فرنسا (لانيون)
دخل فرانس مع السيّدة أوليفيا و من خلفهم تتبعهم سيون تاركةً مسافة بضع سنتيمترات قليلة بينهم ثم توقفوا عِند قسم الاِسْتِقْبال ليقول فرانس للمُضِيفة بعدما رحبت به و سألته عما يُريد " مرحبًا أنا فرانس أورليان " فقاطعته المُضِيفة وهي تبتسم " اوه أنت الدُكْتُور الجديد هنا " بادلها الاِبْتِسامَة و قال " أجل هل يمكن أن تدليني على مكتبي الخاص ؟ " لتومئ له إيجابًا ثم قالت وهيّ تضغط على لوحة المفاتيح بأصابعها " دقائق فقط و أجده لك " اومأ لها مبتسمًا و إلتفت لسيون و السيّدة أوليفيا قائلًا لهما " حسنًا سنذهب معًا لمكتبي و بعدها نبدأ فحوصاتِك سيدتي " التزمت سيون الصمت راسمةً اِبْتِسامَة صغيرة على ثغرها تعبيرًا عن امتنانها أما عن السيّدة أوليفيا فقالت له بأسلوبٍ لبق " شكرًا لك أيها الشاب اللطيف لن ننسى معروفك " ليبتسم لها هو بدوره ثم إلتفت للمضيفة بعدما قالت " سيدي وجدت مكتبك الغرفة رقم ٥ الطابق السابع و لكن تأكد من لون الباب فإذا كان باللون البني سيكون مكتبك أما إذا كان باللون الأبيض فهو غرفة لإحدى المرضى هنا نظام المشفى هكذا حيث أن لكل طابق خمس أو ست غُرف باللون البني للأطباء أو الممرضين أما بقية الغرف التي هي باللون الأبيض تكون للمرضى هل فهمت سيدي ؟ ، أردت أن اقول لك هذه المعلومة حتى لا تخطئ و تدخل غرفه بالرقم ٥ و لكن بابها أبيض اللون " اومأ لها متفهمًا و شكرها على هذه النقطة المهمه فـعقدت سيون حاجبيها باسْتِغْراب لتهمس بصوت خافت " ماهذه المشفى الغريبة " صمتت قليلًا مستنكرة من الوضع لترفع كتفيها بخفه و هي تقول " لكنه أعجبني" فابتسم فرانس على ردة فعلها قائلًا " أتفق معكِ أحببت النظام هنا " ثم قال " هيا لنذهب إلى الأعلى" صعدوا جميعًا باستخدام المصعد إلى الطابق السابع و أثناء صعودهم كانوا ينظرون نَحْو المشفى و طوابقها من الزجاج متأملين بقية الطوابق التي يتجاوزونها وصولًا للطابق السابع لتقول سيون فجأةً و ملامح الدهشة قد طبعت على وجهها " ما الذي يحدث هناك !! " وجَّه كل من السيّدة أوليفيا و فرانس أنظارهم نَحْو الأعلى و تحديدًا الطابق السابع لـيَنْتَبِها بأن هنالك شيء ما يحصل حيث أن الجميع يصرخ و الفوضى تعم المكان ، هناك من يركض و ينزل من السلالم برعب و بخضم هذه الاشتباكات العنيفة باتت قطع الأثاث المتهشمة تتطاير هنا و هناك فـلفت انْتباه فرانس مجموعةً مِن الممرضين يركضون بالأرجاء و هم يلحقون بشخصٍ يرتدي الزي الأبيض ، نعم إنه إحدى المرضى ليقول فرانس متعجبًا " يبدوا بإنهم يلاحقون إحدى المرضى " أما عن سيون فـكانت تبتسم بحماسة تتخللها الصدمة قائلةً بصوتٍ صاخب يملؤه البهجة " واااهه لما لم تخبرني بأن هذه المشفى لديها قسمٌ للأمراض النفسية " حدقت السيّدة أوليفيا نَحْو سيون بنظراتٍ معاتبة لها لتزفر باستياء من ردة فعل سيون الغير مناسبة للموقف ، يركض ذلك الشاب و يقفز هنا وهناك بينما تتطاير الأشياء من حوله وهو يبتسم بسخرية ويصرخ قائلًا لهم " لا تحاولوا الإمساك بي أيها الحمقى " ليظهر فجأةً أمامه مجموعةً من الأشخاص ضخام الهيئة و طوال القامة يرتدون ملابس سوداء كرجال الأعمال فـتوقف فجأةً و هو محاصر بين الرجال و الممرضين ليعض شفته السفلية بغضب وعينيه العشبية تترقب كِلا الطرفين منتظرًا أي هجوم فاتَّخَذَ وضعية الدفاع و كان كل هذا تحت أنظار سيون و السيّدة أوليفيا الخائفة و مراقبة فرانس المستمرة للحدث بهدوء من مكان قريب وهو يفكر بالوضع مستغربًا من الأشخاص أصحاب اللباس الأسود و مدى غرابة ظهورهم بالمشفى و لماذا يتدخلون حتى بهذا الموضوع ثم قطع تفكيره هجوم الرجال دفعةً واحده على الشاب لتبدأ المعركة فقالت سيون بانفعال " ما هذا الحمق!!، كيف لهم بأن يعاملوا مريضًا بهذا العنف " تملكها الغضب لتقول بسخرية " هل هم يصورون فلمًا أم ماذا ما هذا التصرف الهمج..." صمتت سيون بإندهاش لما رأته و لم تكمل كلامها فقد كان الشاب يُقاتلهم بحركاتٍ مذهله و كأنه يسدد لهم لكمات و ضربات مدروسه من قبل حيث أنه قَلَبَ الموازين و أصبح شِبْه منتصرًا عليهم بالفعل ، كان جيدًا في تلقينهم درسًا تارة يسدد لكمة و تارة يحمي جسده و على هذه الوَتيرة حتى انهزم أغلب الرجال و بـلحظة غدر حينما أَحْنى رأسه يلتقط أنفاسه الضائعة من بين شفتيه باغته الطبيب بخبث من الخلف و غرز الحقنة بعنقه بكل عنف و قوة ليصرخ و يستشيط غضبًا حتى ألتموا عليه و ثبتوه كالنمل حينما يتجمع على فتات الخبز فـصُدِم فرانس من فعلتهم الحقيرة تلك و لم يستطع تمالك أعصابه لينهض بسرعةٍ ذاهبًا نحوهم و هو يصرخ بغضب " ما الّذي تخالون نفسكم فاعلينه " .
أنت تقرأ
يولاند (مكتملة)
Mystery / Thrillerفي فَرنسا تحديدًا بِمنطقة لانيون تحت أسقف غُرف المُستشفَيات نجِد الكثير مِن الغُرف المُعتِمه و لِكل مِنها قصة، حسنًا لِنرى الغُرفه رقم77 مِن هُنا سَتبدأ قِصتنا .