{66}

1.1K 125 0
                                    

سويسرا (فيرناير)

نامت جوليا بعدما كانت تعاني من تلك الزوبعات الفكرية التي تأخذها بعوالمٍ أخرى حيث أنها لم تذق للراحة طعمًا فقد أصبحت تقلق من أن يتأذي أي شخصٍ من محيط حياتها الصغيرة و المحصورة بعدة أشخاص لا يتعدون أصابع اليد الواحدة ، تفكر بأخاها إن كان سيعلم بمكانها و يأتي يومًا ما و كيف سيكون شكله بعد كل تلك السنوات فحينما نامت وهي تفكر به همست بهذيان و هي نائمة قائلة بابتسامة " سيكون وسيمًا بالطبع " بينما إلياس كان يجلس بهدوء ليسمعها تهلوس فحملق بها بصدمة قائلًا " ما الذي تقوله تلك الشقية " نهض من على الكرسي خارجًا من الغرفة حتى يبحث عن إيثان الذي لم يظهر إلى الآن ليدخل مكتبه بهدوء و وجده هو الآخر يضع رأسه على المكتب نائمًا فقال بتذمر " لما الجميع نيام و بقيت أنا لوحدي " ليرفع إيثان رأسه بهدوء محدقًا به وهو يقول " ما بالك أيها الطفل هل ستبكي الآن " فنظر إلياس له بتفاجؤ " تبًا لك لقد أخفتني ظننتك نائمًا " ابتسم و أكمل حديثه بحماس " هذا رائع إذًا لستُ الوحيد المستيقظ هنا " ليضحك إيثان على طفولية هذا الشخص ثم قال متسائلًا " ماذا هل نامت جوليا ؟ " أجابه إلياس بضحك " أجل و إنها تهذي أيضًا " فنهض إيثان بسرعة و بملامحٍ هلعه ليوقفه إلياس قائلًا " مهلًا مهلًا توقف إنها لا تعاني من أية حمى أو حرارة إنها بخير لقد تحققت من ذلك " تنهد بقلق و قال و هو عابس " و لكن ما زال علي التأكد " ابتسم إلياس بوجهه ليقول " أظنها تهذي بشخص كانت تفكر به قبل نومها و لكن حسنًا مادمت لن تتوقف عن القلق لنذهب و تتأكد من ذلك بنفسك " ذهبا إلى غرفتها و دخلا عليها بينما هي نائمة فاقترب إيثان إليها ليلمس جبينها أثناء نومها متحسسًا حرارتها ثم تنهد براحة بعدما اطْمأَنَّ قلبه و عندما لاحظ ملامح وجهها البريئ و شكلها الفوضوي بوضعيتها العشوائية وهي نائمة ابتسم بحنان ليقول إلياس بضحك " منذ عدة دقائق كانت بخير كيف أصبحت بهذه الوضعية الفوضوية " بدأ إيثان بتعديل و ضعيتها ممسكًا برأسها بكلتا يديه حتى يجعله بوضعيه مريحة و أدخل يديها تحت اللحاف برفق مرتبًا وضعية نومها أما إلياس فكان يراقبه بصمت و هو بيتسم بلطف ليقول " حسنًا إذًا لقد تأكدت الآن لذا هيا لنخرج و ندعها تنام " خرجا من الغرفة بهدوء حتى لا تستيقظ ثم قال إيثان " لنذهب إلى كافِتِيريَا المشفى " فلحقه إلياس بمرح قائلًا " أجل لنفعل ذلك " .

فرنسا (لانيون)

وصل إلى الشقة و فتح الباب محاولًا الدخول و لكنه كان مقفل فاستغرب الأمر و طرق الباب عدة مرات ليسمع صوتًا من الداخل يقول " أدريان أهذا أنت ؟ " أجابها بسرعة " أجل إنه أنا سيون ما الأمر " فتحت الباب له وهي تتنهد قائلةً بقلق " آسفة لقد كنت خائفة قليلًا من فكرة عودتهم لذا أقفلته للاحتياط " فابتسم لها بخفة ليطمئنها و قال " لا تقلقي بالتأكيد هم الآن بسويسرا لن يأتوا " ثم اومأت له بموافقة لكلامه " أجل هذا صحيح " لتقول له بجدية " لقد حجزت التذاكر لنا الرحلة ستكون في الساعة التاسعة صباحًا و جهزت لنا حقيبةً بها كل ما نحتاج من أساسيات أيضًا أخذت بعض المال من عمتي و أخبرتها بأني ذاهبه للسياحة لذا هيا أحضر لك بعضًا من الملابس و ضعها بهذه الحقيبة حتى نتجهز فليس لدينا سوا عدة ساعات و يجب علينا الذهاب للمطار قبل الرحلة بساعة للإجراءات الإزامية " ليقول وهو ينظر إلى الساعة بهاتفه " أنت محقة إنها الرابعة فجرًا لدينا بضع ساعات حسنًا سأجهز بعضًا من الملابس لي ومن ثم نخطط لما سنفعله وقت وصولنا إلى هناك " ذهب لغرفة فرانس ليجتاحه كمٌ هائل من مشاعر الحزن و الألم مستذكرًا كل لحظة قد عاش فيها هنا معه فـزفر الهواء بإرهاق ثم بدأ بأخذ بعضًا من الملابس العشوائية من خزانة فرانس وهو يقول " آسف لأخذ ملابسك أنت تعلم لقد اعتدت على مشاركتك لي بها و أنا لا أملك بالأساس شيئًا لكنني أعدك بأنني سوف أخلصك من أولئك الحثالة انتظراني فرانس .. جوليا أنا قادم " .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن