حينما اقترب من الأريكة ضرب بقدمه شيئًا و قد كان طرف هاتف فرانس المخفي تحت الكنبة ليقول باستغراب " ما الذي ركلته " جلس على الأرض ثم انزل رأسه متفحصًا ما تحت الكنبة ليجد الهاتف بالأسفل فتوسعت حدقتيه أثر صدمته هامسًا بـ " إنه هاتف فرانس " ضرب رأسه بالأريكة حينما سحب الهاتف بسرعة و نهض ليصرخ قائلًا " سحقًا هذا مؤلم " فإنتبهت له سيون و هي بحالة يرثى لها و الهلع قد استوطنها لكنها تحاول التماسك لأنها تعلم بأن كل هذه المشاعر لن تساعد بإيجاده و يجب عليها المقاومة فقالت له بتساؤل حينما وجدته يطل تحت الأريكة " ماذا تفعل " قال لها بنبرة مرهقة و التوتر واضحٌ عليه وهو يمسك بالهاتف بيدٍ مرتجفة " إنه هاتف فرانس لقد وجدته تحت ال.." لتقترب من عنده قائلة بقلق " ماذا ! لما هاتفه هنا بينما هو مختفٍ أيضًا لما المكان تعمه الفوضى ما الأمر " صرخت باضطراب " سحقًا لهذا الوضع البائس " ثم جلست على الأرضية وهي تأخذ شهيقًا طويلًا لتتمالك أعصابها فتنهد أدريان بتعب و الحيرة تنهش عقله ليدنو إليها مطبطبًا على كتفها بخفة قائلًا بعزم " مهما حصل سوف نجده و سيكون بخير " اومأت له إيجابًا و هي تردد بـ " أجل بالطبع سنجده بالتأكيد " أما هو فقد وقف متأملًا الهاتف الذي بيديه و هو يشعر بأن فرانس قد وضعه عمدًا ليدلهم فقال بتفكير " أظنه قد ترك هذا كأثرٍ له قبل اختفاؤه " لتنصت له باهتمام و هي تنظر إليه بترقب و الشك بدأ يأخذ حيزًا من قلبهما فـبدأ هو بفتح الهاتف ليجد بأن التسجيل مفتوحًا و يسجل إلى الآن فهمس بعدم تصديق " يا لك من مكار أيها الأشقر " نهضت سيون و هي تقول " ماذا ما الأمر أوجدت شيئًا ؟ " ابتسم بأسى و هو يريها شاشة الهاتف لتجد بأنه مُشَغِّل على وضعية التسجيل فضغطت على زر الإيقاف بسرعة و هي تقول بتلهُّف " هيا بسرعة لنسمع ما الذي سجله ربما هذا سيساعدنا بإيجاده " حينما أوقفته سيون وجدوا بأن مدته كانت بحدود ثلاث ساعات ليقول أدريان بقهر " سحقًا يبدو بأنه قد مرت ثلاث ساعاتٍ على ما حدث " شغّل المقطع ليسمعوه و كان ببداية المقطع صوت خشخشاتٍ و تحركات مستمرة بسبب تحريك فرانس للهاتف باستمرار لمحاولة إخفائه و مع تلك الشوشرة كان هنالك أصوات لعدة رجال لذا استنكرا تلك الأصوات غير مستوعبين لما يحدث و متسائلين بـ " من هؤلاء " ينصتون بترقب لما سيجدونه بهذا المقطع المُسجَّل و من ثم فجأةً سمعا صوت رجل بشكلٍ قريب وهو يقول " ما رأيك ببعض المتعة سيد فرانس " شعر أدريان بالرهبة لتلك الجملة رعبًا من فكرة تأذي فرانس و قال بعدم تصديق " أنَّى لهم معرفة اسمه الموضوع ليس بمجرد لصوص أو عصابة شوارع إنه شيء كبير كـ مؤسسة عملاقة تخفي الكثير بجعبتها " سيون أيضًا كانت تساورها الشكوك و هي تحاول ضبط توترها مطمئنةً ذاتها بأنها مجرد احتمالات فقط و لكن ذلك الشعور الحارق بقلبها لم يهدأ و لو لثانية فقطع حبل وساوسها المقلقة نبرة فرانس من الهاتف قائلًا بغضب " كيف علمت باسمي أيها الحقير ومن أنتم هل أعرفكم " لتشهق بصدمة ثم همست بملامحٍ حزينه " إنه فرانس " أما أدريان فقد كان يحملق بالهاتف بصمت و هو يكبت كل مافيه من ألم و غضب على أولئك الذين أخذوا فرانس منه مُركِّزًا بكل ما يمتلك من حواس نحو ذلك التسجيل و منصتًا بإمعان إلى تلك الأصوات المختلفة في المقطع بينما يديه تعتصر الهاتف بشدة فتكلم الرجل مرةً أخرى " أنت لا تعرفنا و لكن نحن نعرفك " ومن ثم سمعوا صوت عراكٍ و جلبة متواصله ناتجة عن الضرب بعدما نطق الرجل بـ " تولوا أمره يا شباب " فـجن جنونهما وهم يستمعان لتأوهات فرانس الخافته مع أنفاسه المرهقة و صوت تلك الركلات العنيفه بكل قسوة لتعض سيون على شفتيها بغضب قائلةً بعينين دامعه " أولئك الأوغاد سوف أضربهم و أكسر أيديهم و أرجلهم ستندمون على ذلك " أما أدريان فقد ذهب نحو الكنبة تلقائيًا ليبدأ بركلها بشكلٍ متواصل و هو يصرخ بقوة مفرغًا مافي جوفه من حسرة و ألم على رفيقه الذي يواجه كل تلك المتاعب فأصبح يركلها بشدة أكثر وهو على وشك الانهيار تحت أنظار سيون التي تبكي بصمت وهي تستذكر آخر لحظاتها المفرحة مع فرانس و تصرفاته اللطيفة فهي قد كانت معه قبل عدة ساعاتٍ وكان يبتسم لها كيف للقدر بأن يقلب موازين الحياة بلحظاتٍ معدودة هكذا ، ذهبت نحو ذلك الغاضب و المستمر بركل الكنبة التي كادت أن تتهشم لتمسك به و تسحبه قائلةً ببكاء " توقف عن ذلك هذا لا يفيد الوقت يضيع مننا يجب أن نخبر الشرطة " إلتفت إليها بشكلٍ سريع و قال بأنفاسٍ مضطربه " أولًا لنسمع التسجيل كاملًا و من ثم نقرر ماذا سنفعل " أكملوا التسجيل و هم يحاولون تحمل كل تلك الأصوات المؤلمه متخيلين كيفية ضربه بعنف و هو مقيد بتلك السلاسل المزعجة بضجيجها أثناء ضربهم له فسمعوا صوتًا يقول بكل برود " يكفي " و بعدها توقفت كل تلك الأصوات الناتجة عن الضرب و هجع الجميع بينما أنفاس ذلك الشاب المتوجع لم تستطع الهدوء حيث أنه يشهق بشكلٍ كبير حتى يستطيع التنفس فهو قد عانى من صعوبة بالتنفس و بعدها سمعوا صوت خطواتٍ تقترب لتقول سيون بتوتر " إنه يقترب إليه " ثم قال الرجل ببرود " همم لنبدأ برسم بعض الأشياء اللطيفة على هذا الوجه " و من ثم غضب الرجل فجأةً و قال بانفعال " أتظن بأنك بوضع يسمح لك بالتصرف هكذا " فـرَدَّ فرانس عليه ببرود " لتحل عليكم لعنة الرب أيها الأوغاد " ثم بصق بسخط ليقول " حثالة " نظرا سيون و أدريان لبعضهما بصدمة حينما نطق فرانس تلك الكلمة بغير اكتراث و توقعا أسوأ النتائج و السناريوهات التي ستحصل له و لكن قبل حدوث أيٍّ من كل تلك الأحداث السوداوية سمعوا صوت رنة هاتف ما .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .