فرنسا ( لانيون)
في الطريق نحو المشفى وكان الجو مشحون بالتوتر والقلق فـكلاهما مكتظ البال من جهة أدريان الجالس بجانب فرانس و الجزء العلوي من جسده مائل للأمام حيث أن يديه ممسكة برأسه و هو ينظر نحو قدميه و الأفكار تنهش عقله " هل يعقل بأن تكون جوليا ؟ هل علمت بمكاني!! و كيف علمت به حتى ! كيف استطاعت الهرب ، ما الذي حصل هل هي بخير و كيف بعد كل تلك السنوات علمت بمكاني هل هذة مكيدة من أُولئِكَ الحمقى ليحبسوني مجددًا أم ماذا " مسح وجهه بنفاذ صبر و هو يزفر الهواء بقوة " تبًا سأجن حتمًا " فصرخ قائلًا لفرانس بأن يسرع أكثر و هو يشعر بأنه يحتضر ببطئ جراء الانتظار ليشعر فرانس بتوترة وعَرَفَ بأنه قد دخل بداومةٍ من التفكير اللانهائية فحاول الوصول للمشفى بشكلٍ أسرع و بعد عشر دقائق وصلوا للمشفى ليرتجل كلاهما و لكل منهما مشاعرٍ متقاربة فهناك من هو قلقٌ على حال أخته و متشوقٌ بنفس الوقت لذات الشخص الذي أتى ليسأل عنه متأملًا بأنها هي و الآخر قلقٌ على صدمة أدريان إن خابت توقعاته أو ردة فعله لما سيحدث من مفاجئات قادمة فـدخلوا من الباب الرئيسي ركضًا ليسأل أدريان مضيفة قسم الاستقبال ناطقًا بعشوائية و هو بالكاد يلتقط أنفاسه " أي..ن ذ...ذلك الشخص " استغربت المضيفة دخوله المفاجئ و حديثه الغير مفهوم لتقول بتسائل " عذرًا سيدي ما الأمر؟ " فكاد أن يهتاج أدريان بعينيه المحمرة و شعره المبعثر مع ملابسه الفوضوية التي ليست أفضل من حاله ، كان يرتدي قميصًا أسود بالكاد قد أغلق بعضًا من أزراره لاستعجاله مع بنطال أبيض اللون قد أخذهم بسرعة البرق و ارتداهم دون أي تفكير حينما علم بأنه هنالك من يبحث عنه فقد شعر بأنه قد وجد خيطًا رفيعًا من الأمل ليتمسك به و لو قليلًا ، تقدم ناحيتها بملامحٍ ثائرة قائلًا " انتِ ألا تفهم.." أمسكة فرانس من الخلف هامسًا له بـ " اهدأ و دعني أتكلم بدًلا عنك أجلس و لا تجلب الأنظار لك فيكفيك ما لديك من مشاكل " ليتراجع أدريان عدة خطوات و هو يمسح وجهه بكفيه رافعًا خصلاته المتناثرة على جبهته ثم نظر إلى فرانس الذي هم بمحادثتها " مرحبًا أنا الدكتور فرانس أورليان هل يمكنك اخباري بمكان الشخص الذي كان يسأل عن المريض رقم ٧٧ ؟ أين هو " لتقول ردًا عليه " اوه أجل مرحبًا سيدي " جالت بنظرها نحو جميع من في قاعة الاستقبال بحثًا عن ذلك الشخص لتقول باستغراب " اوه ماذا أين ذهبت تلك الفتاة !" ليُجِنّ أدريان قائلًا بثوران " نحن من يجب عليه قول هذا " فـردت عليه بقلق و ارتباك " لا أعلم أين ذهبت و لكنها قبل عدة دقائق كانت جالسة بإحدى تلك المقاعد وهي تنتظركم بعدما أخبرتها بأنكم ستأتون " قضم أدريان شفته كابتًا غضبه بعصبية ليتنهد فرانس باستياء قائلًا للمضيفة " كيف كان شكلها ما الذي ترتديه ؟ " فقالت له " قصيرة القامة ونحيلة البنية كانت ترتدي رداء بني اللون و طويل فضفاض يخفي أغلب معالم جسمها أما بالنسبة لملامحها فقد كانت ترتدي القبعة المتصلة بالرداء لذا لم ألحظ شيئًا منها " بدأ يزداد توتر أدريان تحت مراقبة فرانس له بقلق على حالته ثم رَنَّ فجأة هاتف فرانس فنظر إلى اسم المتصل ليجده " سيون " أجاب على الهاتف بينما أدريان جالسٌ بناحيته على المقعد وهو يهز إحدى قدمية بتوتر و رأسة بين يديه متأملًا و راجيًا من ذلك الشخص بأن يعود " مرحبًا سيون ؟ " لترد عليه بـ " أهلًا فرانس لقد رأيتك و أنا بخارج المشفى أتمشى تدخل أنت و أدريان بشكلٍ سريع و يا لها من مصادفة لذا اتصلت لأسأل ما الأمر فأنا قادمة إليكم الآن " سألها فرانس " و لما كنتِ هنا أساسًا لتقول " خرجت للتمشية قليلًا بينما جدتي بالداخل حتى يزودوها ببعض بخاخات الأكسجين " فـتفهم سبب وجودها و أغلق الخط بعدما أنهت حديثها وأخبرته بأنها قادمة إليهم ثم جلس ليحاول تهدئة أدريان و البحث عن ذلك الشخص بعينيه المترقبة فقالت المضيفة فجأة " اه صحيح لقد تذكرت " أخرجت من إحدى الأدراج ورقة صغيرة لتعطيها فرانس قائلة " لقد أعطتني هذه الورقة التي تحوي رقمها حتى تتواصلون معها " فـقفز أدريان باندفاع قائلًا لفرانس " هيا أتصل بها بسرعة " ليقول فرانس "حسنًا حسنًا اهدأ " و أثناء إدخاله للرقم سمعوا ضجةً مفاجئة بالخارج و صراخ عالٍ مع صوت ارتطام أو حادثٍ بشكلٍ أدق ليرى كلا من فرانس و أدريان الطاقم الطبي مسرعين للخارج و إحداهم تقول بعَجَلة " لقد اصطدمت مركبة مُسرعة بفتاة كانت تعبر من الرصيف ناحية الباب الرئيسي قاصدةً المشفى و يبدو بأن وضعها ليس بالجيد " إنتاب فرانس الهلع الشديد لينهض بشكلٍ مفاجئي قائلًا بقلق " سيون " ركض بأقصى سرعته للخارج ليلحقه أدريان بصدمة من كل تلك الأحداث المتشابكة و فرانس بالكاد متمالكٌ لأعصابه فقد انهار نفسيًا حينما فكر باحْتِماليَّة تأذي سيون ، خرجا من الباب الرئيسي ليجدوا بأن المركبة قد فَرَّت منذ زمن !! ولا أثر لها بينما الجميع متجمعٌ على تلك المسكينة التي تقاوم حتى تلفظ أنفاسها فتقدم فرانس و هو يصرخ بـ "سيوون!! " أكمل ركضه نحوهم و هو يدخل بين الحشد و خلفه أدريان قائلًا بنبرة عصبية " ابتعدوا أنا طبيب دعوني أرى الفتاة أغربوا عن وجهي "
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .