فرنسا (لانيون)منهمكٌ وسط أوراقه المبعثرة بشكلٍ فوضوي على الطاولة ليرمي الورقة التي بيده وهو يشعر بالانهيار التام فـزفر بإرهاق و هو يبعثر خصلاته الذهبية بتعب قائلًا " أخ رأسي يفتك بي علي الذهاب للنوم " دخل أدريان لغرفة المعيشة ليجد فرانس غارقًا وسط أطنان من الورق فأخذ إحداهم ليرى ما تحويه من معلومات و قال بحيرة وهو يتهجأ الكلمات ببطئ " الزاناكس .. اللكستونين .. السبراليكس و الإيفكسر ؟؟ ما هؤلاء الأشياء هل تدرس لغة الفضائيون أم ماذا ؟ " ليضحك فرانس بتعب أثر عمله الشاق ثم قال وهو يفرك عينه اليمنى بنعاس " إنها أسماء أدوية تستخدم لأمراض القلق و البعض منها للاكتئاب و أنا لست متفرغًا لأدرس لغة الفضائيون تلك هذا إن كانت معروفةً حتى " اومأ أدريان بتفهم و من ثم جلس أمام فرانس على الأريكة فشعر فرانس بأنه يود التحدث ليقول " ما الأمر أتريد شيئًا ؟ " ليجيبه أدريان بـ " في الواقع أجل لقد أتيت لأطلب منك إعطائي ذلك الدواء " تنهد فرانس بيأس ليقول له " ألم أخبرك بأنه لا يجب عليك الاعتياد عليه و من ثم لما تريده الآن " فقال أدريان بانزعاج " لم أستطع النوم و لقد عشت نصف حياتي معتادًا على تلك الحقن المهدئة و التي تجعلني أنام لذا لا أستطيع النوم دون ذلك الدواء هيا أعطني إياه فهو يظل أفضل من حالتي مع تلك الحُقن المقرفة " ليتفهم فرانس موقفه حيث أن جسدة قد تشبع بكل تلك المهدئات وعاش عليها منذ طفولته لذا لم يعتد على الاسترخاء و النوم بشكلٍ طبيعي فـرَدَّ عليه فرانس قائلًا " اه يا إلهي حسنًا و لكن يجب أن تقلل منها حتى تقطعها جذريًا مع مرور الوقت و تبدأ بالنوم كبقية الناس دون أي مهدئات أو أدوية " أعطاه علبة الأدوية و قال قبل أن يسلمها " حبة في اليوم لا أكثر " أخذها أدريان بلهفة و كأنها منقذته بهذا العالم لينطق بصوته الرجولي ذو البحة الخافتة " شكرًا لك " فابتسم فرانس و قال متصنعًا نبرة كبار السن " لا شكر على واجب يا بني " ليربت على شعر أدريان و هو يمثل دور الجد فقال له أدريان بصدمة " جدي حقًا يجب عليك النوم لقد فقدت عقلك من كل تلك الأوراق اللامتناهية و من ذلك السوبرليكس " قَهْقَهَه فرانس بقوة على نطقة الخاطئ لاسم الدواء و قال له ببشاشة " هل تمزح معي إنه السبراليكس و ليس السوبرليكس " ليرفع أدريان كتفيه بعدم اكتراث قائلًا " لا يهم كلاهما نفس الشيء " و نهض من الأريكة ذاهبًا للنوم و هو يقول " هيا أنت أيضًا أخلد للنوم و إلا ستصبح مجنونًا " فضحك فرانس لطريقة حديثه و استقام من جلسته ممسكًا بكتف أدريان كالعجوز " أنت محق يا بني يجب أن آخذ قسطًا من الراحة " ليقول أدريان وهو يتصنع اليأس " حقًا لا أمل منك أيها العجوز " ذهبوا معًا حتى يخلدوا للنوم و لكن قطع مشيهم رنة هاتف فرانس ليتوقف باستغراب و هو يخرج هاتفه من جيب بنطاله قائلًا " انتظر دقيقة لأرى " بينما الآخر أيضًا مستغربٌ فقال بريبة " من الذي سيتصل بهذا الوقت " نظر فرانس لرقم المتصل و وجده غير مسجل ليقول " إنه رقم لا اعرفه " فأجاب قائلًا " مرحبًا من معي ؟ " ليسمع من الطرف الآخر صوت امرأة تقول " معي الطبيب فرانس أورليان صحيح ؟ نحن نتصل من المشفى الذي تعمل به " ليقول بإنصات " أجل إنه أنا ما الأمر ؟ " فردت عليه بـ " علمنا بأنك متولي أمر المريض رقم ٧٧ من قسم الأمراض العقلية و أنك المشرف عليه لذا اِتَّصَلْنَا لإخبارك بأنه هناك شخص يزعم بأنه يعرف المريض و يبحث عنه و يقول بأنه يود مقابلته بشكلٍ ضروري " ارتسمت علامات الاستفهام على وجه فرانس لينظر إلى أدريان الواقف بجانبه بحيرة فقال أدريان بينما عينيه تراقب ملامح فرانس بفضول " ما الأمر لما تنظر إلي هكذا " .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .