يولاند (مكتملة)

{45}

سويسرا ( فيرناير)

دخلا للمحل و نظرات الانبهار و الإعجاب واضحة عليهما و لكن جوليا لم تُعجب سوا بذلك النوع الذي قد أغرمت به منذ طفولتها فهي لم تحرك ساكنة من عند ذلك الركن و الذي هو قسم لتلك الزهور الأرجوانية ليقترب إيثان منها و هو يقرأ اللافتة الموجودة " زهور البنفسج " ابتسمت دون أن تنظر له و قالت وهي تتأمل تلك الزهور بكل حب " إنها حقًا جميلة " فقال البائع بمرح " لديك ذوقٌ رائع يا آنسة فهي من أجود أنواع الزهور لدينا " أما هي فـبقيت مسحورةً بجمال هذه الزهور دون أي ملل أو كلل من النظر إليها ليقول إيثان بضحك " إذًا ؟ ما الذي تريدين شرائه " أشارت بيدها نحو القسم الذي لم تزح عنه لثانية واحدة قائلة " أريد هذه " فأبتسم و قال للبائع العجوز " سيدي أريد باقةً من زهور البنفسج لو سمحت " ليجيبة بـ " حاظر سأجهز الطلب للآنسة الجميلة بدقائق " فـلمعت عينيها ببهجة متلهفةً للمس تلك الزهور و الإمساك بتلك الباقة البهية و حينما إنتهى أعطاها لإيثان و دفع له ثمنها ليسلمها لجوليا التي كانت تتحرق شوقًا لإمساكها فقال و هو يضحك " يا إلهي خذيها قبل أن تخترقيني بعينيك المشتعلتين من الحماس " أنزلت عينيها بخجل قائلة " آسفة لقد تحمست قليلًا " ليبتسم لها بلطف و يقول " حسنًا هيا بنا لنعود " خرجوا من المحل عائدين للمشفى و كانت جوليا ممسكة بتلك الباقة بيديها الاثنتين و تحملق بها بهدوء مسترجعةً أيام الماضي وهي تستنشق عبقها فسألها إيثان أثناء مشيهم " لما تحبين هذه الزهور بالذات ؟ " لتجيبه بابتسامةٍ واسعة " في الواقع لقد عشقتها منذ طفولتي فقد أحببت شكلها الجميل بلونها المبهر و رائحة عطرها و ملمس بتلاتها الناعم إنها تشعرني بالدفئ و الحنين " إلتفتت ناحيته و قالت بأعين تلمع بحب " لقد قال لي أخي ذات مره بأنه يحب زهور البنفسج لأنها كـ لون عيني "

فرنسا (سان مالو)

تحدث ستيفن للشخص الواقف أمامه قائلًا بتسائل" إذًا؟ هل أتممت ذلك الموضوع ؟ " فقال بارتباك " لقد قطعت كل تلك الأسلاك التي تمدها بالحياة و لكنها لم تمت فقد عالجوا الأمر بسرعة فائقة وحينما عدت بعد عدة ساعاتٍ لأنوي قتلها حقًا وجدت بأن ذلك الأشقر الحقير قد وضع الكثير من الحراس هناك ولا يمكن لأي أحدٍ بأن يقترب من تلك الغرفة سحقًا إنها بالفعل قطة ذي سبعة أرواح " ليقول ستيفن متنهدًا ببرود و الانزعاج واضحٌ عليه " همم ذلك الأشقر فرانس صحيح " فتح إحدى أدراجة العلويه ليأخذ صورةً لفرانس قد التُقطت بالسر دون علمه وهو يعمل بالمشفى فحملق ستيفن نحو جيمس بحدقتيه البنية التي تشتعل غضبًا و قال " إنه ذلك الطبيب الوضيع الذي أخذ حالة أدريان أيضًا " فأجابه تابعه بـ " أجل سيدي إنه هو " ليبتسم ستيفن باهتمام قائلًا " و الآن هو يتدخل مرةً أخرى بشؤوننا يبدو بأنه يحتاج درسًا ليتعلم أن التدخل بما لا يخصه أمر لا يحمد عقباه " أخرج ولاعته و بدأ بإشعال الصورة ليشاهدها وهي تحترق ببطئ و تتحول لرمادٍ أسود فقال بخبث " يجب أن نعذبه ببطئ كما أفعل بالصورة حتى يعرف معنًى للألم " ليرفع بصره ناحية جيمس ناطقًا بهدوء " تعلم ما يجب عليك فعله صحيح ؟ " اومأ جيمس بطاعة ليقول " بالطبع سيدي سأجمع الرجال و أنفذ المهمة فورًا " فضحك ستيفن بشر و قال وهو يحرك سبابته نحو جيمس بتهديد " جيمس العزيز يجب أن تصلح غلطتك تلك حتى تحيا فأنت تعلم بأنني أحبك و أنك المفضل لدي لذا اعمل بجد " ليقول جيمس بحزم " حاظر سيدي سأكفر عن ذنبي الذي اقترفته بتنفيذ هذه المهمة على أكمل وجه لأرضيك " فقال سيدة بابتسامة ثقة " هذا ما يعجبني فيك يا جيمس هيا أذهب و أرني ما لديك " .