إستفاق من غفلته حينما استوعب خطورة الموقف فقال وهو يخرج العلبة من جيبه " ها هي سوف ارتديها الآن لقد كنت نائمًا كيف سأنام بها ومن ثم اصمتي حتى لا تفضحي أمرنا و تسمعك " ارتداها بشكلٍ سريع و نهض من الكنبه و هو يتمتم بتذمر " أنا حتى لم أنم لساعتين كاملتين سحقًا لهذه العجوز لما هي مستعجلة لتلك الدرجة " فخرجت جوليا من الحمام لتنظر إلى نيكول ببرود وهي تقول " مهما فعلتي لن أذهب معك أتفهمين " رحلت من الغرفة ولحق بها إلياس بعدما أخذ سترته من على الكنبة و هو يشعر بالرضى لغضب نيكول لتلحق هي أيضًا بهم خارجين من المشفى نحو تلك السيارة السوداء التي كانت تنتظرهم بينما إيثان كان يشاهدهم من الخلف بنظراتٍ قلقة و حينما جاءت جوليا لتركب السيارة سحبت إلياس من يده و قالت بهمس " هي لم تكتشف أمرك صحيح ؟ " فاومأ لها بخفة مبتسمًا و من ثم جلسا بجانب بعضهم البعض بكل صمت بينما نيكول تجلس مقابلهم محملقةً بهم بحدة وبنظرات شك لتقول " الحفلة غدًا لذا اليوم لدينا عدة تجهيزات لفعلها " ثم قالت جوليا ببرود " و كأنني سأحضر تلك الحفلة الدنيئة " فضربت نيكول بقبضتها المقعد الذي بجانبها قائلةً بغضب " للصبر حدود و كاد أن ينفذ صبري أيتها الوقحة " ابتسمت جوليا بسخرية وهي تنظر للشارع من النافذة بصمت لينقر إلياس يدها بخفه طالبًا منها التوقف عن إغضاب السيّدة نيكول حتى لا يزيد الوضع سوءًا و عندما وصلوا للقصر نزل الجميع من السيارة ليدخلوا فذهبت جوليا للأعلى نحو غرفتها و إلياس أيضًا قد صعد للأعلى حتى يذهب لغرفته هو بدوره و لكن قبل أن يدخل الغرفة سحبته نيكول بحدة و جعلته يقف أمامها لتحادثه بتهكم " هل استمتعت بتمثيلك لدور الأخ ؟ " نظر لها بارتياب فقالت " لأن مهمتك قد انتهت هنا و ستندم على خداعك لي أيها اللقيط الوغد " صعق إلياس بصدمة جراء حديثها الغير متوقع قائلًا بعدم تصديق لاكتشافها " ما الذي تهذين به " لتقول له بغضب " إنني أشك بوضعك و يبدو بأنها قد كشفت أمرك لذا لست بحاجةٍ لك بعد الآن " ارتعبت جوليا من حديث نيكول حيث أنها كانت تسترق السمع من خلف باب غرفتها فـفتحت الباب بسرعة على لحظة صفع السيّدة نيكول لإلياس و هي تصرخ عليه بـ " لا تحاول نكران الأمر " لتركض جوليا نحوهما بعينين دامعة قائلةً ببكاء و هي تبعد نيكول عن إلياس و تضعه خلفها " سحقًا لك لا تضربي أخي " اندهشت نيكول لردة فعلها فهي كانت واثقة بأن جوليا لم تصدق الأمر لكن نظرًا لردة فعلها هذه فقد بدا لها الأمر حقيقيًا ثم قالت نيكول بابتسامة واسعة " اوه ألهذه الدرجة تحبينه " لتصرخ هي بانفعال " سأقتلك إن لمسته مرةً أخرى " سحبته معها و هَمَّت بالرحيل نحو غرفتها ليدخلا ومن ثم أقفلت الباب و ذهبت إلى الشرفة و هي تمسح دموعها بصمت فقال إلياس لها " لما ساعدتني فأنا بلا فائدة هنا كنت تستطيعين تجاهل الأمر أيضًا توقفي عن البكاء " لتقول بجدية وهي تنظر له بعيون غاضبة و مليئة بالدموع " توقف عن التفوه بتلك التراهات فأنت لست مجرد بديل لأخي هنا أنت إلياس صديقي و الذي بمثابة الأخ بالنسبة لي أنني أعرفك كـ إلياس و ليس كـ شخصٍ بديل و أنا لن أسمح لأي شخصٍ بأن يتأذى بسببي فيكفي ما حصل قبلًا " زمت شفتيها بصمت و إلتفتت نحو الشرفة متأملةً السماء المنيرة في أوائل الصبح و منصته لأصوات العصافير المغردة مع منظر الغيوم المبهرة التي تتخللها أشعة الشمس الذهبية صانعة صورةً خيالية من الجمال و أثناء ذلك سمعت أحدًا يطرق باب غرفتها بخفة يتلوه صوت إحدى الخدم تقول " آنسة جوليا السيّدة نيكول تريدك بمكتبها " لينظر إلياس نحوها بهلع قائلًا " سأذهب معك " فقالت له بنبرة ثابتة " لا حاجة لذلك أيضًا هي لن تجرؤ على ضربي هذه المرة لذا لا داعي للقلق " ذهبت لتخرج من الغرفة و لكنه أوقفها بقوله " دعيني أرافقك " فأبعدته عن طريقها وهي تقول " كف عن القلق سأكون بخير " رحلت عنه ذاهبةً إلى مكتبها بينما هو يراقبها من الخلف بصمت والقلق يعتريه متمنيًا بأن لا يحدث لها أي أذًى لتفتح الباب دون أن تطرقه حتى و تدخل بنظراتٍ ثابته قائلةً ببرود " ما الأمر ؟ تلك الحفلة المقرفة مرة أخرى ؟ " فقالت نيكول لها بحنق " من الأدب أن تطرقي الباب أولًا قبل الدخول " كتفت جوليا يديها وهي ترسم ابتسامةً ساخرة لتقول باستفزاز " في الواقع والدتي المحترمة دائمًا ما تفعل ذلك و أنا قلدتها فهي لم تعلمني هذه الآداب التي لا تتصف بها " اِلْتَهَبت نيكول غَيْظًا لجرأة جوليا وهي تحاول التحكم بنفسها حتى لا تقتلها و تدفنها هنا بمكانها فقالت لها باستهزاء " اوه ابنتي قد كبرت و أصبحت تخطو على خطاي أنتِ فعلًا تشبهينني " لتصرخ جوليا بانفعال " أنتِ مخطئة أنا لا أشبهك " فضحكت نيكول بخبث قائلةً بتهديد " في الساعة الخامسة مساءً دعي الخدم يجهزونك لأننا سنذهب لمقابلةٍ مهمة اليوم " كانت سترفض و لكن قاطعتها نيكول بـ " و إلا " حدقت بـشَرّ نحو جوليا وهي تفكر بـ " ما دامت تصدق بأنه أخاها الحقيقي فستفعل أي شيء لحمايته لذا سوف استغل الوضع لصالحي " قالت جوليا بنظراتٍ خالية " و إلا ماذا أستقتليني كما قتلتِ فيوليت " لتقول نيكول بابتسامة مكر " لقد اخطئتي ليس أنتِ بل أخاكِ أدريان " ارتعشت كل خليةٍ بجسدها حينما اكتشفت بأنها تنوي إيذاء إلياس لتشعر بالاضطراب رعبًا من تخيل حصول ذلك مرةً أخرى فصرخت جوليا بأعصابٍ منهارة " أيتها القاتلة السافلة " تنفست بسرعة أثر رهبتها و غضبها الشديد قائلةً بنبرةٍ مهتزة " أليس الحفل غدًا لما تريدين مني الذهاب اليوم " لتجيبها نيكول بـ " همم لدينا شيء هام اليوم لذا ستذهبين معي و سوف أجعل الخدم يجهزونك قبل الوقت المحدد " نظرت جوليا إليها بحدة و قالت " سأذهب و لكن إن لمستِ شعرةً من أخي ستندمين أشد ندم " خرجت مسرعةً بغضب لتضرب الباب من خلفها مغلقةً إياه بقوة وهي تشعر برغبةٍ في البكاء لشدة قهرها و اضطهادها لكنها كبتت تلك الرغبة و ذهبت إلى غرفتها بملامحٍ صامدة رغم كل ما تعانيه فقابلت إلياس بملامحه القلقة أمامها ليقول " ما الذي حصل ماذا قالت لك ؟ " أجبرت ذاتها على الابتسام و قالت " لم يحصل أي شيء مهم و لكنني لن أدعها تؤذي أي أحد بسببي فيكفي ما شهدته قبلًا " .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .