصته أيضًا يتميز بتصميم مبهر و ذو نقوشٍ محفورة بشكلٍ متناسق و جميل ، يقبع ذلك الشخص بإحدى غرف ذلك القصر الواسعة والظلام يسود تلك الغرفة بينما الشرفة مفتوحة والهواء يتسلل منها جاعلًا الستائر تتحرك بانسجامٍ مع النسيم العليل و هو جالسٌ على مقعد مكتبه بوقار مرتديًا بدلةً رسمية باللون الأسود حيث أنه قد تداخل وسط كل تلك العتمة متوافقًا معها بكل تلاؤم وهو يستمد النور من ضوء القمر فقال بصوتٍ بارد ذو نبرةٍ مرعبة " هل أتممت المهمة ؟ " ليجيبه ذلك الرجل بارتباكٍ واضح و نبرة مهزوزة " س..سيدي ففي الواقع لقد فعلت ما طلبته مني و لك..ن " لم يستطع إكمال كلامه فقد اخترقت تلك الرصاصة جمجمته بنجاح بعدما أخذ ستيفن السلاح من الرجل الواقف بجانبه بسرعة البرق ساحبًا الزناد نحو رأسه بغضب ، نفخ على فوهة السلاح بهدوء بعدما قتل ذلك الرجل و قال بانزعاج " يالكِ من خرقاء و مصدرٍ للمشاكل يا نيكول لم تكتشفِ الموضوع إلا بعدما وصلت تلك الفتاة لمكانها المراد " ثم أخرج سيجارةً من إحدى جيوبة ليشعلها و بدأ بارتشافها ببطئ وهي تحترق ليقول للشخص الواقف بجانبه و الدخان يتطاير من فمه " ألم يفعلها ذلك الأحمق بشكل صحيح ؟ " فأجابه الرجل بـ " أجل سيدي فهو قد دهسها و لكنها أسعفت بسرعة و لم تمت إلى الآن " ابتسم بسخرية و قال وهو يرجع السلاح للرجل " أحمق لا فائدة منه ألم يستطع دهس مجرد خادمة بشكلٍ صحيح و إنقاذ حياته " ليستقيم بوقفته ذاهبًا نحو الشرفة حتى يكمل تأمله للسماء بعتمتها المظلمة و هو يقول " خذوا ذلك الحثالة من هنا قبل أن تفوح رائحتة العفنة " إلتفت لذلك الرجل بجانبه و أكمل بابتسامةٍ شيطانية تتجرد منها الإنسانية " و أنت جيمس أعتمد عليك بموضوع تلك الخادمة يجب أن تصعد روحها اليوم لا يومٌ آخر " ليقول له جيمس بثقة " لك ذلك سيدي "

فرنسا (لانيون)

دخلوا المشفى ليجدوا الطبيب آيدن بملامحٍ مضطربة و حينما لَمِح فرانس جاء إليه باستعجال قائلًا باندفاع " فرانس لا أعلم ما الذي حصل حالة الفتاة كانت مستقرة بالأمس و لكن في الساعة الثالثة فجرًا توقف النبض عندها و اتَّضح بأن إحدى أسلاك الأجهزة قد قطعت ! و يا له من موقفٍ مريب حقًا " تفاجئ كل من فرانس و أدريان  ليقول فرانس بقلق  " و كيف حالتها الآن ما الذي حصل لها !! " أجابة آيدن بـ " بالكاد أنقذناها بعد إنعاشاتٍ طويلة بجهاز صدمات القلب " فأخرج فرانس نَفَسه براحة بعدما عَلِمَ بأنها لا زالت على قيد الحياة و إلتفت لأدريان ليجده بحالة يرثى لها فهو ينظر للأرض بتعب و هو يحاول تنظيم تنفسه ليتكئ على فرانس قائلًا بإرهاق " ف..رانس بب..بالكاد ااسس..تطيع التنفس "

سويسرا (فيرناير)

خرجا من المطعم بعدما انتهوا من الأكل و أثناء مشيهم في الطرقات وسط شوارع المدينة المليئة بكل تلك الأضواء المبهرجة التي تلمع و تتلألأ بشكلٍ براق و مذهل في منتصف الليل ، جال بنظره ناحيتها و قال بتسائل بعدما هدأت " أمازلتِ تبكين " لتدير وجهها نحوه باندفاع قائلة بنبرة مهتزة " لا!! " لاحظ أنفها المُحمَّر وعينيها التي لم تجفا بعد من الدموع فاقترب من عندها بابتسامةٍ كبيرة ونَقَرَ بأصبعه على أنفها بخفة لترجع عدة خطواتٍ بملامحٍ متفاجئة رامشةً بعدم استيعاب و سرعان ما عقدت حاجبيها بغضبٍ طفولي وهي تزم شفتيها بغيض فقالت بتأنيب " ما الذي تخال نفسك فاعله أيُّها العملاق " ليضحك على ردة فعلها قائلًا " أجل هذا ما أريده فقط لا تكوني هادئه و.." مشى خطوتين مقتربًا إليها ثم بدأ بالعبث بشعرها بكل عشوائية وهو يقول " لا تبكي مرةً أخرى فهناك دائمًا حل لكل مشكلة " فـقَوَّسَت شفتها السفلية بشكلٍ طفولي و هي عابسة الملامح لتقول " هل سنجد جميع الحلول حقًا ؟ " ابتسم لها بثقة ليطمئنها و قال " أجل بالطبع سأجدها لأجلك و نحلها سويًا لذا هيا ابتهجي " سعدت لكلامه و مساندته لها فشكرته بامتنان واضح و الابتسامة تزين ثغرها " شكرًا لك إيثان " ليغمز لها مبتسمًا " أشكريني بعدما نحل مشاكلك " فضحكت قائلةً له بحماسة " حسنًا إذًا ماذا تريد بالمقابل عندما تساعدني بمشاكلي " ليقول وهو يتظاهر بالتفكير " همم في الواقع مقابل أنك ستكونين سعيدة أكثر من كافٍ " ابتسم بصبيانية و أكمل بنظراتٍ ماكرة " ولكن إن كنتِ مصرة فسأطلب فنجان قهوه منزلي و معدًا من قبلك " تعجبت لطلبه البسيط فتوقفت فجأة عن المشي لاستذكارها عدة مشاهد من ماضيها بشكلٍ فجائي حيث أن كلمة
' قهوة ' قد أنعشت فكرها و أشعلت فتيل ذاكرتها فـرأت لقطاتٍ لها وهي تساعد خدم القصر بأعمال المطبخ و قد كانت تحضر القهوة بكل براعة بينما الخدم مصطفين يشاهدونها و منبهرين لمدى جمال تقديمها للقهوة و لذة طعمها حينما جعلتهم يجربونها ومن بين الخدم كانت الخادمة فيوليت و التي كانت المفضلة لجوليا حيث أن الابتسامة لم تفارقها وهي تراقب جوليا بكل حب و اهتمام لـعمق علاقتهم اللطيفة فـكانت جوليا أيضًا مسرورة وهي ترى الخادمة فيوليت تصفق لها بتشجيع لتحتضن فيوليت بكل سعادة بعدما أبدت إعجابها بقهوتها قائلةً " شكرًا لكِ فيوليت " تأوهت بهمس جراء الصداع الذي اجتاحها و الذي كان سببه مشهدٌ من ذكرياتها المنسية لتمسك برأسها بألم و ملامح الاضطراب قد رسمت على تعابيرها بينما إيثان قد لاحظ حالتها فهرع إليها قلقًا وهو يقول " ما الأمر جوليا هل يؤلمك رأسك " ابتسمت بعد عدة ثوانٍ قائلةً بفضول " فيوليت ؟ " ليصرخ إيثان بحماسٍ فضولي " مهلًا ! ماذا هل تذكرتي شيئًا ما أخبريني " فضحكت على ردة فعله و قالت له و هي تلمس جبينها بألم " هذه المرة لقد رأيت ذكرى ليست من الماضي البعيد فهيئتي كانت مشابهةً لي الآن " ليقول لها بهدوء " تحسن ملحوظ و لكن ما الذي جعلك تتذكرين ذلك فجأةً "  قالت ردًا على سؤاله ببهجة واضحة " إنه أنت " .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن