فـتصنعت البسمة و خاطبت أخيها بنبرةٍ لعوبه " همم أخي هل أنت مهتم بالعدسات اللاصقة " ليستغرب إيثان بشكلٍ كبير على سؤالها المفاجئ الذي لم يجد له أي مبرر بينما ملامح أدريان قد اضطربت بالكامل فقال بنبرة توتر مهتزة وهو يحك عنقه بربكة " في الواقع لا ليس حقًا " و أكمل متسائلًا بفضول" لِما ؟ " لتقول له بعدم اكتراث " همم لا يوجد سبب طرأ هذا السؤال بعقلي و قلته لأستطيع التحدث معك " فـرد عليها بابتسامة مجاملة وقال " اوه حسنًا ماذا عنكِ هل أنتِ مهتمةٌ بها ؟ " لتحدق بحدة نحو عينيه مباشرة حتى شعر بالتوتر البالغ ثم قالت هي بهدوء " أكرهها و أبغضها بشدة " أبتلع ريقة بتوتر ليحاول تمالك أعصابة فأكمل المحادثة بحيرة " هذا غريب أعتقدت بأنك تحبينها فأغلب الفتيات يحببنها " لتقول له بثقة " لست مثل البقية " أكملت طعامها بصمت بعدما و ضعت تلك الزهور على الطاولة المركونه يسارًا بجانب السرير فـدعى إيثان أدريان للإنضمام لهم و وضع له طبقًا من الباستا ليتبادل أطراف الأحاديث الرسمية و المعتادة بينه و بين إيثان من أسئلة حول حالة جوليا و من موضوعٍ إلى موضوع حتى إنتهى وقت الزيارة للمشفى فاستأذن أدريان منهم قائلًا " سأعود للمنزل الآن وداعًا جوليا أرجو بأن تصبحي بصحة أفضل " لترد عليه بابتسامة " شكرًا لزيارتك الوداع " لوحت له بلطافة فخرج من الغرفة بعدما ودعهم عائدًا للمنزل و حينما خرج قفز إيثان بفضول ناحية جوليا قائلًا " أخبريني ما الأمر و ما الذي يجول ببالك أيتها الطفلة " لتصرخ بفزع واضعةً يدها على قلبها " لقد أفزعتني أيها العجوز الفضولي " ثم ابتسمت بمكر و قالت " كل شيء يجب أن يعود لمجراه الأساسي و من لا ينتمي لهذه العائلة يجب أن يرحل " فاستنكر إيثان حديثها الغريب ليقول لها " هييه توقفي عن قول تلك الأحجيات و أخبريني ما الأمر " نظرت له بعناد وقالت وهي تشيح بوجهها عنه " ليس قبل أن تدعني أخرج ليلًا و استنشق بعضًا من الهواء الطلق فقد تبقى يومٌ واحد على عودتي لذلك المنزل المريع " فقال بكئابة " أجل ستخرجين من المشفى غدًا لقد مرت الأيام حقًا بسرعة البرق و أشعر بأن يوم مجيئك هنا كان بالأمس " رَبَّتَ على رأسها بخفة قائلًا " ساشتاق لوجودك بالمشفى و لضجتك و إزعاجك المستمر بأرجاء الغرفة و لطعم تناول الباستا البيضاء بالفطر معكِ " امتلأت الدموع بمحاجرها ليقول بصدمة محاولًا تدارك الوضع "مهلًا جوليا!! أنا آسف لم أقصد جعلك حزينة توقفي عن البكاء هيا " لتصرخ وهي تغطي عينيها عنه " لست أبكي أنا لا أبكي أيها العملاق اللئيم " ضَحِك بانكسار ثم قال لها ممازحًا إياها " أهذا لقبٌ جديد لي؟ " لترد عليه وهي تخفي وجهها " لطالما كنت عملاقًا بالنسبة إلي فما الشيء الجديد " فابتسم لها قائلًا بلطف " إن كنتِ لا تبكين فلِما نبرتك مهتزة هكذا هيا توقفي عن ذرف الدموع فبالتأكيد لن يكون هذا آخر لقاء بين الأب و أبنته " مال برأسه لناحيتها ثم قال متقمصًا دور الأب " أليس كذلك يا طفلتي " لتبعد يديها عن وجهها الغارق بالدموع وهي تبتسم بسعادة ناطقةً بـ " عدني بذلك " فأمسك بوجنتيها ليقرصهما و قال " حسنًا أنا أعدك و لكن توقفي عن البكاء اتفقنا ؟ " اومأت له إيجابًا ثم تحدث بابتسامةٍ واسعة " إذاً؟ " رفعت حاجبيها باستفهام لتقول متسائلة " إذًا؟ " فقال " اذهبي لغسل وجهك و غيري ثيابك سنخرج قليلًا " اتسعت حدقتيها بسعادة و الفرحة تكاد لا تسعها لتقول بحماسة " حقًا !! هل سنخرج " فابتسم لفرحتها قائلًا " أجل " صرخت ببهجة قائلةً وهي تركض للحمام " وااهه سأخرج و أيضًا بمنتصف الليل يا لسعادتي " لينطق بـ " على رسلك " و هو يضحك على انفعالها الصاخب .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .