{52}

1.2K 123 2
                                    

دخلت السيّدة نيكول بعد عدة لحظات من دخول الأخ لتقول بتصنع " اوه عزيزتي جوليا جيد بأن حالك قد تحسن هيا لنعد للمنزل فقد أشتاق لك أخاكِ كثيرًا " نظرت إلى جوليا بترقب بعدما نطقت تلك الجملة المليئة بالأكاذيب لتلحظ جوليا تلك النظرات مفسرةً إياها بـ " لا بد بأنها تنتظر ردة فعلي يجب أن أتصرف بحب نحوه حتى لا تشك و أجعلها تعتقد بأني قد وقعت بفخها الغبي " فابتسمت باتساع و قالت بحماس وهي تمسك بيد ذلك الشخص " اوه حقًا هل أشتقت لي أخي ؟ " همست لذاتها بـ " تبًا لا يمكنني مناداته بـأدريان لن أستطيع فعل ذلك سأواصل بمناداته بأخي فقط " ليبتسم هو بتوتر قائلًا " أجل كثيرًا لقد أفتقدتك حقًا و حينما أتيت كنتي بالمشفى لذا لم أحظى بوقتٍ كثير معكِ والآن سنحظى بالكثير من المرح " نظر بنهاية حديثه لنيكول متسائلًا بعينيه " هل أبليت جيدًا ؟ " ثم ابتسمت نيكول بشيطانية معبرةً عن رضاها التام ليرتاح قلبه عن ردة فعلها فقالت جوليا و هي تحاول التحكم بأعصابها حتى لا تصفعه و تبرحه ضربًا على حديثه المزيف هذا " إنك حقًا لطيف لقد أشتقت إليك أنا أيضًا و سعيدة بوجودك " اختتمت حديثها بعناقه لتعطي السيّدة نيكول ظهرها فـاحتضنت ذلك الشخص وهي تجبر ذاتها بملامحٍ باردة و مجردة من المشاعر بشكلٍ بائس مستحملةً كل تلك المشاعر التي تشعرها بالحرقة و تمزقها من الداخل و قد كان إيثان الشخص الوحيد الذي يرى هذا الوجه و هذا الموقف بكامل حقيقته و من منظورة المحزن فهو الذي يقف خلف ذلك الشخص المدعي بأنه أدريان و لو كان هنالك شخصًا مارًا لشعر بالسعادة لهذا الموقف اللطيف و العائلي بالنسبة له و لكن كلما تعمقت فهمت و تألمت أكثر لهذه الحياة و ذلك القدر ، أحس إيثان بالحزن الشديد لما ستواجهه جوليا من مصاعب و عقباتٍ قاسية و لكنه تمالك نفسه ولم يغير أيًا من ملامحة قائلًا برسمية نحو والدة جوليا " سيّدة نيكول جوليا قد أصبحت حالتها جيدة لحسن الحظ و لكن يجب أن تأتي هنا مرةً كل أسبوع على الأقل لملاحظة تطورات صحة جسدها فهو إلى الآن غير مستقر من الصدمة لذا أرجوا بأن تأتي كلما شعرت بشيء غريب أو أحست بالإرهاق " اغتاظت لحديثه و شتمت بداخلها وهي تقول " ألن ننتهي من مسألة هذة المشفى المشؤومة إنها بخير كالعفريت و تحتضن أخاها لن يحصل لها شيء ما و لكنني سأسايره حتى لا أسبب لنفسي المشاكل " فابتسمت بتكبد و قالت " حسنًا دكتور سأحرص على ذلك " نظرت لجوليا و أخاها قائلة " هيا بنا يا أطفال لنعد للمنزل " ثم خرجت بسرعة و بغرور و هي تضرب الأرض بكعبها المزعج بعدما جاء رجل ببدلة سوداء و أخذ حقيبة جوليا ليشتم إيثان بداخله " سحقًا لها واثق بأنها لن تدع جوليا تأتي لهنا مرةً أخرى " خرجت السيّدة نيكول ليلحق بها الولد و لكن أوقفته جوليا بلطف " أيمكنك حمل الباقة عني " ليومئ لها مبتسمًا ببراءة فأخذها عنها و مشى للخارج ثم اقتربت جوليا للطاولة المركونة بجوار السرير و أخذت باقة زهور البنفسج التي اشتراها إيثان لها بالأمس بابتسامة نقية و بقيت تحدق بإيثان بنظرات وداع مليئة بالحزن لتقول " لن أقول وداعًا بل إلى اللقاء " خرجت بسرعة وهي تخاطب ذاتها " يجب أن أخرج قبل أن أضعف " فـمشت بثقة و هي تزيف ابتسامتها بإتقان متصنعةً السعادة حتى تخدع نيكول محادثةً ذاتها بتَحَدٍّ " أنتي لها جوليا تستطيعين فعلها " .

فرنسا (لانيون)

يتنهد باستمرار و ملامح البؤس ظاهرة على وجهه و هو مستلقي على الأريكة ليقول بتذمر " سحقًا له سأقتله حينما يأتي لما تأخر إن المطعم على بعد عشرة أقدام فقط من المشفى أستطيع الذهاب له خمسة مرات لا بل خمسون مرةً بهذا الوقت الذي هو استغرقه ذلك الأشقر المزعج إن معدتي تتقطع من الجوع تبًا " نفث الهواء خارج رئتيه بملل ليسمع فجأةً ضجيجًا و حركة غير طبيعية فنهض باستنكار قائلًا " ما هذه الأصوات هل هي تقترب من غرفتي أم أنني أتخيل ذلك " حملق بالباب بتساؤل فـفتح الباب بشكلٍ مباغت و بقوة ليصرخ أدريان بصدمة " ما بال أُولئِكَ المجانين " دخلا فرانس و سيون بنفس اللحظة خلال الباب ليتضاربا ببعضهم البعض و كادت أن تسقط سيون لو لا فرانس الذي أمسك بمعصمها بآخر لحظة فهدأ الجو لبرهة بصمت حيث أن سيون و فرانس نظرا لبعضهم البعض مبحلقين بصدمة على حماسهم الصاخب بشكلٍ طفولي و أفعالهم الطائشة التي أثارت الجلبة بالمشفى ليلتفتا كلاهما نحو أدريان المصدوم منهما أما هو فقال بحنق " بحق الإله أهذه مشفى أم روضة للأطفال " انفجرا كلا من سيون و فرانس ضحكًا على وضعيهما ليأتي فرانس واضعًا الأكياس على الطاولة و قال وهو يضحك " نحن آسفين حقًا اهدأ يا طفل و تناول البيتزا قبل أن تموت هيا تناولها إلى أن تفيض " فنظر إليه محدقًا بغضب ثم أخذ الأكياس بعنف و بدأ بفتحها قائلًا " لو لا رائحة البيتزا التي أغرتني و هدأت من أعصابي لقتلتك حقًا و لكن أشكر البيتزا لإنقاذها حياتك " بدأ بإخراج الطعام و هو غاضب ليكبت فرانس ضحكته على منظره الطفولي و ذهب ناحيته ليساعده مستدعيًا سيون حتى تنضم لترتيب الطعام على الطاولة فجلسوا جميعًا ليبدأوا بالأكل فقالت سيون بصوتٍ خافت ملقيةً على أدريان التحية " مرحبًا أدريان " رد عليها برسمية قائلًا " أهلًا بك نحن نلتقي مجددًا يا لها من مصادفة " و بعدها أكمل حديثة بـ " فرانس أخبرني بأنك كنتِ متعبة اليوم كيف حالك هل تحسنتي ؟ " لتجيبه بابتسامة صغيرة " اوه أجل شكرًا لسؤالك " أما فرانس فقد كان يأكل بصمت و هو يراقب تلك المحادثة المليئة بالرسميات ثم قال بإنزعاج مصطنع " ما هذه الرسميات الغير لازمة توقفوا عن ذلك " فـحدق أدريان نحوه بحدة و بشكلٍ مفاجئ ليجفل فرانس بصدمة قائلًا " بربك لوهله ظننتني بفلم رعب " تحدث أدريان ناطقًا بـشَرّ و هو يبتسم باتساع " لقد عرفت سبب تأخيرك الغير مبرر " نظر إليه و من ثم حَوَّلَ نظره إلى سيون لتسعل هي الأخرى بصدمة فأعطاها أدريان المشروب و هو يضحك على منظرهما المرتبك بينما فرانس ينظر للجهة الأخرى و هو يعبث بشعره بكل توتر لياخطب أدريان بانزعاج " توقف عن ذلك لقد تأسفت إليك أيها الأحمق " ثم أخذ شريحةً من البيتزا و أدخلها بفم أدريان وهو يقول " كُل المزيد و توقف قول التراهات " ليمضغ المعني ما في فمه بضحك قائلًا " حاظر سيّد أشقر " .

يولاند (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن