" ما الّذي تخالون نفسكم فاعلينه " وَجَّهُوا أنظارهم نحوه جميعًا ليضحك الطبيب بسخرية وَهُو يرمي المريض على إحدى رجاله وكأنه قِطْعة بالية فاِلْتَهَب فرانس غيظًا مِنه لحركته تلك ليتكلم بصوتٍ حاد " هل هناك سببًا للضحك ؟ أَمْ أَنَّ هذا تأثير المرضى عليك أيُّها الطبيب ؟ " تغيرت ملامِح الطبيب الساخرة إلى الغضب و قال بإنزعاج " هيه أنت يا صغير اِهْتَم بشؤونك الخاصة و غادِر هذا المكان " فابتسم فرانس باستفزاز و هو يقول " أنا طبيب هنا و سأبقى هنا إلى أَنْ تُصبح جُثَّة متعفنه عزيزي " صُدم الطبيب من كلامه و بدأ الخوف يسيطر عليه والقلق يستحوذ تفكيره خوفًا مِن انْكِشاف أَمْره حيث أنَّهُ طوال تِلك السنين كان لوحده بهذا الطابق و لا يوجد أي أطباء بهذا المجال معه أو طبيبٍ يشاركه الطابق لذلك كان مرتاح البال و لا أحد يعلم عن أفعاله الدنيئة و ما يفعله من أشياءٍ شنيعة و عديمة الرحمة بذلك المريض الذي قد استفرده بكل حقدٍ وأنانية فـإلتفت إلى بقية الحراس الذين معه بتوتر و كأنه يستنجد بأحدهم ليساعده أَوْ يحسّن من موقفه أَمامَ هذه المصيبة التي ظهرت لهم بينما فرانس قد اسْتغلَّ هذه الدقائق ليرسل رسالةً نصيّة إلى هاتف سيون بـ" اِذْهَبِي إلى غرفة المراقبة و خذي تسجيل هذا الحدث .. كوني حذرة "
[عند السيّدة أوليفيا و سيون]
اِهْتَزّ هاتف سيون تحت نظراتها القلقة نَحْو فرانس و أولئك الرجال فأخذته من جيبها بسرعة بينما مربيتها تنظر لها باستغراب قائلةً بغضب " هل نحن بموقف يسمح لك بالدردشة بهاتفك " لتزفر سيون بتوتّر متحدثةً بانفعال " عمتي أنظري إنها رسالة من فرانس يطلب فيها المُساعَدة " صمتت سيون لبرهه و قالت " يجب أن أذهب " فانْذَهَلَت السيّدة أوليفيا لتقول بتعجب و صدمة " إلى أين " وقفت سيون بهدوء و همست بـ" عمتي اهدئي سأذهب لآخذ تسجيل الكاميرا كـدليل ضدهم " ثم أكملت باستعجال " أرجوكِ إبقِ مكانك ولا تتحركي لا تقلقي علي " ذهبت مسرعةً و لم تعطي مجالًا للسيّدة أوليفيا و نظراتها الخائفة نَحْو طفلتها .
[فرانس]
أحس فرانس بتوتره و قال بسخريه مُهدداً إياه " أعطني هذا المريض فَحسْب و دعني أهتم به بدلًا عنك و أعدك بأني" أمال بجسده ناحية الطبيب و هو يغلق فمه بسَحَّاب وهمي لينظر إليه بأبتسامه مَكْر قائلًا " سوف أصمت ، أيها الطبيب..." ثم وَجّه بَصَره ناحية البطاقة التعريفية الملصقه على الجزء الأيمن من معطف الدكتور قائلًا بصوتٍ ساخر " الطبيب لوسيان روكفلر" نظر الطبيب إلى فرانس بإستخفاف فـضحك و قال بتهكُّم " و هل لديك أي دليل غير الكلام يا أحمق " ليبتسم فرانس قائلًا و هو يشير إلى أحد الكاميرات المثبته في المبنى " نعم نعم لديّ " فـاِصْفَرَّ وجه الطبيب من الصدمة ليقول بصوتٍ مرتبك " و كيف لي أن أصدقك وأنا لم أرى شيئًا بعد " أبتسم فرانس له بغرور محاولًا المراوغة بينما هو يخاطب ذاته بـ " يا إلهي سيون أين أنتِ لقد تأخرتي أرجو أن تكوني بخير"
[وفي ممرات المشفى]
تركض بسرعةٍ و القلق ينهشها بينما عينيها تجول في الاتجاهات حتى تصل إلى غرفة المراقبة فـلمحت إحدى عاملين المشفى لتركض نحوه بعَجَلة و تسأله قائلةً " سيدي أين هي غرفة المراقبة " رد عليها بتعجب واضح " ماذا تفعلين هنا ألا تعلمين بأن هنالك فوضى بالمكان و الجميع قد ذهب لماذا أنتِ هنا " فقالت له باستعجال " هل سوف تساعدني أم ماذا " تنهد العامل بضعف و قال " آسف لا أستطيع أن أسلمك المفتاح دون إذن فـمن غير المسموح لكِ الولوج " لتنظر له و الشرار يتطاير من عينيها السوداويتان و هي تحدث نفسها داخليًا " إذًا اتضح بأن مفاتيح الغرفة لديك " فـغضبت سيون بعدما رفض إعطائها و صرخت بـ " هيه ألم تفهم سيموت إن لم آخذ تسجيل الكاميرا هيا أعطني المفتاح " جَفَّلَ العامل مِن ردة فعلها الاِنْفِعاليَّة ليقول بصوتٍ مضطرب " قلت لكِ لا أستطيع إعطائك المفتاح " نظرت سيون إليه بحده ثم قالت مخاطبةً ذاتها " إذا لم تعطيني المفتاح سآخذه بنفسي أيها الغبي " و بينما هو يحدق بها باِرْتِياب أثر صمتها و نظراتها هاجمته برَكْلة على ساقة اليسرى و ضربته بيدها من عند رقبته لتطيح به أرضًا مَغْشِيّاً عليه فـأسرعت نحوه لتبحث عن المفتاح في جيوبه وهي تقول " لا تقلق صديقي طبيب سيعالجك " ، حينما وجدت المفتاح قفزت بفرحة و هي تصرخ " أجل لقد فعلتها " ثم همت بالركض نحو الغرفة و هي تُذكِر نفسها بأنه يجب عليها الإسراع فلا وقت لديها و ربما هو في مأزق الآن فدخلت الغرفة و هي تتنفس بسرعة لتجلس على المقعد حتى تُهدئ نَفَسها المضطرب ثم ضربت وجنتيها عدة مرات و هي تقول " هيا سيون أنتِ لها لقد رأيتِ الكثير مِن المشاهد المماثلة لهذا الوضع بالأفلام " بدأت العمل بحثًا عن ساعة الحدث حتى تأخذ المقطع .
[فرانس]
تتطاير اللحظات وَهُو يراوغ الطبيب و رجاله منتظرًا من سيون ذلك التسجيل حتى بدأ الشك يتسلل إلى الطبيب لوسيان نحو فرانس ليقول باستهانة " هيه أنت هل تظن بأننا لعبة بيديك حتى تخدعنا " إلتفت إلى إحدى رجاله مؤشرًا له ثم قال " إنه كاذب ليس لديه أي دليل تصرف معه " ليبتسم الرجل بخبث و هو يُفَرْقِعَ يديه القذرتان بحماس متقدمًا نحو فرانس بسرعة حتى يهاجمه بهمجيه و بتلك اللحظة رَنَّ هاتف فرانس مُعلنًا عن وصول رسالة فابتسم بإنْتصار و هو يتفادى اللكمة التي وُجِهت له بكل سهولة ثم ركل ذلك الرجل على معدته بقوة حتى اندفع إلى الخلف بجسده الضخم نحو بقيه الرجال ليغتاظ الطبيب بشدّة مزمجرًا بغضب بينما فرانس يبتسم بوجههم باستفزازيةٍ أكثر ثم قال و هو يشغل هاتفه و يوجهه نحوهم " ها هو الدليل ".
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .